أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - زهير قوطرش - ما ذنب الكلاب !!!!















المزيد.....

ما ذنب الكلاب !!!!


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 14:30
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



صرخ عمر "أعمل أيه يا ناس ،أصلي كيف،فسد وضوئي ،ولازم اغتسل "مر بجانبي وهو يعيد على مسامع الناس من حوله ،ويكرر هذه الكلمات ... تقدمت إليه ،وسألته : ما الحكاية يا عمر ...أجابني بصوت مرتجف وكأن حدثاً عظيما ألم به .... يا باش مهندس ..الكلب شمني ،وأكيد جاء بعض من لعابه على ملابسي ...قلت له مستغربا ...ثم ماذا ... يا باش مهندس هذا نجس... الكلاب نجس ..أنت مش عارف يا باش مهندس أن الكلاب نجس ..أجبته لا والله لا أدري ....أزاي يا باش مهندس دا كلام ربنا كدا ...قلت له أعوذ بالله ،لم اقرأ ذلك في كتاب الله ولا في أي كتاب سماوي بأن الكلاب نجس ..نظر إلي باستغراب وتابع حديثه بقوله ،والحديث الشريف ،عن النبي صلى الله عليه وسلم ...الم يقل رسول الله (ص) "إذا شرب الكلب من إناء أحدكم فليغسله سبعاً" رواه يا باش مهندس أبو هريرة رضي الله عنه....أجبته ، لكنك لم تجبني على سؤالي يا عمر يا بني ... أنا طلبت منك أية من القرآن ...أجابني كما تجيب الأكثرية من أبناء امة الإسلام مع كل أسف .الحديث مثل القرآن ،ألم تقرأ قول الله تعالى" وما ينطق عن الهوى ......".
عمر بعمر ابني الصغير ،يحمل شهادة جامعية في الأدب العربي ،فرص العمل في مصر مثلها مثل أغلب الدول العربية والإسلامية قليلة ،لهذا يضطر هؤلاء الخريجون وحملة الشهادات أن يجدوا عملا في مجال الخدمات السياحية حتى يفرجها عليهم رب العالمين . هؤلاء الشباب تشع من وجوهم البساطة والطيبة ،والأخلاق الحميدة التي تربوا عليها ،مثل الكرم, والشهامة ،هذا ما لمسته فيهم ،حبهم للغريب وخاصة إذا كان عربيا أو مسلماً وحتى غربياً ...لكن مع كل أسف إسلامهم إسلام المقلد أو المتبع لمشايخ الأديان الأرضية . قناعتهم راسخة ،بل وأكثر من راسخة، في كون الحديث النبوي وحيا ،وله قوة و مرجعية كتاب الله .
جلست إليه وتحدثنا قليلاً ،وحاولت أن أخلق لديه حالة العودة الى الشك فيما يعتقد ويقول .وذلك من خلال الآيات القرآنية ،استغرَب هذه الأراء ،لكنه في دواخله كان في دهشة مما أقول..
تغير الإنسان من أصعب الأمور في هذه الحياة ،يتطلب جُهدا وأسلوبا وصبراً مثل صبر الأنبياء والرسل.
بعد هذه الحادثة سألت نفسي هذا السؤال ما ذنب الكلاب؟ أليست من مخلوقات الخالق عز وجل .وبدأت أبحث وأتحقق في مواصفات هذه الحيوانات التي يقول بها الناس المجربين إنها أصدق الحيوانات اتجاه الإنسان.والكلب هو الحيوان الوحيد الذي يصادق الإنسان ،بغض النظر عن أماكن تواجده ،شمالاً أو جنوباً من الكرة الأرضية .يقال عن الكلب أنه الصديق الصدوق.في أوربا الكلب له مهام إنسانية كبيرة ،رأيتها وعاينتها بأم عيني ،مثلاً :
الكلب يساعد الإنسان الأصم في البيت بشكل لا يتصوره العقل...إذا سمع جرس الباب ،ينبه صاحبه ويشده من يده باتجاه الباب .
في الشارع ينبه صاحبه إذا صدر من أحد الناس صوتا موجها لصاحب الكلب.
يرافق الإنسان الأعمى ليدله على الطريق . ...حتى أنني قرأت أنهم دربوا بعض الكلاب ،لكي تنبه صاحبها إلى اخذ جرعة الدواء كل أربع أو ست ساعات ....الخ .
وهناك الكثير الكثير من هذه الصفات الجيدة التي يتصف بها الكلاب وهي ليست موضوع البحث.
الكلاب في التراث والأحاديث النبوية:
المؤسف ،أن هناك كم من الأحاديث النبوية التي تقر بنجاسة الكلب،بل وفي بعضها دعوة لقتل الكلاب ،وخاصة الكلب الأسود ذو النقطتين "لا ادري أين تتوضع هاتين النقطتين" ...(عنصرية غريبة وعجيبة حتى على الكلاب). وهذه بعض النماذج منقولة عن موقع أهل الحديث سنباد .

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب فأرسل في أقطار المدينة أن تقتل
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب فأرسل في أقطار المدينة أن تقتل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب فنبعث في المدينة وأطرافها فلا ندع كلبا إلا قتلناه حتى إنا لنقتل كلب المرية من أهل البادية يتبعها
وحدثني حميد بن مسعدة حدثنا بشر يعني بن المفضل حدثنا إسماعيل وهو بن أمية عن نافع عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب فنبعث في المدينة وأطرافها فلا ندع كلبا إلا قتلناه حتى إنا لنقتل كلب المرية من أهل البادية يتبعها

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم أو ماشية فقيل لابن عمر إن أبا هريرة يقول أو كلب زرع فقال بن عمر إن لأبي هريرة زرعا

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب حتى إن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها وقال عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح ح وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب حتى إن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها وقال عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان


وهناك حديث أخر " لولم تكن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها"
هل أمرنا رب العالمين فعلاً في القرآن الكريم بقتل الكلاب؟

في القرآن الكريم وردت كلمة الكلب،كلبهم، في عدة آيات . ولا توجد أية فيها دعوة لقتل الكلاب ، أو احتقار الكلاب ،ولا حتى دعوة لقتل الخنزير المحرم علينا أكل لحمه ،كل ما هنالك استنكار لصوت الحمار لا أكثر ولا أقل من الحيوانات.

وجهة نظر:
على ما أعتقد والله أعلم ،أن الدعوة إلى قتل الكلاب كان سببه بالدرجة الاولى مرضها آنذاك بمرض الكَلَب ،وغني عن التعريف أن هذا المرض يسبب الموت للإنسان في حالة عدم علاجه الفوري ، ومعروف أن الإنسان الذي ولسوء حظه يعضه كلب مصاب بهذا المرض عليه بالتوجه الفوري إلى أقرب مركز صحة لحقنه بمصل مضاد لهذا الفيروس ، ومازالت بعض الدول ،وخاصة في العالم الثالث ،تمارس عادة قتل الكلاب في حالة أصابتها بمرض الكلب ,وقد تقتل الكلاب السليمة خوفا من أن تكون حاملة للمرض. في أوربا أو في الغرب عامة ،الكلاب تخضع للتلقيح السنوي ،تفاديا لأصابتها به. لذلك وكون الكلب بالنسبة الى العربي آنذاك رفيقه في الرعي والسفر والحراسة ....الخ ،فكان لابد من مرجعية أخلاقية ،تجعله يتخلى عن صديقه الوفي ،مُسلماً عن طواعية بضرورة قتله في حال أصابته ، ولو لا حظنا أن أن أغلب الأحاديث التي تدعو الى قتل الكلاب خاصة السائبة منها في الدرجة الأولى والتي تتعرض أكثر من غيرها لهذا المرض وسرعة انتقاله فيما بينها ،لفهمنا القصد من هذه الأحاديث

أين المشكلة الآن ؟
المشكلة ،كون الأحاديث النبوية بمجملها ،صارت لها قوة الكتاب السماوي ،وأصبحت معانيها قضايا مادية تُتداول بين العامة بحيث شكلت قناعات راسخة لديهم بحيث لا يمكن التخلي عنها بسهولة .وساهم بذلك أعادة أنتاج هذه الأحاديث واستنساخها من قبل العلماء ورجال الدين والمؤسسات الدينية لغاية في نفس يعقوب .بدون التفكير العلمي للأخذ بالأسباب التي دعت البعض من السلف آنذاك الى تلفيق هذه الأحاديث على لسان النبي (ص). أو يمكن أيضاً القول أن النبي (ص) وأقول النبي الإنسان, في حياته رأى أن من مصلحة المواطن وحفاظاً على صحته في حال إصابة الكلاب بمرض الكلب عندها أمر بقتل بعض الكلاب المريضة الشاردة ،كون هذا المرض معروف تاريخياً ،ويعرفه الإنسان من تصرفات الكلاب ونزول الزبد من فمها . أو أنه أمر بقتل الكلاب عامة في منطقة معينة تلافيا لإصابة الإنسان وموته .وخوفا من أن يشرب الإنسان مما يلعق الكلب بشكل عام كان لابد من إصدار أوامر وشبه قوانين تتناسب والمستوى المعرفي للإنسان آنذاك ،فأمر بغسل الإناء وتعقيمه سبع مرات بالتراب ،حرصا منه على سلامة الفرد وصحته.
أما كونها تفسد الوضوء ،أو أنها تمنع الملائكة من دخول البيوت التي يتواجد فيها الكلاب ،فهذه تخاريف لا أساس لها من الصحة . ويكفي أن يتم تلقيح الكلاب سنوياً ضد هذا المرض أو غيره ،لتصبح بعد ذلك نظيفة لا نجس فيها كما يدّعون.





#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا نساء العالم ,ويا نساء المملكة العربية السعودية
- الاشتراكية..... هل انتهت؟
- ماء الحياة
- الإسلام هو الحل
- خال المؤمنين معاوية بن ابي سفيان
- حكاية وعبرة
- العجوز التي فجرت قنبلة
- الحضور الألهي ,والشخصية الإنسانية
- خالد بكداش ,للأمانة والتاريخ (1)
- الأصلاح الديني ما بين الشيخ محمد عبده ,والدكتور أحمد منصور
- فقر أم تفقير
- الأشتراكيون والمتدينون
- نساؤكم حرث لكم
- كل العالم ضد العرب والمسلمين
- الصحوة الإسلامية بين الحقيقة والوهم
- هل أنا سنية أم شيعية؟
- حياك الله يا شعب غزة
- الموروث الثقافي للأمة الإسلامية
- كن فيكون
- لا تنتظر أكثر -غابريل غارسيا ماركيز


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - زهير قوطرش - ما ذنب الكلاب !!!!