أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالحق فيكري الكوش - رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصار















المزيد.....

رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصار


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 22:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أبعثُ اليك يا زهرة الأوركيد، بكل ما أوتيت من فرح، و بشغب الشاعر و غضب الكاتب و طفولية الانسان ، تحية رقيقةٍ ملؤها الحب و الاحترام الصادق .. في ثامن مارس عيدك ...و "عيد كل أنثى " كل عام و أنت القصيدة " لامعة وجميلة" كل عام و أنت الحمامة و الزهرة و الابتسامة و المطر و قوس قزح... ، كل عام و انت الطفلة و السلام و الطمأنينة،... كل عام و انت شجرة التفاح و أشعة الفجر وبريق الماء.....كل و أنت العصفورة و العش و الأغرودة ....
تستحقين يا ابنة الجزائر ومعك كل أنثى في هذا اليوم العالمي جميل الاحترام و التقدير و التحية اللائقة ...
قد تتسائلين و من يكون هذا "الطائر البعيد الذي يناديني"، و يغرد على شرفة ثامن مارس و كأنه بلبل في متنفس موال!! ؟
أجيبك بلسان محمود درويش" - أنا ذاك الذي يمشي خفيفا كي لا يوقظ الموتى
كأني تبخرت من جسدي
وكأني على موعد مع إحدى القصائد، انظر في ساعتي
شارداً. اتصفح اوراق غيم بعيد
تدون فيه السماء خواطر عليا، اقلب
أحوال قلبي على شجر الجوز: خال
من الكهرباء ككوخ صغير على شاطئ
البحر. اسرع، ابطأ، أسرع امشي.
أحدق في اللافتات على الجانبين...
ولا احفظ الكلمات . أدندن لحناً
بطيئاً كما يفعل العاطلون عن العمل:
أمشي خفيفاً، فأكبر عشر دقائق،
عشرين، ستين.. أمشي وتنقص
فيَّ الحياة على مهلها كسعال خفيف.
أفكر: ماذا لو أني تباطأت، ماذا
لو أني توقفت؟ هل أوقف الوقت؟
امشي مع الضاد في الليل-
تلك خصوصيتي اللغوية- أمشي
مع الليل في الضاد كهلاً يحثّ
حصاناً عجوزاً على الطيران الى برج
ايفل.....

بأدب و احترام -يا زهرة الأوركيد" أضع باقة ورد في معبد هذا "الثامن مارس"، هي هدية اليك، و معذرة لو لم أستطيع ان أغني لأن جيثارتي ليست جاهزة بعد لتأليف وما يليق بشموخك الجزائري ...يابنة بلد جميلة بوحيرد و بلد المليون شهيد، و لا أستطيع أن أحضر جوقا موسيقيا يعزف أناشيد الثورة الجزائرية الخالدة و أشعار مفدي زكريا، و لا أستطيع بسط سجاد أحمر، لكني أملك الأجمل" كلمات من عمق قلبي، و عمق التاريخ الكوشي العريق و أصالته و لن تكون عابرة قط..." ،
تمنيت أن يكون الاحتفال مختلفا جدا، و بسيط جدا، نحضر فيه خمسون زهرة، و خمسون زهرة و خمسون عصفورا و خمسون أغنية ، و خمسون شاعرا و نجمة، و خمسون راقصة، و خمسون صفصافة و شجرة عرعار و أرز، ونتمدد ونحن نرقص، ونلمع و نحن نغني، ونحتل المكان و ننتشي بزهو و خيلاء، على ضوء القمر،..
و نشعل فيه خمسون شمعة ، طويلة و مبتسمة، شامخة كتاريخ وطني ووطنك، هي رمز لعدد سنوات اغلاق الحدود بين مملكة المغرب وجمهورية الجزائر، احتفال نودع فيه خمسون عاما من الشك الذي نجح " العابرون في جرحنا ومنفانا " في دسه بعناية ومكر في ذكراتنا المشروخة، وفي تسريبه عبر شقوق حمرة دمنا... دون أن ينجحوا في دسه في مناعتنا التاريخية …
أعرف أن الكتابة اليك تحتاج ترخيصا وهي في أعرافنا الوثنية الجديدة التي سنها " العابرون فيهذا الجرح المالح " و رسموها بعناية في جماجمنا "خطا أحمر"، وأقدر خطورة حمل القلم، و أنا المغربي الجنسية و الأصول، و أن أتجرأ و أن أخاطب زهرة جزائرية بلغة غير مألوفة، هي لغة القلب و لغة العشب ولغة القمح ولغة الجرح ولغة الماء و لغة الحلم ...، و لا يجوز للشاعر هنا أو هناك أن يكون "رسول نجوم "، ولا "سفير قصيدة"، و لا أن ينط خارج أسواره و يلعب لعبة قبلية طروادية في ملعب روماني غير مسموح لنا كرعايا بتبادل الازهار و الابتسامات و الكلمات داخله ، و لا يجوز فيه للمغربي أن ينادي الجزائرية ب"حبيبتي" و لا "أختي" ، و لا ب"ابنة العم" ،...
هو تطاول على الأعراف قد يحسبوه ، وتهديد للدولة و للأمن الداخلي، و لسلامة التماسك المجتمع الداخلي، و التوازن الايكولوجي، وقد تكون الكتابة اليك، بدعة وضلالة وكل ضلالة في زمن "الطحانين " تحسب في النار ...
انه نفس السحر الذي لازم "الاسميرالدا" وعنزتها و خلدها لنا فيكتور هيجو في رائعته " أحدب نوتردام" ، فمحاكم التفتيش هنا وهناك تشتغل بأريحية و سخاء، ...
أن تخاطب "الأزهار الجزائرية " وتتكلمها لغتها ، هذا جرم و تطاول على الآلهة، و تطور خطير جدا.....
ونحن في العالم العربي ، ما زلنا نحاكم على النوايا، والتهم متوفرة كالتوابل .....
ومجرد وجود العلم الجزائري في بيت مغربي"جريمة"، ووجود العلم المغربي في بيت جزائري "جريمة أعظم "...
أن يكتب مغربي لجزائرية، أو العكس، هو طارئ ، ستفسره المخابرات المغربية أنه تطور مفاجئ في قضية الصحراء، و ستستعين بنظيرتها الأمريكية في فك شفرات هاته الرسالة، و سيأتي الناطق الرسمي للحكومة، و يعلن للرأي العام عن ضلوعي في خلية ارهابية تهدد النظام، و سيبحث لي عن اسم حركي " أبو خطاب" أو "أبو رسالة" و ستعلن حالة طوارئ في المملكة ، و ستكرع الشرطة لتفتش كل الناس "بحثا" عن مواد ارهابية، خلفها أبو رسالة الملعون، و سيسألوني عن علاقتي بالخارج و بالجزائر خصوصا و سيعاد استجوابي عن موقفي من قضية الصحراء، و سيعقدون في الجزائر اجتماع أزمة على أعلى مستوى، خوفا من أن يكون الأمر تطبيعا سريا للعلاقات بين أبناء الشعب المغربي و الجزائري، و ستعلن عن صفقة لشراء السلاح الروسي المهترئ و قد يتطور الأمر الى حرب ...
لا أبالغ يا زهرة الأوركيد، و أنا الذي حرمت من التنقل للجزائر بدون جواز سفر، و بدون نوايا مسبقة، مثلما أنت محرومة من الدخول الى المغرب دون أ ن يدخل العامل السياسي في تفسير تنقلك..
هل هو البؤس الذي سيلازم أبناء جيلنا، هل هم يغتالون حلمنا في أن نكتب رسائل بدون خلفيات، نضمنها مشاعر الأخوة الصادقة دون الحاجة لتصريح من استعلامات البلدين....؟
لا أدري يا ابنة العم ؟ أي أنواع الرسائل كنت أنوي كتابتها اليك ؟ رسالة نضالية أم رسالة غرامية ؟ أم رسالة صداقة و أخوة ؟ أم أني أردت فقط أن أشركك في همومي ... ام أنه الثامن مارس وحسب.....
هو قد قد أتى كالمعتاد باردا كأعيادنا ، و أردت أن أكتب لك من كل قلبي، لتعرفي قيمتك عندي ، "كل عام و أنت زهرة الأوركيد"، كل عام و الجزائر الحبيبة زهرة يمسكها اٍله جميل، لا يرسل الأمنيات و لا يقوم بديباجة الخطابات الناعمة، كل عام و المغرب وردة حمراء يمسكها اٍله نبيل يوزع الفرحة و يتبرع بألوانه على تلك الجبال الحزينة ...
ابنة وطني الثاني أنا مثلك أيتها الجزائرية" ممطر جدا، أحمل اللغة البيضاء و الصفراء و الحمراء... وصوتي هو صوت الحياة، أقدس الماء و أتقن ترويض الضوء واللون، موسيقي الهوى حينا ، ثوري العقيدة حينا ، أمزق روحي كلما داهمني أريج الورود ورائحة البحر، اتوقف خاشعا لجلال "اشراقة الشمس"و أحاول مثلما تحاولين ان اتنفس عطرا و أن أصدق اني خرجت من ضلع حوريات البحر، و أحاول صنع "زورق من حمرة...الشفق و حمرة ثياب شفاه النساء و أشعة الفجر و بريق البحر "مرهما شاعريا" و ابحر كالسندباد في اغترابي ، مرهم يشبه عشبة الخلد "الجلجاميشية" و أحاول اختراع مسودة دين من حكم أجدادي و عشقي و احترامي للنساء ، أحاول حكم مملكة النجوم و احتلال جمهورية القمر بجيش من الياسمين و أزهار الأوركيد و بكثير من النبل ....و أن أتجول في نواحية بحرية حقيقية ...
حقٌا لأعيننا الحالمة أن يمتد بها الأمل الى الغد البعيد ,, حيث لا ضباب و لا مزن أبيض....، حقا لأعيننا ان ترنو الى أوطان بدون فزاعات ، بدون بنادق قناصة، بدون فخاخ ولا مصيدات ، بدون رجم بالمقاليع، بدون أشرار.... أوطان ترفرف فيها بحرية مطلقة "فراشات الضوء الهاربة" كالنجمة الخماسية و في شكل "هلال" .... ولكن الى متى سنظل في الأحلام نعيش ؟

يوما ما سيرقص التاريخ طربآ وفرحآ و هو يشرب نخب سقوط هاته " الحدود الوهمية " و يوم التلاقي الخالد بين أبناء الشعبين …
لك كل احترامي و أشواقي يا ابنة الجزائر الحبيبة

عبدالحق فيكري الكوش
ثامن مارس 2010



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الحرية السياسية مشكلة العالم العربي
- الأضرحة و القبور والسلطة و الإنسان المقهور
- المثقف و الحداثة ومؤسة الزاوية
- بعد تنظيفه لخطايا سيده الأبيض - أوباما يكافئ بجائزة نوبل-


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالحق فيكري الكوش - رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصار