أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ازهر مهدي - العراق وحسابات بني هاشم














المزيد.....

العراق وحسابات بني هاشم


ازهر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 14:00
المحور: كتابات ساخرة
    


انت كردي وستظل هذه الوصمة تطاردك لتمنعك من الوصول للسلطة في العراق ، هذا هو التفسير الواضح لكلام السيد طارق الهاشمي بالأمس من ان العراق بلد عربي ويستحق ان يكون رئيسه عربيا !!!! وانه – أي الهاشمي - يقبل ترشيح قائمته ان وافقت تلك القائمة على ذلك، وهو يبين كذب شعار القائمة العراقية التي ينتمي اليها عندما تنادي انها قائمة تستند على المواطنة في عملها السياسي

كلام الهاشمي صحيح وخاطيء في نفس الوقت فأن كان العراق يضم أغلبية عربية فالدستور يكفل حقوق المواطن بغض النظر عن انتماؤه العرقي والديني وان الحديث عن تقسيم العراق الى عرب وأكراد في العراق حاليا – من الناحية الدستورية على الاقل – يعني العودة الى نظام المحاصصة والتقسيم الاثني والذي قد يعد مقدمة لتقسيم مذهبي لاحق

لم تعد للقومية اهمية تذكر في القاموس السياسي العراقي الحديث وان تحديد هوية عرقية او دينية للعمل السياسي يجب الا يكون عامل مفاضلة في تكافؤ الفرص لتولي المناصب السياسية في بلد عانى ما عاني من سيطرة اقلية دينية على الحكم لمدة الف عام وسيطرة اقلية عرقية لمئة عام اخرى.

السيد الهاشمي شخصية غريبة حقا فهو يجيد فن خلق الاعداء اكثر من مهارة اكتساب الاصدقاء وموهبة اكتساب الاصدقاء هي اهم موهبة يجب ان يتحلى بها أي سياسي فضلا عن الرجل الذي يطمح لرئاسة أمة ما ومنها الأمة العراقية.

لم ينتبه السيد الهاشمي الى ان الحملة الانتخابية العراقية قد خلت من ثلاثية كانت سائدة في التاريخ السياسي للامة العراقية ( القومية – الدين – الاديولوجيا ) لكن رجل عسكري مثل السيد الهاشمي لا يعرف احترام مشاعر الآخرين ويبدو انه تعجل في تصريحه مثل تعجل قائمته في اعلان الفوز ولم تتجاوز الساعة الخامسة عصرا موعد اغلاق صناديق الاقتراع في العراق.

اذا كانت المحاصصة هي من اوصلت البعض للسلطة فأنها الان من المحرمات التي ينزعج الكثيرون من تكرارها بل ان نبذ شعارات المحاصصة هي التي قضت على بعض السياسيين وغيرت وجه العراق الحديث الذي شرع يخجل من ترديد شعارات مشابهة وإن السيد الهاشمي هو وحده من حافظ على طائفيته وعنصريته ولم تخف لهجته التحريضية الا قليلا لكنه لم يلبث الا ان عاد الى جذوره في اول فرصة وهو ثمل بسبب وصوله الى البرلمان كما يظهر وشعوره بأنه قد يؤثر في تشكيل الحكومة وقد يصل لاحقا الى منصب الرئاسة ربما

وصل السيد الهاشمي الى البرلمان – او هكذا يبدو - بسبب استمالته للأصوات الطائفية القليلة من خلال أسلوبه التحريضي لكنه نسي ان أصوات كهذه تساعده للحصول على مقعد في البرلمان لكن الأصوات الأخرى ستكون حاسمة في منع وصوله الى سدة الرئاسة خصوصا وان سجله خلال فترة عمله كنائب للرئيس العراقي السيد جلال طلباني اتسم بالعدائية والانتهازية وبالتأكيد فأن توجيه اهانة من العيار الثقيل الى الأكراد واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية ليست بالتصرف الحكيم

تصريحات السيد الهاشمي تقول ببساطة ان ما نسبته ( 20% ) من الشعب العراقي ليس لها الحق بشغل منصب الرئاسة وانهم مواطنين من الدرجة الثانية متناسيا ان منصب الرئيس يجب ان يحظى بأجماع واسع رغم شرفية المنصب لكن المهم في دلالته ورمزيته.

لقد انحسرت القومية العربية من العراق كما انحسرت الميول الطائفية والمذهبية حالها حال الايدولوجيا السياسية ( ظاهريا على الأقل ) وما من احد يتحمل الكلام بشأن هذه المواضيع الثلاث وبرأيي هي ظاهرة صحية فعلا وإن التركيز على الهوية العراقية هو الأهم حاليا ومستقبلا واهم من اي حديث عن تخندقات عنصرية تعد فشلا أخلاقيا للقائمة التي طالما صدعتنا بالحديث عن التغيير والمساواة

كان يمكن للسيد الهاشمي القول انه يطمح إلى منصب الرئاسة فقط وسيتفاوض من اجل تسنم هذا المنصب من دون اللجوء الى أساليب الفرقة والتشظي وقد يكون بحاجة أيضا الى الصبر والهدوء بدلا من الاستعجال في إطلاق التصريحات وحتى اللقاءات في هذه المرحلة المبكرة لكنه يجهد في كشف اوراقه مقدمة لحرقها فعندما ذهب الى لقاء المدعو عمار الحكيم ذلك الصبي الكريه الذي يرأس المجلس الأعلى الإسلامي وفقا للوراثة القريشية نسي انه رجل قد تجاوز الستين ولم يحترم عمره بتفاوضه مع شخصية صبيانية معروفة بانتهازيتها مثل عمار الحكيم وان زيارته للحكيم في منزله اظهرته بمظهر المستعطف والمستجدي لا أكثر

ان تراجع المالكي وقائمته ائتلاف دولة القانون عن مبدأ تشكيل حكومة اغلبية وليس حكومة وحدة وطنية – التسمية العراقية للمحاصصة- وموافقته على التفاوض مع شخصيات مثل السيد الهاشمي او علاوي سيعد ضربة قوية له في الشارع العراقي الذي صدق وعوده بالتخلي عن ديمقراطية التوافق التي وإن نبذتها القائمة العراقية قبل الانتخابات لكنها لم تلبث ان عادت اليها بعد الانتخابات الجميلة الاخيرة ، الايام وحدها كفيلة بكشف من يصدق في وعوده ومن يخرقها في اول فرصة...



#ازهر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ازهر مهدي - العراق وحسابات بني هاشم