أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟















المزيد.....

هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 12:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


هذا العنوان ليس من قبيل التندر والسخرية، وليس فيه من الوهم ولا التجريح، إنه حقيقة باتت أكثر من ملموسة وتتراءى لي في كل يوم أكثر من سابقه، في ظل تنام ملحوظ للظلامية في دول المحيط والجوار كانت تحمل حتى وقت قريب راية التنوير والحداثة والتحديث في المنطقة.

وقوانين الطبيعة التي لا ترحم تقول بأنه من قلب الضد تتوالد الأضداد، وفي قلب كل نقيض هناك نقيض، وحسب القانون العلمي الماركسي المادي الجدلي الذي لا يرحم هو الآخر فإن التراكم الكمي سيؤدي إلى تغيير نوعي، وأشد لحظات الليل سواداً هي تلك التي تسبق الفجر، ولقد عانت السعودية ما عانته من فكر الظلام والتشدد والانغلاق والإيغال في التطرف حتى وصلت الأمور إلى نقطة التحول النوعي الطبيعية. وها هي هذه القوانين تصدق مرة أخرى ولا تكذبنا ولا تكذب.

وبداية، ندرك تماماً طبيعة الوضع النوعي الخاص والحساس للسعودية كحاضنة تاريخية للرسالة الدينية، وما يترتب عليها من مسؤوليات دينية وغير دينية تجاه العالم الإسلامي، وما يستتبع ذلك من ضرورة تمتعها بذاك الطابع التقليدي المحافظ، لكن بعض رجال الدين هناك استمرأ اللعبة، ومضى أبعد كثيراً في لعبة تطويع وقهر العقل وتدجينه وترذيله وإلغائه وإقصائه، ويتجلى ذلك بالممارسات غير المقبولة البتة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا البلد التي تجاوزت كل الحدود وفاقت كل تصور، بحيث باتت تتدخل في أكثر خصوصيات الناس حساسية وسرية وشخصية، وتنام في فراش الزوجية في بعض الأحيان، ناهيك عن بعض الفتاوى، والرغبة من قبل البعض بمقاومة التغيير والوقوف في وجه العولمة.

وللإنصاف فقط نقول، إن من يتابع كتابات الليبراليين السعوديين، في الصحافة السعودية، والذين نشد على أياديهم جميعاً، يدرك أن ثمة تحولاً ما قادم ويدفع باتجاه تغير نوعي سيصب في صالح المرأة السعودية في النهاية. ولقد ألهبت فتوى رجل الدين السلفي المتطرف عبد الرحمن البراك حول تدويث، وبالتالي قتل كل محلل ومستبيح للاختلاط، خيال، وأقلام كتاب التعليقات والزوايا اليومية في السعودية على نحو لافت وغير مسبوق، ومما لم نره سابقاً حيال كل ما يتعلق بسيرك الفتاوي القائم في المنطقة، ما يوحي بأن ضوءاً أخضر قد أعطي للتخلص من هذا الداء السرطاني الذي بات يفتك بهذه المجتمعات. ناهيك عن بروز جيل من الكاتبات السعوديات، في قلب السعودية، ممن يتطرقن إلى تابوهات الجنس والغمز من قناة الأفكار الغيبية والأسطورية، وبروز مدرسة جديدة في الأدب العربي، ويحق لنا بكل تواضع أن نطلق عليها المدرسة الأدبية السعودية ذات السمات والملامح واللغة الخاصة، وتشكل رواية بنات الرياض للكاتبة رجاء عبد الله الصائغ، رأس حربة هذا الأدب النسائي الصاعد بقوة لإثبات نفسه وتحدي سلطة الكهنوت الديني، وتدور فكرة الرواية حول سرد قصص وعلاقات حب لأربع فتيات سعوديات ومآل ونهاية كل قصة وتداخل تلك القصص والعلاقات مع الموروث والفكر والرؤية السائدة والتقاليد والمجتمع وتعقيداته. كما جاءت أجرأ دعوة نسائية رمزية عربية بحق المرأة بتعدد الأزواج، ليس من سورية ولا مصر ولا المغرب، بل من الكاتبة والإعلامية السعودية نادين البدير، نتفهم تماماً مغزى تلك الدعوة، ولا نصنفها البتة في خانة الشذوذ والانحراف والسقوط الأخلاقي، كما حاول البعض القول، ورمي الكاتبة المتنورة بما لا يليق ولا يلوم، بقدر ما هي تحد ملحوظ ولافت وجريء من قبلها لسلطة الكهنوت، ومما لا نقرأه وبكل أسف لكاتبات في سورية ومصر، أو حتى لبعض من يقولون عن أنفسهم بأنهم مراكسة وليبراليين في سورية ومصر لم يعد خطابهم ولغتهم ونـَفـَسهم يختلف كثيراً عن خطاب ورؤى المرحوم ابن باز وذراعه العسكري الزرقاوي أو خطب الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي التحريضية بحق الشيعة والمسيحين والأقليات ودعواته العلنية للبغضاء والكراهية. ولا أنسى الكتابات والدعوات الجريئة للكاتبة وجيهة الحويدر التي كانت آخرها هي لنزع وتحدي سلطة النقاب في السعودية، ناهيك عن الكتابات النقدية الرائعة للكاتبة مضاوي الرشيد، حتى لو التزمت الشق السياسي أكثر من زميلاتها. وهناك المزيد والكثير في الجعبة، وممن لا يتسع المجال لسردهن في هذه العجالة، وعذراً لعدم ذكرهن أجمعين.

ويتزامن كل هذا الحراك السعودي التنويري الرائع وسط تراجع وقصقصة أجنحة للهيئة، وتقنين لعملها، وصمت وثمة ذهول وعجز كهنوتي في مواجهته، على الصعيد المحلي في مقابل انزياحات وتراجعات وارتدادات ملحوظة وخطيرة على الصعيد الإقليمي وميل للانغماس في مستنقعات السلفية الظلامية والفكر الغيبي والتعلق بالخرافات والأسطورة الذي سيحرق هذه المجتمعات ويبددها ويقضي عليها كما قضى عليها ويشعل نيران الفتن والحروب والناس نائمون في عسل الخطاب الوردي الزاهي إياه، في الوقت الذي تحاول السعودية، نفسها، أن تتخلص اليوم منه بعد أن اكتوت واحترقت بنيرانها وباتت على شفير خطير، أي أن البعض سجرب المجرب، وكما قال المثل لا يجرب المجرب إلا العقل المخرب. وأخجل في ذات اللحظة من تصريحات موغلة بالسلفية والظلام والكراهية والتحريض والعنصرية وتغنى بأمجاد سلاطين بني عثمان، وكأنه لم يبق من قضية في الكون غير التغني بهم وبسيرهم الدموية المفضوحة ومجازرهم بحق الأرمن والأقليات، من قبل من يسمى بوزير ثقافة هنا وهناك في المنطقة، في محاولات مستميتة لإعادة عقارب الساعة قروناً إلى الوراء، وأتبرأ منها براءة الذيب من دم يوسف، وأقترح، عليه للإنصاف، أن يضع عمامة فوق رأسه فهي تليق عليه أكثر مما تليق على الزرقاوي.

سيول جارفة من المقالات النقدية والتنويرية وحتى الهجومية اللاذعة ضد الفكر الظلامي المغلق والمتخلف والمتشدد لا تكاد تخلو منه صحيفة سعودية يومية، حتى لو كانت جرعة النقد، وتحدي الموروث فيها خفيفة ورمزية وتبطينية، لكن ذلك لا يقلل من قيمتها، وأهميتها البتة، ولا يجب النظر إليها إلا من خلال بلوغ ذاك التناقض والصراع الفكري والمجتمعي حداً أخرجه إلى السطح بتلك القوة الجارفة التي لم يعد بالإمكان التعتيم عليها، ومداراتها وإخفاءها. نعم لقد فتحت الفجوة في الجدار السميك، وبدأت الموجة التسونامية المباركة بالتشكل، والتي ستأخذ في طريقها كل بال ومتخلف ورث، ولن يبقى إلا الأصل والأصيل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

(كنا قد كتبنا بالأمس مقالاً عن تبييض المقالات، وهو خاص طبعاً، وتحديداً، ببعض الكتاب غير السعوديين، واستباقاً ودرءاً لأي سوء فهم والتباس، فما بات يكتبه بعض الكتاب الليبراليين السعوديين لا يتجرأ على كتابته من يدعون اللبرالة والمركسة والتنوير وقد راعني دفاع أحد مراكسة سوريا المشهورين عن النقاب في فرنسا وهو مقيم في فرنسا، وليس في بريدة أو القصيم، في مقال ناري أول من أمس بالقدس العربي بعنوان الإسلام في الغرب: سياسة البرقع وثقافة اللحم الحلال يتباكى فيه على النقاب والحجاب في فرنسا باعتبار ذلك يمثل ثقافة مثل صاحبنا الوزير وقد اختلط الأمر عليه، فيما يبدو، ويا حرام ولا حول ولا قوة إلا بالله، بين تشريع العبودية والقنانة والجنسوية واسترقاق النساء وتسليعهن، الذي يمثلها النقاب والحجاب وبين الثقافة، بمضامينها الإبداعية والإنسانية، في الوقت الذي تدعو فيه وجيهة الحويدر نساء السعودية لنزع النقاب، ولله في بعض المراكسة شؤون وشجون).



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...
- ماذا لو استدعي رئيس مصر القادم لمحكمة جرائم الحرب؟
- لماذا لا يسجدون؟
- هل البرادعي مجرم حرب؟
- مقارنات عربية إيرانية
- نهاية عصر الفتوى: فتاوى في ذمة التاريخ
- عن مقال عروبة مشيخات الخليج: ردود على الردود
- لماذا لا يصلي ساركوزي وبراون صلوات الاستسقاء؟
- هل مشيخات الخليج عربية، أولاً، حتى يكون خليجها عربياً؟
- السلف الصالح والجهل
- الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟