أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي /تجربة رياديّة ضاجّة بالعطاء















المزيد.....

الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي /تجربة رياديّة ضاجّة بالعطاء


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 18:38
المحور: الادب والفن
    



يا عزيز الروح يا بعد عيني
شنهو ذنبي وياك ما تحاجيني
كلما حاولت الكتابة عن هذا الشاعر الكبير و الذي يعد حقاًآخر عمالقة القصيدة الكلاسيكية ، احار من اين ابدأ الكتابة عنه ، و اخيراً جعلت مفتاح موضوعتي قصيدته ((يا عزيز الروح)) و حين التقصي بأوزان الشعر الشعبي العراقي لم اجد جذرأ لها فيه ، ما حدا بالباحثين اعتباره وزناً جديداً ابتدعه الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي و سجل له، و يذكر ان (الطواشات ( اثناء فترة (( كصاص )) النخيل يتنقلن من بستان لبستان لقاء اجر زهيد - كفة تمر - لمساعدة اصحاب البساتين في جني ثمار نخيلهم (( التمر)) يرددن اغاني الحصاد - وما اجملها - ليُسرعن في عملهن و يتبارين في الاغاني (( البستات و الكفلات )) و حدث ان جاءت اكثر من مجموعةمن((الطواشات )) و فيهن البدويات يرددن مفردة (( شيخنه عطيه )) مع كل خاتمة او لازمة لغنائهن، و لأن عبد الصاحب عبيد يحب اللهجة البدوية ويكتب بها، وبأذن موسيقية واعية استمع الشاعر عبد الصاحب لهذه (( اللازمة)) من ((الكفلات)) البدوية (( شيخنه عطيه)) فنسج مطلع قصيدته عليها ، يا عزيز الروح يا بعد عيني ، وهي مشابهه عروضيا لـ (( شيخنه عطيه، شيخنه عطيه ))، وحين نخضع يا عزيز الروح او شيخنه عطيه للميزان العروضي نجدها تقابل فاعلن فعلان او فاعلن مفعول، وعند العودة لأوزان الفراهيدي لا نجد لهذه التفعيلات العروضية على هذا النحو نهجا ما لذا عده الباحثون وزنا جديدا للشعر الشعبي اضافه الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي، وقيلت القصيدة في حفلة في مدينة(( طويريج)) في بيت الشاعر و قارئ المقام الشهير عبد الامير الطويرجاوي، و مدينة ((طويريج)) احدى اقضية محافظة بابل سابقا و لكربلاء


حاليا، و غناها الشاعر عبد الصاحب عبيد ذو الصوت الرخيم مع قارئ المقام عبد الامير الطويرجاوي و منها
يا عزيز الروح يا بعد عيني
شنهو ذنبي وياك ما تحاجيني
***
لاح محبوبي ولاحت الافراح
وكمت اشم خده يشبه التفاح
للصبح بتنه نشرب الاقداح
نوبه انه اسكيه نوبه يسكيني
***
يامن العيني صرت الها الضي
ليش من شوفك انحرم يا خي
يا حياة الروح وحك عيسى الحي
اتميتني انت وانت تحييني
***
و مقولة اخر عمالقة القصيدة الكلاسيكية لم تأت اعتباطا بل شاهدا يتلمسه من يتمعن جيدا بنتاج هذا الشاعر الكبير، و لنأخذ الموال مثلا، و تأريخيا ابتدأ الموال رباعيا، و هو شطران بجناس واحد ثم شطران بجناس اخر، اعقبه الموال الخماسي ثم الموال الاعرج سداسي الاشطر، شطران بجناس واحد ثم شطران بجناس اخرثم شطر لا علاقة له بما قبله و لذلك سمي أعرج، ثم يأتي الشطر السادس و الاخير ليلحق بالشطرين الاولين بجناسهما، و اخيرا استقر على الموال السباعي الاشطر المعروف لدينا حاليا، و يسمى( الموال الطويل)) او البيت الطويل، و كلما زادت جناسات الموال على السبعة اشطر سمي (زنجيلا)) و قد اوصله شاعرنا عبد الصاحب عبيد الى الف شطر،وقد ابتدع الشاعر الحلي محمد بن اسماعيل


المتوفى 1877 م الملقب بـ(( ببن الخلفه)) صاحب البند المشهور و الذي نظم الموال على عدد الحروف الهجائية مبتدئاً بحرف الالف اسماه (( الروضة)) ، فعارضه الشاعر عبد الصاحب عبيد بروضة جديدة اسماها، (( الروضة العبيدية)) وهي اصعب بكثير مما اتى به ابن الخلفه ولا يمكن صياغتها الا من متمرس مطلع بخبايا اللهجات العامية، فجعل بدايةالاشطر جناسا كما نهايتها جناس اخر كما في
1 اهلا و سهلا بمن للعين حسنه ملأ 2
3 اهلا لهل التاج لألأله و لغيره ملأ 4
5 اهلا دموعي عليه بيوم هجره ملأ 6
7 الراح راح و جفه و من جفوته بيداء 8
9الراح بالراح اصك و ناحرن بيداء 10
11الراح تشفي ولاجن مهجتي بيداء 12
13اهلا لترب العنه علينه وشهود الملأ14
1- مرحبا 2- الامتلاء 3- انت اهل 4- لم يلألأ 5- هل الدمع 6- الاملاء 7- ذهب 8- مرض 9- الكف 10- الصحراء 11- النبيذ 12- نحلان 13- اهال التراب 14- الناس.
و احيانا اخرى يرتجل شاعرنا الموال، ففي زيارة لصديقه علي الخاقاني في مكتبة البيان في بغداد، كان احد جلاس الخاقاني حاضرا فسأل عبد الصاحب عبيد لماذا لم يكتب الشعراء في المثل الشعبي (( افطيمه و ضايعه بسوك الغزل)) فما كان منه الا ان يرتجل هذا الموال
و حياة راسك فلا اسكن بعد ضايعه 1
ازهرت بغداد حيث اشياخها ضايعه 2
شم وردها يا نفل صبح و مسه ضايعه 3
فرصه اغتنمها تراهي دنيتك منهيه 4
وانسج اخيوط الهوى و امشي على منهيه5
لا تنشد اعلى الغزل و النسجته منهيه6


(فطيمه)) بسوك الغزل يا صاحبي ضايعه7
1: ضيعة أو محلة أو منطقوبستان 2- انتشار العطر 3- المضاجعة 4- لها نهاية 5- منهجه 6- من هي 7-تائهة .
اضافة لهذه الشاعرية الكبيرة و الريادة كان الرجل وطنيا بحق، صوت و موقف معروف لدى الوطنيين الاحرار انذاك، لم ينتم لاي حزب من الاحزاب المجازة حينها (( الامة، الاخاء، الاستقلال، الاتحاد الدستوري)) بل انتمنى لحزب و قاعدة اكبر و هو (( العراق)) شارك في انتفاضة 1935 م التي اندلعت في الرميثة و سوق الشيوخ و امتدت للفرات الاوسط ، و يقول المرحوم علي الخاقاني في ترجمته عن شاعرنا المنشورة في ديوانه ((الشعر الشعبي)) المطبوع عام 1968 م ((لمع اسمه كشاب له وزن ملحوظ في تلك الانتفاضة)) و ساهم في حركة السيد رشيد عالي الكيلاني مايس 1941 م و طبع ديوانا له اسماه (( الحياة الحرة بعد تحطيم انكلترا)) و بسبب فشل الثورة احرق الديوان من قبل متعهد تصريفه، و صدر امرا لالقاء القبض عليه، فشفعت له وساطة المرحوم السيد (سعد صالح جريو) متصرف لواء الحلة انذاك، و في وثبة 1948 م ترأس عبد الصاحب عبيد وفدا شعبيا من الحلة لبغداد و من ثم النجف الاشرف ليقف في جامع الحيدرخانة في بغداد راثيا شهداء الجسر نشرت في جريدة (( الراي العام )) و التي يحررها شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري و مطلعها (بعيني و عين كل مخلص لكم مضجع و مكانة و مركزية العيب تضعضع) و في اربعينيتهم - شهداء الجسر - المقامة في جامع الجواهري بالنجف الاشرف يقف شاعرنا راثيا لهم منددا بنظام نوري السعيد بقصيدة طويلة منها
ردناه عون و يانه طلع فرعون
و على بيع العراق ايساوم السكسون
اجه التخت الرياسه مثل ميكولون
اول شيخته شرم تراجيها
***
و كل الفعل هذا الحضرت الباشا
مصيده و سوه ((صالح جبر)) كماشه
مثل صالح اهوايه للجمر ماشه
ابين اجدام ((نوري)) و يلعب اعليها
***
وقد اصبح مطلع قصيدته ((نوري سعيد)) مثلا يردده العراقيون كثيرا و اغلبهم لا يعرف من قالها و قد حوكم و حكم عليه بسببها ((نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانها) ،
للشاعر صاحب عبيد صوت رخيم لا يملكه الاخرون، صوت شجي بطبقة عالية فاستغل هذا الصوت الجميل لقراءه المراثي الحسينية ايام عاشوراء، وكان شباب الحلة و كهولها و نساؤها- خارج الحسينية- ينتظرون ما يؤدي صاحب عبيد من على المنبر الحسيني، لا لشيء، الا لكونها قصيده سياسية تعرض بالانظمة العميلة و الخائنة لشعبها، و احفظ جيدا قصيدته(( يا يوم)) التي القيت في حسينية ابن طاووس و هي اوسع حسينية في الحلة، بحضور مسؤولي المحافظة، صعد المنبر عام 1967 م بعد نكبه حزيران غير مكترث للامن و ازلامه ليقول
يا يوم نسمع مؤتمر قمتنه
يا يوم نتوحد ابجلمتنه
جم دوب نصبر جم دوب
عالضيم واحنه من الصبر ملينه
***
و سرعان ما اقتيد لدهاليز الامن المقبور، وفي حرب التحرير 1973 م التي سميت بحرب التحريك وقف شاعرنا ليردد قصيدته((ثوار)) في نفس الحسينية المذكورة
ثوار دوخنه الكره الارضيه
ثوار هاي اعلومنه مرويه
واليوكف ابخط النار
مو غيرنه ونفدي الوطن بدمانه


استغل الوطنيون و اليسار العراقي هذا الشاعر و الرادود انبل استغلال ، ووظف بشكل وطني و اسس موكب الشبيبة الديمقراطية، وكان شاعرنا احد مؤسسيها و شاعرها و رادودها، و كثيرا ما دخل الى معتقلات الانظمة الفاشية المتعاقبة بسبب قصائده الوطنية الحماسية.
عام 1967 م اسست جمعية الشعراء الشعبيين المركز العام/ بغداد و كان عبد الصاحب عبيد احد مؤسسيها و عنصرا ناشطا فيها، و بعد عام 1968 م التي جلبت النظام الفاشي المقبور انسلخ عنها تماما و بقي يراقب عن كثب ما تدور به الساحة الشعرية الشعبية، فشكل المركز العام لجمعية الشعراء الشعبيين بتاريخ 3 /9 / 1970 م وفدا برئاسة الشاعر البغدادي (عيدان علي الجصاني) سكرتير الجمعية و الشاعر ( ابو حامد حسن نصيف الكاظمي ) و اخرين لاقناع الشاعر عبد الصاحب عبيد بالعودة للجمعية و فتح مقر لها في بابل و فوتح بقصيدة للجصاني مطلعها
سجلكم ناصع و طيبة سجاياكم
يا أشيوخ الشعر حي الله مسعاكم
و بأدب جم كما هي اخلاقه اجابهم بقصيده يعتذر فيها عن العدول عن رأيه مفضلا الانعزال عن الساحة الشعرية المشبوهة و يقول:
على ماكدن و مدن هله بيكم
مو عالعين فوك الراس اخليكم
***
ابو (( حامد)) ميرضه انصير ماشة نار
تجوينه وعلينه مانجد نغار
)يعيدان)) الابل متحملات انمار
لاتروه ولا نروه ونرويكم
***


ومن عزلته يراقب عسكرة القصيدة و انحرافها و ارتدائها الملابس الزيتونية فكتب قصيدة نشرت في مجلة المتفرج بعددها 385 الصادر في 26/ 10/ 1972 م يقول فيها
بطلت من نظم الشعر
اكرهته و بعد ماريده
من كام يطلعلي الدهر
كل يوم بسته جديده
***
ستين عام امن العمر
بيمن يفكري هايم
ومنهو البعد يسوه البجه
وبعضك البعضك لايم
نامت طواغيت الادب
وهسه ( الشكنك ) كايم
و النثر يتسمه شعر
و اهل الزلوف اتعيده
***


و تململ عبد الصاحب عبيد في عزلته القاتلة و اعتبر نفسه ميتا فكتب قصيدة رثائيه له يشكر فيها المشيعين و المعزين و قائمي اربعينيته و اسماها رثاء في حياتي يقول
صار داعي الحق يكود أزمامي
للخلود و بيها ضم اعظامي
****
اذكروني فوك منبر ابو الضيم
من يمر عاشور و يدلهم الغيم


هاي دعوة ميت و الله الكريم
تنقبلي وتنجلي اوهامي
**
بقي ان اقول ان شاعرنا الكبير عبد الصاحب عبيد الحلي كتب مطلعاً لقصيدة قبيل وفاته بايام تمنى على شعراء الحلةالفيحاء كتابة قصائد على منوالها – مساجلة – يقول فيه
من صدر السفينه انكسرت الدفه
يوم لبيه كالو صاحب اتوفه
رحم الله شاعرنا الكبير عبد الصاحب عبيد الحلي و اسكنه فسيح جنانه ..
مصادر البحث
__________

1 :دواوينه المطبوعه
الصادر عن جمعية الرواد ديوان شاعر الفيحاء 2
ملاحظات و مذكرات شخصية خاصة 3

معلومات صديقه الشيخ الشاعر سليم شاكر العزاوي. 4-



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون الشعب
- سالوفة فَخر
- ويلاد مريدي
- الخيط والخويطات
- ديوان البخيت
- التمرد على المألوف في القصائد الشعبية ( النهد انموذجا)
- أضلوع السجن
- بعيداً عن الضجيج ، قصائد تخترق الشغاف
- حوارية الدموع في قصائد موفق محمد الشعبية
- الأنبياء فقراء ؟ أم الفقراء أنبياء ؟
- حلم الماضي وخيبة الحاضر وأستشراق المستقبل في
- امنيات ترفض التأجيل
- أبو عمشه
- أبن الشعب
- هوه الخمسين
- رسالة متأخرة لأبي سرحان
- ضمير أبيض
- روض


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي /تجربة رياديّة ضاجّة بالعطاء