أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب رشيد - ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي













المزيد.....

ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 07:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الواحد والعشرين من شهر شباط فبراير الفائت أضاف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي "المسجد الابراهيمي" في قلب مدينة الخليل الفلسطينية وكذلك "قبر راحيل" على مدخل مدينة بيت لحم الفلسطينية الى لائحة المواقع الأثرية اليهودية المشمولة بالرعاية الحكومية. اثر هذا القرار هاجت الدنيا وماجت فلسطينيا وعربيا واسلاميا احتجاجا على القرار الاسرائيلي واندلعت مواجهات ومازالت في الداخل الفلسطيني نتج عنها حتى اللحظة عددا كبيرا من الاصابات ماكان لها ان تقع لو عرف المتظاهرون ان لا علاقة تربط المسلمين بهذا الموقع التاريخي، فهو موقع يهودي مئة بالمئة، كذلك صدرت عبر العالمين العربي والاسلامي مجموعة من بيانات الاحتجاج والتنديد والاستنكار وكل ذلك يستند الى مفهوم خاطئ بأن هذا الأثر التاريخي يعود للمسلمين.

راحيل هي الزوجة الثانية للنبي اسرائيل أو يعقوب وأم النبي يوسف وبنيامين، وتوفيت حين اشتد عليها ألم الولادة عليها حينما أنجبت أخ النبي يوسف بنيامين، وليست مصادفة أبدا أن يكون اسم رئيس الوزراء الحالي هو بنيامين نتنياهو فكلهم يهود، من راحيل وأولادها الى احفادهم الحاليين، واثر وفاتها دفنها زوجها يعقوب في المكان الحالي الذي يعرف على الصعيد الشعبي الفلسطيني بقبر "ستنا" راحيل أو قبة راحيل حسب التعريف المملوكي للمكان، لأنهم بنوا قبرها على شكل قبة.

كعادة المسلمين في البلاد التي سيطروا عليها بعد الغزو الاسلامي أن يبنوا مكان أو بجانب كل كنيسة أو معبدا مسجدا ومزارا يخصهم، وفقط لأن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب قد مر من المكان وأدركتهم الصلاة هناك فأمر بلال بن رباح أن يؤذن للصلاة فقد اعتبر المسلمين أن هذا يكفي لتغيير هوية المكان وتحويله الى مسجد اسمه مسجد بلال بن رباح وتحويل الارض المحيطة به الى مقبرة اسلامية، وبكل الاحوال فان المكان كان شبه مهجور قبل عام النكبة الفلسطينية سوى من بعض اليهود الذين يقصدونه كأثرا مقدسا بالنسبة لهم، ولم يساعد على ايجاد حركة في ذلك المكان الا اقامة مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين بالقرب منه.

اذا المكان هو لسيدة يهودية أشهر من نار على علم وشهرتها آتية من كونها وكما ذكرت اعلاه من انها زوجة اسرائيل وأم النبي يوسف، وأن لا علاقة تربط المسلمين بهذا المكان الا العلاقات الناتجة عن منطق القوة التي امتلكها المسلمون يوما وفرضوا من خلالها هدم دور العبادة الاخرى او تغيير أسمائها، وعليه فان المكان هو أثرا تاريخيا يهوديا خالصا، ولكن وهذا هو المهم ان هذا الأثر اليهودي يقع في اراض فلسطينية وهو لا يختلف عن أي مكان ديني آخر اسلامي أو مسيحي أو يهودي يقع على أرض الدولة الفلسطينية وهي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

لو يتم التركيز والتأكيد من قبلنا كشعب فلسطيني وقيادة فلسطينية على ان هذا الأثر التاريخي ومعه قبر النبي يوسف في نابلس وغيره من الآثار التاريخية اليهودية وهي كثيرة على انها آثار تاريخية يهودية ولكنها تقع في أراض فلسطينية لكان أفضل لنا كثيرا، فمع هذا الاقرار تكون الولاية والسيادة على هذه الآثار هي للسلطة الفلسطينية وليس بيد الحكومة الاسرائيلية فعل شيئ ذلك الحين، تماما مثلما لا تستطيع الحكومة الاسرائيلية فرض سيادتها على أثر تاريخي يهودي موجود في مصر أو تركيا أو العراق أو ايران أو في أي دولة أخرى.

ان ادعائنا ان هذه الآثار هي آثار اسلامية فهو قبل أن يكون مناف للحقيقة والتاريخ فانه ادعاء يفيد الاسرائيليين ويمكنهم من الظهور أمام العالم كضحايا للتزوير الاسلامي أمام العالم وما يستتبع ذلك من حصول اسرائيل على دعم وتأييد دوليين بموازاة مقاطعة وابتعاد من قبل العالم عن قضيتنا العادلة.

من المؤكد ان اكثر الاسباب التي أطالت عمر المعاناة الفلسطينية وعقدتها الى هذا الحد الذي نعيشه اليوم هي محاولة الكثير من الفلسطينيين وخلفهم كل العالم الاسلامي إلباس قضيتنا ثوبا دينيا فضفاضا جدا لا يمكن أن يكون ثوبها، لأن قضيتنا هي قضية وطنية سياسية بامتياز وكل محاولة أو اصرار على أسلمتها لن يكون من نتيجتها الا مزيدا من الألام والمعاناة التي دائما يدفع ثمنها المغيبون والمصادرة عقولهم من الناس العاديين في حين يستفيد من ذلك الاسرائيليين الذين يريدون الان تحويل دولتهم الى دولة يهودية وما يعني ذلك من طرد مئات الاف غير اليهود الذين يعيشون في اسرائيل، ووعاظ السلاطين والحكام الديكتاتوريين الذين وجدوا في المتاجرة بقضية وشعب فلسطين شعارا براقا يفيد في بقائهم متسلطين على رقاب شعوبهم.

لن أتحدث هنا عن ما يسمى فلسطينيا واسلاميا بالحرم الابراهيمي أو المسجد الابراهيمي ويكفي ان اذكر هنا ان هذا المكان هو قبر ابراهيم او ابراهام وهو لمن لا يعرف حسب الروايات الدينية واعني هنا تحديدا الرواية اليهودية جد يعقوب زوج راحيل، وقد تبنت كل الراويات الدينية بعد ذلك الرواية اليهودية، وبالتالي ما ينطبق على قبر أو قبة راحيل ينطبق على قبر ابراهيم، يبقى الأهم بالنسبة الينا كفلسطينيين هو كيف نقنع العالم بعدالة قضيتنا لأن قناعتنا وحدها لا تكفي على الإطلاق.



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرارة السيد الرئيس!!
- ارفع رأسك عاليا يا ابن العراق الجديد
- خطر التزمت الديني على أطفالنا
- الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب رشيد - ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي