أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - رابحة مجيد الناشئ - ا ستغلال واضطهاد النساء عالمياً في عمقه التاريخي والجغرافي ״ واقع المرأة الفرنسية ونضالها المتواصل ״















المزيد.....

ا ستغلال واضطهاد النساء عالمياً في عمقه التاريخي والجغرافي ״ واقع المرأة الفرنسية ونضالها المتواصل ״


رابحة مجيد الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 09:33
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    


منذ نداء كلارا زﯾﭡﮔن للنساء في عام 1910 من أجل مواصلة النضال في سبيل انتزاع
حقوقهنَ المشروعة في المساواة والعدالة ( خلال المؤتمر الثاني العالمي للنساء الاشتراكيات المنعقد في كوبنهاﮔن).... واكبت النساء في كل القارات النضال وتقديم المزيد من التضحيات من أجل حقوقهن ومكانتهن في المجتمع.
لم تكن طرق النضال واحدة، إلا أن جوهرها واحد: المساواة والعدل. والمرأة الفرنسية
كباقي نساء العالم، لم تحصل على مكاسب وإمتيازات، إلا بعد نضال طويل ومتواصل وتضحيات كبيرة، على المستوى العائلي والاجتماعي وفي الميادين التربوية والاقتصادية والسياسية، وما زالت تعاني وتواصل نضالها بشجاعة.
في فرنسا تعددت المبادرات والتظاهرات النسوية، إلا أن الأهداف في البدء كانت مختلفة وتابعة لأيديولوجية المنظمات والأحزاب، لذا كانت المطالبات النسوية مختلفة في مضامينها:
ـ نداء للقيم العائلية التقليدية للأم وللزوجة.
ـ من أجل السلام وضد الحرب.
ـ من أجل أُمومة سعيدة.
ـ من أجل حق الانتخاب.
ـ من أجل حق العمل، وحياة مهنية لائقة...

إن حق الانتخاب على سبيل المثال، لم يعطى للمرأة الفرنسية إلا بعد نضال طويل وبعد انتهاء الحرب ضد النازية وذلك بموجب المادة القانونية الصادرة في 21 نيسان سنة 1944، على أن تمارس الفرنسيات حقهن في الانتخاب للمرة الأولى في 20 نيسان 1945.
ومن الجدير بالذكر هنا، أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي أعطت حق الانتخاب للأموات في سنة 1916 ״وهو الحق الانتخابي الذي مُنِحَ بشكل خاص لأرامل وأمهات الجنود الذين قتلوا في الحرب״. وهكذا تصبح أولئك النسوة تاريخيا الفرنسيات الأوّل اللواتي تمتعنَ بهذا الحق في فرنسا.
ومن الطريف والممتع، أن تلك الأمهات والأرامل في سبيل أن يَتميزنَ عن باقي النسوة في يوم الانتخاب، اخترن ارتداء اللون البنفسجي.... وها هي أحداث التاريخ تتعانق وتتطابق في معانيها وفي مدلولاتها.... فكما كان هذا اللون رمزاً للانتصار لضحايا النازية وتقييمهم، وإنصافاً لأمهاتهم ولزوجاتهم، يعود هذا اللون الرمزي الجميل ثانيةً، ليلوّن أصابع العراقيين المتحدين لقوى الظلام والإرهاب في يوم الانتخاب، ليرسموا بأصابعهم البنفسجية لوحة جديدة للنضال المتواصل يُطرزون به صفحة التاريخ.
ويدعوني كل هذا للتساؤل عن مدى أنصافنا لأرامل وأمهات الشهداء الراقدين في المقابر الجماعية وشهداء الابادة في ﺤﻟبﭽﺔ والأنفال والانتفاضة الشعبانية وكل شهيدات وشهداء الحركة الوطنية والديمقراطية في العراق.....تساؤلا يستحق الإجابة ونحن نحتفل بالعيد المئوي ألأممي لنضال المرأة.
لم تتوقف المرأة الفرنسية عن النضال، بل استمرت بالمطالبة بحقها في امتلاك جسدها وفي تحديد النسل والحق في الإجهاض... وأصرت على أن تكون حرة في اختيار الوقت الملائم الذي تكون فيه مُستعدة جسدياً ونفسياً للإنجاب. وكان يجب انتظار سنة 1974، حتى تصبح حبوب منع الحمل مدفوعة من قبل الضمان الاجتماعي. أما الحق في الإجهاض، والذي كان يعتبر جريمة، فلم تحصل عليه المرأة الفرنسية إلا في سنة 1975، بعد الدعوى التي أقامتها إحدى الشابات للمطالبة بحقها في الاجهاض والتي ترافعت عنها أمام محكمة بوبيني قي باريس، جيزَل هاليمي( Gisèle Halimi ) وكذلك بمساعدة المنظمات الديمقراطية المطالبة بحقوق النساء والتي من ضمنها حق الإجهاض ومنع الحمل والتحكم به.
وإذا كانت الأمم المتحدة قد بدأت في عام 1975 بتحديد يوم 8 آذار كيوم احتفال عالمي للمرأة، فليس إلا في سنة 1982 وبوصول اليسار الفرنسي إلى الحكم، ان الحكومة الفرنسية الاشتراكية قد وضعت الطابع الرسمي للاحتفال بهذا اليوم واعتباره عيداً وطنياً. ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الاعتراف بيوم المرأة العالمي والاحتفال به في فرنسا رهاناً سياسياً لما يحمله من مدلولات ومضامين اجتماعية وسياسية وأخلاقية.

كان الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذه السنة في مدينة ﭙواتيه الفرنسية متميزاً، ونظم من قبل ״التجمع النسوي الفرنسي ـ تجمع 8 آذار״ والذي يضم منظمات عديدة: الحركة الفرنسية من أجل التخطيط العائلي، مركز المعلومات حول حقوق المرأة، الجمعية النسوية التعددية من أجل التكافؤ، منظمة سيماد-المعنية بمساعدة المهاجرين واللاجئين، والجمعية الفرنسية لمكافحة ﭭيروس نقص المناعة-الإيدز.
وكان الاحتفال معضداً أيضاً من قبل الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الاشتراكي والخضر.
وتقرر أن يكون الاحتفال في هذه السنة في يومين بدلاً من يوم واحد:

اليوم الأول: في 6 آذار، حيث كان التجمع المذكور على موعد في أكبر مؤسسة علمية وثقافية في مدينة ﭙواتيه: Espace Mendès France
وقد دعيت جميع النساء إلى هذه الاحتفالية. وكان الاحتفال بعنوان : ״100 عام من نضال النساء״.
ومن شعارات الاحتفال:
ـ المساواة في الأجور.
ـ المساواة في التقاعد.
ـ طفل نعم، عندما أرغب فيه.
ـ جسدي ملك لي.
ـ حماية أكثر للمرأة المهاجرة ...
وابتدأ الاحتفال بمحاضرة السيدة صوفي بيسي (Sophie Bessis )، وهي نائبة رئيس رابطة حقوق الإنسان والقادمة من ﭙاريس.
تحدثت المحاضرة عن وضعية المرأة في العالم، ثم ركزت في حديثها على وضعية المرأة في الدول النامية وخصوصاً في الدول العربية والإسلامية. ثم تحدثت عن التقدم والانتصارات التي أحرزتها النساء بنضالهن في فرنسا وعلى الصعيد العالمي، إلا أنها أكدت على أن النضال يجب أن يستمر لأن المرأة لم تحصل للآن على المساواة الكاملة، حتى في الدول ذات النظم الديمقراطية، ومن ضمنها فرنسا.

المُحاضِرَة الثانية لهذا الاحتفال هي نيكول ﭙوﻟﮔران( Nicole Pellegrin )، الأديبة وأستاذة
التاريخ في جامعة ﭙواتيه. حيث تحدثت في محاضرتها عن الأدب النسوي الفرنسي. وفي كتابها المعنوّن״ Ecrire et Agir ״ تؤكد على أن الأدب النسوي يجب أن يكون مقروناً بالنضال والتأثير״أدباً نضالياً مقاوماً״.

أما مداخلتنا فقد كانت حول وضعية المرأة العراقية ومعاناتها اليومية، وتركزت بشكل أساسي على معاناة نساء الأقليات في العراق״المسيحيات والمندائيات والشبكيات والازيديات... ״ وإظهار ما يتعرضن له من اضطهاد مُزدوج، والدعوة للتضامن مَعهن.
وقد صفق الحضور نساءً ورجالاً طويلاً لنضال المرأة العراقية وتضحياتها على مر التاريخ. وأجمعت النساء الحاضرات على أن المرأة في العراق وفي أفغانستان وفي أفريقيا، تُعطي لهن درساً في النضال والتضحية والتنظيم. لان هؤلاء النساء يدرسن ويعملن ويناضلن ويحرزن الانتصارات بالرغم من ظروفهن القاسية والمؤلمة.
وأكدت المحاضرات على نجاح المرأة الفرنسية في تعزيز حضورها في جميع ميادين الحياة، إلا أن مساواتها مع الرجل لم تتحقق بشكل كامل، لذا يجب عليها مواصلة النضال، حيث أن إحصائية حديثة للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية(INSEE)، أظهرت بأن كل يومين ونصف تفقد الحياة امرأة في فرنسا بسبب العنف المنزلي. ولذلك نادت المحتفلات
بزيادة وتطوير بيوت الاستقبال للنساء المعنفات، وبالعمل مع الأطباء النفسانيين من أجل مُساعدة النساء الضحايا على اجتياز المحن.
أما وضعية المرأة الفرنسية في النظام الاقتصادي فهي ليست بالمستوى المرجو، حيث لا تتساوى المرأة مع الرجل، لا في طبيعة العمل، ولا في الأجر،
.فأجور النساء تقل بنسبة %25عن أجور الرجال لنفس العمل، بالرغم من وجود قوانين عديدة تؤكد على تساوي الأجور، إلا أن هذه القوانين تنتظر التطبيق.
أما بالنسبة للراتب ألتقاعدي، فتشير الإحصائيات على أنه يقل ﺑ %55 عن الراتب ألتقاعدي للرجال.
وبالرغم من أن الإحصائيات في فرنسا تُظهر بأن الباحثات في المجال العلمي أكثر من الرجال، فان القليل منهن تكون في مواقع الإدارة والمسؤولية العليا حتى وان كنَّ مؤهلات.
وفي المجال السياسي، هناك قلق نسوي على التمثيل الغير متساوي في هذا الميدان، وأعطت مادلين جوبرت
״ Madeleine JOUBER ״، رئيسة منظمة التعددية النسائية من أجل التكافؤ، مثالاً على ذلك قائلة: أن نسبة النساء في مجالس الأقاليم قد تراجعت من %17، والذي هو أصلاً نسبة قليلة، إلى %14. وطالبت الحاضرات بالتمثيل المتساوي للنساء بالنسبة لانتخابات 2014.
ثم أُختتم هذا اليوم الأول من الاحتفال بمشاهد تمثيلية تخص حياة المرأة وعدم مساواتها والعنف المسلط عليها، وبحفلة موسيقية غنائية استمتعت بها العوائل المدعوة لهذا الاحتفال بأغاني تمجد المرأة ودورها في بناء المجتمع امتدت إلى ساعة متأخرة من الليل.

أما اليوم الثاني المخصص للاحتفال بهذا اليوم الأُممي، فقد كان في يوم 8 آذار، وذلك بعرض فلم بعنوان: الهيمنة الذكورية ״La domination masculine״ ﻟﭙاتريك جان ״Patric Jean״ .
ويطرح هذا الفلم سؤالين:
ـ هل من الممكن الاعتقاد بأنه في القرن الواحد والعشرين، يوجد رجال يطالبون بالعودة إلى قيم أجدادهم الذكورية: النساء إلى المطبخ والرجال إلى السلطة؟
ـ هل ممكن أن نتخيل بأن نساء شابات ومتعلمات يبحثن عن شريك متسلط ومهيمن؟
وأعقب هذا الفلم نقاش حاد حول عدم العدالة التي تتعرض لها النساء في جميع الميادين.

والواقع أن وضعية المرأة والنظرة النمطية لها ما زالت موجودة حتى باختراق الزمن وعبور القارات واختلاف الأنظمة السياسية، وحتى في الدول ذات ״النظم الديمقراطية״ ، حيث نجد أن النساء غالباً ما توظف في القطاع الثالث وفي الخدمات، وحيث أن المهن التكنيكية والعلمية لها صورة ذكورية، وهذا ما يحبط شجاعة النساء واختياراتهن التي تتأثر في الغالب بالضغوط الاجتماعية، وبشعور الكثير منهن بالدونية نتيجة لهذه الضغوط. ان مكانة النساء في العمل
وفي المجال الاقتصادي يؤثر تأثيراً كبيراً على مكانتهن في العائلة وفي المجتمع ككل. فالعمل يسمح للمرأة بالاستقلالية ويؤثر على العلاقة مابين الزوجين ومع الأطفال، ويرفع من مكانتها والنظرة إليها كمشارك حقيقي في البناء العائلي، وهذا ما يؤدي إلى إعلاء دورها في المجتمع وإلى مساهمتها في صنع القرار السياسي.
إلا أن تطور البطالة في صفوف النساء وهامشية طبيعة العمل المسند إليهن في الكثير من دول العالم، يُضعف مكانة المرأة في البيت ويركز ويدعم الأفكار عن مكانتها المتدنية في المجتمع.

إن قضية تحرر المرأة ومساواتها الكاملة، ليست قضية النساء فقط، وليست قضية تفاوت وعدم مساواة ما بين الرجال والنساء، بل أنها قضية مجتمع...قضية تغيير جذري للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مجتمع متباين اقتصادياً واجتماعيا. ومعركة النضال يجب أن تكون بطريقة متوازية وبشكل نوعي تربط نضال النساء في سبيل حقوقهن الكاملة مع كافة النضالات الأخرى في المجتمع والوقوف بكل حزم ضد أي هجوم على الخدمات الاجتماعية للمواطنين وضد أي اغتصاب لحقوق الإنسان لأبناء البلد الواحد، رجالاً ونساءً، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل قضايا النضال الواحدة عن الأخرى.
عاش نضال المرأة في أي عصر كان وفي أي مكان حدث.



#رابحة_مجيد_الناشئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 آذار: في آذارها ...المرأة العراقية...صبر وصمود وطموح


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - رابحة مجيد الناشئ - ا ستغلال واضطهاد النساء عالمياً في عمقه التاريخي والجغرافي ״ واقع المرأة الفرنسية ونضالها المتواصل ״