أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الصمد السويلم - غسل الدماغ العراقي في الانقلاب او الانتخاب















المزيد.....

غسل الدماغ العراقي في الانقلاب او الانتخاب


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 12:19
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


منذ بدء تاريخ العراق نجد ان استيطان وادي الرافدين من قبل اقوام متعددة دخلت في صراعات كما شعوب المنطقة الاخرى التي كانت مجزئة الى قبائل ودويلات وولايات متناحرة دخلت في صراع حول النفوذ الاقتصادي والسياسي استمر الى الوقت الحاضر الا انه بين الفينة والاخرى ونتيجة للصراع الدامي بين زعماء المقاطعات وامراء الطوائف الذين جعلوا من الانتماء العرقي والطائفي ايدلوجية الرعب في الصراع من اجل البقاء لدى الكادحين وكان الاستنزاف الدامي للصراع المزمن العقيم في نتائجه قد ابرز للوجود فكرة الدولة الوطنية الموحدة وفكرة الدكتاتور المستبد كحتمية تاريخيةضرورية شواء انحصر في زعيم واحد اوحد او في مجموعة زعماء كما نلاحظ انحصار في الحزب او الحركة او التيار السياسي او المؤسسة الدينية وكاستحقاق شعبي( الرمز الوطني والمخلص القوي والمنقذ العظيم)(الاله او الصنم البشري)ولقد امنت شعوب المنطقة بالمنقذ الذي سيتولى انقاذ شعوب المنطقة من شر الحروب والفقر وسيبسط العدل وياتي بالرفاهية وينشر السلام والامن وان كان طاغية كما يحاول ارهاب البعث حاليا تكريسه في ذهن الشعب العراقي حيث كان خياره للشعب العراقي اما استمرار الارهاب من قبلنا او عودتنا للانفراد بالسلطة من جديد من خلال اختراق كافة الاحزاب السياسية والاجهزة الحكومية خاصة اجهزة القمع من الامن والمخابرات والجيش والشرطة وطبعا سيقوم بذلك نيابة عن الشعوب السلبية في موقفها من الصراع ضد السلطة حيث استمرت الطاعة العمياء من قبل شعوب المنطقة لزعمائها في اغلب الوقت رغم تمردها بين الفينة والاخرى كما استمرت بالتنازل عن حريتها بل وحقوقها في تحسين اوضاعها الطبقية من اجل الامن والسلام وان كان موقتا ومحدودا وبذلك تم وعلى مدار العصور كافة تعزيز ثقافة الاستلام للقضاء والقدر والخضوع للطغاة وعدم الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية والسياسية العامة والشرعنة الدينية للمواقف السياسية عبر استخدام وهم الخلاص وفكرة الحاكم المخلص المعصوم عن الاخطاء في تنزيه الزعماء من ارتكاب الاخطاء ونسبة الاخطاء الى اتباعه وادواته القمعية او نسبته الى عدم الاستحقاق الشعبي الا للقمع وعدم وجود أي حق له في عصيان الزعيم وان كان ظالما في شعور مرير بالدونية لدى تلك الشعوب ومنها الشعب العراقي في تعامله مع نظام صدام .بل لقد انعكست هذه العقلية على قيادات الاحزاب الدينية فهي تتعامل بازدواجية فهي تتعامل مع اتباعها بدكتاتورية تشبه دكتاتورية النظام السابق في وقت تشعر تلك القوى بدونية وعجز عن مواجهة قوى المحتل وقوى البعث مما دفعها لفقدان ثقتها بشعبها فعجزت حتى عن توجيه خطاب موضوعي له او طرح حلول مناسبة لازمات الشعب العراقي فضلا عن عدم ثقتها بنفسها وقدرتها الى درجة ظهرت في انخرطها في فساد اداري لتعزيز ثروات تلك الشريحة من البرجوازية الدينية الصغيرة الحاكمة والتي عملت عن تهدئة ثورة الشعب العراقي عبر حقنه بمخدرات ديمقراطية العملية السياسية و شعارات التسامح الديني ووحدة الوطن والسلم الاجتماعي ووعود زائفة بالإصلاح الإداري وتحقيق الأمن وتحسين الحالة الاجتماعية كما لاحظنا ذلك مرارا وتكرارا في شعارات ودعايات انتخابية للقوى السياسية العراقية التي اردات من خلال ايصال رسالة كاذبة مفادها انها تقف الى جانب الشعب العراقي في معاناته والتي كانت السبب فيه اما عمدا في قمعها او عن طريق عجزها وخذلانها من خلال خضوعها للارادة الاجنبية في استسلامها لقوى البعث الا ان وعودها بالصلاح والاصلاح والتغيير لم ولن ترى النور في الواقع لانعدام ارادة التغيير لدى القوى السياسية العراقية ولقد ساهمت البرجوازية الدينية في العراق على تكريس فكرة وجوب تبعية الشعب العراقي للزعمات الدينية مما ادى الى انتزاع حرية الاختيار الحقيقية وحق الشعب في امتلاك الوعي السياسي الناضج لاجل اتخاذ القرارات المصيرية وحولت الشعب العراقي الى اتباع لها منفذة لارادتها ليس الا بشكل سلبي تم شل حرية التفكير وخلقت ارتكازا في اللاوعي الجمعي الشعبي بالعجز عن القدرة على التغيير استنزفت ارادة التغيير في اخر الامر وهذا الارتكاز المتراكم عبر السنين قد اصاب حتى القوى الثورية اليسارية فضلا عن الشريحة الحاكمة والقيادات والزعامات الدينية الثورية التي حولت رموزها الثائرة ضد النظام السابق الى صنمية تعبد نشرت من خلالها حرمة النقاش والانتقاد بل حتى التساؤل لعدم ادراك الشعب للمصالح العليا ولعدم مشروعية أي حق له في تقرير المصير وما كانت الدعوة الى الانتخابات ومشاركة شعب فيها الا تضليلا يمرر من خلاله ارادة تلك القوى لتحقيق مصالحها وتكريس قيادتها الفردية للشعب العراقي لذا كان التوجه الطائفي واضحا بقوة في قوائم المرشحين والدعاية الانتخابية ولم تكن التعددية السطحية الا ظهورا غير حقيقي لفكرة الوطنية من اجل استغلال الوطنية كما استغلت القومية والطائفية كشعارات كاذبة لتحقيق مصالح فئوية ضيقة من خلال حصر القرارات المصيرية بيد الدكتاتور الزعيم الوطني او القومي او الديني المستبد المستنير من خلال تعزيز ثقافة (نفذ ثم ناقش او نفذ ولا تناقش) وثقافة تعطيل العقل ومحاربة النقد والتعصب الاعمى والطاعة العمياء للقيادة.وتتحمل النخبة من شريحة المثقفين مسؤولية الايمان والترويج للفكر القمعي الاستبدادي الشمولي ,حيث تخلف ركب تلك النخبة عن مجاراة الثورة المعلوماتية المعاصرة وعجزت عن اعلان ثورة اجتماعية تنهض بالعلاقات الاجتماعية في علاقات انتاج ثورية مع قوى انتاج عصرية دون أن تكون لديها أي اطروحات علمية لبناء المجتمع الجديد ودون وعي للقوى الاجتماعية المؤهلة للبناء الثوري من خلال عجزها عن بناء قواعد شعبية بها وابعادها عن مراكز القرارات ومساهمة في تعزيز جهلها من اجل الحفاظ على طاعتها العمياء لتلك النخب التي غلب عليها طابع التقليدية الفكرية والنزعة العاطفية في ردود الفعل وعدم الاخذ بزمام المبادرة بل اكتفت بنقد الوضع القائم ومحاولة الهدم دون البناء وطرح الحلول في حين ليس بديل باستبدال شخوص القيادات بل البديل هو في تغيير جذري للرؤى وانماط العمل السياسي من خلال خروجها عن المالوف. وهذه الروحية تقتل الابداع في العمل وتدعو الى الخمول والتكاسل والرتابة الروتينية في الاداء السياسي الفاشل كما هو الملحوظ في الوقت الحاضر
ان التغييرات الثورية عبر تاريخ العراق المعاصر كشفت عن ان اقصى ما يمكن ان يحصل هو استبدال المستبد باخر او بمجموعة من المستبدين مع بقاء نظام الاستبداد باقيا على حاله كما ظهر في اعادة عناصر قوى القمع السابقة الى العمل وقبول قيادات الحركات المعارضة للنظام السابق دخول عناصر الاضطهاد في صفوفها ولان بقاء الشرائح الواسعة من الشعب العراقي في وضع الاستسلام والاستعباد والاستحمار في سلوكية تعزز من الايدلوجيات والسلوكيات السلبية امام الطغيان الطبقي سيبقى نظام الاستبداد قائما ولا تغيير سيجري الا من اجل استبدال زعيم باخر من خلال الانقلاب او الانتخاب.



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتيال الانتخابي والحكومة الوطتية الامل الاكذوبة
- تاثير ازمة المفاعل الايراني على العراق
- التفجير الانتخابي
- اسرار الازمة بين القيادات المقتدائية والعصائب الصدرية
- قراءة في الموقف الانتخابي
- بالأرقام الكارثة الصحية والبيئية بسبب الاحتلال والحكم الفاسد
- تركيا والمشروع الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط
- تركيا والمشروع الامريكي الجديد
- الفساد الاخلاقي للاحتلال الغير مباشر للعراق
- الفاشيون قادمون
- تاثير الازمة الاقتصادية على العراق
- الانهيار القادم للعراق
- امكانية الانسحاب الامريكي من العراق


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الصمد السويلم - غسل الدماغ العراقي في الانقلاب او الانتخاب