أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي















المزيد.....

جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 21:06
المحور: الادب والفن
    



يعد الممثل المسرحي احد اهم دعائم العرض المسرحي ،إذ تعود بداية الدراما الى رقصاته الطقوسية ، وقد كان للتحولات التي حصلت للنمط الدرامي دور في تغيير النمط الادائي للممثل من خلال وجهة نظره الخاصة (الانا) ومن وجهة نظر المتلقي (الاخر) ويمكن ان تنقسم وجهة نظر الاخر الى (المتلقي – الشخصية) وهناك اختلاف بينهما بالتأكيد، فوظيفة المتلقي واضحة المعالم في تلقيه للعمل الفني ، اما الشخصية التي نعني بها تلك التي يقوم الممثل بتجسيدها على خشبة المسرح على الرغم من تنوع الشخصيات؛ فإن (الانا) الخاصة بالممثل تبدأ هي الاخرى بالانفلات من طبيعتها في كثير من الاحيان، وهذا هو احد الاسباب التي جعلت الكثير من الممثلين يصابون بأمراض نفسية نتيجة لتعمقهم في محاولة المزج بين (الانا –الاخر) الذات والشخصية التي ابتدعها خيال الكاتب المسرحي، وعلى الرغم من ان الشخصية الدرامية في تحول دائم هي الاخرى وذلك بإختلاف قراءاتها ، فإن المؤلف الدرامي عندئذ يضع شخصياته في بنية نصية محددة على وفق ايديولوجيا خاصة به وبالمجمتع الذي يكتب عنه، ولهذا الاسلوب في الكتابة سلبياته وايجابياته ويمكن تحديد السلبيات في ان الشخصية الدرامية لن تبدأ بالتحول الى ابعاد اخرى طالما بقيت حبيسة (نص) المؤلف الى ان تمر عليها رؤيا المخرج لنقلها من البيئة التي كتبت فيها الى عالم العرض المسرحي والذي يكون بطبيعة الحال اكثر انفتاحاً لأنه يضفي على تلك الشخصيات طاقة الممثل التي تبعث الروح في الشخصية، والممثل بدوره لايركن الى الشخصية وإنما يحاول نسخها كما كتبت وتختلف قراءته لها عن المخرج والمؤلف،لأن عملية التجسيد هي اكتشاف جديد للشخصية ومحاولة بناء حياة خيالية يقوم الممثل بإكتشافها من خلال إيجاد افتراضات واقعية ،والبحث في اعماق الشخصية عن تاريخ قد يكون هو الاخر افتراضي ولكنه مستنبط من معطيات الشخصية نفسها ، وقد حدد (ستانسلافسكي) ذلك التاريخ بثلاثة معطيات (المعطى الاول – الطبيعي) و(المعطى الثاني – الاجتماعي ) و(المعطى الثالث – النفسي) ولكل واحد من هذه المعطيات الثلاثة خصائصه الذاتية التي يطور من خلالها جانب معين من حياة الشخصية لتكتمل بنية الشخصية على وفق هذه التصورات في خيال الممثل قبل البدء بعملية التجسيد على خشبة المسرح، وقد يحدث ان يخرج الممثل بعد دراسة الشخصية ،بسلوك معين يكون مغايراً تماماً لرسم الشخصية الاولى التي وضعها المؤلف المسرحي، ذلك أن الممثل يمكن ان يقوم بإلتقاط تفاصيل في حياة الشخصية ويبني عليها سلوكه ، والتي قد لا يتمكن قاريء النص المجرد من اكتشافها ، وفي هذه الحالة يكون الممثل مكتشفاً لتلك التفاصيل ، ويمكن ان نضع هنا مثالا في مسرحيات الكاتب النرويجي : (هنريك ابسن) وتحتوي شخصيات مسرحياته على الكثير من التفاصيل التي يؤكد الكاتب على وضعها في الشخصية ومنها ما يعده ابسن ضرورياً حيث يبرزه ليتلقفه القارئ منذ القراءة الاولى ومنها ما يعده ثانوياً ويحتاج الى اكتشاف من قبل الممثل والعمل على اعتباره ضرورياً بالاتفاق مع المخرج واسلوبه في الاخراج.
ان الممثل الجيد قد يمر بعملية التوحد مع الشخصية التي يؤديها ، وقد يكون التوحد حالة مزدوجة في كثير من الاحيان ، فمن جهه هناك التوحد بين (الممثل والشخصية) ويقابله توحد من نوع آخر هو توحد (الجمهور – الشخصية – الممثل) وبهذا الاخير يكون المتلقي طرفاً جديدا يدخل الى معادلة اكتشاف الشخصية .
كما ان التوحد " (ليس مجرد عملية سايكولوجية تحدث عندما نقرأ رواية او نشاهد فيلماً او مسرحية لكنه نشاط او عملية لايمكن ان يُحدثَ أي شكل من اشكال السرد او النشاط التخيلي تاثيراته من دونها" ).
كما ان الخيال الواعي للعملية الابداعية ينقسم بدوره الى تقسيمات عدة لتكوين العملية الابداعية ،فالكاتب المسرحي يوظف خياله في بناء النص الدرامي لتنتهي مهمة خياله بعد انجاز النص بصيغته النهائية على وفق التصورات التي شرع بكتابة نصه عليها، ثمن يبدأ المخرج من حيث انتهى المؤلف ولكن بأسلوب صناعة المرئيات المكتوبة على شكل كلمات دونها المؤلف ويسعى المخرج الى اختزالها الى صور تعبر عن مضامين جديدة تعطي فرصة جديدة لقراءة النص بصيغ متعددة ، ويعد الممثل الجزء الاهم في صناعة المرئيات التي يصنعها المخرج إذ ان الممثل اللاعب الذي يجسد الشخصيات ويصنع خيالها الافتراضي ويبني عالمها الخاص ويقترب بذاته التي هي (الانا) من الشخصية (الاخر) يكون فيها المخرج هو الرقيب الجمالي للممثل لإبعاده عن تحويل الشخصية (الاخر) الى (الانا) لأن ذلك يوقع الممثل في مطب الرتابة إذ ان المتلقي يعد حلقة الوصل المستمرة دائما والذي يبحث عن (ماكبث) في مسرحية شكسبير التي يشاهدها ولا يبحث عن الممثل (س) فالمتلقي يريد ان يشاهد (ماكبث) في صورة جديدة معبرة عن تلك الشخصية ، ويعتمد ذلك بدرجة كبيرة على الممثل والمخرج ،ويكون المتلقي هو الخاتمة إذ ان خياله يعد الحلقة الاخيرة في تحقيق العملية الابداعية ، ولايمكن تحديد خيال المتلقي في العمل الفني ذلك أنه لايعد فرداً واحداً ؛ وإنما هو عدد غير معلوم من المتفرجين وكل واحد منهم له ذائقة مختلفة في تلقي العمل الفني ولكل منهم ثقافته التي تختلف عن الاخرين ، ولكن جميع المشاهدات تؤدي في النهاية الى تشكل مجموعة من الرؤى المتباينة فيما بينها والتي هي بطبيعة الحال تحيل الى قراءة اخرى تضاف الى القراءات السابقة الذكر للعرض المسرحي.
ان القصائد المغناة التي تعد البذرة الاولى للفن المسرحي والتي كانت تعد فعلاً شفاهياً منفتحاً على مزيج غير محدد من خيالات عدة اذا ماقورنت بالنظام التدويني الذي ابتدع في مرحلة لاحقة والذي يعده صالح سعد : " (كنظام مغلق للتعبير" ) وتعود صفة الانغلاق في نظام الكتابة الى الكلمة التي مهما كثرت تصوراتها وتأويلاتها فإنها تبقى محددة ، اما التعبيرات الشفاهية التي تبنى من الارتجالات الراقصة والحركات التعبيرية التي كان الممثل – الراقص يعبر من خلالها عن حالات مختلفة في كل مرة يقوم بأدائها ، لكونها تعبيرات متجددة لاتخضع لسلطة الكلمة المكتوبة والمؤشرة معانيها سلفاً وإنما هي تعمل بروح الخيال والتطورات اللحظوية النابعة من الممثل ، وقد حاول الممثل استعادة تلك المرحلة في المسرح (المرحلة الشفاهية) ظهر مايعرف بـ (الكوميديا ديلارتة) وهي دراما ارتجالية لاتعتمد على الكلمة في عملها وإنما تعتمد التفكير الشفاهي غير المدون والذي يقوم الممثل على اساسه بطرح فكرة من خياله لتبدأ بعدها مرحلة جديدة في تطوير تلك الفكرة التي تنبع من خيال الممثل وبشكل لحظوي ومن دون قيود يفرضها عليه النص الدرامي، ويمكن ان يعد تفكير المخرج ضمن بنية المرحلة الشفاهية ذلك أنه يعبر عن الافكار البصرية التي تنتج عن المخيلة بشكل مباشر الى الممثل من دون اللجوء الى التدوين والتقيد بكتابة الافكار .
ان الاخراج المسرحي يعد عملية بنائية متغيرة ومتطورة تحتوي على عنصرين متلازمين لصناعة العرض المسرحي هما (البناء والهدم) ومن المؤكد ان اسلوب المسرحية (مأساة – ملهاة) سوف يكون مختلفاً في طريقة توظيف (البناء والهدم) بسبب بنية كل نوع مسرحي لها خصوصيتها فالملهاة مثلا ، تقوم بنيتها على الهدم والبناء وبشكل متكرر في المشهد الواحد وهذا الامر يتطلب مجهودا من الممثل الكوميدي من اجل بناء علاقة مع الجمهور على وفق الموقف الذي يصنعه الممثل على الخشبة ثم يقوم بهدمه لبناء موقف اخر وصولا الى نهاية العرض المسرحي ، اما الممثل في المسرحية الماساوية فالامر مختلف، ذلك أنه يقوم بالبناء التصاعدي للشخصية وتكون جميع مواقفها في مرحلة البناء وصولا الى ما يعرف بـ(الذروة) ومن ثم يبدأ بإيجاد الحل المناسب او الحلول وبضمنها تتكون عملية الهدم الى نهاية العرض المسرحي حيث يكون الحل.
ان مايذكره صالح سعد حول الكوميديا دلارتة يحتاج الى بعض التوضيح اذ انه يقول " اننا نجد عهوداً كاملة كان فن الممثل فيها شيئاً تافهاً او مستهجناً لا لشيء إلا لأنه عاش هكذا في الفراغ في غياب النص الدرامي (مثل كوميديا الفن- الايطالية comedia del art ").
ان ماذكر حول حول غياب النص المسرحي في تلك المرحلة من تاريخ المسرح حقيقة لايمكن التنكر لها الا ان الممثل في هذا النوع المسرحي الارتجالي اعتمد على الافكار التي ينتجها فريق العمل بأنفسهم وهو شكل جديد في المسرح وقد تمكنت هذه الدراما الارتجالية من كسر الهالة العظيمة التي بدأ المؤلف ببنائها حول نصوصه الدرامية، ومن جهة اخرى فإن الكوميديا الارتجالية اقتربت بإسلوبها هذا من المجتمع وذلك من خلال تقديمها للافكار التي يعيشها الانسان البسيط وتتفاعل مع قضاياه الحياتية.
ان تخلي الممثل عن الكلمة التي يختارها المؤلف ولايسمح بتغييرها او حذفها؛ انما فتح باباً جديدا لبناء شكل مسرحي مغاير لذلك السائد على مدى قرون ، ويعتمد ذلك الشكل المسرحي الجديد على الفكرة ،وتعد الكوميديا دلارتة من المراحل الهامة في المسرح بسبب فتحها الابواب امام التفكير الجدلي والتخلي عن التفكير التراتبي المدون سلفاً من قبل المؤلف الدرامي والذي كان بدوره يدفع الممثل نحو تنفيذ الشخصية كما كتبها ويبعده عن التفكير فيها ومحاولة تطويرها عبر العرض المسرحي النهائي.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبتمبر يطرق الابواب..!
- الفرق المسرحيةالعراقية وحلم العودة الى الواقع
- المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة
- الاغواء والضحية.. نهاية لاقتباسات متعددة .. أسئلة ترتقي إلي ...
- -المسرح جنتي-
- بوح الخطاب المسرحي
- مسرحية -غرفة الإنعاش-
- مسرحية -قلب الحدث-:
- مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
- مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
- تحولات المكان المسرحي .. وسوء الفهم !!


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي