أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - دور النظام الايراني في جريمة حلبجة














المزيد.....

دور النظام الايراني في جريمة حلبجة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما قصفت مدينة حلبجة بالاسلحة الکيمياوية جوا في 16/3/1988، مرت تلك الجريمة البشعة من أمام أعين المجتمع مرور الکرام، ورغم ان السلطات الايرانية وقتها سعت بکل مالديها من إمکانية من أجل توظيف ذلك الحدث خدمة لأهدافها الخاصة، لکن الغرب و دول المنطقة الذين کانوا على علم کامل بتفاصيل و أبعاد الجريمة، أعتقدوا بأن مشارکة السلطات الايرانية في ما تطرحه من رأي بهذا الخصوص سوف يکون عاملا مساعدا قويا لطهران کي تقف على قدميها بعدما أثقل کاهلها سنوات الحرب الثمانية الباهظة الکلفة. جريمة قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الکيمياوية، رافقتها أحداثا دراماتيکية متباينة على أرض الواقع، وهي جريمة ليس بالامکان أبدا تقييدها ضد النظام البعثي لوحده فقط وانما ضد النظام الايراني أيضا خصوصا وان القوات الايرانية حينما دخلت المدينة و أحکمت السيطرة عليها وأبلغت المواطنين من أن هجومها مستمر لغاية إسقاط النظام في بغداد، کانت تساعدها قوات تابعة للحرکة الاسلامية الکوردستانية وهي التي کانت تنقل إدعائات و مزاعم السلطات الايرانية لأهالي مدينة حلبجة، ويتذکر أهالي حلبجة جيدا الدور الذي کان يلعبه يومئذ الملا علي عبدالعزيز(المرشد الحالي للحرکة و اخ مرشدها وقتئذ)من حيث دعم و إسناد الموقف الايراني والتطبيل و التزمير له، وقد کانت الحرکة الاسلامية يومها بمثابة اللسان الايراني الناطق باللغة الکوردية إضافة الى کونها دليلا و مجسا للقوات الايرانية في مختلف مهامها الحربية على الجبهة الغربية لإيران.
وعندما بدأت القوات الايرانية بالانسحاب المفاجئ من المدينة ورافقتها بعد ذلك قوات الحرکة الاسلامية الکوردستانية التي إستقرت بداية الامر على مشارف المدينة وزعمت لأهالي المدينة بأن هناك ثمة تکتيك محدد وان"القوات الايرانية ستستمر في هجومها بعد ذلك حتى تحرر مناطق شاسعة أخرى"من المنطقة الکوردية، وقد کان هذا الامر قبل القصف الکيمياوي لمدينة حلبجة بساعات قلائل، وقد توجس الاهالي ريبة و إنتابهم قلق کبير من إحتمال إقدام النظام البعثي على قصف المدينة کيمياويا ولذلك فقد ولى العديد منهم وجوههم صوب الحدود الايرانية، لکن قوات الحرکة الاسلامية"التي کانت خاضعة من مختلف النواحي لإيران"، أرغمت الاهالي الفارين من مدينة حلبجة على العودة الى بيوتهم مؤکدة لهم بأنه ليس هناك من داع للتخوف و التوجس ريبة من نوايا النظام البعثي.
ولم تکن قوات الحرکة الاسلامية تفعل ذلك من باب إجتهادها الخاص وانما کان بتوجيه وتکليف إستخباراتي إيراني محض خصوصا وان الاطلاعات الايرانية(جهاز المخابرات)، قد کانت لديها معلومات مؤکدة عن نية النظام لقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الکيمياوية ذلك ان الاستخبارات العراقية کانت واثقة من تواجد القوات الايرانية داخل المدينة ولم تضع في حساباتها بأن السلطات الايرانية قد تلجأ لهکذا خدعة من أجل أهداف خاصة أهمها وضع النظام العراقي في زاوية حرجة دوليا. وعندما بدأت الطائرات الحربية العراقية بغاراتها على مدينة حلبجة و قصفتها کيمياويا، قام النظام الايراني وضمن خطة مدروسة و مخطط لها سلفا بتوثيق الجريمة و تصويرها وکذلك نقل المصابين من أهالي المدينة الى داخل الاراضي الايرانية وحتى إنها نقلت البعض منهم الى دول اوربية لدوافع معروفة وقتها.
ان سعي السلطات الايرانية للتضحية بخمسة آلاف انسان کوردي من أهالي مدينة حلبجة من خلال إرغامهم على البقاء في بيوتهم لکي يلاقوا حتفهم، من أجل أهداف خاصة، هي بحد ذاتها جريمة ضد الانسانية يجب توثيقها و محاکمة النظام الايراني بسببها، ذلك ان قوات الجيش الايراني و افراد الحرس الثوري و مرتزقة الحرکة الاسلامية الکوردستانية و بشهادة أهالي المدينة (سبق وان أجرى کاتب هذه السطور تحقيقا صحفيا خاصا بصدد ذلك وأجرى لقائات مع شرائح مختلفة من أهالي المدينة)، منعوا أهالي المدينة من مغادرتها و اجبروهم على مواجهة قدرهم لوحدهم في الوقت الذي کان بإمکانهم على الاقل من مساعدتهم على البقاء احياء.
ان إعدام علي الکيمياوي ليس کافيا لإنهاء قضية قصف مدينة حلبجة و إغلاق ملفها وانما يجب فتح هذا الملف مجددا والاخذ بنظر الاعتبار ان حکومة إقليم کوردستان ولأسباب و دواع أمنية تتخوف من مواجهة طهران بهکذا إتهام، ومن هنا فإنه من الضروري جدا الاعتماد على أهالي المدينة الاحياء والذين يعتبرون شهود عيان على هذه القضية و إثارتها ضد النظام الايراني الذي يعتبر بصورة أو بأخرى مشارك بالجريمة او عامل مساعد"مهم"لإتمامها وان العدل لايتم بمحاکمة طرف و ترك طرف آخر، ذلك ان الذي يدهس عمدا مع سبق الاصرار و الترصد بسيارته إنسانا أجبره أمرء ما على التمدد على قارعة الطريق لکي يلاقي حتفه، ليس لوحده قد إرتکب جريمة يستحق المعاقبة عليها وانما يجب أيضا إعتبار الذي أجبر المدهوس على التمدد على قارعة الطريق مجرما ومن الضروري محاکمته الى جانب السائق المجرم!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس مريض..الرئيس بخير
- بلجيکا تغني..بلجيکا ترقص
- الاستاذ المجهول للکاتب
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 6 6
- صدقوا...البعث يتحدث عن الديمقراطية!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 5 - 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 4 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 3 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 2
- شعب يحرق المليارات!!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6
- من أين بدأت مشکلة الاقباط؟
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 3
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 2
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان
- کتاب العهر الاهوج
- أحمد زکريا: الصورة الكوردية في فيدرالية الجنوب ليست قاتمة
- عدنان حسين: الإستقلال هو مطلب مشروع للشعب الكوردي
- الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان : شاعرة أنا أقترف شعري المتمرد ...
- وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - دور النظام الايراني في جريمة حلبجة