أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد علي محيي الدين - الواقع المأساوي للمرأة العراقية














المزيد.....

الواقع المأساوي للمرأة العراقية


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 20:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أدري لماذا يمر في ذاكرتي قول المتنبي في المرأة كلما دار النقاش حولها وحول حقوقها ومساواتها:
ولو كن النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال
فالمتنبي جعل من موصوفته المثل الأعلى للمرأة لأسباب قد تكون بعيدة عما نهدف إليه أو نسعى لتحقيقه فقد يكون قوله حقا أو باطلا وقد يكون محاباة لسيف الدولة أو واقعا لمكانتها لما لها من تأثير في البلاط فقد جعل منها مفضلته على الرجال وربما كان صادقا في قوله دون النظر لدوافعه فالمرأة ،وأشير هنا للعراقية بالذات هي أفضل وأكرم وأحسن وأكمل وأنقى وأوفى من كثير من الرجال لما أظهرت في مجتمعنا من سمو يصعب على صناديد الرجال وأكثرهم عن الوصول إليه،فهي وهذا لا ينكره الجميع لها الأثر الكبير في تنشئة الأسرة لطبيعة الظروف التي مر بها العراق من حروب الهت ملايين الرجال عن أدارة شؤون أسرهم ناهيك عن ملايين الأرامل اللواتي تفرغن لبناء الأسرة وأعداد أبنائها ليكونوا شيئا في المجتمع، وفي الريف العراقي يشكلن شيئا غريبا في المجتمع العراقي لأن المرأة هي التي تدير أمور البيت وهي المسئولة عن أطعامه أو تأمين المال اللازم لاستمرار وجوده لأن الرجل الريفي في الأعم الأغلب لا يؤدي أي عمل في الحياة سوى البحث عن المكانة الاجتماعية تاركا أمور الأسرة لرعاية المرأة التي تعمل ليل نهار لبنائها فهي الطباخة والعاملة في الحقل والمسئولة عن تأمين الماء وتربية الحيوانات والتوجه الى المدينة لبيع منتجاتها إضافة لأعمال أخرى فيما لا عمل للرجل سوى الحصول على المال الناتج عن جهودها ليصرفه في أمور لها أضرارها على المجتمع فهو لا هم له إلا ارتداء الملبس الجيد ليظهر بمنظر يبرز مكانته الاجتماعية وعمله لا يزيد على جلوسه في المضيف أو تأدية الواجبات الاجتماعية المتعارف عليها ،وشراء السلاح ليظهر بمظهر البطل والشجاع وربما يدفعه ذلك لارتكاب جريمة القتل ليدفع الدية من جهد المرأة العاملة،أو النزول الى المدينة لتناول الكباب فيما تأكل أسرته الحد الأدنى من الطعام، والطامة الكبرى أن يسعى للزواج من ثانية أو ثالثة اذا أسعفته الظروف ليكثر عدد العاملات في مزرعته ،وهذا ما تتميز به المرأة الريفية عن باقي النساء.
والمرأة لوحدها يقع عليها جرم الثكل فإذا قدر لزوجها الموت في سن مبكرة فليس لها الحق بالزواج إلا في حدود لا تخرج عن حاجة الرجل وأوامره ونواهيه فقد يتزوجها شقيقه للسيطرة على تركته من مال أو أرض أو حيوان،وقد تبقى دون زواج لتربية أبنائها دون التفكير بحاجتها وإشباع رغباتها في الحياة.
ورغم ما تبذله المرأة في الحياة والمجتمع من جهود ينوء بها الرجل إلا أنها لا تحضي بالمكانة المرجوة فهي في نظر الرجل الجلف القاسي لا تزيد عن حيوان يستغله الرجل في العمل وإشباع الرغبة وكثرة النسل وامتهانها هذا جعلها تجأر بالشكوى لاعنة الظروف والأقدار متجاوزة للكفر بالمقدسات التي يمنحها الإنسان مكانة روحية عالية،وفي الدارمي نماذج كثيرة تشير للظلم الفادح الذي تعرضت له المرأة ،وثورتها على الواقع الفاسد دفعتها للخروج عن المألوف في توصيفها لواقعها الاجتماعي وهذا جعل المرأة الريفية أكثر عنفوانا وثورة من بنات المدينة اللواتي لا يحركهن إلا الوعي السياسي الذي أنتشر في العهد الملكي وتنامي في العهد الجمهوري وأحتضر في العهد ألصدامي ليلفظ أنفاسه تحت سنابك الخيول الإسلامية الصاهلة في العراق وتعود المرأة الى الضياع من جديد في ظل فكر متخلف عاد بها لعصر الحريم.
واليوم في ظل الواقع الراهن للمرأة العراقية والعربية يتطلب الأمر ثورة جديدة لإبادة المفاهيم التي شاعت في الأوساط النسوية ليحل محلها وعي يسمو بها لمدارك الرقي والتقدم ،مما يستدعي العمل الجاد والدءوب من الناشطات النسويات لإحراز التقدم المطلوب في هذا المجال وإنهاء الواقع المتردي للمرأة العراقية.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوايا ظاهرة لتزوير الانتخابات
- يوميات مرشح في بابل 1-363
- أنتخبك يحلو الطول وأسمر
- بدلنه الفيس بلاطيه
- الصوت الشيوعي عندما يكون عاليا
- انتخبوا ألجواهري .. اتحاد الشعب 363
- أخذ فالها من أطفالها
- سيبقى العراق بخير يا زهراء363
- الشاه بندر وعقد الماضي
- بيت الشعب 363
- أبن الشامية البار عبد الواحد حبيب غلام
- أن صحت أنفضحت وإذا سكتت نوكلت
- انتخبوا...ولا تنتحبوا
- عرس آذار
- لماذا تخفيض الرواتب والسكوت عن الفساد
- متى يحاكم قتلة سلام عادل
- أبراهيم الخياط يسب العنب الأسود
- فاتك السوم
- يا أديب كن أديب
- البراءة..هل هي الحل؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد علي محيي الدين - الواقع المأساوي للمرأة العراقية