أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - إلاّ حبّنا الأخوي ..














المزيد.....

إلاّ حبّنا الأخوي ..


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 01:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلاّ حبّنا الأخوي ..

عيد البرية عيد المـولد النبوي في المشرقين له والمغربين دويّ
عيد النبي ابن عبدالله من طلعت شمس الهدايـة من قرآنه العلوي
يا قوم هذا مسـيحيّ يـذكّركـم لا يُنهضُ الشرق إلاّ حبُّنا الأخوي

في ملتقى ثقافي فكري لحوارٍ مسيحي إسلامي طلب أحد القساوسة الإذن في مداخلة شفوية، ففاجأ الجمهور بأن أنشد بصوته الجهوري قصيدة "عيد البرية" التي اقتبست منها الأبيات الآنفة في مدح رسول الله (ص) لكاتبها المسيحي الشاعر القروي "رشيد الخوري"، فاهتزّت القاعة بتصفيق حادّ من الحضور الذي كان أكثره من المسيحيين، ولم يُسكِت هذا التصفيق إلاّ ارتفاع صوت رخيم آخر يتلو بخشوع آيات من الذكر الحكيم في مدح السيدة مريم والنبي عيسى (ع) "... إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .."، فامتلأ جو القاعة بمشاعر أحمدية، عيسوية، روحانية، أخويّة، بعد أن رُدّت التحية بأحسن منها.

ومن عطر سيرة رسول الله (ص) يُذكر أنه بعد أن استتبّ الأمر له في المدينة المنوّرة، وبدأ إرساء القواعد الأولى للدولة المدنية استقبل في بيته وفد مسيحي نجران وحان وقت صلاتهم أثناء اللقاء، فدعاهم الرسول (ص) إلى أدائها في بيته، إلاّ أنهم آثروا أداء الصلاة خارج البيت، فكان لهم ما أرادوا، ثم استؤنف اللقاء بعد الصلاة وانتهى كلٌّ على دينه ومعتقده، فودّعهم الرسول بمثل ما استقبلهم من حفاوة وترحيب.

كما قرأت في عهده للنصارى الصادر في السنة الثانية من الهجرة ما أثار دهشتي: "وإن احتمى راهب، أو سائح في جبل، أو واد، أو مغارة، أو عمران، أو سهل أو بيعة، فأنا أكون من ورائهم ذابّاً عنهم من كل عدّة لهم بنفسي وأعواني وأهل ملّتي وأتباعي كأنهم رعيّتي وأهل ذمّتي، وأنا أعزل عنهم الأذى .. ولا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا حبيس من صومعته، ولا سائح من سياحته، ولا يُهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم، ولا يدخل شيء من مال كنائسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين، فمن يفعل شيئاً من هذا فقد نكث عهد الله وخان رسوله .."، فتساءلت، هل أكثر المتلبّسين بلباس الإسلام المنتشرون في العالم اليوم هم أتباع هذا الرسول (ص) صاحب هذا العهد المكدّسة فيه كل القيم الإنسانية السامية؟ وهل كشف لهم أحد عن هذه الجوانب من سيرته (ص) أم أنها طُمست لئلاً تكون شهادة ضدّهم تكشف مخالفتهم الصريحة لنهجه الحضاري المتسامح؟

وفي حكاية أخرى عنه (ص)، أنه قدم المدينة أعرابي من البادية وذهب إلى المسجد ليطلب مالاً منه (ص)، فأعطاه مبلغاً بسيطاً، إلا أن الأعرابي لم يقنع بما أعطاه وتفوّه على النبي بالخشن البذيء من الكلام، ما أثار غضب أصحابه فقاموا له ليطرحوه أرضاً فحال النبي (ص) بينهم وبينه، ثم خرج مصطحباً الأعرابي إلى بيته فزاده شيئاً، ولمّا تبين له أن حال النبي (ص) لا يشبه حال الملوك والأمراء، أظهر الرضا والامتنان له، فقال له رسول الله (ص): "إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، وأخشى أن يصيبك منهم أذى، فإن أحببت فقل بين يديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك" – انظر إلى هذا الأدب الجم في تخييره بالقيام بذلك إن أحبب، لا لينتصر لكرامته وإنما ليزيل ما في قلوب أصحابه عليه ولكي يحميه من أذاهم! - فاستجاب الأعرابي، وكرّر ما قاله بين يدي رسول الله (ص) أمام أصحابه .. هنا التفت رسول الله (ص) إليهم قائلاً: "إن مثلي ومثل هذا، مثل رجل له ناقة شردت منه، فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلاّ نفوراً، فناداهم صاحبها: خلّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها وأعلم، فتوجّه لها وردّها حتى جاءت واستناخت وشدّ عليها رحلها ثم استوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال لقتلتموه ودخل النار" .. وكأني به (ص) يلتفت إلينا اليوم ليكّرر ما قاله قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة عسى أن يجد له مجيباً.

أراني كلما أردّت أن أتحدّث عن رسول الله (ص)، تهرّبت لأختبئ خلف سرد رواية من هنا أو حكاية من هناك، وربما أوغلت في النبش في التاريخ لأبحث عمّا يعيد لهذه الأمة وعيها ويهزّ ضميرها ليخرجها مما تورّطت فيه من عنف، لآتي منها بقبس من خُلق رسول الله (ص) في تعامله مع أهل الديانات الأخرى ومع الجاهل والمبغض فلا أرى إلا اليسر والتسامح والرحمة، فتزداد حيرتي .. أبيننا وبين هذه السيرة الزكية من عداء؟ ولماذا يرتفع صوت ضجيج الفرقة والاختلاف ويبقى صوت الإلفة والمحبة أخرساً؟

ولكن .. لم تعد الصورة داكنة السواد كما السابق، واليوم نحن نحتفل بالمولد النبوي الشريف بنكهة سياسية فريدة، بعد أن تحوّل ما اصطلحت عليه أمريكا باسم "الهلال الشيعي" إلى "الهلال الشعبي" بفضل التعاون الاستراتيجي بين سوريا وإيران حيث تم إلغاء تأشيرات السفر بين البلدين ردّاً على أوامر هيلاري كلينتون التي طالبت سوريا بترك مسافة بينها وبين إيران، وتأكيداً على أن العلاقة بينهما ستتوطّد بمنأى عن أية إملاءات خارجية، وقد صلّى رئيسا الدولتين والوفد المرافق لهما جميعاً صلاة الجمعة جماعة .. ألا فليمُتْ بغيظه من لا يروق له اجتماع أوطان أمّتنا على الوحدة، وليبقَ الصهاينة في قلقهم، وليتمرّغوا في وحل جرائمهم ولينشغل الغرب بإزالة أوساخهم، ولتمضِ الأمة نحو وحدتها وتوحيدها رغم أنف العِدى فتلك أجمل هدية نهديها لخير الورى (ص) في عيد مولده.



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين -الأمّة- و-الأزمة- حرف ..
- السفر عبر آلة الزمن (المعرفية) لنفقأ عين الفتنة
- عمتِ صباحاً يا أمة الإنسانية
- قانون أحكام الأسرة .. وحكايات ألف ليلة وليلة
- تسيير موكب عزاء أو قافلة نصرة
- اهجر (ما تحب) لأجل (من تُحب)
- سرّ التفرّد الصهيوني
- المُواطن والوطن.. سندريلا في بيت أبيها ..
- في العيد .. فسحة للتأمّل
- بحثاً عن -ماء حياة- الإنسانية فينا .. هاجر أنموذجاً
- يدي تفنى .. ويبقى كتابها
- لتعارفوا
- بين ديناميكية الاجتهاد وميكانيكيته
- احذر أن تفضحك لغتك اللاواعية
- الخروج من قوقعة التعصب يبدأ بسؤال
- وحدها الظهور المحنية تصلح لتكون مطيّة
- إن لم يوحّدنا العيد .. فلنسمح للحكمة أن تفعل ..
- سلَك الوادي وحده.. وما يزال
- قرآن مترجم بمذاق غربي
- ناصبو الراية بغواية .. وغاصبو الدين لغاية


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - إلاّ حبّنا الأخوي ..