حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 18:51
المحور:
كتابات ساخرة
المسالة- أى مسألة- أو القضية او المشكلة او الموضوع عندما يراد حلها على أى مستوى ,فلابد من بحث كافة الجوانب بحرية وشفافية مطلقة-مش شفافية بمبى- والاعلاميون عندنا اناس على رأسهم ريشة كبيرة, هم فى كوم وباقى ابناء الشعب المسكين فى كوم تانى, وهم لا يتفردون فى هذا السياق فهناك العديد من المتميزين -اى على رأسهم ريشة - فى مصر, مقابل ايه حصلوا على هذا التمييز ؟ متعرفش , والامثلة عديدة على هذا التمييز المحصول عليه والمقر به كأنه حق مطلق وهبه مالك الملك لهؤلاء المتميزيين ,فاذا ذهبت انت كمواطن عادى لحجز تذكرة قطار بالسكة الحديد فى مصر ,سوف تلمس ذلك التمييز المشرعن والمدستر ,واذا تابعت مشكلة رأى عام مثل اعتداء لاعب كرة على فتاة والتغرير بها-بمناسبة عام المرأة الدولى- فسوف تكتشف ان البنت هى اللى مش متربية ,وان اللاعب او الفنان لم يكن متزوجها حتى عرفيا , بل انه لم يكن يعرفها من قبل , وانها تلقح جتتها على سيادته ,وانه مسكين يا ولداه ملتزم من الكباريه للبيت ومن البيت للنادى او للبلاتوه .
الغريب ان الوسائل المتعددة للتمييز فى مصر باتت كما قلنا حقوقا - لا استثناء- واضحى النجاح فى اية انتخابات نقابية تتم بمبنى نقابة ابناء الحظوة الكريمة,منوط بمن يستطيع الشرعنة اكثر لقرارات تمييزية متحدة, لخدمة ابناء طائفته المحظوظة ولاد الايه , الاكثر رعبا انك كمواطن عادى اذا دخلت فى مشاجرة عادية -نتيجة الزحمة مثلا- فيا ويلك اذا كان الطرف الاخر ملتحقا بأهل التميز والتمييز,فمن الممكن ان تأخذ سيادتك عقوبة قانونية مشرعنة- , وانا هنا غلبان لا اتحدث عن احد بعينه -والله-العظيم- انا مع القانون ومع التمييز وضد من يستثنون انفسهم من المساواة, واؤمن بمقولة هنرى كوريل الخالدة "كلنا متساوون ولكن البعض أكثر تساوى" , انا مش ناقص بلاوى .
سيبنا من حصانة مجلس الشعب وحصانة مجلس الشورى وغيرها من الحصانات , خلينا احسن فى الطرف الضعيف اللى ممكن يستحملنا وهم الاعلاميين ,وهم ايضا من اهل التميز لا لكونهم يقدمون رسالة سامية ولكن لانهم -برضه لا مؤاخذة- على راسهم ريشة تمييزية يستمتعون بها دونا عن خلق الله ,ولا اقصد هنا تخفيضات فى تذاكر سفر للخارج ولا اراضى بناء باسعار مميزة ولا مساكن متاحة ولا حتى سلالم نقابة ,فكلها تدخل فى مجال البقشيش الذى يضاف الى الاجر المعلوم وتوزع طبقا لاسس اعلامية ايضا,لكن الذى اقصده هنا هو تلك الحصانة اللاشعورية التى يتمتع بها الاخوة الاعلاميين فى مصر وعلى رأسهم الصحافيين , وهو الامر الذى جعل شاعرا كبيرا يتمنى ان يأكل عيش ودقة-ملح- ويمشى فى الشوارع حافى ولا يكونش فى مصر - بيرم التونسى- صحافى ؟ صحيح هناك من يدفعون الثمن وهم قلة,او قل واحد هو الاخ الصحفى المحترم مجدى احمد حسين, والذى لم يدافع عنه سوى الاخ المحترم الذى تم حبسه سابقا الاستاذ مصطفى بكرى, اما الباقيين فهس هس , الباقيين يتصورون ان لديهم تميزا او تمييزا من نوع اخر ,وهو ان سياداتهم من انصار النظام الدولى المتعولم ,وبالتالى فلن يتم محاسبتهم لانهم ابناء النظام - الدولى طبعا- عكس غيرهم المرتبطين فقط بحصانة شعبية مصريةينطلقون من مصالحها المجردة وطنيا وقوميا ,والذى يدل على ذلك ودون ذكر اسماء بعينها وهى معروفة للجميع بزعمها حمل لواء التغيير , هذه الاسماء التى تجعر ليل نهار ,ما ان ترقب اية بادرة خطورة او محاسبة ضد شخصها الكريم ,حتى تتحفنا بمجلدات يومية من قبيل الحقونا احنا هنتحبس احنا بنتحاسب علشان عايزين نغير مصر, وسرعان ما تنطلق الحملات الدفاعية المنظمة عن هؤلاء المناضلين الورقيين نسبة الى ورق الصحف ,وورق الاعداد فى الفضائيات, وعلى سبيل الاضحاك ,سخسخت على روحى من الضحك عندما تابعت حملة احدهم ضد جهة ما ,وهو يستعرض عضلاته واسديته التى لا لبس فيها ,ثم اذا تطرقت تلك الجهات الى القضاء,اذا بصاحبنا يعود مكررا صورته فى صحيفته الملاكى وهو يصطحب طاقم المحامين,صائحا فى لغة كلاسيكية عقيمة ها نحن لاننا حملنا اللواء ,فقد حولونا الى القضاء , الحقونى, والاخر عندما تطاول على جهة دينية وهو المعلوم عنه تعنطزه وادعائه امتلاك الحقيقة ,اذا به يستصرخ الوساطات ويستجدى تقديم الاعتذارات , والاخر وهو الزعيم الوطنى للتغيير الذى وقع فى مشكلة مع جهة سيادية كبرى ,كانت النتيجة انه عيط فى الاخر وقبل العفو الممنوح ؟
لماذا كل هذا القول ؟ هل انا ضد التغيير ؟ وهل انا ضد السادة الافاضل اصحاب عنتريات التغيير فى مصر لمصالح خاصة ؟ او لانتماءات حكومية مثلا؟ ارجع الى متن المقال فسوف تجدنا ندافع عن محبوس حقيقى هو الاستاذ مجدى احمد حسين , فهل اريد الحبس للباقين لكى استريح ؟ لا هذا ولا ذاك ,كل ما دفعنى لتلك المقالة الثقيلة على قلبى ,هى تلك النغمات المنطلقة ليل صباح من قبل اجهزة اعلام الاخوة المناضلين الافتراضيين ضد بقية خلق الله الغلابة من الشعب المصرى, والتى تهيل الاتهامات والافتراءات ضدنا كغلابة لاننا لا نتحرك مسرعين وراء زعمائنا المعلمين اساتذة التغيير,لاننا لمؤاخذة شعب جبان نستمرىء المهانة والذل والديكتاتورية ,وننتظر من سيادتهم القيام بعملية التغيير والفوز فيها لكى نستريح على قفاهم ,دونما ان نقدم اية تضحيات شعبية -أى والله هذا الكلام كتب ضد الشعب المصرى- واخر تلك الاقوال هو قول احدهم فى جرنانه موجها كلامه لبقية الشعب الغلبان انه حتى الاسكندر المقدونى لم يكن يستطيع التغيير لوحده,وطلب من الناس الذين لا يفقهون قولا مساعدته, يعنى كده سيادته اى السيد الصحفى حاطط نفسه فى مكانة الاخ المغفور له الاسكندر,صاحب الصولات والجولات ,على كل فلنعتبره يقصد ان الاسكندر الحديدى بجلالة قدره كان يحتاج الى معونة الناس ,فما بالك بالصحفى الورقى؟
وهو قول يمكن قبوله فقط فى حال وجود قدوة, امام الناس توضح لهم ضرورة تحمل التضحيات من اولئك الذين يعتبرون انفسهم النخبة المؤثرة التى ترفع الوية التغيير, اما ان يرى الناس ويراقبون ويلمسون ان هذا محمى من امريكا وذلك محمى من النقابة واخر يستنجد بالوساطات وفلان ماان يرى اى ميزة متاحة من هنا وهناك ,حتىيسارع باقتناصها, ,ثم يتحول ليدير مؤشرات الكلام على ضرورة محاربة التمييز ضد المرأة وضد الاقليات ,واخر نجد ان معظم سنى عمره كانت منصبة على اليسار والنضال الثورى, فاذا به مجرد ان تمت الاشارة السلطوية اليه ,اذا به رئيس تحرير حكومى ,ومتحدث رسمى ايضا باسم احد اعضائها, وهكذا دواليك ,, ثم يتم بعدها اتهام الناس بالوهابية او الجبن او تأييد الاخوان , او ان الشعب المصرى شعب لا يقبل ولا يتحمل تكاليف التغيير ,, يا اخوانا ,, حرام عليكم ,,غيرو النخبة الاول, غيروا نفسكم ,, فرجوا الناس على مصداقيتكم وتحملكم للمتاعب وقبولكم بها , كأى نخبة محترمة فى العالم ,, ثم اتهموا الشعب بعد ذلك على كيفكم.
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟