أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داليا علي - حمدا لله إنها نجت وحمدا لله إنهما أبدا ما امتزجا















المزيد.....

حمدا لله إنها نجت وحمدا لله إنهما أبدا ما امتزجا


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


ما كان مقدرا أبدا أن يستمرا,,, فما من سبيل أن يمتزج الماء بالزيت !!!! لا إنهما أبدا ما يمتزجان


فكيف خيل لهما حين تلاقيا أن يختلط إشراقه نور النهار بسواد ظلام الليل, البسمة بالدمعة, البهجة بالحنق, الثقة بالشك, الرحمة بالقساوة, الطيبة بالعنت, القلب بالعقل!!!! لا إنهما أبدا ما يمتزجان

فكيف يمكن إن يتلاق القطبين, كيف يمكن ألا يتنافرا وما يوجد بينهم غير الضدين
نعم فقد كان التناقض بينهما شارة لا تخطئها عين تحتم نهايتهما
بلا شك ما كان مقدر لهما أبدا أن يتماسا.... ففي تماسهما انهيار الحقيقة والخير
تحديا القدر بمحاولتهما فانتصر عليهما فما جاز لهم ان يمتزجا
تلاطمت بينهما أحلام الامتزاج كأمواج بحر هادرة مآلها أن تنكسر علي شاطئ واقع حقيقة أنهما أبدا ما يمتزجان
حقيقة تجاهلها يعجز عن تحويلها فتبقي ضاحكة من متجاهلها يمتلئ الفضاء بصدي ضحكتها الممزوجة بحقيقة إنهما أبدا ما يمتزجان
حاول العقل كسر القلب والسطو عليه وسرقة راحته ونقائه وهي سر بقائه

حاول الظلام ان يحجب بتشكك عقله المجرد وقسوته وكفرة الذي يبرر حنقه علي كل البشر إشراقه النور الذي يطل بطيبته وإيمانه الذي يشع ليمتلئ هذا القلب بيقين محبة كل الناس

حاول الغل بكل ما فيه أن يقتل الطيبة ويمحو البسمة ويقهر القلب بظلال الشك والكراهية والتنافر وانعدام الثقة, نعم حاول ان يحول تفاؤلها تشاؤم والمحبة بلشك,,, حاول سرقة البسمة والثقة في الإنسانية والصداقة والناس بإنكاره قواعد بنيان الإنسانية والأخلاق والحق...

حمدا لله إنهما ما امتزجا فنجي القلب واحتفظ بطيبته ونقائه يملاه دفء الإيمان بكل ما جعله يعي معني الحق والثقة والحياة


حمدا أن انتصر القلب علي العقل فقد يجوز أن يعيش قلب ينقصه عقل دون فقدان لإنسانيته فتغلب عليه بشريته ويشع بالحب والبسمة والبهجة محبة وثقة في الإنسان.... بينما ما يقدر عقل ينكر قلب فيتحجر متشبثا بكونه الجماد منزوع النفس والروح ويكون داخله إنسان.... فلا محالة ما يقدر ذاك العقل ناكر القلب والروح غير علي إشاعة الشك والحنق والقساوة بين الناس منتزعا منهم الإنسانية وسالبا منهم الروح التي ينكرها مستعيضا عنها ببرودة العقل غائب الرحمة التي لا محالة مكانها القلب

حمدا لله إنهما ما امتزجا وألا ضاع كل شيء وما بقي لها شيء

نعم كان للعقل بريق كاذب اجتذب ذاك القلب الذي ما كان يمتليء بغير الثقة فما أحس بهذا العقل يعمل كسكين يخترق بسموم الشك والحنق والقسوة وفقدان الأمان والإيمان عقل ذاك القلب بمعسول الكلام وبريق الكلمات المغلف بالكفر بكل شيء سادا بفجاجة فكره وتجرده من كل مشاعر القلب سادا بقسوته منافذ الرحمة والأمل والثقة والمحبة والإيمان بالإنسان والقلب والنفس والروح... الروح الطيبة التي تعمل كملاك يحمي هذا الإنسان حتى من نفسه ... نعم نفسه الأمارة بالسوء نفسه التي ينكرها ذاك العقل حتى لا تمنعه من تعاطي واستساغة السوء والتي لا تري من الحياة غيرها ولا تستسيغ منها إلا قهرها فما تري غيره... عقل أنكر القلب والروح محرك فما عادت تفهم معني الحب والتسامح وكل ما يرمز له القلب والنفس.... بغياب القلب والروح وسواد العقل المجرد ما عادت إنسان يعي معني القيمة معني الكلمات الأخلاقية اختلفت المسميات وما تعنيه الكلمات ..... وتاهت المعاني ومعها القيم النبيلة والأخلاق.... ولم لا وقد أنكر عقلها كل ما يمنع جموحه ويحده فجمح قاتلا كل معني من معاني الجمال تجردت حتى المشاعر وتعرت من كل قيمها مخرسة ببرودة عقلها كل أنوار الفضيلة والخلق القويمة منهيا بسطوه عقلها المطلقة كل ما يذكرها بكل ما ينكر عقلها وما لا يعي وما لا يلمسه بكل ماديته فحاول تغييره و تلوينه مرضية به جمود روحها .. غير مدركه إنها للأسف بذاك تفقد الإنسانية والإحساس للأسف كل كينونتها كانسانه

حمدا لله إنهما ما امتزجا وألا طغت بعقل يفتقد القلب وينكر الروح ويسجنها خلف قضبان نظرياته ويسد عليه كل منفذ قد يتسرب منه أشعة الإنسانية والآدمية التي تحملها تلك النفس التي وجعلت من عقلها سلاح له من القدرة ان يسحقها ويسحق من يجاورها

حمدا لله إنهما ما امتزجا فنجت بقلبها من سطوة عقلها... فما أجمل المشاعر ما أجمل الحب ما أجمل الإحساس بالجمال ما أجمل البسمة يمتلئ بها الوجه ما أجمل المشاعر والمحبة والعطاء ما أجمل الرحمة والنفس الرقيقة والروح الصافية ما أجمل النفس تحبها وتحبك تكون رقيب عليك قبل غيرها تعظم من قيم الأخلاق والحق بداخلك وتتفق علي معاني الخلق تعرف معني الحب والصداقة والتضحية تعظم الإيثار ومحبة الغير محبة غير مشروطة وبلا مقابل تلعن المادية فهي قلب يمتلك العقل لا عقل انتزع منه القلب
حمدا لله إنها نجت فما أجمل ما نجت به من خلق وقلب يمتلئ به العقل بمشاعر المحبة والخير للغير قلب يغلفه عقل يعظم في النفس والروح معني الصداقة وينكر الخيانة والسرقة يفتح زراعيه علي مصراعيهما للأخر ولا يبخل بما يفيض به القلب من مشاعر

حمدا لله إنها نجت فما تحولت مثلها لتمثال حجري منتزع منه القلب مجرد من المشاعر وضاعت معها معاني الكلمات فما عاد يفهم معني الحق والصدق والصداقة والإيثار تمثال ينكر بعقله ما لا يدركه منكرا إلهه ومعه كل قيمه وكل ما ينجي القلب من السقم مستبدلا به العقل والعقل فقط دستورا جامدا باردا ما عادت مشاعر الإنسانية تنعكس فيه وما عادت تدرك ذاك الجماد المادي المسمي بالعقل منتزعه ما تنكره من روح بكل ما تمثله من روحانية تبعد عن ماديتها فاختفي معها الإنسان

حمد الله علي النجاة لتكون ما خلقت لتكونه مجرد إنسان بكل ما يعنيه تحكمه المشاعر ويغلب عليه القلب بكل رحمته والنفس اللوامة التي تمنعه من إنكار الحق والروح المتسامحة القادرة علي إعطاء الحب والتسامح وقبول الأخر فما أجمل الرضا والقناعة وهي كنز لا يفني تمنع الحقد والحسد والرغبة في زوال ما بيد الغير ما أجمل كونها إنسانة قادرة علي ان تحب وتمنح الحب والاهم قادرة علي تتقبل الحب وتتحمل تبعاته تعرف معني الحب ومعني ان تكون إنسانة

ما أجمل ان نكون إنسانة تقدس الولاء وتكره الخيانة,, ما أجمل ان تكون للكلمات معان تعكسها فعلا فتفهم ما معناها فلا تعيش بدون معانيها مجرد ماكينة لا تعي ولا تفهم دفء وقيمة ومعني الكلمات لا تتوه معها المعاني كما تتوه وتختلط مع صاحبة العقل المسمط القيم وتتوه في عقلها فلا تري كإنسان

ما أجمل أن تكون قادرة علي الإحساس بالألم لانها إنسانة تقدس الحياة تثق في الإنسان وتفهم معني ان تكون إنسانة فتعطي الصداقة والإخوة والإنسانية حقها لأنها تفهم معناها
حمدا لله إنها نجت وحمدا لله إنهما أبدا ما امتزجا



#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علينا ان ندرك ان افكارنا تتحول لافعالنا وبالتالي لقناعاتنا ف ...
- بدونه أصبحت لا شيء فهل كانت به شيء
- كيفية التحكم في قوانا الداخلية
- الجين الاناني لدوكينز واسأله تبحث عن اجابة
- محمد وهرقل ملك الروم
- متي ينتهي حوار الطرشان ويكون هنا فعلا حوار
- نقطة نظام مش بس نحدد هو ايه اللي بيسرق عشان نعرف من سرق
- قراءة في كتاب دوكينز الجديد في الانتخاب الطبيعي ... التناقض ...
- رائد صناعة محركات الطائرات الحديثة واحد من 10 اكبر علماء في ...
- السلام والتصالح مع النفس
- الفارق بين المسلمة الحجبة والملحدة السافرة في الحقوق والواجب ...
- حوار مع صديقتي الملحدة ... تكملة
- مناقشة مع صديقتي الملحدة
- النظرة الدرونية والغضب من القردة والخنازير
- فلسفة التعليقات وطورلاب القرد وعبعزيز
- سيدات عربيات يقدن الطائرات ويدربن علي الطيران - هل فعلا كما ...
- قررت أكون رقاصة في بار ...مادام ما فيه جنة ولا نار (وعلى ذمة ...
- القرد وطرلاب محمود عبد العزيز
- الفارق بين الرقي الانساني الشماتة الخاصة بثقافة الكراهية في ...
- المعلومات ونشر المشاعر السلبية إيذاء للنفس


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داليا علي - حمدا لله إنها نجت وحمدا لله إنهما أبدا ما امتزجا