أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شذى احمد - هل انا بنت حرام ؟















المزيد.....

هل انا بنت حرام ؟


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 14:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما سألته المذيعة المحجبة والملتزمة سؤالا" دينيا" مفاده ان الاسلام يشجع على الرق وان الصحابة كانوا يستمتعون بما ملكت ايمانكم .. وانها محرجة ولا تدري بماذا ترد اذا ماسؤلت مثل هذا السؤال . انبرى شيخ الازهر يرتل من القرأن سورة النساء اية 3 بصوت عذب .. فانكحوا ما طابب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم...ثم بعد تلاوته صرخ معنفا" ومتوعدا" ماذا افعل بهذه الاية هل الغيها اشطبها باستيكة (الممحاة) بالمصرية. هل انت مؤمنة ام لا .. سكتت ثم قالت انا مؤمنة فرد ان كنت مؤمنة فهذا كلام الله ولانقاش فيه انه ليس احاديث نبوية وفيها الضعيف والموضوع! . واراد منها ان تقتنع بالصورة ، وتتوقف عن المجادلة وتقتنع باللوحة المنطقية التي رسمتها الاية وتراها بوضوح وان لم تكن تراها فهي ليست مؤمنة . وما اثار اهتمامي في هذا الحوار الديني الذي تعيده قناة الحياة وتتناوله بين الحين والاخر وهي تحفز المتلقي على التفكير بالامور وعدم الاستسلام للمسلمات كالاعمى يقودهم بذلك شيخ فتي قد جاوز السبعين يتقد نشاطا" وحيوية ويداه اللتان تتقلبان بين الكتب مازالتا متماسكتين قويتين كفلاح مثابر يعرف كيف يجدد خلاياها بالعمل الدؤوب . ما استوقفني ليس رد الاعلامية الناجحة بسمة وهبة بل ما رحت افكر به .. انا لم ارى لوحة القناعة والمنطق على جدران الحقيقة واضحة بل لم المح خيالها حتى , وقفزت الى ذهني حكاية من حكايات التراث الشعبي العالمي.. مختصرها يقول ان احد المحتالين اراد ان يكسب مالا" ،فنزل في ضيافة احد الامراء وقدم نفسه على انه رسام جداريات ملهم وعرض عليه رسم جدران قصر الامير الجديد بروائع اللوجات والتحف .. فرح به الامير ، وامر اعوانه بان يقدموا له كل ما يحتاجه من مال ومساعدة لكن الرسام طلب من الامير ان لا يزور مرسمة ولا يقرب قصره الجديد حتى ينتهي من رسم كامل لوحاته. وسوف يتفق مع كبير موظفي بلاطه على سير العمل لكي يترك له مفاجئة سارة. وافق الامير .. وراح المحتال يطلب الاموال ويطلي الجدران بالطلاء الابيض الناصع .. وكلما شاهد كبير الموظفين قادما" اخذ فرشاته ودهانه وراح يمررها على الجدران البيضاء مدعيا" الرسم وهو يعمل يسأل كبير الموظفين اذا ما كانت لوحاته تعجبه ويحذره ان لوحاته لا يراها الا اولاد الحلال الذين ولدوا من اب وام متزوجين ـ اي مؤمنين ـ اما اولاد الحرام الذين هم ثمرة زنا فلا نصيب لهم في رؤية اللوحات المذهلة والرسومات البديعة .. كان كبير الموظفين الذي لا يرى شيئا" على الحائط يقول في نفسه مقهورا" واسفا" ترى لما لا ارى هذه اللوحات البديعة التي يتحدث عنها هذا الرسام العبقري هل انا ابن زنا. ويطأطيء راسه خجلا" مخافة ان يحس الاخرون بفضيحته وظنا" منه ان الاخرين يرون اللوحات ووجهوهم المتهللة الفرحة تؤكد ذلك.
مضت شهور والرسام يتمتع بحسن ضيافة الامير وبهداياه وامواله . حتى قررت زوجة الامير رؤية القصر ، فقد قتلها الفضول واصطحبت معها مجموعة من نساء الحاشية ، وكانت احداهن غرة تقول ما يدور بخاطرها على الفور دون ان تحسب له اي حساب .. عندما وصلن استقبلهن الرسام خير استقبال وتلا عليهن تحذيره بان لوحاته عصية ولا يمكن رؤيتها الا من قبل اولاد الحلال لانهم ثمرة خير اما الاخرون فهم ثمرة معصية ولن ينعموا بمواضيعها والوانها البهية.. وبينما هو يقودهم من غرفة الى غرفة يشرح لهم من بنات افكاره عن لوحاته المزعومة والاميرة وصاحباتها يستمعن بحياء وخجل وهن يومئن برؤسهن موافقات على ما لم يرنه ولكن عليهن القبول بوجوده هتفت الفتاة الغرة : لكنني لا ارى شيئا" هل يمكن ان اكون ابنة حرام ؟
آ آ فال الرسام الدعي عندما تبدأ الاسئلة تبدأ المشاكل .. لقد حان وقت الرحيل .. ثم تجرأت ثانية وقالت انها لا ترى ايضا " وثالثة حتى وصل الامر للاميرة التي بقيت صامتة وغادرت القصر لتخبر زوجها بالذي حصل..
تذكرت رغما عني هذه القصة وقلت في نفسي . وانا استمع للتحذير الشديد لشيخ الازهر انني لا ارى بهجة الالوان وروعة الانجاز فيما ملكت ايمانكم. ولم اجد مبررا" لأخذ نساء وبنات الاخرين سبايا" فقط لان جيوشا" سمت نفسها فاتحة غزتهم وانتصرت على رجالهم. لم اجد امام عيني على جائط الاحداث اي لوحات بهية للسبايا وهن يوزعن على الرجال المنتصرين يشبعون بهن رعباتهم الجنسية ويتفاخرون بعبوديتهن وامتلاكهن وقد تكون احداهن بنت ملك او سيد قوم كما حصل مع بنات كسرى، او حتى فلاح او حطاب بسيط لا ناقة له ولاجمل بالفتوحات واحلام رجال السياسة واطماعهم. قتل وسبيت نساؤه .. لم أأمن حتى بعد ان ساقوا لي حجة تالية بان الرق والعبودية كانت ظاهرة عامة تتسم بها المجتمعات وقتذاك فان كان الحق كذلك فكيف ترضى شريعة الخالق ان تقر العبودية والقهر والذل على مجموعة من الناس بيد اخرى وهي شريعة سماوية. لم اقتنع بوجهة نظر الشيخ ولا حججه التي يسوقها بعصبية. فهل انا بعدم قناعتي وايماني بهذا المنطق بنت حرام مثل تلك الفتاة التي لم ترى اي لوحة على الجدران . تماما" مثلما لم اقتنع بمنطق الكثير من الاشياء التي تفرض علي للقبول بها وهي نظريات الجهاد وسياسة القتل والتنكيل . وعدم الخوض في امور ( ان تبدى لكم تسوئكم) كيف لي ان ابقى ساكتة لاكون ابنة شرعية لحضارة ومعتقد ، وهو لا يشبع فضولي في معرفة مقايس عدالته وصدقها . كيف لي ان ارى تلك اللوحات الزاهية الالوان من القدرية التي فرضت عليٍِِِ الدين والتسمية والملة التي انا عليها ، وقررت مصيري قبل ان اعرف حتى النطق بكلمتين وسمحت لرجل هرم بالعبث بي وامتهان جسدى وادميتي وادعي بانها لوحات السماء العادلة التي هبطت علي والقبول بها. كيف لي ان اسكت وأومأ برأسي موافقة على هذا الكم من البذيء الذي ينعت به اي رأي مخالف او عقل يريد ان يفكر ويقول لم نشاهد تلك اللوحات الجميلة على جدران معتقداتنا التي ورثناها , فتنهال عليه الاتهامات الجاهزة بالخيانة والاصطفاف الى جانب الاعداء .كيف لا ترى كل هذه الحقائق الساطعة على جدران المنطق وخطوطها الحادة فان قلت لا ارى فانت تؤمن بالاسرائليات وانت خائن جبان ، تنفذ اجندة الاجنبي .. وانا لا اعرف اي اجنبي .. كيف لك ان لا تؤمن بكل ما تأتي به عقيدة تقول كنتم خير امة اخرجت للناس .. ابن حرام .. حالهم في تعصبهم كحال تلك المرأة التي ما ان تسمع كلمة عن اليهودية حتى تنبري ثائرة مدافعة ولا تعرف عن ماذا تتحدث لكن عليك ان لا تقترب في نقدك من شعب الله المختار . لا ترى اي لوحات ناصعة هنا ولا هناك .,., وهولاء خير امة واولئك شعب مختار . ونحن نحن الذين نتمزق حيرة والم . ونجاهر بقصر النظر وانعدام رؤية المنطق هنا وهناك نكون ولد حرام.


بعدكل الكوارث الانسانية التي سببتها خفنة خارجة عن القانون الانساني والمأسي والحروب التي نتجت عن افعالها والتي بررتها تلك الافعال لازال هناك من يزور قصر المنطق ويدعي ان سكان الكهوف من المتشددين رسموا لوحات رائعة وملهمة للاجيال بالجهاد ومقارعة الظلم والاستعمار ويجبروننا على الاقرار بها لكننا لا نرى حتى ظلالا " باهتة ترحمنا من قيظ المصاعب التي تنزل على رؤسنا جراء قتلهم وتدميرهم ، وحرقهم للطرق والمدارس ومنعهم الفتيات من التعليم . واصرارهم بكل شبر يحتلونه على تطبيق شريعة الغاب فيه. فهل نحن اولاد حرام والاخرون من يهللون لانجازاتهم بالاعلام المرئي والمقروء والمسموع بطرق مباشرة وغير مباشرة اولاد حلال.

الذمم التي تباع بابخس الاثمان في الردود النارية التي يتلقاها الكتبة والمفكرون والمتحدثون عندما يقتربون من اي مسألة تمس الدين وتناقش في خفاياه متناسية ان اول رادع لاولاد الحلال يجب ان يكون النص القرأني .. ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) الحجرات ايه10 فكيف الحال والاحكام الجاهزة تطلق جزافا" هذا لوطي وتلك سحاقية وهذا خنزير وتلك عاهرة .. هل افزعتكم الكلمات هذه اهذبها واقلها وقعا" افتحوا اليوتيوب اواي من القنوات الفضائية التي تناقش في امور الدين واقرأوا واسمعوا التعليقات لتعرفوا اي ثقافة واي مستوى اخلاقي يحكم اتباع عقيدتنا السمحاء. فهل التلفظ بمثل هذه الشتائم هي الرؤية الحقيقية لمثل هذه اللوحات السامية المعاني والحادة الالوان على جدران قصور منطقنا وايماننا وعدالتنا كما يراها اولاد الحلال والتي لا نراها نحن ..

الحقيقة اردت سؤال القارئ قبل التوجه الى طبيب العيون لفحص نظري الذي صار يقلقني عدم استجابته لشده الساطع والواضح مما امامه .!!. لكن قبل ان اذهب احب ان اسأل هل هناك من هو مثلي لا يرى شيئا"على الحائط ام انني الوحيدة بنت حرام.؟!!


د . شذى احمد



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام جلال
- عار التعددية الروسية -2
- عار التعددية في روسيا
- ستصرخ… ساعدها علىالولادة
- انه لا يحب أمه
- النكات مابين السلالة التكريتية واللالونية
- ماذا افعل جاري يتحرش بي .؟
- حجر الاساس مابين بناء المأذن والكنائيس !
- اعذرني سأكافح كي لا اتفق معك !!
- جائع بالظن شعر
- الحوار الخفي للاديان
- السفيرة هند صبرى وتهنيئة العربية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شذى احمد - هل انا بنت حرام ؟