أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواطف عبداللطيف - رسالة شوق من القلب إلى أمي الحبيبة














المزيد.....

رسالة شوق من القلب إلى أمي الحبيبة


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 11:08
المحور: الادب والفن
    



من فوق جبال الوجع وخلف تلال الغربة وبحور الألم سأصنع من سيقان الأشجار أقلاما ومن مياه الأنهار الزرقاء محابر أكتب بها شوقي إليكِ ؛؛

حملتـني بين ضلوعك ووضعتيني مع آهاتك وزفراتك تنفست من عبير قبلاتك ارتويت من حليبك ودعتيني بقلب يقطر أسى وأنتِ تبتسمين حتى لا أتألم وضممتِـني بقبلاتك وبسماتك بكيت معي عندما صفعني القدر ونال مني وفرحت معي عندما نجحت وتخرجت وتزوجت وأصبحت أما وجدة ,
ما أكبر قلبك يا حبيبتي تعذريننا وتسامحيننا وتعفين عنا قبل أن نعتذر ,,كم تحمل هذا القلب من عذابات ووجع لنكبر عانيت وتعبت وسهرت حتى رقَّ عظمكِ واحدودب ظهركِ لتجعلينا نرتاح .
كيف أردّ الجميل لكِ وأنا بعيدة
كيف أستطيع أن أعينك على كبرك وتعبك وكل خلية في جسمي تتذكر أفضالك
كيف لي وليس بيدي حيلة بعد أن اغتالوا الفرحة من حياتي ودمروني وهجروني واحتلوا وطني وأصبحت بعيدة عنك أزرع في أرض غير أرضي وأنام على تراب ليس ترابي والفرحة فارقت حياتي.
ماذا أعمل للدهر الذي أبعدني وأخواتي وأخي عنكِ وفرقنا شذر مذر في كل بقاع الدنيا ,ليتني أغمض عيني وأكون بجنبك ليزيل عبق عبيرك غبار وحدتي ووجهك عتمة روحي وأشم رائحة الليمون والبرتقال بيد أبي كل مساء.

ياااااااه يا أمي كم أنا مشتاقة لتلك الأيام الجميلة أيام الدراسة والضجيج واللعب والنوم في أحضانكِ أيام (اللمة) أيام الضحك والفرح أيام راحة البال والمحبة والأمان أيام العيد ومولود النبي وشاي العباس أتذكرين يا أمي عيدية العيد مع أحفادك إنها لا زالت بين الأوراق في حافظة النقود.
تقولين لي أنا بخير ما دمتِ أنت بخير وأنت تتألمين ولكنك تخافين علي أن أتألم وتحاولين زرع الأمل في قلبي وروحي وأنتِ لا تعرفين كم من الدموع ذرفت وأنا أسمعه يرتجف وأعرف أنك مريضة وأنا عاجزة.
ليتني أستطيع أن أنفذ داخلك لأعرف ماذا تريدين وما الذي يريحك وما الذي يسعدك وأزرع ابتسامة حقيقية على وجهك ,,قتلني الزمان وطوتني المسافات ونال مني الوجع وتناثرت أوراقي على أرض الغربة وضاع مني بيتي ووطني وعمري ورزقي ولكني رغم الصفعات أبقى أستمد قوتي من قوتك وصبري من صبرك وأنا أتذكر تعبك وأنت ساكتة لا تشتكين ترتاحين عندما تجدينا مرتاحين .
عبق عبيرك يزيل وحدتي وسعادتي هي في رضاك عني.
مهما كبرت وأمتد بي العمر إلا أنني أبقى أحتاجك أحتاج لدعواتك لتنتشلني من ألمي ولأحضانك لتدفئني من زمهرير أيامي ويبقى شوقي إليكِ هو الدم الذي يسير في شراييني لينبض قلبي.
هل سينصفنا الزمان ويرق قلب الأيام وتعطف علينا قسوة الحياة لنعود ونجتمع من جديد كما كنا ,,
نشتم رائحة تفاح الموصل وبرتقال ديالى ونتذوق طعم تمر البصرة.
أعرف أنهم اليوم بجانبك ولكن ستبقى عينك شاخصة على الباب تنتظرين دخول البقية الذين ابتلعتهم الغربة تتمنين وتتمنين في زمان استعصت فيه الأمنيات وسحق في كل شيء جميل .
وأعرف أن من هم بعيدون عنك سيقرؤون رسالتي الآن بعيون مملوءة بالدموع وألف حرف وكلمة تتوه في الأعماق وغصة تتمدد داخل الروح.
لن أتوانى يا أمي عن عمل أي شيء في سبيل إسعادك لأوفيك حقك وتعيشي أيامك براحة لأرد لكِ شيئا لا يساوي نقطة في بحرعطائك ومساحات محبتك وبحور حنانك وزهو خضرتك ولن أقصر والله سأكون معك بنفسي وروحي عندما تحتاجيني اطلبي حتى روحي سأصنع لك من أصابعي شموعا ومن يدي مشاعل أنير بها دربك فأنت تستحقين أغلى شيء يا من منحتني الحياة
يا بحري وشمسي وضوء نهاري وشعاع قمري وشمعتي في ظلمتي
يا نبع الحنان والعواطف
يا حبيبة مهجتي وجنتي وواحتي
أهديكِ عمري وقلبي
قبلاتي لكِ
أطال الله عمرك
يامنزل الغيث أنزل السكينة على قلوبنا واجمعنا بالخير
كل عام وأنت بخير وعافية
وكل أم بخير
ربِّ اغفر لي ولوالديّ وارحمهما كما ربّياني صغيرا

عواطف عبداللطيف



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية حب في عيد المرأة
- الحذر فالذئب يغير شعره ولا يغير طباعه
- عندما يصبح الحجاب وسيلة
- ما نريده وما لا نريده ونحن في الطريق الى صناديق الأقتراع
- شر البلية ما يضحك
- البرلمان العراقي وظاهرة الغياب
- حقل الفكة والوجع العراقي
- بالعافية مسبحكم
- مسلسل الدم
- هل العراق بحاجة الى التبرعات
- يحزنني أن تكوني أنتِ
- إلى متى يستمر مسلل الدمار ولا من مجيب
- دم عروس الخارجية وشهدائها في رقابكم
- سؤال قبل أن أقول بالعافية
- هل ستمنحونا الفرصة لخدمة الوطن؟
- أمسية أدبية في جمعية الثقافة العربية النيوزلندية
- أنفلونزة الحرائق
- على المكشوف
- كل عام وأنتم الأمل
- أين أنتم من الدين يامن تعكزتم عليه


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواطف عبداللطيف - رسالة شوق من القلب إلى أمي الحبيبة