أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رضي السماك - هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم














المزيد.....

هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 09:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يتبق شيء من الأساطير والخرافات اليهودية الصهيونية غير مطبق على الأرض الفلسطينية العربية، ولم يسلم حتى الحرم الإبراهيمي من الادعاء بتصنيف المؤسسة الصهيونية الحاكمة له ضمن التراث اليهودي، دع عنك المساس بالمسجد الأقصى واستمرار التنقيب بجواره للبحث عن الهيكل المزعوم، وكلما نقبوا في مكان فقعت أعينهم لقيات من الآثار ولسان حالها يقول: "الأرض تتكلم عربي". لكن من يتصدى اليوم لهذه العجرفة الصهيونية من الهرطقات والأساطير التي يفرضها الاحتلال الغاشم بقوة السلاح والقمع الاستبدادي ضد الشعب الأعزل؟
لا أحد من العرب والمجتمع الدولي سوى الفلسطينيين المدنيين البسطاء الذين يواجهون سلطات الاحتلال يوميا بصدورهم العارية للحيلولة دون ترجمة مخططاته الاستيطانية والاساطير الصهيونية على أرض الواقع.
وأنت لا تتعجب إذا ما وقف المجتمع الدولي صامتا متفرجا على تلك الإجراءات غير المشروعة دوليا التي تمارسها إسرائيل كسلطة احتلال في الأراضي العربية المحتلة عام 1967 إذا ما كان كذلك هو الموقف العربي نفسه، أي التفرج واللوذ بالصمت المتخاذل، وليس لأحد من الفلسطينيين الحق أن يستنكر اليوم هذا الموقف العربي الرسمي المتخاذل في ظل غياب الموقف الفلسطيني الموحد، وفي ظل غياب المؤسسة التمثيلية الرسمية الموحدة المتماسكة (منظمة التحرير الفلسطينية)، وكل ذلك بفعل الصراع العبثي المرير المدمر بين الفصيلين الرئيسيين: فتح والسلطة من جهة وحماس من جهة أخرى على السلطة وتقاسم مناطق النفوذ، وفي ظل استفراد قادة فتح الرسميين بالسلطة الفلسطينية واستبعاد الفصائل الوطنية الأخرى من الحوارات ونبذ الائتلاف الجبهوي داخل بنية السلطة الفلسطينية وفي مؤسسات منظمة التحرير، فالشمولية "الفتحاوية"، ممثلة على وجه الخصوص في مؤسسة الرئاسة، حولت السلطة الفلسطينية إلى سلطة استبدادية بامتياز، فليس لديها مشروع جاد لبناء جبهة وطنية ديمقراطية من قبيل الجبهة الوطنية في الداخل في سني ما قبل الخروج من بيروت عام 1982، إبان الكفاح المسلح من الخارج، وهي لا تملك ولا تريد أن تملك بديلا لمواجهة تعنت سلطة الاحتلال لتحرير الأرض الجاثم عليها سوى المراهنة على المفاوضات، ثم المفاوضات، ثم المفاوضات، ولا شيء سواها حتى بعد مضي 17 عاما على استمرار العجرفة الإسرائيلية وتنكر إسرائيل لكل التعهدات التي قطعتها أمام المجتمع الدولي في اتفاقيات أوسلو التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 ثم اخلالها باستحقاقات خريطة الطريق.
إن الشعب الفلسطيني بات اليوم بكل معنى الكلمة واقعا بين مطرقة الاحتلال وسندان الصراع الفتحاوي ــ الحمساوي على سلطة صورية شكلية محاصرة بسلطات الاحتلال من جميع جهات الأراضي التي تقع تحت سلطتها، وحتى إدارة سلطة شكلية صورية لخدمة الشعب المطحون المعذب أثبت كلا الفصيلين فشله الذريع بامتياز في تحقيق أدنى شيء ملموس من التجرد والنزاهة من الخدمات لصالح شعبهما، إن تحت سلطة فتح في رام الله وإن تحت سلطة حماس. فالجزء من الشعب الفلسطيني المعذب الواقع تحت سلطة عباس في الضفة الغربية ابتلي بسلطة قمعية فاسدة ومفسدة، والجزء الواقع تحت سلطة حماس في قطاع غزة ابتلي بسلطة شمولية دينية أقل فسادا لكنها استبدادية دكتاتورية لا تتورع عن تنفيذ طموحاتها وأحلامها السياسية الدينية بفرض إقامة إمارة إسلامية متطرفة موغلة في الغلو والتزمت الدينيين كنموذج أو بروفة للسلطة التي ترنو إلى الاستحواذ عليها بإقامة نظام إسلامي فلسطيني إذا ما تحققت معجزة التحرير والاستقلال الناجز. وهي بذلك تضرب التعددية الثقافية والاجتماعية التي تتميز بها تركيبة الشعب الفلسطيني في القطاع بعرض الحائط، وما عليك سوى النظر في تصرفاتها بفرض زي إسلامي موحد للطالبات في المدارس، دع عنك تصرفاتها ومحظوراتها السياحية المتشددة في السواحل والفنادق.
وإذا كان كذلك الحال لوضع الشعب الفلسطيني المجزأ داخل القطاع وداخل الضفة، فأوضاعه في الشتات العربي والدولي ليست أفضل حالا، بل مرائر ومآس متفاقمة يعيش في ظلها وإن كانت من نوع آخر، وبخاصة طبقاته الدنيا الرازحة في مخيمات اللجوء بالدول العربية.. أما الجزء الرابض في أراضي 1948 (حملة الجنسية الإسرائيلية) فهم يكابدون كل أشكال صنوف العذاب اليومي من جراء إجراءات الممارسات العنصرية التمييزية والاستبدادية التي لم يشهد لها مثيل في التفاقم منذ إقامة إسرائيل على أرضهم عام 1948 بالاغتصاب والقوة الغاشمة.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس التعاون ودروس اغتيال المبحوح
- تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي
- حقوق الإنسان العربي والإفلات من العقاب
- كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا
- الصين بعد 60 عاما من الاشتراكية
- بازار تسليع المرأة سياسيا
- العمامة والسياسة
- المقرحي والغرب.. وحقوق الإنسان
- المثقف والسلطة.. سولجنستين نموذجا
- انقلاب جنبلاط على -14 آذار-
- شهادات في هزيمة يونيو 67 (1)
- هل نودع عصر الكاريكاتير والكتابة الساخرة؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رضي السماك - هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم