أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راندا شوقى الحمامصى - عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة-(لورد بايرون، دون جوان)-في الهدف من الحياة وعملية الشفاء















المزيد.....

عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة-(لورد بايرون، دون جوان)-في الهدف من الحياة وعملية الشفاء


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 18:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل هناك هدف للحياة؟ إنه سؤال نسمعه في كل مكان من العالم. ويمكن حصر الإجابة بهدف واحد أو عدة أهداف متنوعة. فالناس يقولون بأن الهدف من الحياة هو التمتع بالمحبة أو الحرية أو العدالة أو السعادة أو الفوز بالنجاح أو تحقيق السلطة والنفوذ، أو بالأحرى ما يخطر بالبال. وكُثْرٌ هم الذين يرون أن الحياة إذا كان لها هدف واحد فإنه بالضرورة يتكون من مجموعة احتياجات: الحصول على المأكل والمأوى وتكوين أسرة وأصدقاء تحبّهم ويحبّونك، إلى جانب عمل يؤمّن دخلاً ملائماً وأوقاتاً سعيدة، وحياة خالية من الأمراض ولا تنتهي بالموت إن أمكن. وقد يقع اختيار البعض على أهداف مميزة من قبيل اكتساب المعرفة، وخدمة الآخرين، والنماء أو الخلاّقية والإبداع. فمعظم الناس لا يقضون عادة وقتاً طويلاً في التفكير بالهدف من حياتهم، وحتى لو أُثير أمامهم هذا الموضوع، فإن العديد منهم إما أن يأخذوه بشيء من الحَيْرة والإرتباك أو يعتبرونه موضوعاً غير ذي بال ولا يخوضون فيه.
على أنه بغض النظر عن آرائنا في الهدف من الحياة، فإننا دائماً ما نواجه التحديات المختلفة والأزمات والصّعاب المجبولة بالفرص المتاحة في حياتنا. فوعْيُنا بالحياة إنما هو جانب أساسي من كياننا البشري، وهذا الوعي الذاتي هو الذي يفرض علينا أن نهتمّ بأنفسنا، وبعلاقاتنا، وبتقدم عجلة حياتنا. وتلك هي اهتمامات تُمليها علينا كينونتنا في الحياة. وبمعنى آخر؛ كوننا أحياء وواعين فلا خيار لنا إلا أن نفكر بتلك الأمور وتَدَبُّرها، حتى وإن حاولنا تجاهلها فإنها لا تتوانى عن ملاحقتنا مسترعية انتباهنا.
وعلى مرّ السنين لاحظتُ إلى حدّ بعيد أن النسبة العظمى من الناس الذين يلجأون إلى الطبّ العقلي أو الإستشارة في الطبّ النفسي أو يطلبون مساعدة طبية، إنما يفعلون ذلك بسبب افتقارهم إلى السعادة وشعورهم بالإرتباك تجاه بعض الجوانب الأساسية في حياتهم. فعادة ما يلجأ الناس إلى الأخصائيين في الصحة لمعالجة شكواهم من الإحباط أو القلق أو من علة جسمانية أو في مشاكل زوجية وعائلية أو من شعورهم بالعزلة ومشاكل تتعلق بعلاقاتهم بالغير أو في مسائل تتعلق بالجنس أو بأمور راجعة إلى مخالفتهم القانون مثل مشاكل الإدمان على المخدرات وتعاطي الكحول ثم حالات الخوف المتنوعة والدوافع التي يصعب كبح جماحها، وأخيراً ما يمكن اعتباره عادات مزعجة. فبعضهم لا يبالون بالحياة إلا قليلاً، وآخرون لا طاقة لهم بها، والبعض الآخر في صراع مستمر مع حياتهم، بينما نجد آخرين يرهبون حياتهم ويخافونها.
إن اهتمام الأخصائيين عادة ما يكون منصبًّا على ما يشكو المرضى من أعراض، فيشرعون في معالجتها كلٌّ لوحده. إن هذا الإتجاه غير السليم ربما يكون أحد الظواهر الرئيسة لقصور الطبّ الحديث وتقصيره.
إن النظرة العامة للكائن البشري، في عالمنا المادي المعاصر، لا تعدو اعتباره مجرد مادة "object" بدل كونه إنساناً. وبما أن هذه المادة معقدة التركيب، فقد عمد الطب الحديث إلى تقسيمها إلى مكوّناتها من الأجزاء والأعضاء، وشكّل لكل عضو في جسم الإنسان أخصائيين يتولَّوْن العناية به فقط. وقد درج الأخصائيون على تركيز عنايتهم على حقلِ تخصُّصهم لدرجة جعلتهم يتغاضون عن حقيقة أنهم يتعاملون مع كائن إنساني أجزاؤه مترابطة متكاملة. لذلك فإن أفضل انتقاد، من جملة ما يُوَجّه للطب الحديث، على أنه طبّ فَقَدَ روحه.
لقد تطوّر الطب الحديث حتى أصبحنا نراه شكلاً آليًّا رفيعاً ونظاماً غير إنساني. فقد أصبح أهل الطب، ليس في اعتبارهم أنهم معالِجون، بل مهنيّون فنيّون في إصلاح وصيانة كل ما يتعلق بالجسد والنفس البشرية. فحتى تكون معالِجاً بمعنى الكلمة، يلزمك، أولاً وقبل كل شيء، أن تكون موصولاً بالإنسانية الكامنة في أعماق كل منا. والمعالِج يرى في كل فرد: الحياة والهدف والجمال والشِّعْر والروح الإلهي. وهو بدوره يمنح المريض القوة والأمل وحب الحياة ويساعده على استخدام كل طاقاته وقدراته الممكنة، واستغلال الفرص المتاحة في سبيل استعادة صحته وعافيته. فحالة المرض مهمة بالنسبة للمعالِج لأنها هي التي سلبت المريض صحته، وما هدف المعالج سوى استعادة تلك الصحة ودرء المرض عنه.
وحتى يصبح المرء معالِجاً عليه أن يتواصل مع طاقات الحياة بفكر نقي وموقف إيجابي، مندفعاً من أعماق قلبه إلى كل ما من شأنه أن يسبِّب سلامة الصحة. فعملية الشفاء بحدّ ذاتها تتطلب المحبة – محبة نقية مجردة تشعّ على المريض سكينة وهدوءًا وطمأنينة وشعوراً بالأمان الداخلي، وكل هذا ضروري للبُرْء من المرض. وعلى المعالِج أيضاً أن يقوّي من عزيمة المريض وإرادته حتى يتمكّن من مواجهة كل تداعيات المرض بكل إصرار ومثابرة وتفاؤل.
إن أموراً كهذه لا تتضمّنها مناهج المدارس الطبية، ولا هي مواضيع تُدرّس في الجامعات والكليات بشكل عام، فهي أمور روحانية لا مكان لها في استحكامات المدنية المادية – الجامعات. إن أقرب بعض المناهج الدراسية الجامعية لهذه الأمور نجدها في الأقسام الخاصة ﺒ"الأخلاق" "Ethics"، والدين، أو الفلسفة. وحتى هذه الدراسات نرى أن مجالها محدود لأنه يتضمن تعريفاً آليًّا محدوداً للمنهاج العلمي. وبينما المنهاج العلمي يعدّ بلا شك أفضل أداة للتقدم في اكتساب المعرفة، فلا غرْوَ أيضاً أن أبعاد المناهج العلمية، التي وُضعت أساساً لدراسة علم الطبيعة والكيمياء والعلوم المادية الأخرى، يلزمها التعديل والتوسع حتى تفي بمتطلبات دراسة الأبعاد الروحانية للحياة الإنسانية أيضاً.
لقد تبيّن حديثاً أن المعرفة والمحبة والإرادة إنما تشكّل محور القوى الروحانية للوجود الإنساني. وعليه، فإن مشاكل الحياة الرئيسة يمكن تصنيفها تحت بند الإختلال في: المعرفة والمحبة والإرادة. فقوى الروح (المعرفة والمحبة والإرادة) من الطبيعي أن يكون لها ذلك التأثير العميق على جسم الإنسان والعكس صحيح. هذا هو السبب في أننا لا يمكننا تناول أية مشكلة إنسانية في معزِل عن الناحية الجسمانية أو النفسية. وفي الوقت الذي تُعتَبر فيه بعض الأسقام جسمانية مبدئياً، فإن لها تأثيرها على حالتنا النفسية أيضاً، وبالمثْل فإن الأسقام النفسية مبدئياً تؤثر على الجسم بدرجة عالية أو خفيفة. وسنقصُرُ حوارنا الآن على الأسقام والإختلالات الحاصلة في المعرفة والمحبة والإرادة. من كتاب-( سيكولوجية الروحانيّة-من نفس منقسمة إلى نفس متكاملة- د. حسين ب. دانش.تعريب-د.نبيل مصطفى ، أ. مصطفى صبري-مكتبة مدبولي -القاهرة)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة- المحبة والإرادة و البحث عن ...
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة-الغرض من الأحاسيس
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي -المادية كنهج للحياة
- معنى الإسلام
- الحياة الروحانيّة-4/4- -الحياة الروحانيّة والمجتمع البهائي
- الحياة الروحانيّة-3/4- -التجارب والصعاب
- الحياة الروحانية-2/4-الممارسات الروحانيّة والتطوّر الروحاني
- الحياة الروحانية-1/4
- الكفاح من أجل العدالة: تغيير آليات التفاعل البشري
- القمة الألفية للسلام العالمي: منظور بهائي
- القيادة الأخلاقية
- تغيير الثقافة وزيادة الإدراك والوعى العام للقضاء على العنف ض ...
- حرية الاعتقاد
- إن التفرقة العنصرية مرض لا يصيب البشرة بل يصيب العقل البشري
- مبادرات للحوار العالمي الهادف إلى تعزيز ثقافة التسامح والسلا ...
- الدين البهائي وأديان آخرى- عبارات تُجزم بالانتهاء -(4/4)
- نناشد الإنسان في كل مكان من أجل إنسانية هؤلاء


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راندا شوقى الحمامصى - عندما تتجه الأمور نحو الأسوأ-المعاناة أول الطريق نحو الحقيقة-(لورد بايرون، دون جوان)-في الهدف من الحياة وعملية الشفاء