أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رزاق عبود - محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!















المزيد.....

محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 02:16
المحور: حقوق الانسان
    


بصراحة ابن عبود
سكان العراق الاصليين من اشوريين، وسريان، وكلدان اعتنقوا المسيحية منذ مئات السنين كما اعتنقتها بعض القبائل العربية قبل الفتح الاسلامي للعراق. وكغيرهم من شعوب الارض الذين غزاهم بدو الجزيرة العربية خيروا بين الاسلام، او الجزية، او الحرب. وظل مسيحيوا العراق، مثل غيرهم، في اراضي الامبراطورية الاسلامية يدفعون الجزية كأهل ذمة. أي ان المسلمين مسؤولين عن حمايتهم. دخلوا في ذمتهم كما هو العرف العشائري اليوم الذي يسمى الدخيل. وتمتع المسيحيون بهذه الحماية بفعل ما كانوا يدفعونه من ضرائب(الجزية) دون غيرهم مع انهم اهل البلاد واصحابها الاصليين. ساهم المسيحيون، رغم ذلك، في تشييد صرح الحضارة الاسلامية بعلومهم، وامكانياتهم، ومعارفهم خاصة اللغوية حيث قاموا بترجمة الكتب اليونانية الى العربية. وهي الكتب التي شكلت اساس النهضة العلمية والفكرية لما يسمى اليوم بالحضارة الاسلامية خاصة في عهد العباسيين. لكن ضعف الخلافة العربية وتسلل المماليك الى السلطة ثم سيطرة الاتراك العثمانيين على الخلافة الاسلامية اضعف هذا الدور ولوحق المسيحيين ولا قوا التمييز. وحصلت مذابح لهم بسبب نزوات متعصبة. في مطلع القرن العشرين اصابهم ما اصاب الارمن في تركيا، وعلى يد ضابط عراقي من اصل تركي هو الاخر. بعد أن خذلهم الانكليز ونكثوا بوعودهم لهم. وظلوا ضحية التمييز العرقي، والديني منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة رغم مشاركتهم في تاسيسها ومشاركتهم في اول وزارة تشكلت وكانوا ممثلين ايضا في مجلس الاعيان. لكنهم ظلوا رسميا يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية رغم التعاطف الشعبي معهم ورغم روح التسامح والتعايش التي عرف بها المجتمع العراقي. شارك المسيحيون في نضالات الشعب العراقي مع غيرهم وقدموا الضحايا والشهداء. ونالهم حقد الانكليز وعملاءهم لانهم رفضوا ان يكونوا طابور خامس، او اليد الضاربة للاحتلال وفشلت تجربة الانكليز التي نجحت في مناطق اخرى مثل الهند. في عام 1949 اعدم زعيم ومؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف المعروف باسم "فهد" وهو مسيحي كلداني مع رفيقيه المسلمين حازم وصارم. بسبب مقاومتهم لنفوذ بريطانيا في العراق وحكوماته العميلة.

بعد ثورة14 تموز 1958 شعر المسيحيون، لاول مرة، بانهم سواسية مع غيرهم وساهموا بنشاط في دعم الثورة، والمساهمة في الدفاع عنها. والكثير من ضحايا العنف، والارهاب الذي قامت به القوى القومية المتأمرة على ثورة تموز في الموصل، وكركوك كانوا من المسيحيين. وهاجرت الاف العوائل المسيحية الى المدن الكبرى مثل بغداد، والبصرة خوفا على حياتهم. وقتها نشطت المؤامرات لتشجيعهم على ترك بلادهم، وشهدت تلك الفترة اولى الهجرات المسيحية الى استراليا، وامريكا لحرمان العراق وثورته الوليدة من خبراتهم الفنية والعلمية ولدق اسفين في وحدة الشعب العراقي.

بعد الانقلاب الفاشي عام 1963 نالهم مع غيرهم الاضطهاد، والتعذيب، والتشريد، والسجون، والاعتقالات، والاعدامات، والتصفيات، والاغتيالات. واستمرت الهجرة المسيحية للاسف، هربا من الديكتاتورية والتمييز. خاصة بعد ان حرموا من الدخول في السلك العسكري، وبعض المواقع المهمة في الزمن العارفي بعد هروب طيار مسيحي الى اسرائيل، في عملية مفبركة مقصودة. وساء حالهم اكثر مع بقية ابناء شعبنا اثناء الحكم الصدامي ولقوا ما لقوه من ويلات حروبه، ومغامراته، وفاشيته، وسياسته الاستبدادية.

بعد الاحتلال الامريكي للعراق، وانتشار العصابات الاسلامية المتعصبة تعرض المسيحيون الى ابشع ملاحقة، ومذابح. حيث هوجمت الكنائس، واحرقت، وقتل رجال الدين، ونسفت المعابد، واختطف الكثير، واضطر الالاف للهروب الى دول الجوار، ومنها الى دول المهجر تاركين ورائهم كل شئ. واستغلت القوى القومية الكردية المتعصبة هذا الامر، وقامت بعمليات تصفية، وتهجير، وتطهيرعرقي وديني من اجل ضم الاراضي التاريخية التي يسكنها المسيحيون الى ما يسمى اقليم كردستان. بل فرضت عليهم تسمية كردستانيين. مع انهم كانوا موجودين في هذه الارض قبل العرب بالاف السنين، وقبل الاكراد الذي جاؤا الى العراق مع الجيش العثملني في بدايات واواخر القرن السابع عشر. وبين فترة واخرى يظل الدم المسيحي يسيل كورقة مساومة او ضغط لفرض شروط الزعامات الكردية. او اهدافا سهلة للقوى الاسلامية الارهابية. واذا كانت الحرب الطائفية قد وضعت اوزارها ويتصدى لها الجميع حتى ممن اثاروها فان الحرب الدينية، والعرقية ضد مسيحيي العراق لا زالت مستمرة. ويبدو ان الهدف منها تصفية العراق من الوجود المسيحي تمهيدا لضم كل سهل نينوى واقسام كبيرة من الموصل الى ما يسمى اقليم كردستان بعد ان نجحت المليشيات الكردية(ليس الاكراد) في ضم اجزاء كبيرة من ديالى الى اقليمهم الانفصالي وقطعوا شوطا طويلا في تكريد مدينة كركوك. كما اعتبروا قلعة اربيل اثرا كرديا رغم تاريخها الاشوري. ان ما تعرض ويتعرض له مسيحيي العراق هي ابادة جماعية منظمة ولكن بشكل مسلسل من القتل، والتهجير، والتخويف، والارهاب، والرعب، والتصفيات، والتكريد، والتطهير العرقي.

العالم كله لا زال يتحدث، وعن حق، عن الابادة الجماعية للارمن، والاشوريين في تركيا، و مذابح دارفور العنصرية، واغتصاب فلسطين، وغيرها، ويضخمون المحرقة النازية ليهود اوربا. اما المحارق، وحرب الابادة، التي يتعرض لها ابناء الرافدين الاصلاء، وورثة تاريخ ما بين النهرين فانه يبقى حديثا حذرا ينام ويصحوا حسب مجرى الدم المسيحي الطاهر المراق يوميا على ارض العراق، وكانهم قرابين لمشاكله، وهمومه، واكباش فداء لنمو الروح الانفصالية، والتعصب القومي، والعنف الطائفي، والديني، وعدم قبول الاخر، والتمييز الديني والعرقي ضد من منحنا فرصة التباهي، والادعاء باننا ابناء بلد اقدم الحضارات. لكن ابنائه الحقيقيين يتعرضون للتصفية اليومية المنظمة على مذبح الاطماع القومية لاراضي مدن وقرى لم تعرف ساكنين غيرهم على مدى الاف السنين. فمتى سيصحوا الضمير الانساني ومتى ينتبه المسؤولون الى ان التاريخ سيطارهم يوما كما يطارد حكام تركيا، والصهاينة المجرمين، ومليشيات رواندا الدموية؟؟

متى تنطفي نيران محرقة سكان بلدنا الاصليين؟؟!!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 7 اذار انتخابات 8 اذار نساء معذبات
- عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة
- مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
- اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)
- وداد سالم، واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان
- اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم
- النبي الاثول
- برلمان الجوازات الديبلوماسية يمنح الفوضى والارهاب في العراق ...
- صداميون يتحدثون باسم الاكراد
- التيار الديمقراطي والاعصار الاسلامي القومي
- ابو اسراء خلصنا من هؤلاء العملاء
- من دولة ائتلاف القانون الى امارة التحاف الذقون
- هل حقا لا يعرف الصديق جاسم الحلفي من قتل وغيّب رفاقه؟!
- الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء
- كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!
- هم سادة وهم حرامية وهم عيونهم وكحة!
- اشرب ماي والعن خامنئي!
- الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامر ...
- شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى
- في العراق لا يوجد شئ اسمه -اقليم كردستان- او -قضية- اسمها كر ...


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رزاق عبود - محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!