أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - جحافل ديمقراطية الاحتلال














المزيد.....

جحافل ديمقراطية الاحتلال


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات الان بامكان دعاة النموذج الليبرالي الامريكي بوقاحتهم المعهودة ان يروجوا للديمقراطية الامريكية كما روجوا له اقتصاديا وكانت النتيجة ان افلست خزائن الدول واصبح بنيانها الداخلية في مهب الريح . وحجة هؤلاء في ذلك نجاح العملية الدمقراطية في العراق والجهود التي بذلها البعض لأنجاحها. فقام الامريكيون باجراء الانتخابات الحالية بتعددية لا مثيل لها في اي بلد عربي فتعدد العراقيون حتى تحولت القبائل والعشائر قوميات لا يربطهم رابط وكانهم لم يكونوا في عراق واحد، بل وظهرت ميزة اخرى للديمقراطية الامريكية فقد تعقبت صناديق الانتخاب العراقيين المشردين في انحاء العالم لتشركهم في الديمقراطية الطارئة على ارض ارضهم التي اخرجوا منها في سياق العدوان الامريكي نفسه.

المحزن في كل هذا الامر ان مفبركي هذه السياسة وجهوا الانظار الى من يفوز فيها وكان الانتخابات طبيعية تجري في وضع طبيعي وما علينا الا ان ننتظر فوز احدهم، مع ان الطبيعي كما عهدناه انه لا ديمقراطية تحت حراب الاحتلال وسجونه . ويجري تسويق كل هذا بانه انجاز قابل للتكرار والتصدير الى مناطق اخرى. ويستطيع المهللون لهذا النموذج من الديمقراطية!! ان يبشروا بنعيم الديمقراطية الامريكية ولما لا فهاهم يتبعون العراقيين في الخارج للمشاركة في الانتخابات وهو امر لم يحدث في الدول العربية الاخرى لأن مواطنيها في الداخل لا يشاركون في أي انتخابات. حقا يستطيعون هؤلاء الدعاة ان يعلنوا فخرهم بذلك وان يخرجوا بشعار يخفونه بحبرهم السري وراء مقالاتهم انه لا ديمقراطية إلا تحت الحراب الامريكية أو حراب المحتل لا فرق طالما ان النتيجة هي نفسها مزيد من الهيمنة الامريكية ومزيد من التفتيت والنمزيق لأوطان آيلة الى التشظي.

والتقدم خطوة الى المشروع الديمقراطي الامريكي ليس صعبا فهم موجودون في بلادنا بهذا الشكل او ذاك ، وما عليهم إلا ان يعلنوا وجودهم كمحتلين فتهل علينا الخيرات الديمقراطية وهم مستعدون للحاق بالمشردين منا للمشاركة في انتخاباتهم الديمقراطية حتى في القمر.

ارتعبت بعض الانظمة من مشروع بوش الديمقراطي في بداية الالفية الثانية ظنا منها ان الامريكيين جادون فعلا بتمرير نموذج انتخابي قد يؤدي الى تغير الانظمة، قطعا الامريكيون يسعون لوضع رجالاتهم وأدواتهم الى المواقع الهامة في تلك الدول لتمرير الجزء الثاني من السيناريو الذي اصبح معروفا ، لذا قايض الزعماء بعد ان رضخوا للابتزاز استمرار طغيانهم بالموافقة على تنفيذ المطالب الامريكية. فحوصر عرفات ومن ثم أغتيل وجرى احتلال العراق بمشاركة او بموافقة من تلك السلطات ،كما حدث العدوان على لبنان وغزة، ويا للهول كان صمتهم مريب، لعل وعسى زعيم العالم الحر يغض النظر عنهم وهم على استعداد لتنفبذ مآربه كما يريد ويحلو له. لكنهم لا يدركون انهم قد استنفذوا الدور المخصص لهم وانه قد آن وقت حكام جدد لا يهابون في سبيل تحقيق ذلك السناريو المخاطر والاهوال. وإذا كنا قد اعتدنا على ذلك المثل في حواراتنا للتحذير من الفرقة "لقد اكلت يوم أكل الثور الابيض" فيصح الآن حكمة جديدة ":لقد أوكلت ياسيدي يوم قدمت اول تنازل" وها هي جحافل الديمقراطية الامريكية تتقدم بدلالة انجاح ديمقراطيتهم في العراق، ولما لا فالديمقراطية تحل أينما تحل جيوشهم.

ماذا سيحصل مع الشعب المسحوق الذي يدرك حاجته الماسة للديمقراطية كبداية لتغيير ما، عله يفتح الآفاق لعدالة او على الاقل استعادة ماض عاش فيه بكرامة وبلقمة عيش مجبولة بالاحترام أو ليصحوا من كابوسه الذي اقتحم منامه بعد الترويج لبشائر الخصخصة، هؤلاء المتألمين من اوضاع اوطانهم او المتاملين بالتغيير غدوا خائفين من الديمقراطية نعم الديمقراطية إذا كانت على شاكلة ديمقرطية العراق .عراق الطوائف والملل كما نجح الامريكيون في تحويله، واصبح للاسف بموافقة عربية مجمع حقول نفط لشركاتهم التي عملت ردحا من الزمن فرق تفتيش عن الاسلحة الفتاكة حتى رست عطاءات استغلال النفط العراقي عليها، ويضمن ذلك نظام للفساد والقمع يذكر بمحاكم التفتيش واحتلال غاشم ارتكب من الجرائم في بداية القرن الواحد والعشرين اشد وحشية من جرائم هتلر النازية في ثلاثينيات القرن العشرين.

وما يدعو لليأس انه في الوقت الذي هلل فيه دعاة التبعية للولايات المتحدة للانتخابات في العراق بحيث لم تبقى قناة تلفزيونية عربية خاصة ام حكومية لم تشارك بهذا الشكل ام ذاك بالعرس الديمقراطي الانتخابي، قلنا ما يدعو لليأس ان المسؤولين العرب كانوا يعطون الضوء الاخضر للمفاوضات غير؟؟ المباشرة بين ممثلي السلطة والعدو الصهيوني الذي اعلن ترحيبه على طريقته التي باتت معروفة، مزيد من الاذلال لأصحاب هذه الطريقة فشن هجمته على الاقصى واعلن عن بناء مستوطنات جديدة في القدس تحديدا .فيا لعبث المستهترين بمقدرات الآمة ومستقبلها، وما يغيض انهم يتصرفون كأسياد هؤلاء المستاسدون على شعوبهم.

ونكاية بالجميع سيصدر قرار من المؤتمر القادم للقمة يحيي تجربة الانتخابات وسيؤكد قرار اخر على الرغبة في تمرير التوجهات الامريكيةحفاظا على ندى جبين القيادة الجديدة ومن اجل احراج الصهاينة وفضحهم عالميا لينكشف للعالم اجمع انهم ليسوا دعاة سلام كما سيرغو احدهم وتعال تفرج يا سلام كيف تتم فبركة الاستسلام.



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاركة في الحوار الدائر في الاردن حول حزب التقدمين المنشود
- سبق صحفي سيناريو تدمير المهد كيف سمح بوش بقصف كنيسة المهد
- أزمة اليسار في بلادنا ..هل توجد أفاق للخروج منها
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- تغييب الديمقراطية: مدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية
- عبودية الجسد أم تماهيه مع العقل ؟اسئلة مفتوحة
- نهاية فرد فريد
- الاختبار المنزلي كاستراتيجية تعلمية/ واقع وآفاق
- همسات إلى صديقي مؤيد: هذا ما قاله الراوي على لسانه
- بعل يستطيب القرابين الجديدة
- الكونفدرالية تطل برأسها من جديد
- ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة
- هل يوجد تقرير فينوغراد عربي
- العراق بين ما هو قائم وما هو قادم
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الأول
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الثاني
- إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - جحافل ديمقراطية الاحتلال