أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية















المزيد.....



سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 18:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نتكلم عن "نفسنا" فإننا نتحدث عن لُبِّ كياننا – أي تلك الحقيقة التي تحدّد مَنْ نكون وماذا نحن عليه. إن مدى إطّلاعنا وفهمنا لتلك الحقيقة تكون محدودة في بداية حياتنا، وما لم نعقد العزم والنيّة ونحاول فهم نفسنا وتطوّرها بأسلوب منهجي، سنبقى بالطبع على جهل بأهم السجايا والصفات الكامنة فينا وأقْيَمها. ولما كانت النفس ثمرة تعلُّق الروح بالجسد حالما تبدأ الحياة فإنها تظهر للوجود في ذلك الحين أيضاً. من المنطق إذاً أن تكون الحياة والنفس يتوقف كل منهما على الآخر كلّياً. فلا "نفس" دون "حياة" ولا "حياة" بلا "نفس".
القدرات البشرية الرئيسة الثلاث
للنفس البشرية ثلاث قُدُرات رئيسة: المعرفة – المحبة – الإرادة. وهي قدرات روحية في طبيعتها لأنها تختص بالروح(1) مع أنها تنمو وتتطوّر وتعبّر عن نفسها في سياق النفس، وفي سبيل إدراكٍ أكبر لكيان "النفس"، من المفيد أن نأخذ تلك القدرات منفصلة كل واحدة على حِدَة. وسأناقش فيما بعد كيف أنها متعلقة ببعضها البعض وكيف تكون متناسقة متكاملة.

1 – المعرفة
إن إحدى سجايانا نحن البشر قدرتنا على المعرفة في أوسع نطاقها وأشمله، ونقصد بالمعرفة هنا مختلف أنواعها وأشكالها، أجاءت بطريق الوعي أم بدونه أو كانت بالسليقة أو تلك التي نكتسبها بظاهرة الإيحاء والتبصُّر، وهي ظاهرة غير مفهومة تماماً.
إننا نكتسب المعرفة بفضل تجارب الحياة، والإدراك العقلي، والتفكُّر، والتقييم الذاتي، وبالصلاة والتأمُّل، وبذلك يكون مخزون معرفتنا مكوّناً من مصادر متعددة من المنطق والعقلانية والسليقة والخلاّقية والروحانية والإلهيات. فما هو عقلاني ومنطقي فإن مردّه إلى عالم العلوم الذي يعدّ هامًّا لنا خاصة في فهمنا القوانين التي تحكم عالمنا المادي، إلى جانب أوجه حياتنا الفردية والجماعية من علوم خاصة بالطب والقانون والإقتصاد على سبيل المثال. وأشكال المعرفة التي تأتي بالسليقة والخلاّقية فإنها مناسبة للتقدّم في الفنون وتهذيب العلاقات الإنسانية وتحسينها. أما المعرفة الإلهية والروحانية بخصائصها وألوانها فإنها هي التي تضع لنا الهدف والمعنى من حياتنا وتمنحنا بصيرة نرى فيها الخير والشر.
رغم أن أشكال المعرفة هذه كانت مُتاحة للبشرية منذ فجر الوعي والإدراك، فإن فهمنا لها كان مُبْهَماً غير واضح ولا مترابطٍ ومبعثرَ الأجزاء. ومع ذلك وصلنا الآن مرحلة جديدة في قدرتنا على اكتساب المعرفة في إطارها العام ومعرفتنا بذاتنا وأنفسنا بشكل خاص. لقد كان للتطوّر العلمي المُلفِت للنظر في السنوات المائة والخمسين الماضية، في أهدافه العملية، أن هيمن على باقي أشكال المعرفة الإنسانية ووضعها في مرتبة ثانوية أو اعتبرها عديمة الأهمية، ومع ذلك فإن هناك الآن مؤشرات تُنْبِئ بأن هذا الخلل في التوازن آخذ مسارُهُ نحو التصحيح. إذ نجد مثلاً أن هناك الآن جدلاً وآراء طفيفة تدور حول أهمية العلوم الإجتماعية مثل علم النفس "psychology" وعلم الإجتماع "sociology" والعلوم الإنسانية "anthropology"، ومع أن هذه العلوم لا تزال في مهدها، إلا أنها ساهمت مساهمة هامة في فهمنا لأنفسنا وحقيقة ذاتنا. فحقيقة أن النهج العلمي، ولو بأسلوبه الآلي المحدود، قد استُعين به لأجل فهم أفضل للطبيعة البشرية، إنما يعدّ بحدّ ذاته خطوة هامة وأساسية إلى الأمام.
إن إطّلاع الإنسان ومعرفته في ميادين الأخلاق والسلوكيات والروحانيات متخلّفة ويا لللأسف بشكل خطير. فالإنسانية قد فقدت الكثير من إحساسها بالثقة والأمل فيما يتعلق بالأمور الروحانية. فعندما أعلن فلاسفة العصر أن الله قد مات، فإن الوازع الديني في داخل الإنسان هو الذي مات وليس الله. فالله حقاً قائم ومستمر على علاقته الحبية بالإنسانية جمعاء. ومن الناس من حرموا أنفسهم ويا للأسف من أشعة هذه المحبة لأنهم في قرارة أنفسهم يعتقدون أنهم لا يستحقونه. ففي العلاج النفسي "psychotherapy" كثيراً ما نجد أناساً يشعرون بأنهم غير محبوبين، وعندما نبحث في الأسباب نجدهم يشعرون بأنهم ليسوا أهلاً للمحبة، ولذلك لا يفتحون لأنفسهم باباً لاستقبال تلك المحبة.
وهذا ما ينطبق حقاً على علاقة الإنسانية بالله سبحانه وتعالى. فبتنامي التوجُّهات العلمية وتداعي القيم الدينية في القلوب، وهي ظاهرة أخذت تنمو بالتدريج لتبلغ ذروتها في السنوات المائة الماضية، اتّجهت الإنسانية إلى تغيير علاقتها بخالقها. ففي السابق كانت عبارة عن علاقة الأب بالإبن في طبيعتها. فالأب هو صاحب السلطة والقوة والعالِم المطلق، وهو الذي يُنْزل القصاص في أغلب الأحيان، والطفل هو الضعيف الجاهل المُذعن المستسلم. كان ذلك في عصر الرضاعة والطفولة للبشرية إذ كان رد فعل أجدادنا أمام تحدّيات الحياة، التي بدت لهم وكأنها تلك القوة والجبروت، أن كانوا كالأطفال أيضاً ويمكن أن نسمّي ردّ فعلهم: رهبة، أمل، خوف، قلق وإضطراب. وجاء عصر العلم ليحرر الإنسانية من كثير من مخاوفها وتُرّهاتها ويفتح أمامها باب المرحلة الأخيرة لبلوغ الجنس البشري قاطبة سن الرشد والبلوغ.(2)
بشرية مراهِقة
إن البشرية المزوّدة بقوة مراهقتها الهائلة، باحتفاظها بالخصائص الفريدة لتلك المرحلة، نراها الآن في سلوكها تتخذ منحىً مختلفاً. أمَا وقد ذاقت طعم النمو العضوي بكل حرية فقد أصبحت أكثر اندفاعاً وحماسة واعتزازاً بنفسها، ويبدو أنها نفضت عنها غبار الخوف. فالبشرية المراهقة نراها اليوم قد باتت تتفحص وتختبر وسرعان ما اكتشفت الكثير من قوانين الطبيعة التي لم تعهدها من قبل، وأحسّت بقوةٍ وقدرةٍ لم تكن تتصورها. وفي خِضمّ ذلك الجوّ الزاخر بالإكتشافات العلمية والتقنيات المبتكرة المواكِبة لبروز البراعة الفائقة والجرأة الفكرية والمادية لسِنِّ المراهقة، فإن – القلعة الدينية الرئيسة للبشرية في شؤونها الروحانية – قد أُهملت بل ونُسيت تقريباً، ونتيجة لذلك ضعُفت أركان الدين بشكل ملحوظ، وفشلت الأديان السماوية الرئيسة – اليهودية والمسيحية والإسلامية والبوذية والهندوسية وغيرها – في إدراك أهمية هذه الحقبة الجديدة من حياة الجنس البشري على أنه وحدة واحدة. وبذلك أصبحت تلك الأديان عملياً مقطوعة الوصل بالواقع الإنساني وعديمة التأثير في شؤونه الحياتية.
بهذه الطاقات الجديدة التي برزت، وبزوال الكثير من العوائق والعقبات، أخذت البشرية المراهِقة تشعر بأنها قادرة على كل شيء تقريباً، وهذا ما جعل الأمر مُهلِكاً مميتاً. فبادئ ذي بدء أُخليت القلوب والعقول من ذكر الله وخشيته، وبذلك طفت على السطح تلك الغرائز الحيوانية بكل أشكالها لتسيطر على البشرية بكل قوة ونفوذ. فأُسئ استعمال ثمار التقدم العلمي بتسارع مذهل، وابتُكرت أدوات الدمار الشامل. وفي معمعة الُّلهاث وراء التطور المادي والشراهة الإستهلاكية صُرِعت قوى المحبة والمودّة والرحمة ليأخذ العنف والجبر والإكراه مكان الحب والوئام، وجرف سيل المعلومات أرض الحكمة والتعقّل، وأصبحت الثروة تعني السعادة الحقيقية، وتمزّقت الأرض إلى شذرات بأنياب الأنانية وحب الذات.
ومحَصِّلة ذلك أن أصبحت المعرفة الإنسانية محدودة بحدود المادية، واصطبغت شؤون البشر الصبغة المقيتة وألْبَسوا الروحانية ثوب المادية الخبيث. إنها حالة من الصَّخَب والعبث نجدها أمامنا جلية في عالم مشرذم تجرفه أرياح اليأس، ويئن تحت وطأة الظلم وعدم المساواة وانعدام الثقة، وتعصف به الحروب والصراعات، وتنهشه أنياب الجوع والمرض والإباحية، وتطحنه أضراس الموت من كل جانب. فعالمنا اليوم مصاب بمرض عُضال على شكل وباء أباح لنفسه كل شيء، ذلك هو المادية.

بشرية ناضجة
إن التصدّي لهذا الوضع المحيّر ليس في توجيه اللوم للعلوم ونبذها، بل في إثراء معرفتنا بما نفتقر إليه من الأمور الروحانية والشؤون السماوية. فإذا ما توجّهنا نحو هذا العلاج الشافي وسلكنا هذا الطريق القويم، سنجد أنفسنا بالتدريج نعمل على تغيير مسارنا ومواقفنا التي كانت لنا أيام المراهقة، لنستبدلها بتفكير وإدراك تامّين لطبيعة مرحلة النضج التي ندخلها ككيان جماعي. ففي هذه المرحلة سنفوز بتوازن خلاّق بين أوجه المعرفة العلمية والفنية والروحانية، وتغدو أهداف حياتنا أكثر توجُّهاً نحو العالمية بشكل طبيعي. سنترك مدار دَوَراننا المحصور بمحور أنفسنا فقط لنتحرر ونصبح قادرين على تسخير المعرفة الإنسانية في خدمة البشرية عامة دون عوائق وحُجُبات لنعود بعد ذلك ونؤكِّد على أهداف الحياة النبيلة. أما الوصول إلى النضج فإنه يحتاج منا معرفة كاملة ﺒ"حقيقة أنفسنا".

معرفة النفس
لا شك أن معرفة النفس هي محور المعرفة الإنسانية، وهي في ذروتها وعُمقها ولزومها مساوية لمعرفتنا بالله.(3) ذلك ليس لأننا إله أو جزء منه، بل لأننا خُلقنا على صورة الله ومثاله. فلا يمكننا إذن أن نعرف الله دون أن نعرف أنفسنا، وفي الوقت نفسه لا يمكن معرفة أنفسنا إلا إذا عرفنا الله جل جلاله.( ) وما البُعد عن أحدهما إلا عين البُعد عن الإثنين معاً. لقد اعتقد ماركس فيما مضى أن عِلل الإنسان الرئيسة كانت في بُعده عن نفسه (ذاته) وبُعده عن البيئة.(4) فبينما نجد أن معرفتنا بالبيئة تمنحنا بصيرة بعالم الطبيعة، وعندما نطبّق هذه المعرفة على أنفسنا تمدّنا بمعرفة الناحية الفسيولوجية والبيولوجية والمَرَضية والكيميائة والعضوية لأجسامنا، فإنها في الوقت نفسه لا تُلقي أي ضوء على البُعد الروحاني لوجودنا وهو الأهم لمعرفة نفسنا. ذلك لأن إدراك ذلك البُعد يحتّم علينا تواصلاً مع مصدر الروحانية. وبما أننا رفضنا بُعدنا الروحاني أو فهمناه بطريقة ساذجة ومحدودة جداً، فقد أصبحنا حقاً غرباء عن أنفسنا بعيدين عن ذاتنا.
لا شك أننا نكتسب المعرفة بقوانا العقلية. بإمكاننا أن ندرّب أنفسنا على استعمال عقولنا، وأن نعزّز بكل قوة قدرتنا على التخيُّل، وعلى التفكير وبها نقترب من إدراكنا للحقائق، وكذلك تعزيز قدرتنا على حفظ المعلومات واسترجاعها، وعندما تعمل كل مجهوداتنا وقدراتنا في الحصول على المعرفة بالتناسق والتناغم مع طاقاتنا في المحبة والإرادة، عندها فقط، سيكون الحصاد وفيراً وعظيماً ويخلق فينا حالة من الوحدة في داخلنا.

2 – المحبة
المحبة هي قوة الجذب الفعّالة نحو الجمال والوحدة والنمو والتطور. إننا معشر البشر دائماً ما يجذبنا، عن وعي أو غير وعي، ما نراه ونحسّ به جميلاً، وما يهيّئ أمامنا سبل التقارب، ويعمل على التآلف والصداقة الحميمة والوحدة والإتحاد، وكل ما من شأنه رعاية نموّنا وتطوّرنا. إلا أن رؤيتنا لتلك الأمور ليست دقيقة دائماً، إذ كثيراً ما ننجذب أيضاً لأفراد أو أوضاع إجتماعية أو أفكار ليست جميلة وتسبب لنا الفُرقة والإنقسام أو إعاقة نموّنا وتطورنا. لذلك فإن نوع هذه المحبة وخاصّيتها له ارتباط وثيق بمن تشمله محبتنا. ولإيضاح تلك النقاط يمكن للمثال التالي أن يساعدنا.

المحبة والحرب
وكما تخبرنا صفحات التاريخ فإن حروباً بمختلف أنواعها قد نشبت بين مجتمعات العالم الإنساني. بعضها كان لازماً لمحاربة آفات الشرّ ولو أنها كانت بحدّ ذاتها شراً لا بد منه. فالحرب كان يُلجَأ إليها لرفع الظلم والحدّ من أعمال تعتبر أكثر تخريباً. وعلى ضوء هذا المفهوم والمنظور اعتُبِرت الحرب واجباً إجتماعياً. ومن الطبيعي أن يكون هناك دائماً مَن اختار الحرب لتحقيق مجد شخصي وإرضاءً للذات، وبذلك جعلوها مرتعاً لحبّهم. هم يفعلون ذلك لأنهم يروْن في الحرب جزءًا من جمال ذاتهم وطريقاً إلى التناغم وتعزيز التقدم والتطوّر. وعادةً ما كانت هذه المشاعر يُعَبَّر عنها بتمجيد الحرب والتغنّي بها ووصْف قوة المحارب واتّساق جسمه وجمال لباسه الخاص والإعجاب بالسلاح والأدوات العسكرية القتّالة وبالخطط الحربية الناجحة، وكذلك الأمر كان في كثير من الأدب الغابر الذي تغنّى أصحابه بالحرب ومجّدوها واصفين روعة أحداثها وبطولاتها. وهناك الكثير من الأقوال المأثورة عن الحرب وقيمتها الثمينة وكيف أنها حافظت على الثقافات والحضارات وقاربت بين الشعوب وخلقت مستوى أعلى من التجانس وصنعت الوحدة الوطنية. كما أن محبّي الحرب يدّعون بأنها سبب في التطور والنموّ لأنها تربة خصبة لمزيد من العلوم والمعارف ودافع نحو إنعاش الإقتصاد الراكد، كما أنها تفسح المجال أمام إنتصار الخير على الشرّ.
إن الحقيقة الواضحة التي لا يمكن إغفالها أن الحروب بأشكالها إنما هي بعيدة كل البُعد عن الجمال وعن الوحدة وعن كل أنواع تعزيز مقوّمات الحياة وإنعاشها. ورغم نشوب حروب كانت ضيّقة ومحدودة وعادلة ضدّ ما يشبه الهتلرية في التاريخ، ومهما كانت ضرورتها، فإنها لم تُظهرْ للإنسانية سوى وجهها القبيح ولم تجلب معها إلا الإنقسام والدمار. وبسبب التمادي في الفهم الخاطئ لطبيعة الحرب، رغم تلك الحقائق الواضحة، هامت الإنسانية حباً في الحرب وسلكت هذا الدرب الشائك.
إن الحرب والمحبة عند المفكّر العاقل شيئان متضادّان تماماً. مَن ذا الذي يستطيع أن يجادل في أن الحرب بطبيعتها موت ودمار، وأن المحبة حياة وعمار! الحرب عنف وقسوة والمحبة لطف ومودّة. الحرب فُرقة وتباعد والمحبة وحدة وتقارب. في الحرب قُبحٌ وشناعةٌ وفي المحبة حُسنٌ وجمال. في الحرب ركود وبَوَار وفي المحبة نمو وازدهار.

فاعلية المحبة
في كل ما عرَّفْنا به المحبة من كلمات يبقى التعريف التالي في نظري أسطعها وأبهرها: "المحبة هي قوة الجذب الفعّالة". وقد نتساءل: ما هي فعّالية المحبة ومن أين تأتي قوّتها؟. إن فعّاليتها الأساسية تكمن في الخلاّقية والإبداع. فالمحبة صانعة الحياة، وهي التي ترعى النمو والتطوّر وتعزّزه وتخلق الوحدة والإنسجام والوئام. إنها فعّالية مؤثرة نجدها في جميع مناحي الحياة البشرية. فالمحبة هي المحفِّز والدافع على تكوين الأسرة، ورعاية الأطفال، وإطعام الجياع، وخدمة المرضى، وإيواء المشرّدين، وتضميد الجروح، وهي التي تخفف مشاعر الغربة وتمحي نزعة التعصّب وتؤلّف بين القلوب وتصنع الإتحاد وتخلق المودّة والوئام. تلك هي قوى المحبة وفعّالياتها وكلّها خلاّقة بنّاءة.
يؤمن الكثير من الناس بأن الحب أعمى، ذلك لأنه يحصل دون إرادة. إنها رؤية سليمة إذا حصرنا نظرتنا إلى المحبة في أول بدايتها حينما تحجب قوى الشوق والإنجذاب أنوار العقل وتجعلنا عشّاقاً نتصرف وكأننا فقدنا عقولنا بنظر أولئك الذين لم تمسَسْهم المحبة لأنهم وضعوا لها دلالات تتفق ومنطقهم. ومع كل ذلك تبقى الحقيقة قائمة في أن المحبة هي الموهبة العظمى المتأصّلة في فطرة كل إنسان وعلينا أن نرعاها ونعزّز نموّها ونعمل على تطويرها. فتعريف المحبة على أنها قوة فعّالة يعني أنها ليست قوة ساكنة جامدة أو سلبية ولا هي قوة يصعب توجيهها. فهي التي يجب أن تزخر بالحياة وحيوية الحياة، بل هي نبض الحياة، وهي التي يجب أن توجِّه كل أفعالنا، وتبقى لنا ذلك الضياء الساطع الذي يحمل كل الأهداف النبيلة. وهي بذلك أكثر وأعظم من كونها قوة فعّالة في الجذب والتجاذب، ذلك بأن ما يقرر طبيعتها في النهاية ليس قوتها في الجذب فحسب، بل إبداعها وخلاقيتها في ميدان عملها ومحطّ فعّاليتها ونطاق إشعاعها أيضاً.

المحبة والإنجذاب
ليس كافياً لك أن تنجذب، بل إن ما تنجذب إليه هو الأهم. فالمحبة السليمة نراها تميل طوعاً إلى الجمال والوحدة والتطوّر. إننا لا نفهم الجمال حق الفهم، فأول ما يطرق فكرنا وعيننا عادة ما يكون جمال المظهر في الإنسان أو في الأشياء أو جمال الفكرة، ولكننا ما أن ندخل في الأعماق لنرى جوانب أخرى من الجمال أكثر أهمية، هناك فقط نرى أن الجمال كائن في كل مخلوق وموجود في أركان الحياة وفي فضاء الكون، وندرك بأن الكون الخارجي جميل بمثل جماله في داخل أنفسنا، وأنه مرغوب وسارٌّ ومبهِجٌ يحقق كل ما نرنو إليه ونطمح به. وحيث إن الجمال قائم في كل شيء فعلينا أن نسخّر قدراتنا في سبيل اكتشافه وتقديره، إلا أننا غالباً ما نفشل في ذلك فنرى أمامنا قُبحاً يدفعنا إلى الإزدراء، ذلك لأن المحبة وحدها هي التي تأخذ بيدنا نحو مواقع الجمال لتقع عليها عيوننا وندركها بعقولنا فنقدّرها ونعتزّ بها.
في كل يوم من حياتنا نشاهد أمثلة حية لنرى كيف أن المحبة تساعدنا على رؤية الحُسْن والجمال دون غيره فنرعاه ونحافظ عليه. فقدرتنا على رؤية الجمال في شريك حياتنا، في طفلنا، أو صديقنا – ذلك الحُسن الذي لا يراه غيرنا- لهو أقوى مثال على الجمال المحصور في عين من يراه ويشاهده، إذ نحن الذي نراه ونحسّ به. ومع ذلك لو أراد آخرون أن يضعوا أنفسهم في مكاننا بكل محبة وحاولوا رؤية شريك حياتنا المريض أو المشوّه أو طفلنا أو صديقنا ورغبوا بكل صدق في معرفة تاريخ حياتنا ونحن نعيش تحت سقف واحد كعائلة، وما مرّ علينا من تجارب تشارَكْنا فيها، وكيف أن كل واحد منا جعل من حياة الآخر حياة لها معناها وأهدافها، لكان بإمكانهم أيضاً أن يروا جمال هؤلاء مثلما نراه. ولهذا يجب أن نتذكر أن الجمال ليس في عين ناظره فقط بل هو موجود في كل مكان وما علينا سوى مشاهدته بأعين تبحث عن الجمال لتجده.
وهدف آخر تحققه قوة الجذب والتجاذب الكامنة في المحبة، ذلك هو الوحدة والإتحاد.إذ هي الرغبة الجامحة والتَّوْق المتأصّل في فطرة الأنسان في تقارب حميم نحو الوحدة. فالحياة الإنسانية تبدأ باتحاد حميم بين الزوج والزوجة ثم تستمر تلك الرابطة لتأخذ شكلاً آخر بين الوالدين والطفل، وبينما ينمو الطفل ويكبر ويشعر باستقلاليته وانفصاله عن والديْه ينتاب الجميع وخاصة الأم شعور بخروجهم من جنة الإتحاد إلى التشتت، ويبدأ الأبناء بالوقوع في حبائل المحبة من منطلق حنينهم إلى تلك الوحدة العائلية التي عاشوها، فيتزوجون وينجبون وتعمُرُ بذلك المدن والبلدان، والآن هم يشكّلون العائلة الإنسانية بأكملها فيتطلّعون إلى خلق عالم موحّد يضم الأسرة البشرية قاطبة، ذلك لأن مكنون ذاتنا وجوهر وجودنا يرنو ويتطلّع إلى الوحدة والإتحاد في علاقة حميمة وترابط إنساني شامل وعامّ.
والمحبة أيضاً هي قوة جذب نحو النموّ والتطوّر. فهي إذاً سبب الحياة، وما النموّ إلاّ من سِمات الحياة، والإثنان معاً في ترابط تامّ. فلا نموّ دون محبة، ونحن حينما نحبّ ننمو، وفي النموّ أَلَم وفي المحبّة أيضاً تألم ومعاناة وكلاهما يتطلب تقديمهما على إرضاء النفس والأنانية ليحل محلهما التضحية والعطاء. لا يمكن للمحبة والنمو أن يعملا في بيئة يسودها التكاهل والتكاسل في حمل المسؤولية إرضاءً آنياً للنفس والغوص في أعماق حب الذات وتجسيداً للأنانية. فلا غرابة إذن في مَن يسيئون فهم المحبة أن نراهم يتوجّهون فيها إلى أشخاص أو أفكار أو أشياء يمكن أن تُشبع رغباتهم وتحقق لهم رضىً مؤقتاً. فمثل هذه العلاقات في المحبة محكوم عليها بالفشل منذ البداية، لأنها غير قائمة على المحبة بل على الجهالة وجعل الذات هي المحور، وكل ذلك يسير عكس اتجاه حقيقة المحبة وأنوارها وشموليتها.

3 – الإرادة
إن موهبة الإرادة في الإنسان إنما تشير إلى حريتنا في الإختيار بين الخير والشرّ، بين الفعل وعدم الفعل، وفي تحديد اتّجاه حياتنا ونوعيتها. ومع ذلك فإن حريتنا ليست مطلقة، فلا نملك خياراً تجاه العائلة على سبيل المثال، أو في حاجتنا إلى النوم، أو حدوث طارئ أو مكروه لنا، أو في تقدُّمنا بالعمر، ولا خيار لنا في الموت. فحريتنا الأساسية يمكن ممارستها فيما يتعلق بخياراتنا في تقرير اتّجاه مسار حياتنا ونوعيتها.
وطبقاً لما يقوله العلاج النفسي فإن هناك توجُّه نحو عدم الأخذ بسيادة دور الإرادة وبذل اهتمام أكبر في التركيز على القوى التي تقع خارج إرادتنا واختيارنا مثل: الغرائز والدوافع وحالة اللاوعي وما كان له تأثير علينا في طفولتنا من تجارب وأحداث. كثير من مدارس الفكر في علم النفس يشتركون في الرأي القائل بأن سلوك الإنسان إنما هو محدد ومقيّد تماماً، وأن حرية الإختيار ما هي إلا مجرد أمنية، وفي الطرف الآخر من هذا الطيف الفكري تأتي نظرية تقول بأن الجنس البشري يتمتع بحرية تامة، ومن ذلك نشأت مدرسة فكرية ترى حرية الفعل في كل شيء في مناحي الحياة تقريباً. أما الحقيقة فإنها تقع بين هذين الإتجاهيْن المتطرِّفيْن.
وثمّة مثَلٌ قد يساعدنا في فهم دور الإرادة في الحياة. فالحياة في كثير من مناحيها تشبه الإبحار بمركب، وحتى يتسنّى لنا ذلك نحتاج أولاً إلى مركب (جسم الإنسان) وإلى بحّار (الروح المزوّدة بقوة الإرادة). فالمركب يجب أن يكون سليما صالحاً للإبحار والروح ستزوّده بالقوة المحرِّكة وتقرر اتجاهه بعد أن تحدّد نقطة الوصول. من الواضح أن البحّار لا يستطيع أن يقرر هبوب الريح أو سكونها، وبالمثل لا خيار لنا في ظروف ولادتنا وما نحمله من جينات وراثية وما لا نحمله منها، ومن مواهب وقدرات وراثية أو ما نكتسبه في طفولتنا. فحالما يبدأ الإبحار تبرز مسؤولية البحّار؛ فإما أن تكون قراراته عن دراية وفهم وإدراك أو أن يُبْحر دون معرفة بحال مركبه ولا بالظروف المحيطة به. وبالمثل يمكننا استعمال إرادتنا بطريقة مستنيرة محبَّبة، أو أن نعيش حياة من الجهل والأنانية والعقل المغلق.
إن إرادتنا هي التي تمدّنا بالحوافز على العمل وتزوّدنا بالشجاعة اللازمة وتوفّر لنا ما يجعلنا خلاّقين مبدعين. فإمارات هذه الإرادة نراها واضحة منذ الأيام الأولى لحياة الفرد، والكثير منها نلاحظه في الطفولة. فنرى بعض الأطفال يرفضون الرضاعة الثديية، وبعضهم تدل إشاراتهم وحركاتهم على الحزم والإصرار، بينما آخرون نراهم سلبيين بالكامل. فمنذ الولادة كثيراً ما يشير الوالدان إلى التباين الحاصل بين أطفالهم وحتى قبل ولادتهم. ومن أهم أوجه تلك الإختلافات طريقة تعبيرهم عن قوة الإرادة لديهم. ففي هذا السنّ المبكر تسيطر على الطفل غرائزه لتؤثر على إرادته إلى حدّ كبير وتوجّهها، وبينما ينمو الطفل تنمو معه قدرته على اتخاذ القرارات والإختيار، ويكون نمواً طبيعياً سليماً طالما حرص الوالدان على مساعدة أطفالهما في إدراكهم قدرتهم على الإختيار السليم وتطويرها.
إنَّ ما يَصْدُقُ على موهبتَيْ المعرفة والمحبة، ينسحب أيضاً على إرادة الإنسان التي يمكن استغلالها إما في طريق ضارّ مؤذٍ أو في الخلاقية والإبداع الذي من شأنه أن يدفع بالحياة نحو الأفضل. باستطاعتنا أن نختار بين فعل الخير أو الشرّ، بين الحرب والسلم، بين المحبة والكراهية.
ورغم أننا نملك حرية الإرادة إلا أننا نخاف منها في أحيان كثيرة، فقد نسئ استخدامها أو نُنحّيها جانباً، وعندما نَجْبُنُ أمام الإختيار نبدأ في توجيه أصابع اللوم إلى الغير؛ أحد جيراننا أو أعدائنا أو نرجعه إلى إرادة الله. في القيام بأعمال ضارة نسئ إلى إرادتنا، ونتخلّى عنها إذا رفضنا القيام بما يجب. إن معظم مصاعبنا ومشاكلنا في حقيقة الأمر راجعة إلى إساءة استخدام قدراتنا في المعرفة والمحبة والإرادة، أو في انعدام التوافق بين هذه القوى والقدرات. إن السرّ في تفادي القلق والإضطراب والضغط النفسي هو في الوصول إلى وحدة تامة بين هذه الطاقات والقدرات. ويمكن التمتّع بالإطمئنان والسكينة الداخلية عندما نتمكّن من استخدام هذه الطاقات ونتقن استخدامها بأسلوب خلاّق يعزز الحياة ويدفع بعجلة النموّ والتطوّر والإزدهار. إنه وجه من مناحي الحياة يكون مشرقاً طالما هو في كنف الروحانية وتحت ظلالها.
ولتلخيص ما تقدّم، فإن المعرفة والمحبة والإرادة ما هي إلا صفات للروح وأنها مترابطة ترابطاً تاماً. وما عملها معاً بالتناغم والتكامل إلا تلك القاعدة التي توفّر لنا الشعور الداخلي بالأمان والإطمئنان وهدوء البال وتمدّنا بالقوة والعزيمة، وهذا ما نسعى إليه ونتوق له.
إن للمعرفة والمحبة والإرادة قوى فريدة وجبارة؛ فتطلُّع الروح إلى المعرفة يمنحنا القوة على الكشف والإكتشاف وإيضاح حقائق جميع الأشياء. فهي تعمل كالشمس، وبفضل أشعتها تصبح حقائق الأشياء مكشوفة واضحة للفهم والإدراك. والمحبة بدورها تختزن قوة باهرة من الجذب والتجاذب، فهي التي تؤلف بين قلوب الناس وتجذبها، وتعمل على تجاذب ذرات المادة وتماسكها، وتقارِبُ بين أفكار الناس في تناغم وانسجام. حقاً إن قوة الجذب بين ذرات هذا العالم المادي هي التي تجعله قائماً يؤدي عمله بكل كفاءة، وما يجعل العائلات والمجتمعات الإنسانية تعمل معاً ليس إلا قوة الجذب، وهذا ما ينطبق على الأفكار ووجهات النظر في العالم. فالجذب هو قوة المحبة وبها تؤدي المحبة عملها الرائع. والإرادة التي هي القوة الثالثة للروح لها قوتها الخاصة؛ قوة الإختيار واتخاذ القرار ثم تحويله إلى عمل. مجمل القول بأن علينا ونحن نتحدث عن المحبة أو المعرفة أو الإرادة أن نتذكر أن هذه القوى تبلغ ذروة طاقاتها عندما تعمل معاً بتناغم وانسجام.
هذا الإتحاد الرائع داخل النفس له نظيره في عالم الوجود الروحاني. فعندما وصلت الإنسانية في مسيرتها إلى مستوى أعلى من الوعي والمعرفة وأدركت خياراتها بين الخير والشر انتقلت بذلك من مرحلة الإتحاد الأولى مع الله سبحانه وتعالى إلى مرحلة جديدة أصبح فيها نموّنا الروحاني من مسؤوليتنا الشخصية. وبما نحن عليه من وعي ونضج، أصبح من العدالة أن نتحمل كاملاً مسؤولية أعمالنا وأفعالنا، وهذه الحرية هي هدية الله للبشرية. فإذا رفضناها بعناد يكون معناه أننا تواقون إلى الرجوع لعهد الطفولة والجهل حين لم يكن لدينا خيار أو مسؤولية وكنا كمن يتساوى مع الحيوان. أما الآن ونحن على درجة من الوعي والإدراك ونمتلك المعرفة ونعرف بأن لنا حق الإختيار، مع كل ذلك نجد الحياة أمامنا صعبة ومعقدة.
نرفع صوتنا بالإحتجاج قائلين بأن الله إذا كان عطوفاً فلماذا يسمح بتجويع الأعداد الكبيرة من الناس؟ إلا أنه يجب أن نتساءل في داخل أنفسنا: طالما أن لدينا اليوم ما يكفي العالم من طعام، ونملك من وسائل المواصلات ما يوصلنا إلى كل جزء منه، فلماذا نحن كبشر نسمح أن يموت الكثيرون جوعاً؟ ثم قد نتساءل: لمذا يسمح الله العادل بهذه الأمراض الكثيرة التي تصيب العالم؟ وسؤالنا هنا يجب أن يكون بكل بساطة: لماذا نحن نسمح بكذا وكذا... إنه ضمن قدراتنا أن نتغلب على معظم الأمراض أو الوقاية منها ذلك لأن معظمها سببه الإنسان نتيجة تلويث البيئة بما تنتجه مصانعنا من مواد كيماوية، وعبثنا في الطبيعة الجميلة وفي انتهاج أساليب حياتية خاطئة. إن شُحّ الغذاء والجوع والحرمان الذي يفتك بأرتال كبيرة من الناس من جهة، والشراهة والبذخ والتبذير عند قِلّة مترفة متنعمة برغد العيش من جهة أخرى لهو خلل جسيم فادح على الإنسانية أن ترفضه ولا تقبله بعد الآن. ولكن السؤال الرئيس هنا: كم سيطول بنا الوقت ونحن لا نزال نحنّ للرجوع إلى عهد الطفولة غير المسؤول وإلى شكل وحدتنا البدائية وهو ما يعدّ مستحيلاً؟ إن التحدّي الأكبر أمامنا ما هو إلا دخولنا عصر بلوغنا ونضجنا الجماعي كأسرة دولية واحدة لنقوم معاً فنؤسس إتحاداً عالمياً يعيش أفراده تحت أشعة شمس الروحانية المحيية للقلوب والأرواح على الدوام ونقطف معاً ثمار التقدم العلمي المذهل المسخّر لخير البشرية وخدمتها تحت ظل المحبة والمعرفة والإرادة، وتلك هي القوى الهائلة الكامنة في الروح التي يجب أن تعمل في حياتنا. من كتاب-( سيكولوجية الروحانيّة-من نفس منقسمة إلى نفس متكاملة- د. حسين ب. دانش.تعريب-د.نبيل مصطفى ، أ. مصطفى صبري-مكتبة مدبولي -القاهرة)

المراجع

1. In formulating the fundamental human capacities to know, love, and will and in identifying them as the properties of the human soul, I have drawn heavily from the Bahá’í writings. The interested reader may wish to refer to the following sources: Bahá’u’lláh, Gleanings from the Writings of Bahá’u’lláh, The Hidden Words of Bahá’u’lláh, and ‘Abdu’l-Bahá, Paris Talks and Some Answered Questions.
2. The concept that humanity is now in its collective adolescence and is poised for transition to its age of collective adulthood was first introduced by Bahá’u’lláh in the latter decades of the nineteenth century. For a fuller study of these concepts see Bahá’u’lláh, Gleanings from the Writings of Bahá’u’lláh; and Shoghi Effendi, The World Order of Bahá’u’lláh, Selected Letters.
3. Bahá’u’lláh, Gleanings from the Writings of Bahá’u’lláh, 178.
4. Karl Marx, Selected Writings in Sociology and Social Philosophy, 177.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة- المحبة والإرادة و البحث عن ...
- رؤيا جوهرية نحو سيكولوجية متطورة-الغرض من الأحاسيس
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي-سيكولوجيّة الروحانيّة-من نفسٍ منقسمة ...
- قراءة في كتاب أمتع روحي -المادية كنهج للحياة
- معنى الإسلام
- الحياة الروحانيّة-4/4- -الحياة الروحانيّة والمجتمع البهائي
- الحياة الروحانيّة-3/4- -التجارب والصعاب
- الحياة الروحانية-2/4-الممارسات الروحانيّة والتطوّر الروحاني
- الحياة الروحانية-1/4
- الكفاح من أجل العدالة: تغيير آليات التفاعل البشري
- القمة الألفية للسلام العالمي: منظور بهائي
- القيادة الأخلاقية
- تغيير الثقافة وزيادة الإدراك والوعى العام للقضاء على العنف ض ...
- حرية الاعتقاد
- إن التفرقة العنصرية مرض لا يصيب البشرة بل يصيب العقل البشري
- مبادرات للحوار العالمي الهادف إلى تعزيز ثقافة التسامح والسلا ...
- الدين البهائي وأديان آخرى- عبارات تُجزم بالانتهاء -(4/4)
- نناشد الإنسان في كل مكان من أجل إنسانية هؤلاء
- أين العدل والرحمة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - سيكولوجية الروحانيّة وخصائص الإنسان الأساسية