أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مختصرات في الماركسية 17















المزيد.....

مختصرات في الماركسية 17


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 19:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تناقضات المجتمع الرأسمالي ..

كتب ستالين يقول في وصفهِ للمجتمع الرأسمالي ..
( تكون ملكية وسائل الإنتاج الرأسمالية أساس علاقات الإنتاج ، بعد أن زالت ملكية المنتجين والعمال فلم يعد الرأسمالي يملك حق قتلهم أو بيعهم ، لأنهم تحرّروا من كل إرتباط شخصي معه ، بيد أنهم محرومون من وسائل الإنتاج ، لهذا فهم مضطرون لبيع قوتهم على العمل الى الرأسمالي ) ...
هذا يعني ...
أن العلاقات الرأسمالية تحتوي على تناقض أساسي بين مصلحة الطبقة البرجوازية ومصلحة البروليتاريا ، وهذا التناقض خاص بالرأسمالية ، لأن وجود البرجوازية ورخائها لا يتوفران إلاّ بعمل البروليتاريا ...
هنا ندرك ..
أن نضال الطبقات ملازم للرأسمالية ..
وسوف يُتيح لنا تحليل علاقات الإنتاج الرأسمالية تحديد طبيعة تناقضها النوعي الذي يؤدي بالضرورة الى نضال الطبقات ...

مثال ..

كان الصانع اليدوي يبيع مصنوعاتهِ اليدوية ليشتري لنفسهِ حاجات مادية ضرورية ، والرأسمالي يشتري المواد الأولية لبيع منتوجات مصنوعة ، هدف الإنتاج اليدوي هو الإستهلاك ، بينما غاية الإنتاج الرأسمالي هي الفائدة ( الربح ) ..

يتحول المال الى رأس مال في هذا النوع من دوران المال ، وذلك لأن توظيف المال هو لزيادة إنتاج المال ..
بيد أنه كي يتحقق الربح من هذه العملية ، أن يجد الرأسمالي في السوق بضاعة لها ميزّتها الخاصة ، ألا وهي إنتاج قيمة أكثر من القيمة الضرورية لإنتاجها وتجديدها وأن يملك الرأسمالي وحده فائض القيمة هذهِ ..
فما هي البضاعة المفيدة للرأسمالي ؟
الجواب ..
هي قوة العامل على العمل ، لأن العامل وحده يمكنه ان ينتج القيمة ..
ماذا نعني من مفهوم قوة العامل على العمل ؟
الجواب ..
هي مجموعة من الصفات الحيّة التي يستخدمها لإنتاج أشياء مفيدة ..
ندرك الآن مصدر ( الحرية ) التي نادت بها الرأسمالية وهي حرية التجارة والأعمال وحرية العمل عند الرأسمالي بالنسبة للبروليتاري ..
لا شك أن قوة الانسان على العمل لا يمكن أن تنتج فائضاً على القيمة إلاّ في مستوى معيّن من تطور قوى الإنتاج ..

كيف يدفع الرأسمالي اجرة قوة العامل على العمل ؟
الجواب ..
كما يدفع ثمن أيّة سلعة ، إذ تتحدد قيمتها بكميّة العمل الضرورية لإنتاجها ، وقيمة المنتوجات الضرورية لإستمرارها ..
تتحدد قيمة قوة العمل بقيمة الأشياء الضرورية الواجبة لتوليد قوة العمل وحفظها وإستمرارها ..
يوجد إذاً في عهد الرأسمالية كما وِجِدَ في عهدي الرق والإقطاع تملك خاص للعمل غير المأجور ، غير أن البروليتاري لا يتمكن راساً من فهم سر هذا الإستغلال ..

أتاح لنا هذا التحليل فهم ..
أن مصالح الرأسمالية الإقتصادية لا تتفق مع مصالح البروليتاري في الأساس ، ولا يمكن التوفيق بينهما ، وإن هناك تناقضاً كامناً في الرأسمالية يكوّن جوهر علاقات الإنتاج الرأسمالية ..
وينتج عن ذلك فكرة تعاون الطبقات والشراكة بين رأس المال والعمل ، هي سلاح لخدمة الرأسمالي ، فهي تهدف لإبعاد البروليتاري عن النضال من أجل الدفاع عن مصالحهِ ...
ليس الإستغلال الرأسمالي هو نتيجة لإستغلال رؤساء العمل الفاسدين كما تتدعي منشورات البابا !! لأنه لا توجد رأسمالية صالحة فذلك سخرية بعقول الناس ...

وهناك نتيجة أخرى لتحليلنا هذا وهي ..
( إن الصراع الطبقي ليس من إختراع ماركس ، بل هو موجود مستقلاً عن إرادة الناس ) ..
غير أنه يجب أن نلاحظ ..
أن التناقض بين رأس المال والعمل ليس هو التناقض الوحيد الذي وِجِدَ منذ مطلع الرأسمالية ، بل هناك التناقض بين الرأسمالي المستغِلْ وبين العامل المستَغَلْ ، ولولا هذا التناقض لما كان هناك رأسمالية ، وهكذا يكون قانون سيطرة الإنتاج في النظام الرأسمالي تابعاً لقانون فائض القيمة الأساسي ..

قانون الترابط الضروري في المجتمع الرأسمالي ..

سوف تسمح لنا هذه الدراسة بإدراك مصير قانون المجتمعات الأساسي في المجتمع الرأسمالي ..
وهو قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج .
وسوف نرى في المرحلة الاولى كيف أوجدَ تناقض الرأسمالية الخاص ظروفاً مواتية لعمل قانون الترابط الضروري ، أي لإزدهار قوى الإنتاج ..
وسوف نرى في مرحلة ثانية .. أن تناقض الرأسمالية الخاص يوجد ظروفاً مواتية لعمل قانون الترابط الضروري ، من ثم ينشأ النزاع بين علاقات الإنتاج وبين قوى الإنتاج ، فيُعين ذلك نمو قوى الإنتاج ...

ــ الترابط بين علاقات الإنتاج الرأسمالية وطابع قوى الإنتاج ..
رأينا كيف أن طبقة البرجوازية تكوّنت في المجتمع الإقطاعي ، ولما كانت مصالح الطبقة البرجوازية مرتبطة بإزدهار قوى الإنتاج الجديدة ( كالصناعة اليدوية والمصانع ) فإنها لم تستطع النمو إلاّ عن طريق النضال ضد علاقات الإنتاج الإقطاعية التي لم تنسجم مع قوى الإنتاج الجديدة ، فكانت بذلك حجرة عثرة في وجه قانون الترابط الضروري ..
كانت مهمة الثورة الديمقراطية البرجوازية تصفية الإقطاع ، فسيطرت علاقات الإنتاج الرأسمالية بفضل إنتصار البرجوازية ..
وهكذا أقبلت مرحلة تاريخية كانت فيها طريقة الإنتاج الجديدة تتفق تماماً مع متطلبات نمو الإنتاج ، وإستعاد قانون الترابط الضروري الذي كان المجتمع الإقطاعي يُعيق عملهُ كل قوتهِ في المجتمع الرأسمالي ..
لا يمكن للبرجوازية أن توجد إلاّ بإستمرار تطوير وسائل الإنتاج وهذا يعني تطوير ظروف الإنتاج وجميع العلاقات الإجتماعية ..
لهذا يتميّز عهد البرجوازية على جميع العهود السابقة بهذا التطوير الدائم للإنتاج ، الذي يؤدي الى زعزعة مستمرة للنظام الإجتماعي بأكملهِ ويؤدي الى إضطراب وعدم إئتمان لا ينقطعان ، فتزول جميع العلاقات الإجتماعية التقليدية مع ما يرافقها من نظريات وأفكار قديمة .
وإذ بالشيخوخة تعتري العلاقات التي تحل محلها قبل أن يشتد ساعدها ، فكل ما هو صلب يصبح دائماً دخان تذرّه الرياح ، كما يُدَنّس كل ما هو مقدس ، لهذا يضطر الناس الى النظر لأحوالهم المعاشية ولعلاقاتهم المتبادلة نظرة تنم عن الخيبة واليأس ...
ــ مع ذلك يعم قوى الإنتاج إزدهار عظيم ، إذ تعتقد الرأسمالية في هذه المرحلة أن عليها أن تنمي قوى الإنتاج بصورة غير محددة ، ومن هنا كان الإعتقاد بالتقدم اللانهائي داخل البرجوازية وخلود الرأسمالية التي تبدو الصورة النهائية الكاملة للمدنية ..
فيعتقد الرأسماليون ان الإنتاج الرأسمالي ينمو بعيداً عن التناقضات ، فيسمّون عصرهم بعصر الإنسجام الإقتصادي ..

وهذا يعني ..

أن الإنتاج في المجتمع الرأسمالي تابع للربح الرأسمالي ، وهو يقوم على إستغلال الطبقة العاملة ..
ويجب القول .. أن التناقض الخاص بالرأسمالية هو تناقض بين البرجوازية والبروليتاريا والذي أوجد ظروفاً مواتياً لعمل قانون الترابط الضروري ، وإن هذه الظروف مواتية أيضاً لإزدهار قوى الإنتاج ..

هذا يقودنا الى سؤال مهم .. وهو

ما هو أساس الأزمات الإقتصادية للرأسمالية ؟

الجواب ..
( تستطيع الرأسمالية بواسطة تطوير قوى الإنتاج أن تعرض في الأسواق كميات متزايدة من السلع بأسعار أرخص ، فتزداد هنا حمّى المضاربة ، وتقضي الرأسمالية بذلك على صغار ومتوسطي الملاكين ، وتتجمّع الثروة في أيادي فئة قليلة من المحتكرين ، ويعّم الفقر الأغلبية الساحقة من الطبقة الوسطى والفلاحين ، وتزداد أهمية جميع هذهِ الطبقات كلما تجمّعَ رأس المال بين أيدي أقلية من المستغِلين ، كما تضعف قوّتهم الشرائية فإذ بالبيع في السوق يخف ، وإذ بالكساد يحل لأن أكثرية السكان تقتصر في إستهلاكها على الضروري فقط ، فيظهر الخلل عندئذٍ أكثر فأكثر بين الإنتاج والإستهلاك وهذا ما يسميه الرأسماليون ( فائض الإنتاج ) فيحدث عندئذٍ الأزمة .. وهكذا يولد الجري وراء الربح بالنسبة للرأسمالية نتائج عكسية وهو توقف الربح ، فإذ بغالبية المجتمع تغرق بالبؤس لأنها أنتجت وسائل عيش لا تستطيع شراؤها ، فإذ بها تعاني الفقر جرّاء كثرة الإنتاج ) ...

يُظهر التحليل الإقتصادي الماركسي أن التوازن بين الإنتاج والإستهلاك ونمو الإنتاج الإجتماعي بهدوء وإنسجام لا يمكن أن يتحققا إلاّ إذا أخذنا بنظر الإعتبار مجموع حاجات المجتمع ، سواء أكانت سلع الإستهلاك أو وسائل الإنتاج ..
ــ وليس الإنتاج في النظام الرأسمالي تابعاً لحاجات الجميع ، بل هو تابع لأرباح الأقلية الرأسمالية ، لهذا لا يمكن تنمية الإنتاج في النظام الرأسمالي بصورة منسجمة إذ يتسم هذا الإنتاج بطابع إستبدادي ..
وهكذا نجد أن أساس الأزمات الإقتصادي هو في النهاية التناقض الذي نشا بين مصالح الرأسماليين الخاصة وبين متطلبات الإنتاج الإجتماعي ..
ــ لقد قضت الرأسمالية بتنميتها لقوى الإنتاج على تجزئة الإنتاج الخاصة بالصناعة اليدوية ، كما أدت المضاربة القوية بين الرأسماليين الى إلتهام الأقوياء للضعفاء فتكوّنت الإحتكارات ، فهي أشبه بإقطاعيات إقتصادية هائلة تمتد حبالها خارج الحدود كشركة الفواكه المتحدة التي سيطرت على إقتصاديات أمريكا اللاتينية ..
ــ لا تفرّق الرأسمالية في هذه المرحلة بين الصناعات المختلفة من إستخراج المواد الأولية حتى المصنوعات ، وتقوم الإحتكارات الضخمة بالإشراف على مجموع إقتصاد بلد أو عدّة بلدان من صناعة وتجارة وزراعة ، فتسيطر على الإقتصاد أوليغاركية مالية إقتصادية تمتلك رؤوس الأموال الضخمة اللازمة لسير الإنتاج ..
ــ حمل تطوّر الرأسمالية .. الرأسمالية نفسها على التسرّب الى جميع مظاهر الحياة الإجتماعية ، فإذ بالمصارف والإحتكارات تربط مختلف فروع الإنتاج بروابط متينة ، وإذ بعملية الإنتاج تتخذ طابعاً إجتماعياً .

ولكن ... مَن يستفيد من كل ذلك ؟؟
حفنة من الرأسماليين تمتلك وسائل الإنتاج الكبرى ، ويصبح الإنتاج إجتماعياً أكثر فأكثر ولكن لفائدة أقلية طفيلية ..

ويمكن صياغة معالم قانون الرأسمالية الإقتصادي الأساسي بما يلي ..
( تأمين الربح الرأسمالي الأكبر بإستغلال غالبية سكان بلد مُعيّن ، وتدميرها وإفقارها ، وكذلك بإستعباد شعوب البلاد الأخرى ونهبها بصورة منتظمة ولا سيما المتأخرة ، وتسخير الإقتصاد القومي بواسطة الحروب للتسلح لإستخدامها في تأمين أكبر الأرباح ) ..

ــ يكون الإنتقال من الرأسمالية الحرّة الى الرأسمالية المحتكرة أروع تعبير عن نضال أو نزاع الأضداد ، إذ تتحول المضاربة الحرة بين الرأسماليين الى ضدّها أي ( الإحتكار ) بإزالة الضعفاء وتظهر حينئذٍ صور جديدة للنضال هو نضال أو نزاع بين الإحتكارات على المستوى العالمي ...

كتب ستالين في وصفهِ حال الرأسمالية يقول ..
( وقعت الرأسمالية في تناقضات يصعب عليها حلها ، لأنها نمّت قوى الإنتاج بصورة هائلة ، فهي بإنتاجها كميّات متزايدة من السلع وتخفيضها للأسعار تزيد من خطورة المضاربة وتقضي على طبقة صغار الملاكين ومتوسطيهم فتجعلهم بروليتاريين كما تنقص من قدرتهم على الشراء فتكون نتيجة ذلك إستحالة تصريف السلع المصنوعة ، وتجعل الرأسمالية بتوسيعها للإنتاج وتجميعها لملايين العمال في مصانع ضخمة لعملية الإنتاج طابعاً إجتماعيّاً ، كما أنها في نفس الوقت تهدم أساسها ، لأن طابع عملية الإنتاج الإجتماعي يستدعي ملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية ، غير أن ملكية وسائل الإنتاج تظل ملكية فردية رأسمالية لا تتفق وطابع عملية الإنتاج الإجتماعي ) ...
تظهر هذه التناقضات المتنافرة بين طابع قوى الإنتاج وبين علاقات الإنتاج في أزمات فائض الإنتاج المستمر ، فيضطر الرأسماليون لإنعدام الشراء بسبب القضاء على الطبقات التي كانوا السبب في إفقارها الى حرق الحبوب وإفساد السلع وإيقاف الإنتاج وتحطيم قوى الإنتاج بينما يعاني الملايين البطالة والجوع ليس بسبب إنعدام السلع بل بسبب كثرتها ...
يعني هذا أن علاقات الإنتاج الرأسمالية لا تتفق وحالة قوى الإنتاج في المجتمع فينشأ التناقض بينهما ..
( التناقض إذاً بين علاقات الإنتاج الرأسمالية وبين طابع قوى الإنتاج الإجتماعي هو أساس الأزمات التي تعتري الرأسمالية ) ...
تحمل الرأسمالية في أحشائها ثورة ، وعلى هذه الثورة أن تحل محل ملكية وسائل الإنتاج الرأسمالية .. الملكية الإشتراكية ..
وسوف نلاحظ أن الرأسمالية بتنميتها لحصر وسائل الإنتاج قد عملت بالرغم عنها ضد مصلحتها ، لأم مجموع الإنتاج يتخذ طابعاً إجتماعياَ في مرحلة الإحتكارات ، ويصبح التناقض بين الطابع الإجتماعي للإنتاج وبين التملك الفردي الرأسمالي حادّاَ لا يُطاق كلما إزدادت سيطرة الإحتكارات ...

نضال البروليتاريا منهج لحل التناقض ..

أظهر التحليل الجدلي للرأسمالية ..
ــ وجود تناقضات في علاقات الإنتاج يعمل على تعارض البروليتاريا المستغَلَة وبين البرجوازية المستغِلة ، وهذا التناقض يدوم بدوام الرأسمالية نفسها لانه تناقض خاص بالرأسمالية ..
ــ وجود تناقض بين علاقات الإنتاج الرأسمالية وبين طابع قوى الإنتاج .
فما هو إذاً أساس تغيير طريقة الإنتاج ؟ وما هو سبب الثورة الإشتراكية ؟؟
الجواب ..
سبب ذلك هو التناقض بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج ، ويجب أن نذكر أن التناقض الأول أعلاه هو الذي يولد التناقض الثاني ..
أي أن إستغلال البروليتاريا على يد البرجوازية هو الذي ساعد على إزدهار قوى الإنتاج وأدى الى حدوث التناقض بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج ...
وعندما تسرّبَ علم المجتمعات الذي أسّسه كل من ماركس وإنجلز الى البروليتاريا إرتفع مستوى النضال الطبقي بفضل الحزب الثوري ، لأن مهمة هذا الحزب هي إدخال الوعي الإشتراكي في الطبقة العاملة وأن يقودها للقضاء على المجتمع الرأسمالي والدولة البرجوازية التي تحميه ، وغقامة دكتاتورية البروليتاريا ، مثل هذا النضال يستحق وحدهُ اسم النضال الثوري ...
إذاً ..
يهم البروليتاريا أن تقود هذا النضال حتى النهاية ، وأن تقضي على علاقات الإنتاج الرأسمالية ، فهي لا تستطيع التحرّر من الإستغلال الطبقي إلاّ بالإستيلاء على وسائل الإنتاج من البرجوازية لتجعل من هذهِ الوسائل مُلكاً للجميع ..
وهكذا نجد أن النزعة العالمية للبروليتاريا هي نتيجة وضع العمّال الموضوعي مهما كانت جنسيّاتهم ، لأن المُستَغَلين في جميع البلدان لهم نفس العدو المُشترك وهو الطبقة المُستغِلة مهما كانت جنسيّتها ، ذلك هو النضال الثوري ضد الإستغلال ..
مع ذلك لن يفوز هذا النضال بالنصر طالما أن علاقات الانتاج الرأسمالية تتفق موضوعياً مع مستوى قوى الإنتاج ، حتى إذا لم تعد علاقات الإنتاج الرأسمالية مناسبة لقوى الانتاج بسبب إزدهار هذه القوى ، أي حين تدخل الرأسمالية في نزاع مع قانون الترابط الضروري بين قوى الانتاج وطابع علاقات الانتاج ، تتوفر حينئذٍ الشروط الموضوعية الجديدة لنضال البروليتاريا ...
ــ إن التغيير الثوري في المجتمع على يد البروليتاريا يتطلب أيضاً شروطاً ذاتية ...
يسعى نضال البروليتاريا من أجل تأميم وسائل الانتاج الى تهيئة الظروف المواتية لعمل قانون الترابط الضروري الذي لم تعد الرأسمالية تحترمهُ ، وهكذا يسير نضال البروليتاريا الثوري في إتجاه التاريخ ويسير حسب قانون المجتمعات الأساسي ..
غير أن البرجوازية حريصة على أرباحها ، وتستخدم كل وسيلة للوقوف في وجه قانون الترابط الضروري ، فينتج عن ذلك أعظم الآلام في المجتمع ..
وليس هناك سوى قوة واحدة تستطيع التغلب على مقاومة البرجوازية لقانون الترابط الضروري وهذهِ القوة هي البروليتاريا ، ومعها ضحايا الاستغلال من الطبقات الاخرى في المجتمع ، لأن البروليتاريا ليست وحيدة في نضالها ، فنمو الرأسمالية وإنتقالها من المضاربة الى الإحتكار يؤدي الى إفقار مختلف طبقات المجتمع ..
أما قدرة البروليتاريا على جمع أكبر الجموع للنضال ضد الأقلية المستغِلة فهي تُظهر بوضوح مهمتها القومية ، وهكذا تقف الطبقة العاملة في نضالها الثوري في مقدمة الأمة بينما تنفصل عنها الأوليغاركية المالية نظراً لمصلحتها الطبقية والتي لا تتردد حفاظاً على هذه المصالح في تسليم الأوطان للإستعمار ..
وعلى العكس تتفق مصالح البروليتاريا الثورية مع مصالح الأمة ضد البرجوازية الكبرى التي لا تعرف لها وطناً ، وهكذا يتحد هدف البروليتاريا الوطنية مع البروليتاريا العالمية ضد البرجوازية الرجعية التي تُضحّي بحياة الشعوب في سبيل الربح الأكبر ..

ملخص لكتاب اصول الفلسفة الماركسية
جورج بوليتزر



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصرات في الماركسية 16
- مختصرات في الماركسية 15
- مختصرات في الماركسية 14
- مختصرات في الماركسية 13
- مختصرات في الماركسية 12
- مختصرات في الماركسية 11
- مختصرات في الماركسية 10
- مختصرات في الماركسية .. 9
- مختصرات في الماركسية .. 8
- مختصرات في الماركسية .. 7
- مختصرات في الماركسية ...6
- مختصرات في الماركسية ... 5
- مختصرات في الماركسية 4
- مختصرات في الماركسية 3
- مختصرات في الماركسية 2
- مختصرات في الماركسية 1
- أغصان الشر 1
- أشباح إنسانية تائهة ...
- اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن
- جائزة نوبل ... وتجّار الحروب


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مختصرات في الماركسية 17