أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - للذكرى والتاريخ – بين ديكتا تورين : أديب الشيشكلي .... و حافظ الأسد ..- القسم الثالث














المزيد.....

للذكرى والتاريخ – بين ديكتا تورين : أديب الشيشكلي .... و حافظ الأسد ..- القسم الثالث


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عودة الى سجن المزّة عام 1953
كان السجن اّنذاك كخلية نحل ضمّ الشغيلة في الحقل السياسي ضد الديكتاتورية ولم يكن يومها أثرللتيار الأصولي
الديني أي وجود في الساحة السياسية كما لم يعرف شعبنا الطائفية والعنصرية قبل النظام الأسدي العتيد .....
فمدينة حماة مثلا كانت أكثر المدن تمردا على ديكتاتورية الشيشكلي إبن حماة ..وكان البعثيون يومها ملتزمين
بخط القائد الوطني الديمقؤاطي ( رغم أخطائه ) بما فيهم الذين طعنوه في الظهر بعد انقلاب 8 اّذار الذي سمي
ثورة ..أذكر كيف كان صوت الشهيد المالكي يملأ مناخ السجن تحديا وصمودا موحدا في وجه الديكتاتور ,
كان يهتف من باحة السجن الأمامية حيث كان شبه طليق فيها أثناء النهار : هبّوا ياليوث العرب كنّسوا حكم العملاء
وكان شقيقه رياض يردّ عليه بنفس الشعار من الجانب الخلفي للسجن . أذكر أحد الأيام كان صوت الشيشكلي
يلعلع في مكبرات الصوت في السجن وهويلقي إحدى خطبة في الراديو ..زمجر صوت عدنان عاليا ..:
( ولك عزت سكتو لهذا - سكّر الراديو .) أسرع الجلاد عزّت حسين مدير السجن وأغلق الراديو .في نفس الوقت
كان عدنان مشجعا لجميع المعتقلين على احتقار الديكتاتورية .كمثال كان يكتب أنباء النضال في الجامعة والمدن
السورية على قصاصات ورق صغيرة يضعها في حفرة صغيرة في قطع الصابون الذي كان يوزع علينا .
وكان المجندون المعاقبون الذين يعملون في السخرة داخل السجن خير عون لنا في نقل الأخبار والإ تصالات بيننا
..وكان ابن قريتي المرحوم فريد معمر أحد المجند ين الأ بطال الذين قدموا المساعدات لجميع المعتقلين ..
كان يكفي أن يهز فريد الصابونة بيده أثناء التوزيع لنعلم أن الرسالة بداخلها ...ماأروع تلك الأيام يوم وقف الشعب
وحدة وطنية صادقة لاتعرف الزيف والأنانية الحزبية أو الشخصية .
... لم تترك الديكتاتورية وسيلة لتركيعنا إلا واستخدمتها ..لهذه الدرجة جبن الديكتاتور وجيوشه من مجموعة صغيرة
من الطلبة العزّل ..شيْ يمكن لاتصدّقه الأجيال الشابة هذه الأيام ,,,,
أحضروا أهلنا الى سجن المزة لإقناعنا بالتوقيع لإطلاق سراحنا بعد أن أوهموهم بأنهم سيعدموننا إذا لم نوقع تعهد
الذل . جمعوا كل واحد منا بولي أمره في غرفة المستودع بجانب غرفة مدير السجن مع جهاز تنصت طبعا .....
ذكرت والدي بصموده في سجن الإحتلال التركي وفراره من السجن ومن جيش الإحتلال عدة مرّات وعاش
مرفوع الرأس طيلة حياته أما الترهيب بإعدامنا فنحن لسنا مجرمين نطالب بمحاكمتنا .....
بعد فشل المحاولة حاولوا تجربة جديدة مع أصغر مجموعتنا الطالبين الثانويين : عطالله قوبا وعلاء الرفاعي
نقلوهما إلى سجن مقر الشرطة العسكرية الذي كان مقابل جامعتنا . واستخدموا معهما كل وسائل التعذيب والترغيب
دون جدوى أعادوهما بعد أسبوع تقريبا مرفوعي الرأس إلى احضان مجموعتنا وشعبنا الذي ينتظرنا ..
توقعنا الأسوأ مما يخطط لنا وقررنا إعلان الإضراب عن الطعام إذا قاموا بتفريقنا ونقلنا إلى الزنزانات الفردية
وهذا ماوقع فعلا ...في 23 نيسان تماما قاموا بنقلنا الى الزنزانات الفردية التي أطلقوا عليها اسم ( المقابر )
طول الزنزانة متران وعرضها متر دون ماء منارة بالكهرباء القوية ليل نهار ..بدأوا بالتعذيب والتضليل بعد
إعلاننا الإضراب عن الطعام فورا ,,,كان الشهيد عدنان في باحة السجن يحيينا كلما خرجنا من الزنزانة ويقول
لاتصدقوهم ابدا . كان يقولون لكل واحد منا زملاءك أكلوا يجب أن تأكل كان جوابنا واحدا :
لن نتناول الطعام إلا مجتمعين ..استمر الاضراب سبعة أيام قضيناها على شرب الماء فقط وفشلت فيها كل محاولات
الجلادين ... وفي اليوم السابع نقلونا في شاحنة عسكرية مرة أخرى إلى سجن تدمر ,,,لنجد وجوها جديدة
في المعتقل من قيادةالحزب ....ثم نتابع معركة الحرية حتى شهر اّب حيث أعادونا الى سجن المزّة . لنلتقي
وجها لوجه مع الديكتاتور نفسه في مكتبه في الأركان العامة ليعتذر منا ويطلق سراحنا بلا قيد ولاشرط
من مكتبه..........وإلى العدد القادم ,,,, وجها لوجه مع الديكتاتور أديب ..........

المحامي : جريس الهامس - هولندة



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للذكرى : بين د يكتاتورين .. أديب الشيشكلي , وحافظ الأسد - ال ...
- للذكرى .. بين ديكتاتوريين أديب الشيشكلي .. وحافظ الأسد
- دعوة الى مناظرة علنية مع روْوس النظام السوري
- فرج الله الحلو المدرسة الوطنية والثورية التي أضاعها المزيفون ...
- الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998
- القضية الكردية وحق الثورة
- رأيي في الحوار المتمدن.... الحوار المتمدن ( سلماس ) الصحراء ...
- في ذ كرى كارثة إغتصاب جولاننا عام 1967
- كلمةعلى جرح الردّة في سورية الضحية
- جذور القضية الكردية في سورية
- نداء الى اصحاب الضمائر الحرّة في العالم لإنقاذ حياة أقدم معت ...
- في ذكرى الجلاء :أين أضحى إستقلال سورية ولبنان ؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - للذكرى والتاريخ – بين ديكتا تورين : أديب الشيشكلي .... و حافظ الأسد ..- القسم الثالث