أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - الكنز المزعوم والدين الموهوم والعقل المعدوم














المزيد.....

الكنز المزعوم والدين الموهوم والعقل المعدوم


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 14:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحكى أن رجلا فقيرا معدما كان يعمل حطابا في احدى القرى النائيية بجوار غابة ... وكان هذا الفقير البائس يعمل جل يومه وبكل جهده في تحطيب الخشب الذي يبيعه في القرية مقابل نقود بسيطة وقليلة بالكاد تفي بمأكله ومشربه ... وكان كل ما يمتلكه هو كوخه المتداعي وفاسه وحماره الهرم .
كانت زوجته التي لم تنجب له اطفالا,, تساعده في عمله منذ شروق الشمس حتى مغيبها بكل تفاني وأخلاص ... ومع كل فقره وضيق ذات يده كان لهذا الحطاب كانت تراوده احلام عظيمة وأماني كبيرة بأنه سيصبح ذات يوم غني وصاحب جاه يشار له بالبنان وكان دوما يحدث زوجته بأحلامه هذه مما جعله يبدأ بتوفير قروش زهيدة كل يوم .
تعاقبت الأيام والسنون ولا زال الرجل يحلم ويحلم .. ولا زال يوفر ويوفر من تعبه وكده .. برغم كبر سنه ومفارقة شبابه لا زال يعمل ويعمل حتى وفرجمع ثروة لا بأس بها ( كل هذه السنين التي تعاقبت لم يطرأ اي تغيير على حياة هذا المسكين بل ان حياته اصبحت اكثر شقاءا وعناءا نظرا لهرمه وعدم قدرته على الهمل بهمه كما كان بماضيه ).
كان من عادته التي دأب عليها بأنه حينما يرجع مساءا الى كوخه يتوجه فورا وقبل ان يتناول طعامه الى كنزه ( وضع نقوده التي وفرها في كيس اسود (صرة ) ووضع الصرة في حفرة تحت فراشه )... عندئذ كانت له طقوس غريبة عجيبة حيث يتناول الصرة ويتحسسها ويتلمسها ويضع القرش الذي وفره بداخلها ومن ثم يقبل الصرة بكل فرح وحبور وهو يحلم بما ستأتي به من رغد في قادم الأيام !!!!!لم يكن من عادته ابدا ان يعد النقود التي جمعها لأنه لا يريد ان يفاجيء نفسه بمقدارها !!!! بل كان يظن انه اذا عدها فستزال البركة منها ... وبعد ان تنتهي طقوسه تلك يفتح ذراعيه داعيا ربه ان يحفظ فردوسه المنتظر بالتاكيد ( الفردوس هو الصرة هنا ).
في ذات ليلة مبهمة وحالكة السواد جاء لص من القرية الى كوخه عله يظفر بغنيمة ما !!! فتفاجأ اللص برؤية الحطاب يتحسس صرته ويقبلها ومن ثم يضعها في مكمنها الآمن .. عندئذ قرر اللص المحظوظ ان ينتظر حتى تلوح تباشير الصباح عندما يغادر الحطاب وامراته الكوخ لعملهما المعتاد ..
وبالفعل انقض اللص على الغنيمه لكنه ارتأى ان يملأ الصرة بالحصى والحجارة ويرجعها الى مكانها الآمن حتى يكسب مزيد من الوقت لحين انكشاف الجريمة .!!!!!!.
عند المساء رجع الحطاب الى كوخه وتوجه فورا لكنزه العتيد حيث يمارس طقويه المعهود ... أخرج الصرة من مكمنها .. تفاجأ بتغيير ملمسها حين تحسسها وبتغيير خشخشتها حين هزها بين يديه ( بالتأكيد خشخشة وملمس النقود يختلف عن ملمس وخشخشة الحصى !!)... عندها وجم وفكر قليلا ... وبعد ذلك تحسسها للمرة الثانية بعدما هزها ورجها بين يديه ... ايضا وجم وقطب جبينه وفكر لبرهة من الزمن .. لم يتجرأ ان يعد نقوده كعادته المألوفة ...للمرة الثالثة تحسس ملمس الصرة وانفرجت اساريره وأبتسم وتعوذ من الشيطان ومن ثم وضع القروش التي وفرها داخل الصرة من خلال فتحة الصرة الضيقة ..قبل الصرة وأرجعها الى مكانها .. ورجع هو ليلتهم عشائه مطمئنا وحالما .
ولا زال لغاية هذه اللحظة وهو يحلم ويحلم بأن هناك فردوسا ينتظره يوما ما !!!! ولا زالت زوجته وأبناه ( أنجبتهما فيما بعد ) يحلمون بغد افضل



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمانيا .. ألمانيا
- يا أهل الحوار المتمدن ... أحبكم .. أحبكم ... لكن
- كفاكم تجارة بالهم والدم الفلسطيني
- نظرية المؤامرة ألأزلية ... على العروبة والدين
- العدل والمقدرة .... من صفات الله
- شعبله غاضب ....يا عبالرحمن البحراني
- وبالشكر .... تدوم النعم
- رسالة عتاب ... الى الله
- النبي شعبله ...مجددا لدين الأسلام
- أتصال .... من بغداد
- النبي شعبلله .... مجددا لدين الأسلام
- ألأرهاب ... والدين ألأسلامي
- النبي شعبلله ... مجددا لدين الاسلام 7
- أما آن ألأوان لدفن جامعة الدول العربية؟؟؟؟
- النبي شعبلة .... مجددا لدينالأسلام
- لماذا انتقاد الدين الاسلامي تحديدا
- النبي شعبله .... مجددا لدين الاسلام 4
- حينما يغضب الله ... زلزال هاييتي مثالا
- النبي شعبله .... مكمل لدين الاسلام 3
- النبي شعبله .... مكمل لدين الاسلام 2


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - الكنز المزعوم والدين الموهوم والعقل المعدوم