أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - ملف لم يعد محلياً














المزيد.....

ملف لم يعد محلياً


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 01:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



تغلغلت آثار اعتماد مواطني بلدان الخليج على الأيدي العاملة الأجنبية، الآسيوية منها خاصة، في ثنايا التكوين النفسي لأفراد هذه المجتمعات وعاداتهم، الناجمة عن تعودهم على نمطٍ سهلٍ من المعيشة يوفره العمال الأجانب دون التبصر في أبعاد الموضوع. ولا نظن أن الأمر آيل في المدى المنظور وفق ما نرى من معطيات إلى تغيير جوهري في هذا النمط، وبالتالي إلى معالجة سليمة لهذه الظاهرة لا تؤدي إلى إنهائها أو التخلي عنها فذلك بات أمراً مستحيلاً خاصة في عالم اليوم، وإنما لترشيد استقدامها وترشيد توظيفها في المجالات التي تحتاجها هذه المجتمعات.
وعلى صلة بذلك، فإن حجم الأيدي العاملة الأجنبية في بلداننا، يجعل من هذه البلدان مكشوفة على الخارج، فدول المنشأ أو المصدر لهذه الجاليات أو أوطانها الأم معنية بشكل كبير بأوضاع هذه الجاليات، ليس فقط لأن حقوق المواطنة تقتضي مثل هذه الاهتمام من قبل حكومات هذه الدول بأمر مواطنيها الذين يعيشون ويعملون في بلدان الخليج النفطية، وإنما أيضاً لأن التحويلات المالية لأفراد هذه الجاليات في الخليج إلى أوطانهم تشكل أحد عوامل تنشيط الدورة الاقتصادية في بلدان المصدر، وبالتالي فإنها معنية برعاية أمور أبنائها في هذه البلدان والسعي لتأمين الظروف الملائمة لعمل ومعيشة هؤلاء.
وقد بدأت هذه الحكومات في الضغط من أجل سن ما يلزم من التشريعات لتأمين مثل هذه الظروف، وربما تحث مواطنيها في المستقبل، ولعلها بدأت في حثهم بالفعل على إبداء أشكال من التكافل والتضامن الرامي لتأمين مثل هذه الظروف، وعلينا، من وجهة نظر إنسانية وتقدمية، أن ننظر لذلك بصفته أمراً مشروعاً.
معدلات النمو الحالية في بلدان الخليج ونمط المعيشة، السائد فيها بما ينطوي عليه من رفاهية ويسر بالنسبة لأبناء المنطقة ما كان يمكن أن تتحقق دون هذه الكثافة الكبيرة من الأيدي العاملة الآسيوية، فإن الاطمئنان إلى ذلك والنوم على أسرةٍ من حرير دون التبصر في المستقبل وعواقبه ينم عن سوء تقدير لحجم الظاهرة ولعواقبها، غداً عندما «تروح السكرة وتجيء الفكرة».
إن العولمة فرضت هذا التدويل الواسع للظواهر والحالات. ومجتمعات الخليج بحكم ما فيها من ثروات وما تحتله من موقع لا يمكن إلا أن تكن في قلب هذه العولمة، على الأقل من زاوية استراتيجية سلعة النفط الموجودة في أحشائها. وآليات العولمة لا يمكن أن تستخف بقضية جوهرية ومصيرية وحيوية بالنسبة لبلدان المنطقة، كقضية العمال الأجانب التي باتت ملفاً قيد التداول من قبل المنظمات العالمية المعنية بحقوق الإنسان وقضايا العمال المهاجرين.
ومن العبث القول إن الوقت قد آن للتفكر في الأمر، الأصح القول إن الوقت يكاد يكون متأخراً، والأجدى هو السعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر الخطوات العملية التي تتطلب قرارات جريئة، لابد منها، وهي لا يمكن إلا أن تكون قرارات مؤلمة في الآن ذاته، لأنها تتطلب التغلب على المظاهر المتطرفة في سيكولوجيا الاستهلاك التي تجتاح بلداننا جميعها، وبدون استثناء، حتى لو تفاوتت النسب.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع مدني أم حركات اجتماعية؟
- المدينة المأزومة
- المثقفون والديمقراطية
- عن الغفران والنسيان
- نشيد النساء نحو الحرية
- مجيد مرهون وتاريخنا
- دموع على مقلتي مجيد مرهون
- علي دويغر: قامة شامخة من هذا الوطن
- تعدديتنا النافية للتنوع
- في المسألة الديمقراطية
- في المسألة الديمقراطية
- عن آليات الفساد
- تمويه العبودية
- عالم الصورة لا الكلمة
- لفهم زمننا
- تسفيه التاريخ – 2
- تسفيه التاريخ - 1
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية - 1


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - ملف لم يعد محلياً