أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - »رسائل البحر«.. في مرسي مطروح














المزيد.....

»رسائل البحر«.. في مرسي مطروح


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرسي مطروح.. ترتبط في اذهان الغالبية العظمي من المصريين بالبحر النظيف و»الرايق« الذي لا تكاد تجد مثيلا للون الفيروزي لمياهه، الامر الذي جعله-قبل انشاء قري الساحل الشمالي وعلي رأسها »جمهورية مارينا«- مقصدا للمصريين وغير المصريين، المحبين لجمال الطبيعة البكر والباحثين عن الراحة والمتعة- بعد عناء الشتاء والخريف والربيع- فوق تلك الرمال الناعمة البيضاء التي تقودك الي صخرة وحمام الملكة كليوباترا وبقايا معبد رمسيس الثاني واطلال سيدي براني من العصر اليوناني الروماني، وجبل الموتي ورأس الحكمة.
كما تقودك ايضا الي مقبرة الكومنولث بالعلمين التي تضم اكثر من سبعة الاف مقبرة لضحايا المعارك الطاحنة التي جرت في هذه المنطقة ابان الحرب العالمية الثانية وهم الجنود »الغلابة« الذين اقتيدوا الي هذه الحرب المروعة وجاءوا من بريطانيا ونيوزيلندا واسترالي وجنوب افريقيا وفرنسا والهند وماليزيا.
وفي مكان ليس بعيد عن مقبرة الكومنولث توجد مقبرة »اعدائهم« من الجنود الالمان والجنود الايطاليين.. الذين ساوي الموت بينهم جميعا!!
واينما ذهبت.. سواء الي مزارات فرعونية او مقاصد يونانية رومانية، او اطلال حربية خلفتها المواجهة الدامية بين مونتجمري وروميل، تبقي »رسائل البحر« المدهش في هذه البقعة المذهلة الجمال هي الاهم.. وتدور عجلة الزمان لكن يبقي صوت ليلي مراد الشجي والعذب افضل من حمل هذه الرسائل الي ساكني مطروح قائلة لهم:
يا ساكني مطروح
جنية في بحركم
الناس تيجي وتروح
وانا عاشقة حيكم
>>>
كيف يمكن لمكان بهذه العبقرية ان يكون مسرحا لفتنة طائفية؟!
اكثر الناس تشاؤما لا يمكن ان يتصور حدوث شيء كذلك.. لكنه حدث في هذا الزمن اللا معقول!!
وقد كنت ضيفا صباح السبت الماضي علي الاعلامية الجادة والذكية والمحترمة دينا عبدالرحمن في برنامجها المفيد »صباح دريم« وفوجئت بها تقرأ خبرا عن اندلاع اشتباكات طائفية بين »ساكني مطروح«.
لم يكن الخبر المشئوم هو المفاجأة الوحيدة بل كانت المفاجأة الاكبر ذلك الكلام الذي قاله مسئول امني رفيع المستوي في مرسي مطروح حيث رد علي اسئلة دينا عبدالرحمن بالتهوين الشديد مما حدث، فحسب رواية سيادته لم يتعد الامر تراشقا بالطوب بين عدد محدود من الصبية بسبب قيام احد الاشخاص ببناء »جدار« دون ترخيص، وانتهت المشكلة باقتناع الشخص ذاته بخطئه وقيامه بزالة الجدار بنفسه.. فانقشعت الغمة.. ويا دار ما دخلك شر!!
انتهت المقابلة التليفزيونية وعدت الي الجريدة وبحثت وقمت علي الفور باجراء بحث عن حقيقة ما حدث في حي »الريفية« بمرسي مطروح الذي ربما كان هو نفس الحي الذي تغنت به ليلي مراد »انا عاشقة حيكم«!
فوجدت ان الموضوع مختلف كثيرا عن الصورة التبسيطية التي رسمها السيد المسئول الامني.
فالمسألة لم تكن مجرد »تزقيل« بالطوب، بل اشتباكات في الحواري والطرقات- وهي كما نعلم المقدمة لحرب الشوارع لا قدر الله- واضرام نيران في السيارات والمحال التجارية »علي الهوية«.
وكان نتيجة هذه الاشتباكات اصابة عدد لا يستهان به من المواطنين، مسيحيين ومسلمين، وخسائر مادية علي الجانبين.
ومن ناحية ثانية تبين ان »الجدار« الذي تحدث عنه السيد المسئول الامني لم يكن اي جدار وانما كان جزءا من »منشآت هندسية« لتوسيع كنيسة وضم مساحة من الاراضي اليها، جزء منها اراضي شارع عمومي!!
ومن ناحية ثالثة.. لم يكن رد الفعل قانونيا، بل كان ردا »طائفيا« بامتياز، حيث هب مئات من »المسلمين« احتجاجا وتنفيذا للقانون بأيديهم، مع ما يصاحب ذلك مما يمكن ان نتوقعه من شعارات ومساجلات تنضح بالكراهية الطائفية.
ومن ناحية رابعة ترددت اقاويل عن »جلسة عرب« لازالة اثار الحادث!
>>>
نحن اذن ازاء افتقار للمعلومات الاساسية وغياب للشفافية، وقد علمتنا كل الكوارث الطائفية- وغير الطائفية- السابقة ان مناخ »التعتيم« هو افضل صديق لاندلاع الفتن واشعال الحرائق، بينما توفير المعلومات الصحيحة والصادقة والدقيقة هو اقصر الطرق لوأد الفتن في مهدها.. لكننا لا نتعلم!
ونحن كذلك ازاء عمل متهور، ومناهض للقانون، ينطوي- ضمن ما ينطوي- علي استيلاء علي اراضي الدولة.
هذا العمل لا تهم ديانة من قام به.. وكان الواجب علي الحكومة ان تقوم بدورها علي الفور للتصدي لهذا الانتهاك للقانون ايا كانت ديانة الخارج علي القانون الذي تصادف في هذه الحالة انه مسيحي.
لكن رد فعل عشرات ومئات المواطنين المسلمين- من ساكني مطروح- علي هذا الخرق للقانون، لم يكن واعيا او مشروعا هو الاخر، لان المنطق يقول ان اعمال القانون لمواجهة هذا الخطأ هو الحل وبالتالي كان عليهم ان يلجأوا الي الاجهزة المعنية والمخولة بتطبيق القانون والحفاظ علي املاك الدولة والمرافق العامة لازالة هذا التعدي.. لكنهم بدلا من ذلك حاولوا تنفيذ القانون بأيديهم مع ما يترافق مع ذلك من نعرات طائفية بطبيعة الحال.
والاجهزة الحكومية لم تتأخر فحسب في اعمال القانون، وانما هي قد زادت الطين بلة بالعودة الي ادمان المجالس العرفية، وهذا اهدار للقانون الذي هو اساس الدولة المدنية الحديثة.
>>>
ورغم الارتياح بانقشاع هذه الازمة الطائفية الجديدة بسرعة، فان تكرار هذه المصادمات الطائفية يجعلنا نعيد التأكيد علي المطالب العاجلة التي اقترحها الحريصون علي وحدة هذا الوطن وبقاء هذه الامة.
نعني ضرورة وضع مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة في مقدمة الاجندة التشريعية حيث يتبين لنا كل يوم ان معوقات بناء الكنائس- التي مازالت خاضعة للخط الهمايوني منذ الحكم العثماني- هي مصدر اكثر من تسعين بالمائة من المصادمات الطائفية.
وهذه رسالة جديدة من »رسائل البحر«- مع الاعتذار للفنانة المبدع داود عبدالسيد- تدق لنا اجراس الانذار، فمتي ننتقل من مملكة الاقوال الي ساحة الافعال؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامتك .. يا وطن
- العلم يا ناس!!
- مجلس الدولة يحكم ب -وأد- المصريات!
- مخالب دولية لاتفاقية مكافحة الفساد
- معاقبة صحفَّية.. بسبب أمانتها المهنية!
- حتي القضاة.. معرضون للخطأ
- سعد هجرس : الخرافة تسيطر على فكر المصريين والعقل يتراجع
- هناك شيء عفن.... فى البرلمان!
- تحذير دولى للنائمين فى العسل .. مصر... دولة فى وضع -حرج-
- بدلاً من خطاب الشكوى .. وبديلاً عن استراتيجية المراوغة
- وقائع خطيرة تستدعي وضع النقاط علي الحروف .. من الذي يحمي كل ...
- قبطى.. لامؤاخذة!!
- ترجمة -جوجل- .. الشيطانية!
- ترجمة جوجل -غير الشيطانية-
- تعامل مصر -الخشن-.. مع قوتها -الناعمة- .. محمد صالح .....الآ ...
- نجع حمادى.. - حقل الأرز- الذى أصبح -مزرعة ذئاب-!
- مبادرة «شق» الإخوان (1)
- مبادرة «شق» الإخوان (2)
- ممنوع الدخول: توارد الخواطر بين -الإمارة- و-الحارة- و-النقاب ...
- علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - »رسائل البحر«.. في مرسي مطروح