أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حفلة -زار- عربية حول -الفزاعة- الايرانية















المزيد.....

حفلة -زار- عربية حول -الفزاعة- الايرانية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 22:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


يكتفي التفكير السياسي العربي في معظم احواله بالقراءة السطحية للحدث ، والدوران حول انصاف الحقائق ، وبناء قصور الاوهام على ارضيات هشة ، تترنح امام التطورات التي تشهدها المنطقة .

فهو مسكون بالشعارات ، والذهاب بعيدا في عمق الظواهر ، مغامرة لا يقوى عليها الباحثون عن نتائج افتراضية سهلة .

وكما جرت العادة ، لاتفارق مثل هذه الظواهر ، خيالات شارع عربي بلا ذاكرة ، يبحث عن تعويض نفسي ، يشعره ببعض الكرامة .

ففي ظل غياب المنهج ، يتخلى غير الواثقين من ادواتهم ، عن دورهم التنويري المفترض ، ليأخذ اداءهم شكل المساهمة في جوقات اعلامية ، تثير الزوابع ولا تترك اثرا عند المتلقي .

وتقترن هذه الآليات في معظم الاحيان بعدم الاستعداد للمراجعة والاعتراف بالخطأ بعد وقوع الاحداث المفصلية .

بذلك ياخذ التزييف منحى التنميط الذي يميز الخيالات البدائية عن غيرها ويضمن بقاء دوران الحالة في حلقة مغلقة .

فقد اقترب الخطاب الاعلامي العربي خلال الاسبوعين الماضيين من " الشعوذة " و الرقص في حلقات " الزار " المرادفة لحرب الخليج الثانية والاستعدادات التي سبقت حرب احتلال العراق .

والى حد ما ، لم يبتعد جوهر هذا الاداء كثيرا ، عن اجواء ما اصطلح على تسميته بالنكسة والنكبة ، رغم العقود الفاصلة.

فالتفاصيل الدقيقة تنطوي على ميل لاسقاط الرغبات ، واستعداد للخطأ في اختيار الحلفاء ، والتقليل من اهمية الخصوم .

ومع الانزلاق وراء اغراءات طرح بهذه المكونات يخرج التحليل السياسي عن غاياته التنويرية ليقوم بوظائف اخرى مثل دغدغة المشاعر .

طريقة التعاطي الاعلامي مع اجتماعات دمشق التي ضمت الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والسوري بشار الاسد وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله وراسي هرم الاسلام السياسي الفلسطيني خالد مشعل وعبدالله شلح تعبر عن بعض ملامح هذه الحالة .

فقد بنيت في معظمها على ارضية الاقتناع بان زيارة نجاد الى دمشق ، واللقاءات الاستعراضية التي اجراها هناك ، اقرب الى الهجوم المضاد لخيارات التصعيد الغربية .

بعض اصحاب آلية التفكير هذه ذهبوا الى حد وضع سيناريوهات للضربات المحتملة التي ستوجهها طهران وحلفاؤها للغرب واسرائيل في حال الاقدام على توجيه ضربات لايران او اي من حلفائها .

ولم يخل الامر من تفسيرات مفادها ان زيارة نجاد الى دمشق ولقاءاته جاءت لمؤازرة القيادة السورية في مواجهة التهديدات الاسرائيلية .

كما اتجه البعض الى ترقب انعكاسات فورية لهذه الازمة على صانع القرار الاميركي .

الا ان التحليلات والرؤى العشوائية التي كاد ترويجها ان يقتصر على وسائل الاعلام العربية لم تعمر طويلا .

وكل ما علق في اذهان المتابعين العرب من لقاءات دمشق الاحتفائية بالزائر الباحث عن اوراق قوة لمواجهة الطوفان عبارات السخرية من تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون التي جاءت خارج سياقات الاحداث .

فالمناورة التي قام بها نجاد في دمشق ، والاعلانات المتلاحقة عن منجزات التسلح والتصنيع العسكري لا تخفي هشاشة الوضع الايراني ـ سواء ما يتعلق بالمأزق الداخلي الناجم عن وصول النظام الى طريق مسدود او غياب الامكانيات اللوجستية التي يتطلبها الصمود في وجه عقوبات قاسية ـ الامر الذي يضع حدا للمبالغة في الرهان على ثمار انتصارات مقبلة .

والرسائل التي يوجهها راس الدولة السورية ، ويكشف عن بعضها الحاح دمشق على انقرة للوساطة مع الجانب الاسرائيلي ، وتداعيات العرض الذي حاول وزير الخارجية وليد المعلم تسريبه من خلال الباحثة البريطانية غبرييل ريفكند ، وحولها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى مادة للسخرية باعلان استعداده لزيارة العاصمة السورية ، والغزل السوري للموقفين الاسرائيلي والاميركي خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي تمخضت عنها الموافقة على المفاوضات غير المباشرة ، توحي بان الرئيس الاسد كان يحاول استخدام الموقف الايراني في تحسين شروطه مع الغرب واسرائيل وليس تهديدهما.

كما تحد محاولات حزب الله اللبناني ، المزاوجة بين الغطاء الحمائي الذي توفره الدولة اللبنانية والاحتفاظ بدوره الاقليمي ، من قدراته على القيام بفعل مؤثر .

فالتمويل والتسليح الايرانيين لا يكفيان وحدهما لاتخاذ قرار الحرب في حال تعرض دمشق او طهران لضربات عسكرية .

والنصر " الالهي " الذي حققه في تموز 2006 ـ وتمكن من خلاله ابعاد الانظار بعض الشئ عن ازمة الملف النووي الايراني ـ قيده بمنظومة ضوابط تحد من تحكمه بقراري الحرب والسلام اللبنانيين وتبقيه في حالة دفاع دائم عن شرعية سلاحه .

من ناحيتها تحرص حركة الاسلام السياسي الفلسطيني الاولى على المزج بين منطقي حزب الله وسوريا ، وهي تلهث وراء تسويق نفسها كبديل للشرعية الفلسطينية ، بضبطها حدود القطاع مع الجانب الاسرائيلي ، وتقديمها العروض لفتح القنوات مع الغرب ، واستقوائها بالموقف الايراني .

غياب التفاصيل واللجوء للعموميات لم يقتصر على تجاهل تطورات مواقف طهران وحلفائها وقياس استعدادات حلفاء ايران للقفز من المركب في حال اشرافه على الغرق .

فقد امتد الى تفاصيل الملف الفلسطيني ليظهر ملمحا اخر من ملامح التفكير المنزلق نحو العدم السياسي .

وغالبا ما تكمن فجوة التفكير حين يتعلق الامر بهذا الملف بين معطياته الصحيحة وافرازاته المشوهة .

فهي تبدا من توصيف علمي ودقيق ـ في معظم الاحيان ـ لعدم قدرة حكومة اليمين الاسرائيلي بتركيبتها المتطرفة على المضي قدما في عملية السلام ، وفقدان الوسيط الاميركي لشرط النزاهة ، وعبثية التعويل على الموقف الاوروبي غير الموحد ، وعجز النظام الرسمي العربي عن ممارسة دور ضاغط ، وتفاقم ازمة الخيار التفاوضي .

الا انها سرعان ما تفارق هذه المقدمات لتنتهي بتوجيه اقسى التهم للمفاوض الفلسطيني باعتباره مسؤولا عن الازمة .

ولا تأتي الدعوة لحل السلطة الوطنية الفلسطينية ـ التي تقترن بهذه النتيجة ـ في سياق التحول الى شكل آخر من اشكال النضال الوطني ، لتتناسب حركة الفعل مع تلاشي امكانيات خيار الدولتين ، والبحث عن خيارات جديدة ، كخيار الدولة ثنائية القومية ، التي عادت القيادة الفلسطينية الى التلويح بها بعد عقود ، من تحولها الى خيار الدولتين .

فالمطلوب ـ حسب مناهج التفكير هذه ـ اعلان موقف حتى لو ادى مثل هذا الاعلان لانتحار سياسي يفقد الشعب الفلسطيني قيادته ، اويسلم زمام الامور لنهج غيبي عاجز بطبيعته عن التعامل مع التعقيدات الدولية ويفتقر للتجربة التي تؤهله للقيام بمثل هذا الدور .

ولا يتبادر لاصحاب هذا المنهج من قريب او بعيد الخطر الذي يمكن ان يلحق بقضية الشعب الفلسطيني جراء الفراغ الذي يتركه حل السلطة وتخلي القيادة عن مسؤولياتها .

لكن حركة الاحداث لا ترحم العاجزين عن التفكير والتحليل ، فقد تسارعت لتوقف انثيال الافكار المبعثرة ، باطلاق حكومة نتنياهو مرحلة جديدة من الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ومحاولات الرئيس محمود عباس الخروج بموقف عربي ضاغط لوقف عمليات البناء .

و يقترب العدميون من الغيبيين اكثر ، في اغترابهم عن التجربة الفلسطينية ، بادارة ظهرهم للتاريخ الذي لا تخلو مختلف مراحله من الحاق الاذى بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية .

فالمراهنة على النازية خلال الحرب العالمية الثانية لا تبتعد كثيرا عن علاقة حركة الاسلام السياسي الفلسطيني مع نظام الملالي في طهران وقم .

وهناك ما يحفز الخيال السياسي على البحث عن تصورات لدور اسرائيل في الاستراتيجية الكونية مع تنامي حضورها الاقليمي باعتبارها القوة القادرة على توجيه ضربات موجعة لايران .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى سهير الاتاسي .... بلا مناسبة
- مدار البدائل الملتبسة
- عزف ايراني منفرد على عروبة الخليج
- سيناريوهات الحل البديل
- الاخوان على مفترق طرق
- فقدان البوصلة الايرانية يربك حركات الاسلام السياسي الشيعي
- الاخوان يهاجمون القاهرة بخطاب المودودي
- وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي
- ماراثون اللحاق بالشارع الايراني
- ايران فوق صفيح ساخن
- انتحار سياسي عربي على خارطة التحولات الكونية
- اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات
- الوعد الاميركي والقشة الاوروبية
- عودة فلسطينية الى زمن الاشتباك
- الخيارات الصعبة
- ظاهرة الافلاس السياسي
- حاضنة عربية للمزاج العراقي
- عقدة وادي عربة !!
- ملكيرت يطرق جدران الضمير العالمي
- ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حفلة -زار- عربية حول -الفزاعة- الايرانية