أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد محمود القاسم - قصة من واقع الحياة بعنوان: حسرة سيدة فلسطينية















المزيد.....


قصة من واقع الحياة بعنوان: حسرة سيدة فلسطينية


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 18:38
المحور: الادب والفن
    



صادفت في طريق سفري من مدينة رام الله الى مدينة نابلس، وانا استقل الباص المتجه الى هناك، سيدة فلسطينية في العقد الرابع من عمرها تقريبا، مظهرها يوحي بانها سيدة راقية، وجهها يحمل ملامح من الحزن والقلق، متحدثة من الطراز الأول، وهذا ثبت لي بعد محادثتها الطويلة معي، استأذنتي بالجلوس الى جانبي، اذا لم يكن المكان محجوزا لأحد من قبلي، او اذا لم يكن لدي مانع في ذلك، رحبت بها قائلا، اهلا وسهلا بك، والمكان غير محجوز، ولا مانع لدي من جلوسك، دار بيننا حديث مطول، لم يتجاوز مسافة الطريق بين البلدين، اي بحدود الساعتين تقريبا، بادرتني بالحديث قائلة: يظهر انك استاذ جامعي؟؟؟
قلت: كلا
قالت : اذن ماذا تكون؟
قلت: انا كاتب وباحث، وايضا صحفي واعلامي.
قالت: اذن انا وصلت الى هدفي.
قلت: لم افهم كلامك جيدا.
قالت: حقيقة، انا ابحث عن شخص، سواء كان صحفيا او كاتبا وباحثا، فالأمر سيان بالنسبة لي، اوده أن يكتب عني شخصيا، وعن قضيتي، قصة، ويعبر بها عن حقيقة ما يجول في نفسي وخاطري، وعن معاناتي، من قضية تمسني شخصيا، وتؤثر بي، وتهز كياني، وحياتي ومستقبلي، دامت لأكثر من اربعة سنين معي، وما زلت اعاني منها كثيرا، حتى يومنا هذا.
قلت: وماذا يمكنني ان افعله لك؟؟
قالت: يحفظك الله، لا اريد منك شيئا، سوى الكتابة عن موضوع قضيتي، عبر المقالات، أو من خلال كتابة قصة باسمي شخصيا، ونشرها على اوسع نطاق ممكن، عبر الشبكة العنكبوتية، كي يعرف بها ذوو النفوذ، واصحاب النخوة والضمير، والشهامة والكرامة، لعل وعسى، تتأثر عواطفهم نحوي، ويتعاطفوا مع قضيتي، ويعملوا على مساعدتي.
قلت: وما هي مشكلتك بشكل محدد ومختصر؟؟؟
قالت: ساسرد عليك قضيتي، وارجو ان اوصلها لك بشكل جيد، وتشرحها أنت بشكل أفضل، وانتهي من حديثي معك، حتى نهاية الطريق، فهي قصة طويلة، وما زالت عالقة، ولم اجد لها حلا، منذ اربعة سنوات تقريبا.
قلت: كلي آذان صاغية لك سيدتي الفاضلة، تفضلي وحدثيني ما تودين قوله لي.
قالت: كما ترى، انا سيدة فلسطينية، في العقد الرابع من عمري تقريبا، وكنت متزوجة من شاب من قطاع غزة في العام 2000م، يعمل مدرسا للغة الأنجليزية، لدى وزارة التربية والتعليم في القطاع، ولكن لم نتفاهم طيلة مدة زواجنا، والبالغة اكثر من عشرة سنوات، بعد ان انجبت منه طفلين، واعمارهما الآن ست وسبع سنوات، وحياتنا الزوجية كانت كلها مشاكل وصراع واختلافات، ومشادات كلامية يوميا.
قلت: هل تقيمين في مدينة نابلس؟؟؟
قالت: ابدا، افراد عائلتي مقيمين في مدينة نابلس، وانا كنت مقيمة مع زوجي في قطاع غزة، ولكنه الآن، تمكن من طردي من القطاع، وتم ترحيلي الى اهلي في الضفة الغربية، اي الى مدينة نابلس، وها انا في الطريق اليهم، بعد ان تعذر بقائي هناك.
قلت: ولكن اين اولادك ؟؟ اي الطفلين اللذين تحدثت لي عنهما؟؟؟
قالت: هما مربط الفرس، فقد احتفظ زوجي بهما لديه، وتمكن من خلال بعض اقربائه من ذوي النفوذ في القطاع، من طردي وترحيلي الى معبر ايرز، وها انا اعود الى اهلي مكسورة الجناح والخاطر، ومتالمة جدا، كوني تركت اطفالي ورائي، ولم اتمكن من اصطحابهم معي، بعد ان نلت قسطا كبيرا من البهدلة والاهانات والذل والألم والقهر والضرب العنيف.
قلت: ما هو سر خلافاتكما الزوجية التي اوصلتك الى هذا الموقف، بعد سنين عدة من الزواج؟
قالت: حقيقة، كأي شابة او سيدة تتزوج، قد يكون زواجها ناجحا او فاشلا، ولكن زواجي كان فاشلا، وهذه قسمتي ونصيبي.
قلت: ارغب بمعرفة اسباب هذا الفشل حقا؟؟
قالت: اختلاف بالأمزجة والبيئة المحيطة والمعاشة لكل واحد منا، فهو من قطاع غزة، وانا من الضفة الغربية، من احدى قرى محافظة نابلس، وقد ثبت لي حقا، ان هناك تباينا في الفهم والمفاهيم، والظروف البيئية، بين اهلنا في الضفة، واهلنا في القطاع، فاهل قطاع غزة مصبوغون بالثقافة والعادات المصرية، كونهم كانوا تحت الحكم المصري منذ نكبة العام 1948م، فاصطبغوا بالثقافة والعادات المصرية، وهي حقيقة تختلف عن ثقافة وعادات شعبنا في الضفة الغربية، ورغم انه عندما تقدم لخطبتي والزواج مني، افهمني أخي طبيعة الفهم والاختلاف بين اهلنا في الضفة، وأهلنا في القطاع، حيث كان اخي متخوفا علي من عدم الأنسجام والتفاهم مع زوج من قطاع غزة، يختلف كثيرا في ثقافته وعاداته، عن ثقافة وعادات شباب اهل الضفة، الا انني لم اكن امانع في الزواج منه، كأي شابة فلسطينية، تتطلع وتطمح الى الزواج، ورغم تحذيرات اهلي لي، وأخي خاصة، الا انني وافقت على الزواج منه مستجيبة لطلبه والحاحه واصراره بالظفر بي----؟؟
قلت: على الرغم من تحذيرات اهلك واخاك خاصة؟؟؟
قالت: هذا صحيح، فقد شعرت بتعلقه بي كثيرا، وكذلك احسست وكأنه يعرفني من زمن بعيد، وكانه يحبني حبا جارفا وعاصفا، وهذا ثبت لي، كونه كان ملحاحا ومصرا، بطلب الزواج مني كثيرا، ومصمما على ان يظفر بي، فرغم اقامتي في محافظة نابلس، واقامته في قطاع غزة، فقد تحمل مرارة الحصول على تصاريح سفر من قطاع غزة الى نابلس وبالعكس، وتحمل ايضا من معاناة السفر ذهابا وايابا، كي يصل الى اخي في نابلس، ويكسب صداقته، حتى يتمكن من خلاله، أن يطلب يدي منه، ورغم رفض اخي لطلبه مرارا وتكرارا، الا انه كان مصرا وملحا في طلبه، وكان عنيدا ايضا، وتكفل بكتابة كافة التعهدات، لكي يثبت صدق وحسن نواياه نحوي، وتعلقه بي، واستعد ان يكتب شقة باسمي شخصيا وسيارة ايضا، عربونا منه، على حبه ووفائه واخلاصه لي.
قلت:ما هي طبيعة عمله وطبيعة عملك؟ وكيف شاهدك وتعرف عليك وتعلق بك؟ رغم اقامتك في نابلس، واقامته في قطاع غزة.
قالت: حقيقة، انا احمل شهادة التوجيهي، وكنت مهتمة لأخذ دورات تدريبية كثيرة، لرفع مستواي العلمي، ولدي اكثر من خمسين دورة تدريبية في الكثير من المجالات، خاصة المجال الاعلامي، وهو ما كنت اعمل فيه، فقد عملت باجهزة البث التلفزيونية والاذاعية المحلية كمعدة ومقدمة برامج وايضا عملت في مجال التصوير، وكان لدي محل تجاري ايضا، وفي الكثير من المجالات الأخرى، وانت تلحظ جيدا ان صوتي موسيقي ومرغوب به كثيرا لدى المستمعين، كما أنني اتمتع بشخصية جذابة وقوية، وعلى مستوى كبير جدا من الجمال، وانا حقيقة، لا استطيع قول هذا عن نفسي، و لكن لطالما سمعت هذا الاطراء، علي كثيرا، من الأهل والأقرباء، والمعارف والأصدقاء والصديقات.
قلت: هل لك ان تصفي لي شخصية زوجك أيضا؟
قالت: بالطبع نعم، فانا اكتشفته على حقيقته من خلال معاشرتي الزوجية له، لأكثر من عشرة سنين من زواجي منه، فقد ثبت لي تماما، انه انسان غير صادق، بكل ما في الكلمة من معنى، وفي كل احاديثه، كما انه غير واضح، و دائما اشعر بأنه قلق ويتخبط، ولا اعرف ماذا يريد مني، حتى هو، لا يعرف ماذا يريده؟ على الرغم من انه يحمل شهادة بكالوريوس في اللغة الانجليزية، اي هو اعلى مني في المستوى العلمي، أي بامكانه ان يستوعبني، كونه اعلى مني تعليميا، لكن طبيعته العملية، تدل بأنه لا يفقه كثيرا في الحياة العملية والعامة، ويتخبط، ونفسيته غير سوية، وفي كل لحظة، كان يتشاجر معي ويوبخني ويضربني بسبب او بدون، وفي احيان كثيرة، كان يهجرني في الفراش، وينام لوحده.
اما عن طريقة تعرفه علي، فهو اضافة الى عمله كمدرس للغة الانجليزية، فقد كان يعمل بشكل جزئي في احد فنادق غزة، وصدف وكنت في دورة تدريبية في القطاع، مع مجموعة من الزملاء والزميلات، ونزلنا مع المجموعة، في الفندق الذي كان يعمل فيه، وقد شاهدني عدة مرات، في باحات الفندق، وفي منطقة استقبال الزبائن، ويظهر ان شكلي أعجبه كثيرا، فتعلق بي من اول لحظة رآني بها، وتمكن من خلال احد الأشخاص، ممن كانوا معنا في المجموعة، أن يلتقي بي ويعرفني على نفسه شخصيا، امام زميلاتي وزملائي، ويعرفني عن طبيعة عمله في الفترة الصباحية، فقد اعتدت على رأيته طيلة مدة اقامتي بالفندق، وكان يتعمد ان يشاهدني يوميا، ويعرف متى خروجي من الفندق ومتى عودتي اليه ايضا، حتى يراني ويتحدث الي، وكان يفتعل الكثير من الحجج، كي يلتقي بي ويحدثني عن نفسه، وعن احواله وطموحاته الشخصية، ويكاد لا يترك مجالا، الا وناقشني به، وكان يود ان يعرف رايي بكل شيء، وكنت اشعر خلالها انه متعلق بي، ومعجب بحديثي معه وبجمالي وجمال شخصيتي، كما أشعرني هو بشكل أو بآخر، من خلال احاديثه واهتمامه الزائد بي، وحقيقة، انا احسست بذلك كثيرا من خلال نقاشاته ولقاءاته المتعددة معي، وتمكن من معرفة تليفون الأسرة، واعلمني برغبته لزيارة اهلي لأمر هام، يهمه ويهمني، مع انه لم يكن ليصرح لي بذلك بشكل واضح ومباشر، لكن اللبيب بالأشارة يفهم، واعلمته بشكل عام، وكما يفهم هو ايضا، ان الشابة الفلسطينية، لا تملك حرية القرار، واهلها هم ما يتحكمون بها في الكثير من الأمور خاصة اذا تعلق الأمر بمستقبل حياتها، وعمل جاهدا لملاقاة اخي والاتصال به باستمرار، وتحديد مواعيد للقائه، كي يقوم بطلب يدي منه، وبخطبني، حيث كان والدي متوفيا، وعمل بكل ما في وسعه في هذا المجال، ونجح حقيقة بملاقاة ومقابلة أخي، وأن يخطبني منه، بعد زيارات متكررة ومكثفة منه لمنزلنا، ومقابلته لأخي، ولكنه فشل في الحفاظ علي، وكسب حبي ورضاي، وتحقيق سعادتي التي كنت اتمناها.
قلت: وما هو موقفك من تصرفاته هذه كلها، وهل انت كنت زوجة مطيعة له وراضية عنه؟
قالت: بداية حياتي الزوجية، ومعاشرتي له، كنت افهم جيدا، ان بداية كل زواج، لا بد من ان تحدث مشاكل بين الزوجين وعدم انسجام، وهذا شيء طبيعي، لوجود الزوجين من بيئات مختلفة، او لاختلاف في المستوى التعليمي بينهما، وبالثقافة والعادات والتقاليد من مدينة لأخرى، او قرية لأخرى، وكنت مقدرة هذا الاختلاف والتباين بيننا منذ البداية، ومتهيأة نفسيا له، وقد زادت هذه المشاكل والتنقضات بيننا مع مرور الوقت، حتى بعد ما انجبت منه طفلين، مع انني كنت اعتقد ان الطفلين، سيكونان درعا لنا، اي لي وله، يدعمان من زيادة تمسكنا كل منا بالآخر، ولكن ايضا هذا الأمر كان عكس كل توقعاتي، فأطفالنا كانا مصدر لخلافاتنا وزيادة عمقها، وانا كرمال طفلي الأثنين، كنت اتجنب معه كافة المشاكل والمناكفات حتى لا يتأثر اولادنا بمشاكلنا، رغم ان هذا كان يسبب لي آلاما كثيرة، ومسبات واهانات لا حصر لها، لها أول وليس لها آخر، وانا كانسانة مسلمة ومؤمنة، افهم واجباتي الزوجية جيدا وكما يجب، والتزم بها تماما، والتزم بكافة طلباته ورغباته، بحدود الحدود الشرعية والطبيعية المتعارف عليها بين الناس، وكل همي كان هو، ان يعيش ابنائي بأسرة هانئة وسعيدة، في احضان والديهما.
قلت: كل هذا كنت تقدمينه له من جانبك وتتفهمينه جيدا، ولم يكن ليتعامل معك باحترام كزوج لك، وكأب لأبنائك، بشكل طبيعي ومريح؟؟
قالت: حقيقة، لم اكن اعرف ما يريده مني بالضبط، رغم اسئلتي الكثيرة له بهذا المجال، واسأله دوما ماذا يريد مني كزوجة له، وكيف يودني ان أكون معه، فكل اجاباته لي، لم تكن شافية، ولم تكن توضح لي شيئا، وفي احيان كثيرة، كان يلتزم الصمت، وعدم البث ببنت شفة، وكان هذا هو اسلوبه معي عند المواجهة دائما، الصمت وعدم الأكتراث والغموض، وهذا كان يقلقني كثيرا، ويجعلني اعيش في دوامة دائمة، والأفكار تتجاذبني يمنة ويسرة، وصرت احاسب نفسي على كل شيء اقوم به، او لا اقوم به، حتى لا اترك له مجالا لاستثارة غضبه، أو المساس باحساسه وشعوره، ومع كل هذا وذك، لم اكن اشعر بأي تغير من قبله نحوي.
قلت:وماذا عن علاقاتك الخاصة والزوجية معه بشكل عام؟؟
قالت: لا اريد ان استفيض معك في هذا المجال كثيرا، ولكن بشكل عام، اود ان اقول لك، وبصراحة، انني شخصية جميلة وجذابة، ومرغوبة كثيرا للزواج، من الكثير من الأشخاص ذوي الباع الطويل، والميسورين، ومن يحملون شهادات علمية عالية جدا، وسبق ان طلبوا الأقتران بي، وقدموا لي عروضا مغرية جدا، في حالات كثيرة، كالفيلا والسيارة والذهب وخلافه، ولكنني كنت ارفضها لقناعتي الشخصية، لانني كنت محتاجة لرجل يفهمني جيدا، واكون مقتنعة به تماما، ويحقق لي ما في ذهني وعقلي ونفسي من امنيات واحلام، كنت احلم بها كثيرا، وابحث عن تحقيقها، وأومن بها جيدا، ومع هذا وذك، فقد قبلت به زوجا لي، وتنازلت عن الكثير مما قدم لي من مغريات من الاخرين سابقا، وعشت معه بشقة سكنية، لا اريد ان اقول لك، بان الجرذان ترفض السكن بها، ومع هذا، كنت مستجيبة لكل رغباته الزوجية، ولكن حقيقة، شعرت بأنه ليس هو الشخص الذي كنت احلم وافكر به، والقادر على تحقيق احلامي وطموحاتي وسعادتي.
اما بخصوص علاقاتي الخاصة والزوجية به، ما كنت استغربه منه، هو انه كان يمارس الجنس معي بشكل عنيف، وعنيف جدا، ولا يلبث ان يهدأ بعد ذلك، وهناك مرات عديدة، كان يتركني وحيدة في غرفة النوم، وينام لوحده في غرفة اخرى، وفي احيان كثيرة، كنت اشعر بانني يجب ان أكون له مسعفة صحية، خاصة، انه لدي دورة في هذا المجال، مجال معالجة الحالات النفسية المرضية البسيطة.
قلت: وهل هناك امورا اخرى كانت تستفزك احيانا منه، غير ممارسة العملية الجنسية العنيفة معك؟
قالت: هو مدرس للغة الأنجليزية في جهة رسمية، وهي مديرية التربية والتعليم، ومع هذا كان يعطي دروسا خصوصية في اللغة الانجليزية لبعض الطالبات، فيحضر معه او تحضر معه بعض الطالبات الى بيتنا، وفي احيان كثيرة، كان يحضر احدى الطالبات معه، وعندما كنت اساله مين وليش وكيف ووين ؟؟؟ كان يرد علي، بان هذا شأن خاص بي، ويطلب مني عدم تدخلي بهذا الأمر.
قلت: هل كنت تشكي بوجود علاقات جنسية خاصة له بهؤلاء الطالبات؟؟
قالت: حقيقة، كان لدي شكوك كبيرة به وبهن، ولكن اخاف الله، ولا استطيع ان اجزم أو اؤكد ذلك.
قلت: وماذا اوصل بك الى هذا الوضع الآن؟
قالت: منذ مدة، كنت مقيمة عند اهلي في نابلس، من اجل وضع طفلي الثاني، وجلست فترة عندهم بعد الولادة، لكن زوجي طلب مني الحضور فورا لأمر هام، وادعى ان كل المشاكل وسوء الفهم بيننا، كأنها لم تكن، ووعدني بتحسين كل الأمور معي، وحل كافة المشاكل العالقة بيننا، وعلى ضوء ذلك، ذهبت اليه مستجيبة لرغبته وطلبه، اي سافرت الى قطاع غزة، كي اكون الى جانبه مع طفلينا، ففوجئت، ان كلامه هذا كان طعما لي، فعندما حضرت بطرفه، اخذ ابنائي مني، واسكنهم عند اقرباء له مؤقتا، وفي وقت لاحق، قام بتغيير اسمائهم في دائرة الأحوال المدنية، بدون علمي او موافقتي، باسماء اخرى، اختارها هو، على ذوقه ومزاجه الخاص، كما طلب مني العودة فورا من حيث اتيت بدون صحبة أطفالي، وقام بتوصيلي الى حاجز ايرز بالقوة، مع احد اقربائه المتنفذين امنيا وهو برتبة عقيد، وتم طردي الى خارج الحاجز، وها انا اجلس الى جوارك، في طريق عودتي الى بيت اهلي في مدينة نابلس، كي اشكو لهم همي مرة اخرى، وما أحل بي، من معاناة وقهر وظلم.
قلت: وهل قام بتطليقك منه؟؟
قالت: يا ليت!!!!! حاولت معه مرارا وتكرارا، ان يعطيني ورقة طلاقي منه، والتخلص مني، ويخلصني مما انا به من عذاب ومعاناة وآلام، ولكنه رفض، وقال لي (نجوم السما اقرب اليك).
قلت: ولماذا يرفض طلاقك؟؟
قالت: يدعي انه يحبني، ولا يريد ان يتخلى عني، ولكن هذا الحب، يظهر انه من جانب واحد، وعلى طريقته الخاصة، وفهمه الخاص للحب.
قلت: وهل قبلت بهذا الوضع، واستسلمت لاجراءاته التعسفية؟؟؟
قالت: من قال لك هذا، فانا رفعت ضده قضايا عدة، في محاكم غزة المدنية، والمحكمة العليا القضائية، ومحكمة في القدس وفي محاكم الأردن، لأن عقد قراني تم هناك، ووكلت الكثير من المحامين، للدفاع عن قضيتي العادلة، وهي قضية حضانة ابنائي، وقد حكمت كل المحاكم لي بقرارات لصالحي، تنص على حقي بحضانة طفلي، ولكن الجهة التنفيذية لهذا القرار في قطاع غزة، لم تقم بتنفيذه لأسباب عديدة، خاصة انه يملك قريبا له متنفذا بالأمن، كما ذكرت لك سابقا، كان يحول دائما، دون تنفيذ كل القرارات التي صدرت لصالحي.
قلت: وهل انتهت القضية بهذا الشكل؟؟؟
قالت: لم تنته القضية بعد، ولم استسلم بعد لهذا الوضع كما قلت لك، وقمت بالاتصال مع الكثير من الشخصيات المهمة والمعروفة عشائريا، ومن اعضاء المجلس التشريعي والشخصيات المشهورة في القطاع، والتي لها نفوذ، كي تعمل وتساعد على تنفيذ قرار المحاكم المعنية بهذا الأمر، ولكنها حقيقة لم تفعل لصالحي اي شيء يذكر، بمعنى انهم لم يتمكنوا من التاثير على تنفيذ القرار الصادر لي، بأحقيتي بحضانة اولادي، على الرغم من ان كل قرارات المحاكم، كانت لصالحي كما ذكرت، وما زلت ابحث عن مخرج لمأساتي، كي اتمكن من حضانة اطفالي وامنحهم حنان الأم، والذي يفتقدونه الآن كثيرا هذه الأيام..
قلت: هل هذه تجربة الزواج الوحيدة لك في هذا المجال أم لك تجارب اخرى سابقة؟؟
قالت: حقيقة، تزوجت في الانتفاضة الأولى من شاب فلسطيني، في العام 1990م، كان قادما من دولة الأمارات العربية المتحدة، حيث كان يعمل هناك، وكان زواجي على عجل، حيث تمت كافة الاجراءات على عجل ايضا، لوجود انتفاضة فلسطينية، وظروف اجتماعية صعبة وقاسية على الجميع، كمنع التجول وخلافه، فتم زواجي بدون عادات وتقاليد الزواج المتبعة في مثل هذه الحالات، لأفاجأ، ان من تزوجته كان مريضا بمرض نفسي مزمن، وهو ما يعرف بالشيزوفرينيا اي (انفصام الشخصية)، حيث ظهر لي في ليلة الدخلة، بأنني امام شخص آخر، ذو طبيعة عدوانية وشرسة من الطراز الأول، يود الأنتقام مني دون سبب، وبطريقة اجرامية شنيعة، مما اضطرني لاستدعاء الأهل، والذين خلصوني منه، ونقلوه الى المستشفى، ليتبين لي انه كان مريض حقا بهذا المرض الآنف الذكر، وعلى ضوء ذلك، تمكنت من التطليق منه على ضوء تقرير طبي، يثبت ان الزوج غير مؤهل للزواج، وانه ذو طبيعة عدوانية وغير مؤتمن على حياة غيره, نتيجة لما به من مرض نفسي خطير، ولم تدم حياتي مع هذا الزوج بضعة ايام.
قلت: غريب حظك في موضوع الزواج.
قالت: انت ترى، ماذا يمكنني ان اعمل؟؟؟؟ وماذا يمكنك ان تعمل لو كنت مكاني، فالظروف السياسية والاجتماعية، في زواجي الأول، كانت تحكمني، للاسراع بالزواج، والخروج من الوضع الاجتماعي السائد، والذي كان صعبا تحمله، والذي كان يحيط بالجميع، اما زواجي الثاني، فرغم تشدد الأهل، وتشددي بداية، وتحفظي على الكثير ممن تقدموا لي، لأسباب كثيرة، الا انني لم اكن اتوقع ان يكون الزوج في زواجي الثاني، ذو طبيعة نفسية صعبة بالشكل الذي ذكرته لك سابقا.
قلت: حقيقة، ليس لك ذنب في كل ما الم بك من احداث ومعاناة، وهذه هي طبيعة الحياة، صراع من اجل الوصول الى الأفضل والأحسن، والانسان، من خلال التجارب والتفاعل مع الآخرين، يعرف حقيقة الأمور، والظروف والأفراد، ومن خلال سبر اغوارها والخوض في مغوارها ومضامينها، يعرف حقيقتها، ويحكم عليها سواء سلبا أو ايجابا.
قالت: حقيقة، التجربة أكبر برهان، وانا شخصيا، اعرف ما اريده، وما ينتظرني، لكن هناك امور لا يمكنني تبينها أو الحكم عليها، الا من خلال معاشرتي لها، ولكن على الآخرين ايضا الأستفادة من تجارب الآخرين، والأتعاظ منها ما امكنهم ذلك.

انتهت قصة حسرة امرأة



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة اللعب، في الوقت الضائع
- سمر المقرن شمس مشرقة في سماء المراة السعودية
- قراءة في رواية نساء المنكر للأديبة والكاتبة السعودية سمر الم ...
- السعوديات يتبوأن مراكز اعلامية عليا
- المشهد الفلسطيني والمأزق الراهن، رؤيا واقعية، ونظرة مستقبلية
- واقع المرأة في دولة الأحتلال الصهيوني
- ميسون ابو بكر نجمة فلسطينية مضيئة في سماء السعودية
- الموقف التركي المشرف، ضد دولة الأحتلال الصهيوني
- حتمية الثورة الجنسية في العالم العربي
- زوجة تبحث عن زوجة ثانية لزوجها
- الكاتبة والأعلامية نادين البدير وتعدد الأزواج
- وفاء الكيلاني في مقابلة مع د.نوال السعداوي
- نجمة اجتماعية في سماء بيت ساحور
- الى مديرية المرور العامة الفلسطينية
- معاناة انسانية لسيدة فلسطينية
- قراءة في كتاب احلام مستغانمي :النسيان. كوم
- استقالة الرئيس ليس هو المأزق، واستبداله ليس هو الحل
- انهم يقتلون الأطفال
- الناشطة الأصلاحية، والمبدعة السعودية (صباح الشهري) ودرس في ا ...
- مناضلي اشرف الشرفاء في العراق يواجهون القمع والأرهاب


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد محمود القاسم - قصة من واقع الحياة بعنوان: حسرة سيدة فلسطينية