أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - تاملات في اعترافات ارهابي اصولي















المزيد.....

تاملات في اعترافات ارهابي اصولي


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تحقيق من عدة حلقات ( الحياة – حازم الامين- 7/7/2004) اجراه المراسل في كردستان العراق تناول في جانب منه لقاء مطولا مع اثنين من المعتقلين في سجن الامن ( الاسايش ) بالسليمانية ينتميان الى منظمات اصولية اسلامية لها صلة بتنظيم- القاعدة- احدهما كردي من سكان اربيل والثاني عربي من الاردن متهمان بممارسة القتل المتعمد والتفجيرات في كل من اربيل والسليمانية حسب اعترافهما الصريح.
من الملفت ان الرجلين يعترفان باقتراف الجرائم وتنفيذ التفجيرات كواجب ديني لمحاربة الكفرة والمرتدين من اعداء الاسلام ويسترسلان في سرد انجازاتهما الاجرامية وقتل الابرياء دون أن يرف لهما جفن. ويتابعان التجاوب الكامل مع المراسل في الدخول بالتفاصيل الدقيقة حول حياتهما وظروفهما العائلية وكيفية وصولهما الى نقطة اللاعودة في العمل الانتحاري.
واذا كان سلوك الرجلين لايختلف كثيراً عن مسلك امثالهما من اعضاء المنظمات الاصولية التكفيرية الارهابية في مسألة ازالة الآخر وتصفية المخالف والخصم في العقيدة والرؤية السياسية والنظرة الاجتماعية والطرح الثقافي، إلا أن العنصر الجديد المثير والملفت يكمن في مضمون ماصرح به القادم من مدينة- السلط- الاردنية والاشارات التي اطلقها والتي لاتخلو من العبر والاستخلاصات ذات المغزى العميق:
"حين كان شيوخنا في مدينة السلط في شرق الاردن يوزعون علينا اشرطة فيديو واقراص كومبيوتر صورت عليها معارك جديدة خاضها المجاهدون الاردنييون في منطقه – بياره- في شمال العراق وكنا نشتعل حماسة ورغبة في الانضمام اليهم كان هذا عام /2002 وكنت التزمت بالاسلام حديثاً".
الفهم البديهي من هذه الاقوال هو قرار القيادات الاصولية توجيه اعضائها الى ساحات بعيدة عن ساحة الصراع العربي- الاسرائيلي التي من المفروض أن تكون الساحه الرئيسية وزرع الفتنة بين الشعوب المسلمة واثارة الصراعات بين ابناء الديانة الواحدة، والساحات المرشحه كانت افغانستان ثم الشيشان وكردستان والعراق وجميع شعوب هذه الساحات معروف عنها تمسكها بمبادىء الاسلام وتعاليمه ولا تحتاج الى من ياتيها من الاردن او غيرها( ليهديها الى الصراط المستقيم ). ويعترف هذا الارهابي وبحالة اقرب الى العفوية بحصول خلل ما دون التوصل الى حقيقة الامر بالقول:
"الغريب ان هؤلاء الشيوخ كانوا يتحدثون عن الحكام وعن الامريكيين في حين لايعتبرون ان قتال اسرائيل اولوية في هذه الظروف".
في مكان آخر يفصح عن أمر أشد خطورة واكثر مغزى :
" كان سؤالي الى اميري عندما بدأت في التخطيط للذهاب الى – بياره- : من نحارب في كردستان؟ وكان جوابه أن الاكراد اقاموا حكما شيوعياً في شمال العراق ولهذا نحن نحاربهم".
وهنا بيت القصيد، فالحركات الاسلامية الاصولية ورغم شعاراتها الدينية البراقة تنطلق في حقيقة الامر من الايديولوجيا القومية العنصرية وتلبس عباءة الاسلام، وهكذاالحال في الحركات القومية الشوفينية التي لاتفصل بين العروبة والاسلام بل تحاول استغلال مبادئ الدين في خدمة الدعوة القومية الشوفينية، وما اعلان اسلام- ميشيل عفلق- الا صورة معبرة عن هذه المعادلة.
جماعات الاسلام السياسي من العرب انحازت منذ زمن بعيد الى الحكام الشوفينيين وتعاونت مع أشد الحكام عنصرية ولم تدافع عن مظلومية الشعب الكردي حتى في المجال اللفظي ولم تسجل اي موقف معترض على جريمة حلبجه وغيرها من الكوارث التي حلت بالكرد مع انهم من الشعوب المسلمة.
جمهورية ايران الاسلامية اباحت قتل الكرد ورفضت حقوقهم ومازالت تتجاهل ارادة ومطالب ملايين الاكراد في ايران وذلك تحت يافطة وحدة المسلمين .
الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا يضع الحركة التحررية الكردية في خانة العدو ويدعو الى تصفيتها ليس في تركيا فحسب بل في العراق والبلدان الاخرى.حركات الاخوان المسلمين في المنطقة لاتعترف في برامجها واجندتها التنظيمية والسياسية بالكرد وجوداً وحقوقاً وحركة تحررية.
الحركات الاسلامية الحاكمة في تركيا وايران تتعاون مع حزب البعث العلماني الحاكم في سورية
في مواجهة الكرد ورفض حقهم في تقرير المصير وتنتفي خلافاتهم وتناقضاتهم امام الموضوع الكردي .
مثقفو الاسلام السياسي لايختلفون الان في مواقفهم عن مثقفي البعث والحركات القومية بالنسبة لحقوق الشعب الكردي العادلة ونضاله التحرري وفدراليته المشروعة في العراق .
هذه الحقيقة تجلت اكثر من مرة في بيانات المؤتمرات القومية- الاسلامية التي كانت تعقد باشراف مركز دراسات الوحده العربية في بيروت المقرب من النظام العراقي المنهار والتي كانت تتكاتف ازاء قضية الشعب الكردي القومية واكثر من ذلك كانت من دعاة التعاون العربي- التركي- الايراني الرسمي والشعبي في مواجهة الكرد.
ولا يفوتنا هنا التذكير باخر – انجازات – نظام التحالف الاسلامي – القومي في ( دارفور السودان) وطريقته في حل المسالة القومية بمجزرته الرهيبة بحق مئات الالوف من ابناء القوميات والاديان الاخرى بدعوى مقاتلة الكفرة والانتصار للعرب والمسلمين وعبر اهازيج نساء – الجنجاويد – بنفس الطريقة التي تتبعها مجموعات الاسلام السياسي في قطع الرؤوس وجز الحلاقيم في العراق .
اذا كانت غالبية الحركات القومية تحتاج الى المراجعة واعادة النظر في برامجها ومواقفها بعد أن فقدت مبرر وجودها وبدأت تلحق الضرر بقضايا شعوبها فان حركات الاسلام السياسي التي ساهمت الامبريالية العالمية والحركة الصهيونية في رعاية عملية خلق وابراز معظم اجنحتها ابان مرحلة الحرب الباردة احوج ماتكون الى مثل هذه المراجعة لانها بدأت تسيء الى مبادئ الدين وتنحرف عن نهج التسامح وسبل الوئام والكلمة الحسنى وتتحول الى هاوية الارهاب والعنصرية السوداء اسوة برموزها القتلة من امثال ( بن لادن والزرقاوي ) هذا الاخير الذي يصنف في بيانه الشهير الشعب الكردي بالعدو رقم اثنين بعد الولايات المتحدة الامريكية دون الاشارة الى اسرائيل فهل يوحي بذلك على اننا امام اصطفافات جديدة في التحالفات الشرق الاوسطية ؟ وهل ان رموز ومثقفي الاسلام السياسي بصدد وضع نظرية مستحدثة حول قضايا الصراع تنم عن الفشل والياس والاحباط ؟



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة نظام صدام ضرورة تاريخية 1-2
- ردا على ما جناه - نضال حمد - و - عصام نعمان - على الكرد رسال ...
- ( 1 - 2 )رسالة الى بؤساء الثقافة الشوفينية ردا على ما جناه - ...
- العراق الفدرالي في حلته السيادية
- في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو من الاست ...
- في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو ( 2 ) من ...
- من - ليلى زانا - الى - فلك ناز -
- كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا
- نحو اعلام كردستاني يواكب المرحلة الراهنة
- الى شيخ السجناء فرحان الزعبي : هل تقبل الاعتذار ؟
- - خدام يدعو العراقيين الى نبذ الانقسامات صدق أو لاتصدق
- على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان الع ...
- تصريحات الرئيس الاسد حول الكرد مالها .. وما عليها
- الكونفرانس السنوي الرابع لرابطة كاوا للثقافة الكردية
- لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة
- كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
- الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - تاملات في اعترافات ارهابي اصولي