أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الإله بسكمار - بعد هدوء العواصف المدمرة : الحصيلة والتساؤلات















المزيد.....

بعد هدوء العواصف المدمرة : الحصيلة والتساؤلات


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 06:52
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


عادت الشمس الدافئة ....تراجعت الموجات العاصفية التي كان أخطرها ما حدث ليلة 18/19 فبراير الماضي، وبعد أسابيع متواصلة من أمطار الخير، التي تخللتها السيول الجارفة عدة مرات، في ما اتضح أن الأمر يتعلق بأقسى فصول الشتاء التي عرفتها البلاد ،وشهدها إقليم تازة على وجه أخص، وشخصيا لم أجد مقارنة بما سبق أن عرفته تازة (بما في ذلك الشتاء الممطر لسنة1969) بعد كل ماحدث ، مما يدخل عادة في مجال الكوارث الطبيعية ، والتي يحاول البشر إزاءها ،لا توقيفها أو تلافيها ( فذلك ما لم يستطعه العلم لحد الآن ، وبالتالي يوكل أمره إلى العلي القدير) ولكن على الأقل أخذ الاحتياطات اللازمة عند قرب وقوعها ..ومن ثمة الحد ما أمكن من الخسائر ، لا سيما البشرية منها...... بعد النازلة الطبيعية التي شهدناها جميعا وعاناها إخواننا المنكوبون( الله يكون في عوانهم) وحصيلتها الثقيلة فعلا ، من المفترض أن تتأهب الجهات المعنية من مجالس وسلطات ، بعد احتواء الموقف وإعلان الإقليم بكل وضوح إقليما منكوبا يحتاج إلى مساعدات مهمة ، والى تكاثف الجهود وتهييءالأجواء لإصلاح ما تم اجتثاثه أو تكسيره أو تدميره...ليست اللحظة للبكائيات أو رمي التهم على هذه الجهة أو تلك ...بل هي لحظة طوارئ ..على الجميع أن يتعبأ...ومن المفترض مرة أخرى تحويل الكارثة إياها بكل مضاعفاتها المؤلمة إلى ورش بناء جديد...الشيء الذي لم نلحظه للأسف الشديد ، إلى حدود كتابة هذا المقال...فقط هناك تنظيف وتنتقية لبعض شوارع الواجهات بمدينة تازة ، فيما بقيت عروش الأغصان والأشجار المجتثة في أمكنتها بعد الكارثة ، علاوة على الخسائر في الدوروالمقتنيات وأعمدة الكهرباء والمزروعات ... بقي الكثير منها ساجدا لمولاه العلي القدير... وهوالقادر وحده على رفع الغمة : لا أنظمة تأمين.. لا ضمانات... لا تعويضات من أي نوع ،بالنسبة لمن ضاعت ممتلكاته ومنتجاته الزراعية وماشيته ، ناهيك عن الجسور المهدمة و أسوار المؤسسات العمومية والطرقات التي عادت إليها عوامل التعرية من جديد...(كأنها كانت تنتظر أول فرصة )الكارثة مزدوجة إذا ، نجمت من جهة عن الرياح العاتية التي بلغت معدلات غير مسبوقة ، والزخات المطرية المتتالية من جهة ثانية ...والتي عصفت بكثير من عناصر البنية التحتية الضعيفة والهشة أصلا ،علما بأن الحصيلة ثقيلة كالهم على القلب : ما يناهز7 من القتلى أو المفقودين رحمهم الله (وفي حدود علمي هي حصيلة متقدمة على المستوى الوطني !!!.).. مات إن لم نقل آلاف الأشجار المثمرة وغير المثمرة اجتثت و" هلكت " إلى إشعار آخر ..عشرات من قطعان الماشية نفقت أو فقدت... مات الهكتارات من المزروعات أتلفت ...العديد من المنازل أغرقت أو دمرت ، الخسائر تقدر بعشرات الملايين من الدراهم ، والسؤال المطروح هل تحمل الجميع مسؤولياته إزاء هذه الحصيلة ؟ بدءا بالسلطات المعنية( معينة ومنتخبة وأيضا المصالح الخارجية ) وانتهاء بالمواطن البسيط الذي يتألم ولا يملك لإخوانه المنكوبين شيئا( بلغ ثمن قنينة الغاز ببعض المناطق المنكوبة أو المعزولة 50دو100د وكيس طحين واحد250د) أو الذي يرى بأم عينيه ضياع بيته أو ماشيته أو أشجار زيتونه ، ولايملك لها سوى أن يعض بالنواجذ ويذرف الدموع الحرى أسفا ولوعة على حصاد العمر..السؤال المطروح : ماذا بعد الكارثة اللي دوزناها نحن الصابرون والباردون واللامبالون "دوزناها بالما والصابون" ؟ هل هناك برنامج استعجالي لإصلاح وترميم ما هدمته العواصف؟...هل تحركت الجهات المعنية مركزيا ومحليا من اجل رفع النكبة وآثارها عن هذا الإقليم التعيس.وما دمنا في صلب الكارثة فمن المفترض أيضا وكالعادة أن يحضر التكافل الاجتماعي والتضامن الأخوي أمام وحدة المصير ، لكنه غير كاف...يهب المغربي الأصيل بالفطرة لإنقاذ أخ أو أب أو جار أو شاة أو أي شيء يستحق الإنقاذ...لا نبخس أيضا دور وقايتنا المدنية - وقاها الله من كل مكروه- ولكن التجارب للأسف تعيد نفسها ، والتقصير أبرز ما يظهر على صعيد الجهات المسؤولة ...يلحظه الصغير والكبير...تقع الواقعة فيواجهها المواطن لوحده تقريبا...إلى متى ؟ تحضرني كارثة الفيضانات بتازة التي ضربت الدواوير المحاذية لواد الأربعاء منذ حوالي عشر سنوات ( نونبر 2000) وكنت وقتذاك مراسلا لجريدة وطنية ( يوم أن كان الإعلام الورقي الوطني في مستوى الحدث) فأجد مع كامل الأسف واللوعة أن لا جديد تحت الشمس أو العواصف : بنايات تنهار ..فيضان يودي بالأرواح ويأتي على الأخضر واليابس ..بنيات هشة لا تستطيع المقاومة... قلة وبدائية وسائل التدخل...تأخر الإسعافات...وأي فرق ياترى بين ماحدث منذ عقد زمني وما حصل مؤخرا ؟ الجهات المعنية بالتعميرمثلا تلقي بالمسؤولية على المنتخبين ، المنتخبون يلقون باللائمة على المواطنين الذين يبنون منازلهم في أسرة الأودية...المواطنون يردون الكرة إلى المسؤولين( وفيهم من يبيع أصواته ويعطي الرشوة من أجل البناء في منطقة محرمة ).. ومن تراه يعطي رخص البناء؟ ويوافق على تشييد المنازل بمناطق مهددة بالفيضانات ؟...لقد أقسم لي وقتذاك مسؤول بالوكالة الحضرية أنهم في هذه المؤسسة استوعبوا دروس الفيضان المذكور واستطاعوا ... إيه والله ، إيقاف البناء فوق الأسرة الخطيرة ... وبماذا نفسر انجراف الدور والمنازل خلال الكارثة الأخيرة ؟ الجميع يلقي باللائمة على الجميع ومرض التهرب من المسؤولية ما زال ينخرنا من الداخل والخارج والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه...
كم يحز في النفس إلى حد الإحباط – مثلما أتفق في ذلك مع الصديق الإعلامي مصطفى دكداك في مقاله الأخير حول "تازة وأخواتها" - يحز في النفس أن ترتبط مدينة تازةالجميلة ويلتصق إقليم تازة المجاهد في شاشتنا الموقرة بالكوارث ، ولا شيء سوى الكوارث ،ولكأني بهؤلاء الناس " جبروا فينا الخدمة مزيان " لا أقولها تأويلا لشماتة معينة، فالعمل الإعلامي عبر الصورة جزء من خدمة هذا الوطن العزيز...لكن قولوا لي ماذا بعد ؟ ...أكثر من ذلك فاني أتساءل ما ذا جنت المنطقة حتى تواجه بكل هذا التجاهل ؟ ، الكارثة قدر مقدور.. لكن احتواءها وتضميد جراحها ( وهذا من صنع البشر طبعا) يبقى هو المشكل المزمن الذي يطرح علينا بحدة ...وعلى مسؤولينا كل من موقعه.....



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تازة : في التسمية والدلالة
- مطالعة نموذجية.......قصة قصيرة
- المدن العتيقة بين الارث التاريخي والتدبير العشوائي
- خطاب الأدعية في الأوساط التازية
- بين الحقائق والأوهام
- طمرفضاء ليروشي les rochers بتازة : إجرام في حق موقع أركيولوج ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الإله بسكمار - بعد هدوء العواصف المدمرة : الحصيلة والتساؤلات