أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - ريما كتانة نزال - الكوتا مرة ثانية














المزيد.....

الكوتا مرة ثانية


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 00:53
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    


هل كوتا المرأة ضرورية.. والى متى ستبقى.. وهل بسببها تم اقحام نساء لا يرغبن في العضوية.. وهل القطار على سكته الصحيحة..أم انه أسرع مما ينبغي..! بهذه الأسئلة افتتح وزير الحكم المحلي ورشة الوزارة حول "كوتا" المرأة في قانون الانتخابات المحلية.
لدى الإجابة على أسئلة الوزير المشروعة والمحقة، لا بد من ان يعترف المركَب الوطني ببعض الأخطاء التي رافقت ترشيح الجميع، ومن الطبيعي أن تظهر بجلاء أكثر في الجانب النسوي من العضوية. كما ينبغي النظر الى الانتخابات المحلية السابقة على أساس من كونها انتخابات انتقالية في مرحلة انتقالية، فالتجارب الانتخابية في المناطق الفلسطينية محدودة ومعدودة، فالمواطن الذي انتخب في عام 1976 تحت الاحتلال وكان يبلغ من العمر عشرون عاما، يكون قد بلغ عمره خمسون عاما في الانتخابات الاخيرة التي أجرتها السلطة ما بين عام 2004 و 2005، دون أن نتجاهل بأن الانتخابات الاخيرة قد جرت في ظل واقع مأزوم وطنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وذلك بسبب الاحتلال أولا وحدة الاستقطاب السياسي الداخلي ثانيا.
أسئلة الوزير تجد جوابها العملي الواضح في عدم محالفة الحظ لأي من المرشحات في انتخاب أعضاء المجلس التشريعي في جميع الدوائر، حيث انعدمت فرص التنافس المتكافئ بين المرأة والرجل. ويعود ذلك الى الأفكار والقوالب المسبقة التي نتنقص من أهلية المرأة، بالاستناد على معايير واحكام قطعية غير متجددة يتم بها قياس كفاءة كل من الرجل والمرأة، بسبب الثقافة النمطية السائدة التي تعتقد بأفضلية الرجال على النساء في الحيز العام. فكيف يمكن ان تتسابق المرأة مع الرجل وهما لا يقفان على خط بداية واحد.. وكيف يمكن لعملية التقييم والمفاضلة بين المرشحين والمرشحات ان تكون موضوعية في حياديتها وعدالتها، في الوقت الذي ينظر للرجل المرشح بأنه أجدر وأكفأ دون أن يحتاج الى تقديم البرهان والاثبات.. بينما تحتاج المرأة الى اثبات كفاءتها وتقديم برهانها.
ان التمييز القائم بين المرأة والرجل على أساس الجنس يقف وراء الضغط من أجل تبني الكوتا. وسيتم التخلي عنها فور انتفاء وزوال الأسباب التي دفعت الى تبنيها. وعلى أبواب كل انتخابات سيتم البحث في التعديلات على القانون، وسيتم البحث في الحاجة الى استمرار الكوتا من عدمه. ويمكن اختصار الزمن والمسافة اذا ما أُحسن اختيار العضوات المناسبات لطبيعة المهمة المسندة لهيئات الحكم المحلي، وبقدر ما توضع السياسات والاستراتيجيات لتعميم ونشر الثقافة الديمقراطية وقيم المساواة بين المواطنين ويتم القضاء فيه على جميع أنواع التمييز. عندها يمكن الوصول الى وضع لا نحتاج فيها الى التدابير التي تحمي وجود الأقليات والفئات.
نعم لقد أقحمت الكوتا نساء ممن لا يرغبن في الوصول الى المجالس كما طرح الوزير، وهن ممن استقلن أو انقطعن عن الاجتماعات أو حافظن على شكلية الوجود دون مشاركة حقيقية. لكن السؤال الجوهري الذي ينبغي توجيهه هو: من الذي أقحم هؤلاء النسوة والرجال دون رغبة منهم في التجربة.. وما الخلفية التي انطلق منها من أقحم المرأة وجدواها.. ألا نجد الجواب في العقلية الفئوية التي تريد استعراض العدد في غير مكانه، ولا تبالي بالنوع في مكانه..أليست هي العقلية التي لا تحترم المرأة ولا يهمها مستقبل التجربة ونجاحها ما دامت الغاية تتمحور حول اثبات القوة التنظيمية فقط.. لكننا يجب أن لا نتجاهل حقيقة أن المرأة هي من سهَلت مهمة من جعل الانتخابات المحلية كاستفتاء ومباراة تنظيمية، وهو من يجب أن يشار اليه وتتم مساءلته عن اخفاق بعض المجالس.. وعدم الذهاب الى ايقاع فشة الخلق وكيل التهم على الكوتا، الأمر الذي سيظلم المرأة اذا ما سحبت منها الكوتا، حيث سيبدو مشهد تجربة المرأة مهتزا ومشوشا، تختلط فيها الاسباب الذاتية الخاصة بالمرأة مع الاسباب الموضوعية المسؤولة عن اهتزاز الصورة، وهي الأسباب المتعلقة بالخلاف والانقسام من جانب، ونقص كفاءة الأعضاء الرجال الذين يتحملون المسؤولية كأكثرية في المجالس من جانب آخر، وهذا التشوش الذي أحاط بالتجربة سيؤثر في خيارات الناخب، والمرأة من ستدفع الثمن إن لم تحمى مشاركتها بالمقاعد المضمونة.
لم يكن للكوتا ان تحقق أكثر من ايصال المرأة لهيئات الحكم المحلي، بالاضافة الى كسرها للتابويات والأعراف حول تقسيم العمل ومشاركة المرأة في مركز القرار، كما ساهمت في اعتياد المجتمع على رؤية المرأة في مراكز القرار، لكن يخطئ من يعتقد بأن الكوتا ستغير الثقافة والمفاهيم التقليدية بمعزل عن اعتماد سياسات واستراتيجيات تستهدف التغيير الاجتماعي.
ان الكوتا لا زالت متطلب واحتياج، ولا بد من ابقائها في القانون لعدد من الدورات الانتخابية، سيقوم بتحديدها أصحاب الاختصاص من الخبراء في علم الاجتماع والتربية وغيرها. الا انه من حق المجتمع على قواه السياسية والاجتماعية والعائلية؛ أن يرى بأنه قد تم استيعاب مصاعب ومعيقات التجربة السابقة الموضوعية والذاتية. ومن واجب القوى استخلاص عبر ودروس التجربة لجهة تشكيل القوائم المتوخاة المهنية والمرغوب ولايتها لخدمة البلد.. وعلى الحركة النسائية كذلك ان تعد عدتها للحظة الحقيقة بالاستفادة من التجربة، وان لا تنام على حرير الكوتا دون تفعيل دورها في تنظيم النساء وتوعيتهن لحقوقهن والمطالبة بها. وأن تسعى لتقديم مرشحات من ذوات الكفاءة المهنية والنسوية، لأن الكفاءة والأهلية هما المعايير التي تقاس بهما المشاركة الحقيقية، فالمشاركة الديكورية لا تحقق هدف المشاركة ولا تكسر القوالب والقناعات المسبقة لأدوار المرأة ووظائفها. ولنا في التجربة السابقة التي تم خوضها بشجاعة؛ اغنى الدروس التي اذا ما اتبعت بوصلتها يمكن تجاوز الكثير من الاخطاء.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المحلية القادمة قوائم مهنية بهوية وطنية
- ماذا بعد مرور تسع سنوات على القرار 1325
- المجالس المحلية وتراجع مشاركة المرأة
- اختراق المرأة عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطين ...
- مسؤولية من غياب المرأة عن مركزية حركة فتح..؟
- دعاية شركة - سيلكوم - العنصرية
- اسئلة العام الثالث والعشرون على غياب خالد نزال
- مؤتمر الاتحاد للمرأة الفلسطينية وممكنات التجديد والتطوير
- المؤتمر العام الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية-اعادة ا ...
- جولة حول الورشة الاقليمية لقانون الاحوال الشخصية
- حول مصادقة الرئيس الفلسطيني على -السيداو-
- الخلاف الفلسطيني والسلم الأهلي
- أسئلة الثامن من آذار الفلسطينية
- رسالة مفتوحة الى بان كي مون
- ثمانية أعوام على قرار مجلس الأمن 1325
- أم كامل: ملصق للقدس عاصمة الثقافة 2009
- بدائل النساء في دول الصراع المسلح
- المرشحة الجمهورية سارة بيلن
- الأب فيلومينوس شاهد وشهيد
- ام سعيد العتبة تتحرر


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - ريما كتانة نزال - الكوتا مرة ثانية