أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طارق حربي - تحولات في المشهد السياسي العراقي















المزيد.....

تحولات في المشهد السياسي العراقي


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 03:28
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كلمات
-301-

أفرزت الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 آذار الجاري، جملة من التحولات التي سيكون لها بالغ الأثر، في تشكيل الحكومة وسمات المرحلة المقبلة على حد سواء، أول التحولات أن القرار أصبح بيد الشعب العراقي، بعدما الغيت التحالفات التي تخنقدت وراءها الاحزاب الدينية، كما حدث في انتخابات 2005، والتصدع الذي حدث في الأحزاب الشيعية، بعد انشطار الإئتلاف العراقي الموحد إلى قائمتين كبيرتين، هما إئتلاف دولة القانون والإئتلاف الوطني العراقي، الجديد في انتخابات 2009 كان اعتماد القائمة المفتوحة في التصويت، بدلا من المغلقة التي اعتمدت في انتخابات 2005 ، وتم بناء حكومة سلطة وليس حكومة خدمة، وصعود نواب غير كفوئين إلى البرلمان، ماجعل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والخدمات تتدهور خلال السنوات الأربع الماضية.
تأكيد المرجعية الدينية وقوفها على مساحة واحدة من جميع الاحزاب المشاركة في الانتخابات، تحول آخر في مجرى الأحداث، أضف إلى ذلك ازدياد الوعي لدى العراقيين بضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات، بعد انكسار حدة العنف الطائفي، ماجعل الناخب غير متحزب بعد اربع سنوات من الاخفاقات والعثرات في قيادة العراق، وذهب بخطوات واثقة إلى صندوق الاقتراع ليقول كلمته الفصل، من أجل نيل حقوقه، والنهوض بأعباء الاقتصاد، والقضاء على البطالة وبناء المؤسسات الدستورية والديمقراطية.
وهكذا أصبح التوجه نحو القوائم العلمانية واضحا لدى شرائح واسعة من الشعب العراقي، ومابروز القائمة العراقية بقوة على الساحة من خلال الاستحقاق الانتخابي، وفوزها في عدد من المحافظات وتفوقها على إئتلاف دولة القانون، إلا أفضل ترجمة لذلك التوجه وتلك التحولات، هنالك تحول آخر طرأ هو بروز التيار الصدري، على حساب شريكه في الإئتلاف الوطني العراقي المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وحزب الفضيلة، في حين لم يتمكن الحزب الاسلامي في الأنبار من حصد نتائج مهمة، وهي المحافظة المغلقة اجتماعيا ودينيا، كان الحزب المذكور يراهن عليها وعلى محافظة ديالى، وفي كرستان كان لبروز قائمة التغيير بمواجهة التحالف تحول آخر، وثمة من يقول إن التغيير استطاع أن يحصد الكثير من اصوات الناخبين، في معقلي الحزبين الكرديين في أربيل والسليمانية، وماأضاف لمسة إلى المشهد الانتخابي من جهة ثانية، دخول نساء غير محجبات وشخصيات علمانية في إئتلافات الاحزاب الدينية، لكسر النمطية والجمود وتعويض مافقدته في انتخابات 2005، ولو أني أعتبر ذلك (مكياجا) سيذوب بعد حين وتظهر حقيقة الوجوه، خلال مرحلة قيادة العراق في المرحلة المقبلة!
أفرز صندوق الاقتراع عدم قدرة أي كتلة من الكتل على تشكيل حكومة لوحدها، بل تحتاج إلى التحالف ربما مع كتلتين أوثلاثة، وفي إطار التأرجح بين حكم الأغلبية الشيعية، أو التوافقات التي ورثها النظام السياسي من مرحلة بريمر، وتشكيل حكومة أغلبية سياسية كما تريد (دولة القانون)، أو حكومة خدمات كما يريد (الإئتلاف الوطني العراقي)، أو حكومة وحدة وطنية كما يرغب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي والزعيم الكردي بارزاني، وكلها شعارات في واقع الأمر لكسب أصوات الناخبين!، فإن حظوظ تحالف دولة القانون الفائز الأول مع الائتلافات الأخرى، لاشك ستلقى المزيد من الصعوبات خلال الاسابيع المقبلة - إذا أخذنا بنظر الاعتبار عوامل مهمة أخرى مثل التدخلات الاقليمية لحسم الصراع على السلطة - وربما شهورا قبل التوصل إلى اتفاق حول الرئاسات الثلاث، مايذكر في الأزمة التي نشبت بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2005.
فعلاقات رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يتزعم دولة القانون، مع التيار الصدري (أحد مكونات الإئتلاف الوطني) وكما هو معروف متأزمة منذ سنوات، ويضع التيار خطا احمر على التجديد للمالكي لولاية ثانية، وعلاقة دولة القانون بالقائمة العراقية التي يتزعمها علاوي غير مستقرة، نظرا لاتهامات بالبعثية وغيرها، وعلاقات لم تصل إلى الشراكة الاستراتيجية مع التحالف الكردستاني على خلفية عقدة كركوك والفقرة 140 في الدستور العراقي، ولاتبدو العلاقة بين القانون وإئتلاف وحدة العراق التي يتزعمها وزير الداخلية جواد البولاني سارة، نظرا للخلاف الشخصي بين الرجلين، في إطار عمل وزارة الداخلية والميليشيات.
مما يؤسف له أن زعماء كتل هرعوا إلى كردستان للمشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة، أول ماهرع الإئتلاف الوطني العراقي، ثم تلته العراقية، ولم يكذب الناطق باسم دولة القانون خبرا فأطلق تصريحا : بأن كتلته تلقت اشارات ايجابية من التحالف الكردي، لبقاء المالكي رئيسا للوزراء للسنوات الأربع القادمة، وكل كتلة من الكتل المتصارعة على حكم العراق، تقدم مرشحها وتتصارخ في المناظرات التلفزيونية بأنها هي لاغيرها المؤهلة لقيادة العراق، فيما الأكراد يقفون على الجبل بانتظار انتهاء المعركة الضروس، ليقرروا بعد ذلك - وفقا لمصالحهم - مع من يتحالفون ومن يعطيهم اكثر من ضرع العراق، وليت الأحزاب العراقية - العلمانية والدينية- تحذو حذوهم وتفكر في مصلحة العراق!؟، وكان من المفروض مجىء قادة التحالف الكردي إلى بغداد لغرض المشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة لاالعكس، فالمال بيد بغداد والنفوذ والأغلبية وهي عاصمة العراق حيث يُعتبر الاقليم تابعا لها لامتبوعا!، وماكان عليها ان تستجدي عطف الأكراد وسواهم، الذين خصصت لهم من نفط البصرة 17% من ميزانية العراق، لو لا مرحلة كسر العظم وتشرذم الأحزاب على الساحة العراقية!؟
لقد أثلج الناخب العراقي صدورنا بتحولاته خلال صناديق الاقتراع، فبعد الانتخابات التي جرت بعدالة وشفافية وحرية تامة، واشترك فيها نحو 12 مليون ناخب وقف لهم العالم احتراما، أطاحت إرادة الناخب العراقي بعد فرز 72% من الأصوات، بنحو (30) وزيرا ومسؤولا حكوميا ومستشارا، وهم بين وزير ورئيس برلمان سابق وحالي، وأمين عام مجلس الوزراء واثنين من مستشاري رئيس الوزراء نفسه، وراعي الملكية الدستورية وأقدم وزير خارجية عراقي، واثنين من أبرز قياديي المجلس الأعلى، وغيرهم من مرشحي المحافظات إلى مجلس النواب، بل إن البعض منهم لم يحصل في بغداد حتى على الحد الأدنى من الأصوات التي تؤهله للدخول إلى البرلمان وهو 30 الف صوتا!
ولابد للتحالفات السياسية بين الكتل لتشكيل الحكومة القادمة، أن تأخذ بعين الاعتبار ماسجلته إرادة الناخب العراقي في صناديق الاقتراع، فهي - أي الاحزاب - التي رفعت الكثير من الشعارات في حملاتها الانتخابية، وكلها تصب في خدمة الشعب، وصلتها الرسالة بأن العراقيين يتطلعون إلى حفظ كيانهم كشعب ورؤية دولتهم المستقلة، وتشكيل حكومة خدمة يحصل فيها المواطن على حقوقه، لاحكومة مصالح شخصية وفئوية وحزبية.
17/3/2010
[email protected]
www.summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأخير أم تزوير!؟
- انتصار الحبر على الدم!
- شكرا قداسة البابا!
- ماذا وراء زيارة علاوي للرياض والقاهرة!؟
- من سرق أنبوب النفط من مدينتي!؟
- امرأة على ظهرها كفن!
- عشائر المالكي!!
- -غزوة الفنادق- تتحملها المساءلة والعدالة والحكومة العراقية!
- بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!
- رئيسنا الخروعة!
- صقور مجلس ذي قار!
- لاانقلاب في بغداد!
- برج المالكي!
- لماذا تظاهر الصدريون في الناصرية لمساندة الحوثيين ولم يتظاهر ...
- هل يعيد أهالي الناصرية انتخاب الأعرجي لدورة برلمانية ثانية!؟
- الناصرية : معرض تشكيلي واحد مقابل (600) جامع وحسينية..!!
- الوقف الشيعي في ذي قار على خطى المقبور!!
- ماذا يعني ضرب صورة الملك السعودي بالاحذية في تركيا!!؟
- بمناسبة العيد السعيد..(عنزة) في ضيافة قناة السومرية..!!
- أتهم الاحزاب الطائفية بالوقوف وراء محاولة اغتيال الاعلامي ال ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طارق حربي - تحولات في المشهد السياسي العراقي