أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - حموريتنا أمانة .... قصة قصيرة جداً















المزيد.....

حموريتنا أمانة .... قصة قصيرة جداً


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


بمنتهي البرود واللامبالاة إستقبلت الأسود والنمور مبايعة جميع حيوانات الغابة للحمار ملكاً للغابة ... أسد وحيد كان يتألم مما حدث إنزوي في ركن بعيد بحيث لايراه أحد وهو يبكي ...لم يشاركه في هذا الحزن سوي نمر عريق من سلالة أصيلة تربطهم علاقة صداقة رائعة فطريقة تفكيرهم واحدة وحبهم للغابة فوق كل إعتبار ... بينما كان النمر يطيّب خاطر الأسد ويوضح له أنها فترة مؤقتة وسيذهب الحمار للجحيم وتستعيد الأسود ملكها المسلوب.... سمعوا صوت جلبة كبيرة ناحية وسط الغابة فذهبوا ليستطلعواالأمر ... فوجدوا حيوانات الغابة تقيم حفل غنائي بمناسبة تولي الحمار الملك شئون الغابة وأخذ الجميع يردد النشيد الوطني الجديد للغابة والذي تم تجهيزه علي عجل وأخذوا يغنون ويرددون

حموريتنا ... حموريتنا ... نحمى رايتنا ...

حموريتنا أمانه ...زي الروح جوانا

حموريتنا ..حموريتنا

أخذ الجميع يهتف بحياة الحمار فالذئب قد إعتلي ظهر الفيل واخذ يهتف بالروح بالدم نفديك يا حمار..!! والغزال بجسده الرشيق الشهي أخذ يرقص أمام جماهير الحيوانات ..كان مهرجان بحق ...وكلما زاد الصوت والهتاف كلما زاد نحيب الأسد وشاركه النمر في بكائه ....

ولفت نظرهم عدم مشاركة الأسود والنمور في المهرجان فظنوا أن لهم موقف ولكن كانت المفاجئة القاسية لهم أثناء عودتهم من مشاهدة المهرجان هو تجمع الأسود والنمور أمام عيادة طيبب أسنان الغابة لخلع أنيابهم وأسنانهم بناء علي قرار وتعليمات الحمارالملك والذي إستفتح ولايته بهذا القرار ..؟؟!!

حاله من الذهول أصابت الأسد وهو يري بني جلدته في حالة إستسلام تام أثناء نزع مصدر قوتهم بل وصل الامر لما هو أبعد من ذلك فقد خرج الأسود والنمور من عند طبيب الاسنان علي كوافيرالغابة لعمل

(( الميكاب اللازم )) والمكياج المناسب حتي يظهروا بمظهر لائق وظريف لا يثير الرعب ولا يضايق الحمارالملك وضيوفه ... أخذ الأسد يصرخ بقوة من أعماقة ... ما هذا ...؟؟ ما هذا الحرص علي الحياة الذي أذل أعناق الأسود والنمور .. وراح النمر هو الأخر في حالة من الإندهاش والذهول و توجّه للأسد قائلا ما كل هذا النفاق المذهل..؟؟

لماذا لم يكن موجود من قبل ..؟؟..تصوريا صديقي الأسد لقد عملوا أغنية إسمها بحبك يا حمار ...؟؟ ما هذا التخلف ...

علي أي شيء يحبون الحمار..؟؟!!

علي خنوعه أم علي ذله أم علي ضعفه أم علي غبائه ...!!

لم نسمع يوما من قبل أغنية تمدح أو تمجد أسداً أو نمراً أو حتي فيلاً ... أطرق الأسد رأسه ثم رفعها في شموخ وإباء وقال عزيزي النمر ...

أسود الغابة الشجعان الأحرار الشرفاء لا ينطلي عليهم كلمات النفاق والمدح والطبل والزمر فثقتهم في أنفسهم كبيرة ولا يوجد عندهم نقص يمكن ان يملئه هذا الكم المذهل من النفاق الرخيص الحقير .. !!

مرت عدة أيام وقام الأسد في الصباح وقال للنمر ليس هروبنا وإنعزالنا هو الحل ..هيا بنا ننزل الغابة ونكون ايجابيين ونري ما يحدث فيها ...

إقترب الاسد والنمر من القصر الملكي الحميري وراعهم مشهد مرعب مذهل تمنّوا الموت علي أن يروه ... فجد وجدوا الأسود والنمور قد إصطفوا في طابور طويل أمام بوابة القصر للحصول علي كيلو لحم من جمعية الغابة الملحقة بالقصر لسد رمقهم وجوعهم ... ووجدوا الأفيال وقد وضعت إيشارباً فوق الزلومه وينادون بنحمل الغابة البلد إللي عايز يركب بحزمة برسيم بس ..!!

نظر النمر للأسد وقال له شفت الخيبة ..؟!

الفيل بجلالة قدره بقي عامل زي الميكروباص بتاع البني آدميين ...

رد الاسد بسرعة علي النمرقائلاً هي جت علي الفيل انظر هناك ..الزرافة الشامخة الأبيّة تجلس علي سلالم القصر تبيع مستلزمات الحمير من بردعات وحدوات ....!! وأنظر هناك في شرفة القصر الثعلب يطعم الحمار بيده والقرود تدلعهم وتقول لهم همّ يا حمار ...!!!

وبعد ما أكلوا تقوم الصقور بالضرب علي ظهورها حتي تتجشيء وعندها تقول جميع الحيوانات الموجوده في صوت واحد صحه يا حمير..؟؟

الكل يخدّم علي مصلحة الحمار الملك وأقرانه .. الغابة كلها تسير في خدمة ورعاية وحب وتمجيد وتعظيم الحمار .... تغيرت أسماء كل شيء في الغابة حتي اشجار الكافور العريقة تغير اسمها واصبحت اشجار الحمار .... كل يوم تعليمات وقرارات جديدة ...

ممنوع جلوس أكثر من 4 اسود مع بعض ..؟؟

ممنوع الزئير بعد المغرب ... !!

وجاء القرار الصدمه الذي لم يتوقع احد صدوره ... وكان متوقع ان يحدث زلزال في الغابة وياللعجب فقد استقبله جميع الاسود والنمور القرار بمصمصة الشفايف .... فلقد تقرر منع تناول اللحوم نهائياً للأسود والنمور وإستبدالها برضعتين لبن من أبقار غريبة علي الغابة قام الحمار الملك بإستقدامها من غابات صديقة ...

تصور الأسد الشهم أن يثور بعض الأسود فوجدهم يقولون إنها تعليمات الحمار ... وزادت شهية الحمار في اصدار قرارات جديدة مع صمت الأسود المطبق واصدر قرارا جديد بأن ينام جميع الاسود والنمور من المغرب بعد أن يغسلوا أرجلهم .... وحذر القرار انه من سيظبط مستيقظ بعد هذا الموعد سيوضع في حجرة الفئران لتلتهمه قطعة قطعة ..!!!

النمر وصل هو الأخر لحالة انهيار وقال ما كل هذا الذل ..؟؟

لقد أصبحت الفئران والسحالي والذئاب لهم الريادة في الغابة وقام الحمار الملك بتعينهم مع اقاربه من الحمير في أعلي المناصب في الغابة .. ماذا حدث ولماذا حدث ..؟؟

نظر الأسد للنمر وقال له يا عزيزي سأقول لك بكل صراحة ....

الحمار أصبح ملك عندما أصابتنا الغفلة ... الكل ينظر لمصلحته .... وفقط ..الكل يخاف ... علي نفسه وفقط ... الكل يعمل لنفسه وفقط .... نسينا الغابة الأم ... نسينا تقاليدنا العريقة ومبادئنا وجرينا وراء ملذاتنا وشهواتنا و لم تهمنا مصلحة الغابة فتكتل الحمير وأستولوا عليها ونهبوها وسرقوها وجوعونا وشردونا وخلعوا أسناننا وأنيابنا وأرضعونا علي كبر ..!!

ولا تستعجب فيمكن ان يخصونا حتي لا نتكاثر وننقرض ....؟؟

مر أسبوع وذهب النمر يتفقد صديقه الأسد فوجد المأساة المفجعة في إنتظاره ...؟؟

وجده قد أنتحر وجسده مسجي من حبل ربطه في فرع شجرة جازورينا ضخمة وترك له رسالة كتب فيها:

صديقي النمر لم أستطع العيش في هذه الغابة خصوصً بعدما سمعت أن الحمار سيتنازل للجحش عن الحكم!!

نظر النمر لجثمان الأسد المدلي والدموع قد ملئت عينه وقال: حتي عندما قررت أن تضحي كانت تضحيتك هروب .....

أيقن النمر أنه لا فائدة!!




#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للمرأة 25 منظمة عضوة في آيفكس يناشدون الأمم ...
- دعنا نكن كما كنا
- المسؤولية الإجتماعية للشركات
- حملة تضامن مع الشاب أحمد مصطفى ليخرج من السجن
- أنحناء الدكتاتوريين ..........
- زعماء وعملاء الخيانة والفساد على فراش الحكام العرب
- من قلب الأحداث وتصارع الحقائق
- الثقافة الإستهلاكية.. متى نمتلك ادواتها؟
- النساء في الديانة اليهودية - وحقوق المرأة
- قصيدتي إليك
- الذكاء العاطفي والذكاء الإجتماعي مقدرات قد تجعل الحياة أسهل
- من أسباب التخلف العلمي في المجتمعات العربية والإسلامية .. ال ...
- الوغز بالأبر هل هي ظاهرة أم موضة العصر أم علاج لأمراض مستعصي ...
- هذي حياتي في سطور
- العيد وإنفلونزا الخنازير وردود أفعال الناس حولها
- عقاقير تأثر في الشباب
- اليوم العالمي لحقوق الطفل
- البرامج التعليمية الخاصة بالطلبة المتمييزين
- النظام العذائي وعادات تناول الطعام إلى متى ؟!
- للرجل والمرأة خمس حواس لا سيما للمرأة فهي ترى بينما الرجل ما ...


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - حموريتنا أمانة .... قصة قصيرة جداً