أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .















المزيد.....

جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 00:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمر العلاقة بين الدولة وجماعة العدل والإحسان ، بين الحين والآخر ، بحالة من التوتر في درجاته الدنيا دون أن يصل إلى مستوى التصادم أو المواجهة المباشرة التي يترتب عنها ضحايا واعتقالات . ذلك أن الدولة ظلت تتعامل بقدر كبير من الليونة وغض الطرف عن أنشطة الجماعة في مواقع عدة ( الجامعة ، الجمعيات الرياضية والفنية والثقافية ، المساجد ، التجمعات بالمنازل ، وغيرها من أنشطة الاستقطاب ) . فضلا عن هذا ظلت الدولة تحافظ على قنوات التواصل مع الجماعة ، سواء على عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله أو الملك محمد السادس . فكلاهما ــ أي الملكان ــ حرصا على فتح فرص إدماج الجماعة في النسيج السياسي وتفادي أسباب القطيعة أو المواجهة . وهذا ما سبق وأكده الشيخ ياسين بنفسه لجريدة البايس بقوله ( سنة 1991، حينما كنت في بداية إقامتي الجبرية، اقتربت منا السلطة وعرضت علينا الاعتراف بنا كحزب سياسي بل وعدتنا بمنحنا كرسيا في البرلمان، في مقابل التزامنا الاعتراف ب.... لكننا رفضنا هذه العروض ومازلنا نرفضها إلى اليوم متشبثين بموقفنا) . بل إن سنوات الرصاص التي كلفت الأحزاب الاشتراكية والمنظمات اليسارية والشيوعية تضحيات غالية ، لم يطل لظاها أعضاء الجماعة رغم فتاوى التكفير والخروج على الملك التي ظل يصدرها الشيخ ياسين . وكانت واحدة من تلك الفتاوى كافية لوضع حياة الشيخ على كف عفريت . لكن الدولة كان لها خيار آخر وضع الجماعة في منأى عن أساليب التنكيل أو الاغتيال باعتراف السيد عبد الواحد المتوكل في حوار مع قناة"الحوار" الذي أكد ( حتى ما سمي بسنوات الرصاص الآن ، نحن بعض الأنشطة كان وضعنا فيها أفضل ، وسنوات الرصاص المعروفة بالاستبداد وبالتحكم وإلى غير ذلك من الأمور ، كنا ننظم مخيمات ، بعض المخيمات كانت تؤوي سبعين ألف مشارك . هذا في عهد الملك الراحل ). فالجماعة لا تعنيها هيئة الإنصاف والمصالحة ولا رفات ضحايا سنوات الجمر ولا الكشف عن مجهولي المصير لسبب بسيط أنها لم تقدم ضحايا وليس لديها مختطفين . وبالقدر الذي تحرص فيه الدولة على تجنب الصدام والمواجهة مع الجماعة ، تسعى هذه الأخيرة إلى استغلال أي مناسبة لاستفزاز الدولة قصد رفع درجة التوتر ولعب دور الضحية الذي تستغله الجماعة في كسب التعاطف والتأييد داخل المغرب وخارجه جراء ما تقدمه على أنه انتهاك للحريات ومصادرة لحق الجماعة في التنظيم والتعبير والاحتجاج وعقد التجمعات . وكلما شعرت الجماعة بنوع من الفتور داخل صفوفها أو لمست غياب أخبارها عن التداول الإعلامي ، إلا وعملت على خلق أحداث أو الركوب على أخرى وطنية أو قومية ،وكان آخرها الاحتجاج الذي نظمته الجماعة إثر قرار إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي للتراث اليهودي . ودون الخوض في حيثيات الوقفات الاحتجاجية وتفاصيل الأحداث المترتبة عنها ، يكون ضروريا استحضار سلسلة الأحكام التي أصدرها القضاء المغربي في حق أعضاء جماعة العدل والإحسان . ولا شك أن المطلع على هذه الأحكام كما ينشرها موقع الجماعة ، سيدرك جيدا درجة الارتباك التي وصلها القضاء في التعامل مع ملفات الجماعة التي تعرض عليه في كل مرة ، وعلى امتداد سنوات عديدة حصرتها الجماعة نفسها في ثلاثة عقود . إلا أن الملفات التي تعمقت فيها حدة الارتباك ولم يستطع القضاء التعامل معها من نفس الزاوية القانونية ، هي الملفات المتعلقة بالاجتماعات التي تنظمها الجماعة داخل المنازل تحت مسمى "مجالس الذكر" . وهذا نموذج منها يشمل الفترة الممتدة من 1/06/ 2006 إلى 24/11/2007 : عدد الملفات التي صدر فيها حكـم ابتدائي: 118 عدد الملفات التي لم يصدر فيها حكـم بعد: 47 . عدد الملفات التي صدر فيها حكـم بالإدانة: 85 .عدد الملفات التي صدر فيها حكـم بالبراءة: 33 . عدد الملفات التي صدر فيها قرار استئنافي بالبراءة: 09 . عدد الملفات التي صدر فيها قرار استئنافي بالإدانة: 19 .
والملاحظ أن نفس القضايا المعروضة على المحاكم تصدر فيها أحكام متناقضة بين البراءة والإدانة . إذ من المحاكم ما تقر بالشرعية القانونية للجماعة فتحكم على الأعضاء المتابعين بالبراءة كما هو الشأن بالنسبة للمحاكم التي أصدرت أحكامها لصالح المتابعين في 41 ملفا بتهمتي عقد تجمع عمومي غير مرخص له والانتماء لجماعة غير مرخص لها . فيما محاكم أخرى ذهبت خلاف ذلك . وليس من تفسير لحالة التناقض في الأحكام سوى حالة الارتباك التي عليها القضاء المغربي بفعل غياب التنسيق بين المرافق الحكومية . ذلك أن النيابة العامة تتعامل مع جماعة العدل والإحسان كهيئة غير قانونية ، مما يعرض أعضاءها للمتابعة خلال عقد الاجتماعات أو تنظيم وقفات احتجاجية في أماكن عمومية . أما هيئة القضاء فلها موقف آخر يستند إلى الوثائق التي تدلي بها الجماعة عند كل محاكمة ، ومن ضمنها وصل الإيداع القانوني الذي تسلمته الجماعة لما كانت تحمل اسم "الجماعة الخيرية" في أبريل 1983 . ومعلوم أن قيادة الجماعة غيرت اسم الهيئة المرخص لها قانونيا كجمعية خيرية يؤطرها ظهير 58 ، كما غيرت أهدافها وأنشطتها وأصبحت منذ 1987 حركة سياسية تتجاوز أهدافها الأعمال الخيرية والدعوية إلى التأطير السياسي بهدف تغيير النظام الملكي وإقامة نظام بديل . فالقضاء المغربي يعاني من ثغرات قانونية تستثمرها الجماعة لصالح الدعاية لمظلوميتها ، فضلا عن التشهير بالنظام المغربي الذي تقدمه مناهضا لحقوق الإنسان ومحاربا للدين . ولعل دلالة البيان الأخير الذي أصدرته الجماعة واضحة في عبارتها التالية ( كما تجاوز عدد المعتقلين في "دولة الإسلام" خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 74 عضوا يتابع خمسة منهم أمام القضاء بعد طبخ الملفات "القانونية" ). ولا شك أن ارتباك القضاء مرده أساسا إلى تردد الدولة في اختيار القاعدة التي تتعامل على أساسها مع الجماعة . فإما أن الجماعة قانونية ، وهذا يقتضي الترخيص لها بفتح مقراتها لاحتضان أنشطتها أسوة بحركة التوحيد والإصلاح ؛ وإما أنها غير قانونية بسبب عدم التزامها ببنود القانون الأساسي الذي تقدمت به قيادتها سنة 83 إلى السلطات المختصة للحصول على الترخيص القانوني . وفي هذه الحالة ينبغي نهج المساطر القانونية لسحب الترخيص من الجماعة حتى لا يبقى لها من سند تحاجج به أمام القضاء أو الرأي العام الداخلي والدولي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بين حركية الواقع وتحجر الفقه .
- ماذا لو تحولت فاجعة مكناس إلى بداية حقيقية لعهد الحساب والعق ...
- خلافة الشيخ ياسين قضية عقدية وليست تنظيمية .
- هل نضجت شروط محاورة معتقلي السلفية الجهادية ؟
- فتاوى الريسوني : الخفيات والأبعاد .
- زواج القاصرات جُرم اجتماعي وقانوني .
- جماعة العدل والإحسان والنبوءة المكذوبة .
- هل ستكون الأحزاب السياسية في الموعد مع رهان الجهوية ؟
- من يجر المغرب إلى فتنة الإفتاء ؟
- أفْغَنَة شمال إفريقيا جزء من إستراتيجية تنظيم القاعدة.
- ما علاقة طرد المبشرين ومنع بناء المآذن بحرية الاعتقاد ؟
- موقف الإسلاميين إزاء النضال من أجل حقوق المرأة .
- لما الإصلاح يقوده الأمراء ويناهضه الفقهاء !
- هجمة التطرف من المحيط إلى الخليج .
- هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟
- جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .
- معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .
- هل يمكن أن تكون مدونة الأسرة قاطرة للإصلاحات الشاملة ؟
- القيم بين الخصوصية والكونية .
- الدولة بين اتهامات الإعلاميين ومخططات الإرهابيين .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .