أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - اكذوبة اسمها العروبة 1















المزيد.....

اكذوبة اسمها العروبة 1


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تربينا على أننا جميعا عرب أقحاح خرج أجدادنا من شبه الجزيرة العربية منتشرين وناشرين الحضارة للإنسانية..وزارعين بذور المعرفة والعلوم في كل مكان ... كلنا عرب من المحيط إلى الخليج.. ولا توجد راية ترتفع فوق راية العروبة...
هل نحن جميعا عرب؟؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب أين ذهب من كان يسكن هذه الأرض؟ أين ذهب الفينيقيون وحضارتهم وأساطيلهم التي كانت تجوب البحار ....وكيف اختفى الفراعنة وهم أصحاب حضارة وعراقة ومؤسسات تنظم حياتهم ؟ أين ذهب السومريون والأشوريون والكلدان وووو .وكيف ذاب الأمازيغ في العروبة وتحولت جيناتهم إلى جينات عربية...؟
كيف نستطيع أن نجيب على هذه الأسئلة وبشكل علمي؟؟أسئلة تولد أسئلة أخرى لأن الموضوع كبير وكبير جدا ًوفيه كلام كثير يستحق العناء والتفكير لأن اختفاء هذه الأمم بدون دلائل على الاختفاء وماذا حلّ بهم يدعوا إلى الشك بتاريخنا الذي يبدو أنه محاط بألغاز كثيرة ومؤلمة ولكن دعونا نستخدم العقل ونحلل التاريخ ....
معلوم أن المنتصرين هم من يكتب التاريخ...وهنا يكون التاريخ هو تاريخ انتصاراتهم ومعتقداتهم. تاريخ يسجل صورتهم الإيجابية وينسب لهم كل فعل جميل فأعمالهم مثال الكمال والإتقان والأخلاق وأعمال الآخرين هي الإجرام والظلم والفساد...هكذا يكتب المنتصر التاريخ...هكذا تاريخ هو تاريخ مزور تاريخ كتبه الأقوياء والظالمون...غيروا كل شيء بدلوا كل اسم وحرفوا ولم يتركوا شيئا كما كان. أبادوا معالم الحضارات ونسبوا ما بقي لهم ولزعمائهم المعصومين الذين كانوا أبطالا في كل شيء جمعوا المجد والرفعة من كل صوب...
وتاريخنا يخضع لنفس المعيار الذي ذكرناه......إذن هل نحن جميعا عرب؟ وجوابي قطعا لا...لأن الفينيقيين لم يبتلعهم البحر ولا أكلتهم أسماكه..هم بنوا حضارة وتجارة ومدنا وعرفتهم كل شواطئ البحر الأبيض المتوسط..هم من ابتكر أول أبجدية..و لم ينقرضوا وأبناؤهم أحياء يرزقون حيث كان أجدادهم يعيشون ولا يمكن لساذج اليوم أن يقبل بمقولة الانقراض والفناء التام للبشر..أما الفراعنة وهم سكان وادي النيل فهم أيضا يعيشون الآن معنا ولكن بهوية مزورة تسميهم عربا وتتغنى بعروبتهم، ولن تدوم هذه الكذبة إلى الأبد لأن الحضارة الحديثة قادرة على كشف التزوير والخداع الذي أصاب تاريخنا ومزق أوراقنا القديمة وحاول مسح ذاكرتنا..لأن مسح الذاكرة هو تدمير للتاريخ والوجود الإنساني..هل يتنكر سكان مصر والسودان لفرعونيتهم ولجذورهم التاريخية ولحضارتهم الكبيرة؟ وهل يعيبهم أنهم أبناء أخناتون و رعمسيس..وأن أجدادهم حنطوا المومياوات وحفظوها لآلاف السنين بينما ثقافة العرب الآن تحنط العقول والأجساد الحية بالحجاب والنقاب.....
ماذا نقول عن الأكراد الذين قهرتهم العروبة وسلبتهم كيانهم تحت ستار الدين الإسلامي الذي كان سيف العرب في مواجهة بقية الشعوب والأمم..الأكراد استطاعوا أن يغردوا بعيدا ويقولوا بأعلى صوتهم بأنهم ليسوا عربا وحافظوا على فكرة انتمائهم الحقيقية وقدموا ومازالوا دما في نضالهم للمحافظة على بقاء الهوية الكردية حية تتنفس...
ولكن هل استطاعت بعض القوميات الأخرى أن تحافظ على هويتها وخاصة السومريون والآشوريون والكلدان والحثيون والآراميون و...هؤلاء لم يستطيعوا أن يقفوا بوجه التيار الجارف الذي اجتاح المنطقة فقتل ودمر وحرق وأباد كل شي.ولم يبق منهم إلا أقليات متناثرة هنا وهناك تئن من الألم وتتذكر التاريخ فقط وتأمل أن تعيش بأمن وسلام أملا بيوم قريب جديد تشرق عليهم شمس أخرى ونهار آخر. وفي الجهة الأخرى من الوطن العربي يعيش الأمازيغ الذين حرقتهم نار الغزوات الإسلامية وسلبتهم هويتهم وكيانهم وسمَّتهم عربا، ومن اعترض منهم قالوا له أنت عربي بالإسلام وعليك أن تنسى أجدادك وتاريخك وحضارتك وكل ذكريات التاريخ الجميل. بكل بساطة مزقوا أوراق التاريخ الجميلة والأصيلة وكتبوا أخرى مزورة وصدقنا ما فعلوا حتى أننا جميعاً الآن صدقنا أننا عرب خرجنا من رمال الربع الخالي..تصوروا الملايين خرجت من الرمال إلى أرض الخصب والماء بعكس المفاهيم العلمية التي تقول أن الحضارات ابتدأت حيث كان الماء والأرض الخصبة لأن الإنسان يحتاج الماء كي يعيش ويحتاج خصوبة الأرض كي يزرع ويربي حيواناته وطيوره ويعيش. لكنه التزوير الكبير الذي ضرب تاريخنا وشوه تفكيرنا..فحتى المثقفون الذين درسوا وتعلموا تاريخ المنتصرين بدؤوا يعلمون هذا التاريخ المزور......واعتبروه هو الحقيقة الساطعة التي لايُقبل النقاش بها.فإذا كانت مصادر المعرفة مزورة وغير صحيحة ويدرس التزوير في المدارس والمعاهد والجامعات ويدعمه إعلام السلاطين الذين نسجوا علاقة وجودية مع هذا التزوير لدرجة أن وجودهم في عروشهم مرتبط بالكذب والتزوير والخداع...
ولكن لماذا هذا التزوير لتاريخنا وما هي الأسباب وراء ذلك؟؟ ومتى حدث هذا التزوير؟
وأعتقد أن السؤال الأخير وهو متى حدث التزوير يقود بيسر وسهولة إلى معرفة الحقيقة. فقبل قدوم الإسلام لم يحدث تزوير في التاريخ. بل كانت أقاليم المنطقة هادئة تعيش بسلام نسبي قياسا على ما حصل بعد قدوم الإسلام الذي أشعل حروب الفتوحات (الغزوات) وكان لهذه الأقاليم نشاطاتها وحضارتها وتفاعلاتها بين بعضها البعض ولكن بمجرد قدوم الإسلام العربي المنتسب للقبائل العربية لأن محمد عربي قرشي.بدأ مهمته غازيا فسجل أكثر من مائة غزوة وانتصاراته كانت تنعكس انتصارا لعروبته. علما بأنه هو أيضا عمل وجهد على أن ينتصر لعروبته ويفرضها على الجميع وهذا واضح من رسالته التي قال فيها أنتم خير أمة أخرجت للناس...فهو يصف العرب بأنهم خير الأمم وهذه عنصرية شديدة ترجمت على الأرض بشطب كامل للآخر ومحو لذاكرته...وهو القائل أيضا بأن القرآن أنزل بلسان عربي أي أنه كتب في اللوح المحفوظ بالغة العربية ونقل أيضا إلينا باللغة العربية وهذا يكفي لأن يجعل (الأنا) عند العربي في قمة عنصريتها تجاه الآخرين فالله اختار لغتهم وفضلهم عن بقية الأمم بل وقدس أرضهم فأرضهم مقدسة وماؤهم مقدس ودينهم هو الأشمل الأكمل والأصلح لكل زمان ومكان..ونبيهم هو النبي الخاتم الذي سوف يكون الشفيع لكل الملائكة والأنبياء......كل هذه المفردات العقلية تدخل العقل وتبرمجه وتسيطر عليه بحيث تتغول العنصرية وتصبح ديناصورا لا يمكن تحمله ولا تحمل مفرزاته والتي ضغطت على سكان المنطقة فأجبرتهم على تغيير معتقداتهم وأفكارهم ولدرجة بدأ البعض يصدق بقناعة أو بغير قناعة بالأفكار الجديدة. و جيلا بعد جيل ذابت الثقافات الأصلية وكبرت الأفكار الجديدة فأصبح الجميع يعتقد بأنه عربي، ولم لا؟ فالعرب ميزهم الله عن غيرهم لعروبتهم فقط وكتب القرآن بلغتهم وقدس أرضهم ومنحهم كل متاع الحياة من جنس على الأرض وآخر في السماء مع الحوريات وتفنن مثقفو الإسلام في محاولة إثبات عروبة الجميع خاصة وأن الله يفاخر بكثرة المسلمين التي تجلب الغلبة لهم والانتصار على أعدائهم..وهكذا سرت هذه الأفكار وانتشرت بل وحاول الجميع أن ينال شرف الانتساب للعروبة لما لها من ميزات على الأرض وأيضا لما لها عند الله من ميزات وحسنات كما ذكرنا..فحتى المتأكدين من عدم انتسابهم للعروبة كان لهم مصلحة وفائدة من انتسابهم الجديد الذي يؤمن لهم الأمان ويغدق عليهم نعمة التفضيل التي أولاها الله للعرب المسلمين.
وربما ذهب البعض بعيدا في أن ينسب نفسه للعروبة قبل العرب أنفسهم بل صار يزايد عليهم كما يحدث الآن فكل المزايدين بالعروبة ليسوا بعرب وأقل الناس مزايدة هم العرب الحقيقيون وهم أبناء القبائل المعروفة عبر التاريخ بعروبتها والتي حافظت وإلى حد بعيد على عروبتها وفق ضوابط قبلية صارمة مازالت مطبقة وحافظة لهوية القبيلة العربية.
جميعنا عليه مسؤولية قراءة وتصحيح التاريخ وإعادة ضبط حروفه طبقا للحقيقة المطلقة المجردة والبينة وهذه مسؤولية الجميع أن يكتبوا ويتكلموا ويبحثوا ويفندوا الأباطيل والأضاليل التي فرزت بين مكونات المجتمع عنصريا، وقادت حروبا وصراعات أججت الحقد والكراهية. سفكت دما غزيرا ودمرت حضارات وثقافات المنطقة والأخطر أنها شقت المجتمع شاقوليا وأفقيا ...لغة القوة وإن طالت سطوتها وجبروتها لا يمكن أن تستمر في القهر للأبد فالظرف اليوم تغير والحقيقة ملك الجميع وفي متناول الجميع وضوء العلم كشف لصوص التاريخ وطغاته .
إن العمل في هذا الاتجاه صار ضرورة ملحة لا مناص منها, لإعادة قراءة التاريخ وإعادة مسار الأحداث إلى المسار الحقيقي وإلا سنبقى في ذيل الأمم تخلفا وقهرا وظلما...
إذالة السبب الرئيسي لصراعاتنا وتخلفنا تبدأ برفع عنصرية دامت حوالي 1400 عام عن رقابنا. هذه العنصرية المفروضة علينا فرضت صراعات خفية وظاهرة وحقدا وكرها وألما. ولا يمكن مع الكره والحقد أن نبني أوطانا وحضارة....
بل سنبني المقابر وسنزرف الدمموع وسيكون الحزن سمة الوجوه والعلامة الفارقة لنا..صار حزننا جزء من شخصيتنا . تعودنا القهر والاستسلام وفقدنا الكبرياء الذي ندعيه..
دعنا نكسر الأغلال ونفتح الأبواب لنرى الحقيقة ونبدأ مشوار الحياة من جديد على أسس جديدة صحيحة. والفرصة ذهبية لنا في عصر المفلومات والتقنيات أن نكسب جولة في طريق البحث عن أنفسنا وذاتنا وتاريخنا...



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة ليست ترفاً فالكتابة كلمة والكلمة بداية
- الغزوات الاسلامية قراءة أخلاقية
- أيديولوجيا الفساد بين القبلي والديني
- رسالة إلى وطني
- الناسخ والمنسوخ في القرآن
- لماذا نحن متخلفون ؟هذا هو السؤال
- النقد المجرد والطريق الى الحقيقة
- بالطفولة نبني الوطن أونهدمه
- بناء الانسان هو لبنة بناء الأوطان
- هل تؤمن الدولة العربية بالدستور
- الواقع والدين


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - اكذوبة اسمها العروبة 1