أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - ما بين الحلم واليقظة















المزيد.....

ما بين الحلم واليقظة


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 17:14
المحور: الادب والفن
    




حين فتحت عينيّ وجدت من حولي آلاف الأطنان من المياه المتدافعة، ومن فوقي سماء صافيّة، وكأنّ الرياح التي حطمّت هيكل السفينة قد كانت مجرّد وهم. كنت مستلقي على لوحٍ عريضٍ من خشب الجوز، عرفته من ملمسه وصلابته، يستخدم هذا النوع من الأخشاب في صناعة الصناديق الحافظة للنبيذ.

كان الحطام واضحاً في جلبة المياه المائجة، وبانت جثث العابرين إلى حلم الجنّة منقلبة على ظهرها، يبدو بأنّ بعض الأسماك الجائعة تمكّنت من تناول وجبة دسمة، فقد كانت الجثث مشوّهة، دون أطرافٍ أو رأس.

كيف وصلت إلى هذا المصير، وأنا الذي كنت أعيش معزّزًا مكرّمًا بين أهلي، هناك حيث تبتسم الشمس الحارقة كثيرًا وتلوّح الوجوه الكالحة المتعبة لتبدو أكثر بؤسًا ممّا هي عليه في الواقع!
كنت أرقب الجبل المحاذي لحيّنا، كان يبدو شامخًا وغريبًا، مرّة حاولت رفعه، وضعت كتفي تحت صخرة عملاقة ودفعت بها إلى الأعلى بكلّ ما أوتيت من قوّة، شعرت بألم حادّ يتسلّلُ إلى جميع خلايا جسدي. لم أحرّك الجبل قيد أنملة، لكنّه عالمي الذي انداح بعيدًا نحو آفاق جديدة. كيف يمكنني البقاء هناك بعد أن كبُرَ الحُلم وأصبحت الدنيا مفتوحة أمام ناظريّ، لا يفصلني عن هناك سوى هذا المحيط الشاسع، ويفصلني عن الموت والفناء لحظة واحدة. ولكن ماذا لو كنت أعايش كابوساً قد أستيقظ منه في أيّ لحظة قادمة. قد تكون البقع الرمادية في تلافيف دماغي تحاول إرباكي، وتحاول إقناعي بأنّني أعيش أزمة، وما كلّ هذه الزرقة التي تلفّني سوى أضغاث أحلام. لا بد لي من التوقّف على حقيقة أمري، هل قرص الذات يكفي للتيقّن؟ ربّما هي الطريقة الوحيدة القادرة على إقناعي بعكس ذلك. ما زلت أذكر عينيها السوداء الكحيلتين، اسمها! مرّة أخرى أصارع ذاكرتي التي أخذت تتمرّد في الآونة الأخيرة. ليلى، فاطمة، سعدية، عبير، هند .. لا، هذا الاسم أصبح نادرًا، ولا يستخدم كثيراً بالرغم من وقعه الجميل على آذان المتلقّي. ليكن اسمها ندى. كانت صباحاً تغريني وهي تنشر الغسيل على سطح المنزل، كانت تكشف عن بعض محاسنها، وكان همّي النظر إلى عينيها مباشرة. عيناها قمّة الإغراء، كانتا تجولان في الحدقتين، تراقب ردود فعلي، لهفتي، حرقتي، تراقب ذوبان جسدها في أتون شهوتي، ندى كانت تعشق عشقي لها، وكأنّ هذا الوله تصريحاً بجمالها وحضورها الأنثويّ الطاغي المسيطر.

لا قمر هذه الليلة، وافَقَتْ أخيرًا على لقاءٍ عابر وسريع، فوق السطح مجدّدًا، هل كان يرقبنا أحد، لا يهمّ، جميع حواسي متركّزة على تضاريس جسدها، مرّت يدي فوق نهديها، شعرت بالدنيا تثور، تعرّقت، وشعرت بتيار الدم يتوجّه حثيثًا ما بين قدميّ. إلى أين أمضي، وهي قادرة على احتوائي وكأنّها فقدت القدرة على الامتناع، قالت هامسة: أتتزوجني؟
لا .. وألف لا يا ندى، عُدتُ إلى وعيي، وهبطت يدي عن تلال جنّتها. كنت أنوي طلاق الشرق فكيف يكون الزواج عنوان نهاري؟

أخذ البرد يتسلل إلى معظم أجزاء جسدي، وحيداً في زرقة كثيفة وحادّة. هل هناك أسماك قرش؟ يقولون بأنّها ذكية ومبدعة في افتراس الضحية! ولكني لقمة سهلة ومتعبة وسائغة، قد أرمي بنفسي إلى داخل فيها دون عناء الانقضاض على جسدي. هل يكون الموت رحمة في مثل هذه الحالة؟ رفعت رأسي ونظرت إلى البعيد، هناك حيث كان من المقرّر أن أكون، ربّما تهتزّ الأجساد في ملهى ليلي على أنغام موسيقى البوب والجاز، لا بدّ أنّ هناك امرأة مستعدّة على مطارحتي الغرام دون شرط الزواج، بل لعلها تكره هذه الفكرة من أصولها وتعتبرها تكبيلاً للجسد والروح. هناك من يقفز في نوافير المياه وسط المدينة دون الشعور بالذنب تجاه المجتمع، هناك من يحسن الغناء عند منتصف الليل دون الخوف من السجن بتهمة التمرّد والجنون، هناك من يكتب على الجدران دون أن تكون هناك ضرورة للانتماء لحزب سياسي دون آخر، مجرّد التحرّر من طاقة كامنة. كلّ هذا يبدو بديهيًّا، ولكنّه يصبح كابوساً إذا سيطر على الحواس ليل نهار.

قالت لي ندى: إفعل بي ما تشاء، لم يعد مهماً زواجك منّي، أو انتظر حتى اسلّم عذريتي لزوجي الشرعي، ثمّ خُذني دون الخوف من وحش البكارة. في تلك اللحظة شعرت بالتقزّز والسأم، لم تعد ندى ذلك الجسد المثير، كانت كتلة من الخنوع والرضوخ لواقع يلفظ ذاته فما بالك بالآخر، ابتعدت عن ناظريها طويلاً، بات جسدها سجنًا، وباتت المتعة دعوة لرجاءٍ مؤجّل، لم أتمكن من فهم تلك الجدلية ما بين هرموناتي المتفجّرة وروحي المتمرّدة. أمقت يا ندى هذا النفاق الذي أصبح سيفاً مسلّطًا على عنقي، أرفض الانسياق خلف سراب الحبّ، من السهل الانحدار دون سطح الوجود. ذلك الصيف، اقتطف زوجك غشاء بكارتك، ولم يعد هناك ما يمنع ولوجي في فيزياء عالمك، غمزت ولمحت وكنت ذات الوقت ترفعين قدميك لرجل يكبرك بعقدٍ ونيّفٍ من الزمان، ليستلقي بعد دقائق قتيلاً إلى جانبك، وأنت تحدّقين في سقف الغرفة المعتمة، لم يعد ما يمنع من استسلامك لعضو فحوليّ قادر على تمزيق براءتك لساعات طويلة، بل أخذت تحلمين بتلك اللحظة، وكنت أنا المرشّح الأول للقيام بهذا الدور، علمت فيما بعد بأنّ آخرين لم يترددوا لحظة واحدة في إرضاء غريزتك الشبقة، لحظات بعد أن يعلو شخير زوجك، ليملأ فضاء روحك فرحًا ونشوة نسوية يا ندى! ورغم سنواتي العشرين وتجربتي المتواضعة مع الحياة، ما زلت أتساءل: هل تحيى في روح كلّ امرأة، أخرى عاهرة كامنة؟ تنتظر شرارة تطلق كنهها، وتفجّر عواطفها وتجعلها نجمة تتلألأ في أحضان رجل.

لا أدري كم من الوقت مضى وأنا ملقىً هناك وسط المياه الهادرة، لم يعد الوقت مهما فقد باتت روحي هائمة فوق حدود جسدي، وما هي سوى ساعات وأسلم الروح. شاهدت طائرة صغيرة تحلّق فوق المياه، لعلها تلحظني، أنا القشّة التي تتقاذفها الأمواج، لا أظنّ بأنّني سأعايش هذه التجربة مرّة أخرى إن كتب لي النجاة، لا أدري إن كنت سأتجرّأ على معاودة ركوب المياه ثانية.

- لا تدخل، مشغول.
لكنّه دخل وصوّب نظره إلى عضوي وأنا مشغولٌ بغسل ما تبقّى من صابون فوق جسدي.
- هل تحتاج لمنشفة؟
غطيت عورتي، وطلبت منه المغادرة على الفور.
بعد أيام سمعته يخبر أمّي بأنّه سيسارع بتزويجي لأنّه رآني وأنا ممسكًا بعضوي التناسلي، وأضاف: لا بدّ من إكمال نصف دينه. بعد أيام كانوا يقرؤون فاتحتي على إحدى قريباتي، دعوني لقراءة الفاتحة والانضمام للجمع الكريم، وسرعان ما كانت الحلوى توزّع علناً على الصغير والكبير، دون علم المعنيين بالأمر، أنا وهي. كانت تذوب من شدّة الحرج، قلبها كان معلّقًا بآخر. وفي الوقت ذاته، كانت أختي تبكي بحرقة، لأنّها أجبرت هي الأخرى على مبادلتي بأخيها. كلّ هذا العنف من أجل إكمال النصف الآخر من الدين! انتهت تلك الملهاة العبثية، وبدأت أخرى، لكن الدين لم يكتمل بتلك الطريقة البدائية.

كنت .. على .. استعداد .. لقتل .. كلّ .. من .. يجرؤ .. على .. إعادتي .. إلى .. ذلك .. البيت.

لو أتيح لي خيار العودة والتخلّص من هذا الفخّ الذي وقعت فيه، فهل أفعل؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال، قد تتساءلون ومعكم كلّ الحقّ في ذلك: ألم تكن لديك القدرة على رفض الزواج وأنت رجل عاقل؟ هناك بالطبع أساليب كثيرة للضغط على قراراتي بهذا الخصوص، على سبيل المثال التهديد بطرد والدتي من المنزل إذا لم أوافق على مشروع الزواج. لهذا فإنّ الهرب من المنزل هو حلّ لجميع أفراد العائلة. والآن، يبكون حرقة وينتظرون من السماء رسالة لعلّي أعود، وسينفّذون كافة شروطي، يا له من عالم منافق، أفضّل الموت وسط هذه المياه على العودة إلى عالمكم المتعب المريض. إذن القضية لم تعد مجرد إكمال الدين بتوفير امرأة مهمتها رفع قدميها كلّ مساء، وإشباع غريزتي الجنسية. لا أبدًا، الهدف هو الاستمرار بعرف شرقيّ قديم، وما أن يبلغ الفتى الثلاثين من العمر حتى يكون قد أنتج دزينة من الأولاد. جائعون مفرّغون من أيّ طموح سوى الاستمرار بالحياة كيفما كانت الصيغة المتاحة لذلك. أمّا الوالد وفي هذه الحالة ((أنا)) فأكون عندها قد استهلكت الجزء الأكبر من أحلامي، ولن أكون قادرًا على التحليق حتى في نومي وقيلولتي. كسر وإلغاء القدرة على الحلم والجموح سمة شرقية، وأنا كنت استثناء، حزمت أمري وسارعت بالابتعاد نحو مجهول أقلّ قسوة، وأكثر إنسانية، وكان عليّ أن أعبر محيطاً، لهذا لن أموت وسط هذه المياه مهما حدث! رغبتي الآن بالحياة تفوق جبروت الفناء، لقد تحررت من شرقيتي المرسّخة جينيًّا، أشعر بأنّ أجنحتي قد نبتت أخيراً، وسوف أطير فوق مياه المحيط حيث ينتظرني هناك مصيرٌ آخر، يخطّه عنفوان الحياة، ربّما سأكتب بدمي شعراً لم يقرؤه أحد ولم يجرؤ بنانٌ على كتابته بعد، ربّما أحقّق ما فشل أجدادي على تحقيقه منذ التيه الأوّل، ربّما أصبح رئيساً لمنظمة أو دولة أو مستعمرة، وقد أصبح راعي بقر في البراري الممتدة أمام ناظري، ربّما أتزوج شقراء، وقد يفشل زواجي فأنفصل عنها بهدوء لأرتبط بسمراء دون عقد زواج وكأنّها جاريتي. تبدو لي المياه الآن أقلّ شرّاسة عمّا كانت عليه قبل لحظات، بدأت الدماء تعصف مجدّداً في شراييني الشابّة، انتقلت إلى قطعة بلاستيكية كبيرة، رفعتني قليلاً عن سطح المياه الخطِر. فتحت عينيّ وإذا بها هناك، تحدّق بي تناجيني. قالت ندى: أخجل من جسدي، أشعر بأنّي مجرّد وعاء لاستيعاب الحيوانات المنوية، أشعر بأنّي مستهلكة، لم أكن أتوقّع أن يكون الجنس هاجسٌ ذكوري طِوال الوقت. مشاعري باتت معلّبة، مشاعري لا تعني شيئاً، يصعب عليّ أن أعشق مرّة أخرى يا كمال! نعم، هذا اسمي، تصوّروا بأنّني قد نسيته منذ أن هوى المركب صريع الأمواج المتلاحقة غضبًا من جهلنا وجرأتنا على ركوب المجهول دون بوصلة. وضعت يدها على رأسي وهمست: أرجوك، دعني أكمل بوحي يا كمال. (بدا اسمي جميلاً بين شفتيها، كانت في تلك اللحظة جميلة ومشرقة، شعرها كان يتموّج مع الريح الخفيفة التي هبّت في تلك اللحظة) الإحساس بالأنوثة المطلقة يشغل كلّ نساء الأرض يا كمال، نحن لسنا مجرّد قناة لعبوركم المؤقّت، ولكنّا قد نفعل ذلك في لحظة لقاء وجودي، بعد الوصل أنظر مباشرة إلى عينيه فقط، عندها أدرك إذا كان سفّاحًا أو عاشقًا، بعد الوصل مباشرة وقبل أن يشعل سيجارته. هل تفهم معنى هذه الكلمات يا كمال؟ أحاول أن أتخلّص من حضور الجارية في حياتي، أنت هربت بعيدًا عن هذا الواقع، وأنا جزء منه، وكنت أعشقك بكلّ ضعفي وجبروتي الأنثويّ يا كمال. أتذكر عندما طلبت منك الانتظار لما بعد الزواج، كنت أحاول أن أقلّل عدد قتلتي، فأنا كنزٌ شرقيّ ما دمت عذراء. انقلب على ظهره فرحًا عندما شاهد بقعة الدم على الملاءات البيضاء، لم يكن دم بكارتي ثمنًا لفحولته ورجولته الغبيّة، لأنّني بقرتها بإصبعي لحظات قبل ولوجه في أحشائي. سبقته وحرمته من نشوة الانتصار، علم بذلك لاحقًا، وكان الوقت قد تأخر كثيراً، كان يخشى أن يتّهم بالغباء والسذاجة، احترق قلبه وأصيب بجلطة خفيفة شلّت جزءًا من جسده، سألته يوما أتحبني؟ قال بعد تردّد بأنّه لم يفكّر بالأمر من قبل. قلت له بأنّ جوابه سيحرمه من طعام الغداء لمدّة يومين متتاليين. والآن، أشعر بالشفقة عليه لأنّه بدأ يفهم الكثير من الحقائق التي فاتت قبيلة الرجال من قبله. انحنى قليلاً وقبّل يدي، كان ينظر إلى عينيّ وليس إلى صدري وما بين فخذيّ، أخيرًا اكتشف بأنّ هناك إنساناً يكمن في داخلي. وقال كلمة واحدة لا غير. قال "آسف". في تلك اللحظة كان يعتذر عن قبيلة الرجال الشرقيين الذين شاركوا في وليمة الاغتصاب الشرقية، والتي امتدت منذ العصر الجاهلي حتى الآن. اختلفت الصورة والشكل فقط يا كمال.

في تلك اللحظة، كانت ندى قد عادت تلك الطفلة التي كانت قبل ثورة الجسد، كانت تنشر الغسيل على سطح المنزل، ثم تأخذ بالقفز على حبل رقيق أزرق. لم تكن تخشى عيون الفضوليين من الرجال، بل لم تكن تفهمها، وكانت في تلك اللحظة سعيدة. لماذا يغادر الفرح غالباً جسد المرأة مع دخولها عالم الزوجية، يتجعّد بطنها ويندلق أمامها، تتوقّف عن الاهتمام بذاتها بعد حملها الأول، وتصبح مجرّد بقرة حلوب، تُلْقم حلمتيها لرضيع بكلّ رضا وحبور غير مسبوقين، يصبح الرجل والدًا للطفل بعد أن كان زوجًا؟

أدركت بأن الطقس اليوم أصبح جميلا وهادئًا، كانت الأمواج قد انحسرت وأصبحت رائقة وانسيابية، نسيت تعبي وعطشي وجوعي، وأخذت أضرب سطح الماء بيدي، أخذت أبتعد بالتدريج عن الحطام ومنظر الموت والهلاك من حولي، في البداية كنت أخشى أن أجد نفسي وحيداً وسط هذه الزرقة، كان الحطام وصوت ارتطام بعض الأمتعة والقطع الخشبية يُضفي على روحي إحساسًا بالطمأنة، ولكن إلى حين، لم يكن المركب مرخّصًا ولم يكن يعلم أحد بمصيرنا هذا. وكان لا بدّ من الابتعاد. مضت ساعات طويلة ومضنية وأنا أضرب سطح الماء، وأخيرًا أصاب الإرهاق منّي مقتلاً، لم أعد أشعر بأطرافي وكان الألم يحاصر معدتي من كافة أطرافها، كان شعر لحيتي قد طال بسرعة غير مألوفة، وساعد في ذلك الرطوبة وملوحة المياه، أما شعر رأسي فكان قد تجعّد، بدوتُ كهِبّي سعيداً بعبثيتي وإهمالي لواقعي. ولكن الحقيقة كانت غير ذلك تماماً، كنت قد فقدت الوعي، وحين فتحت عينيّ مجدّدًا، شاهدت قاربًا صغيرًا بجواري، كان وجهها مشرقًا وجميلاً، لا أدري من كانت تلك المرأة، وسرعان ما انتشلتني من المياه أيد فتيّة قويّة، ألقوا على جسدي غطاءً دافئًا، عندها شعرت بالبرد يهاجم خلايا جسدي، كنت أرتجف كورقة في مهبّ الريح، وضعت تلك الفاتنة قطعة من القطن المبلّل بالماء فوق شفتيّ المتشققتين، عندها شعرت بأنّ الحياة أخذت تعود مجدّدًا إلى جسدي.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد شريرة
- المرأة وقرن الموز
- تدركين دون شكّ .. سيدتي!
- من ذبح الحصان
- من خلف الكواليس
- قبعة ومعطف شتويّ
- يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى
- فواصل ونقاط 5
- بحقّ الموت لا ترحلْ!
- نقاط وفواصل 4
- نقاط وفواصل 3
- نقاط وفواصل 2
- نقاط وفواصل 1
- بصحبة زوربا
- عودي يقتلني إبداعك (1)
- كلّ هذا من أجل رجل!
- الأزواج الأربعة وأنسنة المجتمع
- من قال بأن الغول مات!
- الزنابق والأعناق المكسورة
- أحلامٌ في مهبّ الريح


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - ما بين الحلم واليقظة