أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاهد ناصرالدين - وما زالت المؤامرة على الخلافة مستمرة















المزيد.....

وما زالت المؤامرة على الخلافة مستمرة


عاهد ناصرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن الدارس لأحداث سقوط الدولة الإسلامية يجد أن ما جرى ما هو إلا مؤامرة خططها أعداء الأمة ، الإنجليز والفرنسيون ونفذها أناس يقولون أنهم من العرب ومن المسلمين .
والغرب كعادته عندما ييأس من مواجهة المسلمين وجها لوجه،ويفشل عسكريا يلجأ إلى الأساليب الخبيثة الأكثر دهاءً وخبثاً،وذلك عن طريق إثارة النعرات والعصبيات القبلية والقومية ، ويتخذ من النفوس المريضة التي يغريها المال والمنصب جسرا يسير عليه لينفذ من خلالها إلى قلب الأمة الإسلامية فيصيب منها مقتلا .
وفي غمرة انهماك الخلافة بالفتوحات وفي فترة الضعف الفكري التفّت دول الكفر على حين غرة إلى مكامن الفتن, فحركت المشاعر القومية, وأثارت النعرات الطائفية, وبرزت الجمعيات والتكتلات داخل دولة الخلافة تنادي بسيادة الطورانية, واستقلال الشعوب العربية والكردية. وتعاون المتآمرون مع بريطانيا, وأعلنوها حرباً على الخلافة وتقطعت أوصالها وتسابقوا على ترسيم الحدود لتمزيقها نتفاً صغيرة وسموا كل ذلك وطنية.
والإنجليز هم على رأس قائمة هؤلاء الأعداء قديما وحديثا يمكرون بالدولة الإسلامية ويحركون النعرات القومية ، هم الذين أثاروا الأتراك على العرب ، والعرب على الأتراك ، وأنشأوا جمعيات وأحزاب على أساس قومي كجمعية تركيا الفتاة ، ومصر الفتاة ، والإتحاد والترقي وغيرها .
ومما يؤسف إليه أن الغرب الحاقد لم يتمكن من إصابة الأمة الإسلامية وطعنها الطعنة النجلاء إلا عن طريق العملاء والخونة الذين خانوا الله ورسوله ؛ منهم من ادعى أنه من سلالة الهاشميين حملة الرسالة المحمدية الذي أطلق الرصاصة الأولى من قصره في مكة في العاشر من حزيران عام 1916م فحارب المسلمين وطعن الأمة الإسلامية في قلبها ، وحقق للصليبيين ما عجزوا عن تحقيقه ، وساهم في تمزيق بلاد المسلمين وإسقاط الخلافة وإراقة دماء المسلمين الزكية ، ولم ينل من صنيعه هذا في نهاية الأمر إلا غضب الله – عز وجل - ، وتنكر الإنجليز له فنكصوا عن وعودهم له بجعله ملكا ؛ فمزقوا البلاد وجللوها بألوان مختلفة حسب مصالحهم .
وكان الإنجليز بطائراتهم يساعدون الشريف حسين بإلقاء منشوراته على الفلسطينيين عام 1917م ، وهذا هو نص المنشور:
"إلى جميع العرب وسواهم من الضباط والرجال الموجودين في الجيش العثماني.
سمعنا بمزيد الأسف أنكم تحاربوننا نحن الذين نجاهد في سبيل المحافظة على حكام الدين الإسلامي الشريف من التغير والتحرير، وتحرير العرب قاطبة من حكم الأتراك، ونعتقد أن الحقيقة الخالصة لم تصل إليكم؛ لذلك أرسلنا لكم الشعار ممهوراً بمهرنا لنؤكد لكم أننا نحارب لأجل غايتين شريفتين وهما: حفظ الدين، وحرية العرب عامة.
لقد أرسلنا الأوامر مباشرة إلى عموم رؤساء ورجال قبائلنا بأنه إذا أسرت جيوشنا أي واحد منكم يجب أن يعاملوكم بالحسنى ويرسلوكم إلى أولادي حيث يرحبون بكم ويحسنون وفادتكم.
لقد كانت المملكة العربية مستعبدة تحت سلطة الأتراك مدة طويلة، فقتلوا من قتلوا من إخوانكم، وصلبوا من صلبوا من رجالكم، ونفوا نساءكم وعيالكم بعد تحريف دينكم، فكيف تطيقون الصبر بعد ذلك، وتتحملون عناء الاستمرار معهم وترضون بمعاونتهم؟
هلموا للإنضمام إلينا، نحن الذين نجاهد لأجل الدين وحرية العرب حتى تصبح المملكة العربية كما كانت في عهد أسلافكم إن شاء الله تعالى، والله الهادي إلى سواء السبيل".
وممن اشترك في هذه المؤامرة الخبيثة لورنس العرب الذي يعتبر من أشهر شخصيات الربع الأول من القرن العشرين؛ فاسمه اقترن في كتب التاريخ بثورة الشريف حسين – أمير الحجاز – ضد الحكم التركي عام 1916م ، وهناك العديد من الكتب في أكثر من لغة تناولت سيرة حياته وأظهرته بطلاً من أبطال الإمبرطورية البريطانية نتيجة للدور الهامّ الذي لعبه إبّان الحرب العالمية الأولى كونه ضابط ارتباط بين القيادة العسكرية البريطانية والثورة العربية الكبرى ضد الأتراك، وقد تحوّلت قصته لفيلم سينمائي معروف ظهر فيه باللباس العربي على الخيل والجمال زعيماً لقبائل البدو وملكاً غير متوج للعرب.
فمن هو لورنس العرب ؟
ولد توماس إدوارد عام 1888م في (ويلز) بإنكلترا، تزوج والده من إيرلندية أنجبت له 4 بنات ولكنه هجرها ليعيش مع مربية بناته دون زواج وأنجب منها 5 ذكور كان لورنس الثاني من بينهم.
عاش لورنس متفوقاً في دراسته ينال المِنح المدرسية والجامعية، وكان منذ صِغره قوي البنية نشيطاً ذكياً يتميّز بقوّة الذاكرة وحبّ المغامرة والصبر على المتاعب. تخصّص في علم الآثار في جامعة أكسفورد الأمر الذي دفعه للاهتمام باللغات فتخرّج وهو يجيد الفرنسية واللاتينية واليونانية، وأثناء تحضيره لرسالته الجامعية التي كان موضوعها (الفن المعماري الحربي عند الصليبين في الشرق) قام بزيارة القِلاع التي بناها الصليبيون، وتلقّى شيئاً من اللغة العربية قبل سفره، وزار سوريا وبيروت وغيرها، قطع خلالها مسافات شاسعة وحده مشياً على الأقدام على طرق أكثرها غير معبّد وبراري غير مأمونة يبيت عند الفلاحين والبدو في خيامهم يُشاركهم المأكل والمشرب وشظف العيش ممّا ساعده على إجادة اللغة العربية .
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى راحت كل من الدول الكبرى: فرنسا، وبريطانيا وروسيا وألمانيا تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، منها: توسيع رقعة نفوذها والسيطرة على الأماكن الإستراتيجية وعلى منابع النفط… لذلك أخذت بريطانيا ترسل عملاءها إلى المنطقة؛ فاستدعت القيادة الإنكليزية أصحاب الخبرة في البلاد العربية ومنهم لورنس الذي التحق بسلك المخابرات العسكرية، وعندما دخلت تركيا الحرب في أواخر عام 1913 م عُيّن لورنس في القاهرة مشرفاً على شبكة للتجسس كان هو يختار أعضاءها بنفسه، ومن مُهماته تهيئة الخرائط العسكرية وضبط وتنظيم المعلومات الواردة التي تُؤخذ من الأسرى والفارين من الجيش العثماني وتنسيقها مع المعلومات الواردة من الجواسيس. ولكي يقوم بوظيفته تلك على أكمل وجه تمّ إعداده، فنُظِّمت مطالعاته لاسيما فيما يتعلّق بالتاريخ الحربي حتى يقال إنّه قرأ كل ما له علاقة بالفروسية وبالقرون الوسطى، وقرأ حوالي 25 مجلّداً خاصاً بنابليون، وبعد ذلك قرأ معظم كتب الحرب العائدة إلى القرن الثامن عشر. ولم يقم لورنس بشحذ ذهنه فحسب بل قام بتدريب جسده على تحمّل المشاق؛ ويروي أحد أصدقائه أنّه كان يختبر طاقاته على التحمّل بالانقطاع عن الطعام لمدّة يومين أو ثلاثة أيام وبالسير مسافات طويلة في الصحراء إبّان فصل الشتاء وبالتغلب سباحة أو تسلقاً على أي حاجز مائي أو جبلي يعترض سبيله، وبقضاء أمسيات طويلة وحيداً في حقل الرماية يتدرّب على إطلاق النار حتى أضحت يساره تُضاهي يمينه في استعمال الأسلحة النارية، وبقطع المسافات الطويلة راكباً دراجته دون توقف إلى أن يقع تحت وطأة الإعياء على حافة الطريق .
وليس هذا كل ما في الأمر، ذلك أن لورنس يُعتبر من أشهر أدباء عصره؛ فكتابه (أعمدة الحكمة السبعة) التي يصف فيها ثورة العرب هو من أوسع المؤلفات الإنكليزية انتشاراً، وما استطاع الوصول إلى ما وصل إليه إلا بالدأب والصبر وقطع الصحراوات على ظهور الإبل وهو ابن الثلج لذلك صدق فيه قول الشاعر:
لا تحسبنّ المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصََّبِِرا
فلورنس هذا قاد الأعراب حتى حاز على دمشق وظل ينهك الجيش العثماني، وقد أدى لوحده – وفي سبيل قضيه باطلة – ما يؤديه جيش كبير، حتى أنّه خدع نفراً من الضباط العرب في الجيش العثماني فكانوا معه في مسيرته تلك من الحجاز إلى حلب .
إنّ أوّل وأهم ما يسترعي الانتباه أنّ لورنس لم يكن يهمُّه من أمر العرب شيئاً فهو لم يكرّس نفسه لإنشاء دولة عربية موحدة كما يُشاع لأنّه كان يُقدّم مصلحة بلاده على أي شيء آخر، ومصلحة بريطانيا تقضي بإبقاء الشرق الأوسط منقسماً على ذاته، يقول لورنس في أحد تقاريره: لو تمكنا من تحريض العرب على انتزاع حقوقهم من تركيا فُجاءة وبالعنف لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم فنمزقهم من داخلهم وفي عقر دارهم، وسيقوم نتيجة لذلك خليفة للمسلمين في تركيا وآخر في العالم العربي ليخوضا حرباً دينية داخلية فيما بينهما، ولن يخيفنا الإسلام بعد هذا أبداً .
أما تعهده للعرب بمنحهم الحرية فكانت الطريقة المثلى لجعلهم يشتركون في الحرب، يقول في أحد كتبه: كان علي أن أشترك في المؤامرة… وقد جازفت بالاحتيال اعتقاداً مني بأن العون العربي ضروري للوصول إلى نصر سريع وقليل التكاليف في الشرق… الربح مع الإخلال بالعهد أفضل من الخسارة .
لذلك فإن العقبة الأساسية التي كانت تواجه بريطانيا وحلفاءها هي الإسلام؛ لذلك سعوا للقضاء عليه عن طريق هدم الخِلافة الإسلامية، والدليل تقرير سريّ كتبه لورنس عام 1916م بعنوان سياسة مكة أوضح فيه رأيه في ثورة العرب: إنّ نشاط الحسين مفيد لنا إذ أنّه ينسجم مع أهدافنا الكبيرة، وهي تفكيك الرابطة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، لأنّ الدول التي ستنشأ لتخلف الأتراك لن تشكل أي خطر على مصالحنا… فإذا تمكنا من التحكم بهم بصورة صحيحة فإنهم سيبقون منقسمين سياسياً إلى دويلات تحسد بعضها البعض ولا يمكن أن تتحد .
لذلك كان همُّ لورنس في ذلك الوقت التأثير على زعماء العرب وكسب ود العشائر والقبائل لدفعهم للقيام بالثورة ولو من خلال لبس لباسهم وسلك سلوكهم كي يتمكّن من أن يتحكم بهم تحكم الاستعماريين بالشعوب. يقول في كتيب البنود 27 الذي أعدّه لتعليم الضباط على طرق التحكم بالعرب: إذا أمكنك لبس لِباس العرب عندما تكون بين رجال القبائل فإنّك تكسب بذلك ثقتهم .
وللورنس تصريحات عديدة حول فلسطين؛ فقد طُلب إليه إنكار ما جاء في رسالة فيها شتم وتحقير إلى (د. ماك أنيس) كاهن الأبرشية الإنكليكانية في القدس، لاعتراض الأخير على فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فرفض لورنس ذلك وعاود الكتابة إلى الكاهن يلومه على احتجاجه: كان من الأفضل لك أن تفعل شيئاً آخر غير الاحتجاج لكنك غير صالح حتى لتنظيف حذاء وايزمان.

لذلك لم يُخفِ لورنس تأييده لوعد بلفور، فبعد زيارته لفلسطين رأى أنه كلما سارع اليهود في الاستيلاء على فلسطين وزراعة أراضيها كان ذلك أفضل. وهذا الرأي عمل لورنس فيما بعد على وضعه موضع التنفيذ.
ثم ما كان من خيانة الإنجليز لكل عهودهم التي بذلوها للعرب. فقد تبين من بعد أنهم بذلوا للفرنسيين ولليهود في الوقت نفسه وعوداً أخرى تتعارض مع الوعود التي بذلوها للعرب، إذ اتفقوا مع الأولين على احتلال الشام، واتفقوا مع الآخرين على التمهيد لتحقيق أحلامهم في اتخاذ فلسطين وطناً قومياً.
وقد اعترف لورنس بسوء نية الإنجليز في أول كتابه “ أعمدة الحكمة السبعة” إذ يقول: إن كل ما بذله الحلفاء للعرب من وعود قد تبخر بتأثير مطامع إنجلترا في بترول العراق، وتحت تأثير سياسة فرنسا الاستعمارية.
ويقول: إن كل ما نحتاجه هو أن نهزم أعداءنا، والترك من بينهم. وقد استطاع “أللّنبي” بحكمته أن يحقق ذلك في آخر الأمر بخسارة تقل عن أربعمائة قتيل، وذلك باستغلال المعارضين لتركيا. وكم أنا فخور بالمعارك الثلاثين التي خضتها والتي لم ترق فيها نقطة دم إنجليزي.
بل هو يقول في صراحة أوضح: “إن مجلس الوزراء قد دفع العرب إلى أن يقاتلوا في صفنا لقاء وعود معينة، وعود بأن يحكموا أنفسهم في المستقبل.. ولم يكن هناك بد من أن أدخل في المؤامرة وأصبح أحد أعضائها. فأكدت للعرب ما بُذل لهم من الوعود عن مكافأتهم على ما سيبذلون من عون.
وفي خلال السنتين اللتين رافقتهم فيهما بين نيران الحرب نمت ثقتهم بي، ونمت تبعاً لذلك ثقتهم بحكومتي، فاعتقدوا بأنها لا بد أن تكون مخلصة مثلي… وقد أنجزوا ما أنجزوا من عمل مثمر بدافع من هذه الآمال.
وها أنذا أعاني من الشعور الدائم بالمرارة والخزي، بدل أن أكون فخوراً بما حققت بمعونتهم من انتصار. وقد كان واضحاً منذ البداية أن هذه الوعود المبذولة تصبح حبراً على ورق في حالة انتصارنا. ولو أخلصت للعرب لنصحتهم وقتذاك بأن يعودوا إلى بيوتهم، وبأن لا يغامروا بحياتهم في القتال لقاء دراهم معدودة… وقد غامرت بنفسي في هذه المؤامرة الغادرة لأني كنت واثقاً أن مساعدة العرب لازمة ضرورية لإحراز ذلك النصر في الشرق رخيصاً وسريعاً. وقد فضلت أن نكون منتصرين وناكثين بالعهد على أن نكون خاسرين مهزومين.” " الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر"للدكتور محمد محمد حسين .
لقد انتهى الأمر بمأساة فوق مأساة وضحكا على ذقون كل من صدق وعود جند الشيطان ، واستحكم الإستعمار وجودا ونفوذا لا زالت تعاني الأمة الإسلامية منه الويلات والمصائب ، وذهبت شعارات الحرية والوحدة والحياة الفضلى أدراج الرياح تحت أقدام صاحبة الجلالة وحكومة فرنسا .
غاب الإسلام عن الحياة فغابت الفضائل, وتعطلت الحدود فتفشت المنكرات, وتوقف الجهاد فلبست الأمة الإسلامية لبوس الذلة والمهانة وانسلخ عنها ثوب العزة والكرامة وهانت على الله فهانت على الناس.
والحرب على الإسلام ما زالت مستمرة وقد أعلنتها أمريكا حرباً صليبية ولكن على من؟ وأن جيوشه توجهت زاحفةً نحو المشرق, ولكن أين تقصد؟ هل زحفت لمواجهة جيوش تستعد للقائها؟ هل انقضت على دولة أعلنت الحرب عليها؟ إنها أهداف مخفية لغايات مشبوهة, إنها حرب على الإسلام وأهله.
إن دول الكفر لا تقارع دولة, ولم تقف أمامها جيوش, ولم تغلق دونها الحدود؛ فأحفاد المتآمرين هم الحكام الذين ينفذون سياسات الكفار وينفذون المخططات ويسهلون لهم مهمتهم في الحيلولة دون رجوع الدولة الإسلامية إلى الوجود ، ويحاربون المسلمين.
وفي الختام
كل إنسان يسير في حياته بلا تفكر وتأمل وتدبر سيجد نفسه في نهاية المطاف في أوهام وخيال ، ما أن يسمع نداءً أو بوقا فيسير خلفه دون تأمل وتدبر ولا يفكر من الذي قام بمناداته ولماذا ولأي اتجاه يريد فقد يكون عدوا له ناصبا له الفخاخ .
كمجير أم عامر ،إذ خرج قوم إلى الصيد في يوم حار فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم ( أم عامر ) وهي الضبع فطردوها فاتبعتهم حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا. وطريدتنا. قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي ( لأنها استجارت به ). قال: فرجعوا وتركوه ، فقام إلى لقحة فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء فأقبلت مرة تلغ من هذا ومرة تلغ من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه ، فبقرت بطنه ، وشربت دمه ، وأكلت حشوته .
وكل إنسان لا يوجد له مبدأ وفكر أساسي ينبثق عنه كل فكر فرعي تجده متلونا مضطربا يسير هنا وهناك مذبذبا لا تعرف له اتجاها ولا وجهة ولا هدف يعمل على تحقيقه .
والمسلمون وبعد أن فقدوا دولتهم أراد لهم أعداؤهم أن لا يسيروا على إسلامهم ولا تكون لهم وجهة واضحة فتم إدخال ونقل مفاهيم الحضارة الغربية إلى بلاد المسلمين ليحملها المسلمون بدلا عن دينهم .
والحضارة الغربية هي السراب بعينه ،
وها هي الرأسمالية القائمة على المنفعة والجشع والإقتصاد الوهمي في طريقها إلى الإنهيار ؛ تعيش أزمات مالية واجتماعية وأوبئة فتاكة كالإيدز وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير ، وهي في الحقيقة أزمة حضارية .
إن ضعفت الأمة الإسلامية في وقت من الأوقات ، وضاعت دولتها ؛ فإن الأمة لا زالت حية ولم تمت ،فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, رجال يعملون لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ،رجال يثبتون أمام الشدائد , يشرون الحياة الدنيا بالآخرة, تذلل لهم مغاليق الأرض, وتفتح لهم أبواب السماء, صعوداً إلى الجنان.
فكونوا من العاملين لإقامة الدولة الإسلامية لا من المنتظرين لها
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 .



#عاهد_ناصرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدعة-حقوق المرأة-
- التدخل الأجنبي وخطره على الأمة
- ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية
- -الإسلاميون - أم المسلمون ؟؟
- من هو المؤهل لقيادة العالم ؟
- من نماذج الغزو الغربي لبلاد المسلمين -الزواج المدني-
- أيها الإعلامي
- الحضارة الغربية ...أس الداء ومكمن البلاء
- رسالة الإسلام الخالدة ..عالمية البعد والخطاب
- أوباما ... الأزهروجامعة القاهرة
- رسالة مفتوحة إلى كل أب وأم
- الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان
- التسول السياسي
- الأسر الفكري
- القِوامة ديكتاتورية أم رعاية ؟؟
- الداء والدواء
- انتصار الإسلام السياسي
- هل حقا أن الإسلام يبيح التحرش ؟!
- الإسلام السياسي بين القبول والرفض


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاهد ناصرالدين - وما زالت المؤامرة على الخلافة مستمرة