أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - اسعد الامارة - الانتخابات العراقية وكواشف الذات














المزيد.....

الانتخابات العراقية وكواشف الذات


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 14:02
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


مرت الانتخابات التشريعية بالعراق الحديث بعد سقوط معاقل الدكتاتورية بعواصف كبيرة وارهاصات لا مثيل لها في المنطقة باسرها حيث برزت كتل وتيارات جديدة قدمت للعراق الضحايا والشهداء حتى بات المشهد العراقي ممضخا بالدماء عبر عقود الدكتاتورية اوسنوات السبع العجاف بعد السقوط وفي كلا الحالتين مر العراق بخبرة لا يستهان بها ومر العراقيين بتجربة جديدة خبروا فيها من هو الذي يستحق فعلا ان يكون منافسا قويا حتى وان اختلطت الاوراق وتشابهت الشعارات فيقول استاذ علم النفس السياسي البروفيسور قدري حفني اذا كانت الملامح الظاهرية تندرج تحت ما يسمى بالملامح الطبيعية فإن ثمة ملامح اخرى يصطنعها البشر وتلعب دورا أخطر في تشكيل الصورة الادراكية ولعل ابرز تلك الملامح يتمثل في تلك الملابس وملحقاتها حيث تلعب العمامة لدى السيد او الشيخ وهي التي برزت بشكل ملفت وواضح في الانتخابات العراقية السابقة حتى ظن معظم الناس ومنهم البسطاء انها مدعومة من المراجع الدينية وكان الحجاب ايضا من كواشف الهوية الدينية لدى عامة الناس ويضيف (د.قدري حفني) ان كواشف الهوية الدينية هي رسالة موجهة للآخر لاستظهار النموذج الاخلاقي للفئة المرشحة ولكن لم تعد تنطوي هذه على العراقيين بعد تلك الدورة الانتخابية السابقة وما صاحبها رغم ان ما غرسه المجتمع او الاسر في نفوس ابنائها عبر عمليات التنشئة الاجتماعية من صور ادراكية عن الرموز الدينية له تأثير قيمي واضح في السلوك إلا ان الحقائق كشفت الكثير من تلك المواقف وانواع السلوك السياسي الممزوج بالهوية الدينية فظهرت الكثير من الهنات والهفوات وزلات اللسان اللااخلاقية التي تضخمت عند الفرد العراقي المعروف عنه بالمبالغة دائما وهو سلوك يعبر عن التفريغ او التنفيس لما يجول بدواخله بسبب شدة الضغوط التي تعرض لها وما زال يعيشها حتى بات يتعايش معها كسلوك سوي وهو يعد من اخطر الظواهر غير الطبيعية.
ان الانتخابات العراقية لها خاصية تتميز بها بسبب مكونات المجتمع العراقي "الخليط المتجانس" ان صح القول او سمحنا لانفسنا ان نطلق هذا المفهوم رغم ان تصنيف الناس ليس حق طبيعي لاي شخص كان حتى المتخصص ولكن نسمح لانفسنا لان نقول ان مزج النص الديني بالعملية الانتخابية يحمل لغة غامضة او هي فكرة تتغير بتغير السياسة وتغير الزمان والمكان والظرف والحالة وليست سمة ثابتة في الاشخاص او ممن يكونوا مكلفين بالفتوى والذين عرف عنهم الاتزان النفسي والتوافق الانفعالي ومن ذوي الشخصيات الهادئة ، اما السياسي فهو معروف منذ الازل وحتى يوم القيامة يبقى سياسيا وان كان تربى دينيا او تعلم في الحوزات او المدارس الدينية لذا كشف العراقيين بحدسهم المعروف عن النوايا وعرفوا ان الطائفية ليست طريقا معبدا بديلا للدكتاتورية او نقيضها ،إن لم تكن صنوا لها وهذا ما اثبتته سنوات السبع العجاف والقتل والتدمير بعد السقوط وما آل اليه الصراع الآن ومآزق الاتفاقات والاختلافات وأخرها التسقيط المتعمد لكل من شارك بالعملية السياسية ، ان التعامل مع النتائج الراهنة عبر منظور غير مألوف للعراقيين او مستورد او شبيه من بعض دول الجوار سيقود الى استنتاجات منها اختلاط المعتدي والضحية معا ً وضياع جديد لاربع سنوات من التشويه والتناحر الجديد بغير صورة الطائفية وانما بصور بديلة مستلة من الفكرة الاساسية لها او هي باسلوب محور كما هو الحلم او الكابوس لدى الحالم وهذا ما يعرفه من درس النفس.
تبين لنا الانتخابات مرة اخرى كواشف الذات الفردية او الجمعية للكيانات بشكل مباشر او غير مباشر على شكل هفوات او ارهاصات او هنات لاشعورية ويعود بنا التاريخ مرة اخرى الى الفرضية القائمة على التربية المتسلطة المتشددة وهي مصدرا ً للضغينة المفرطة وهذا ما اطلق عليه علماء النفس بـ "عمى النفس" حينما يقود واحد من الكيانات الدعوة مرة اخرى الى تألفات تدعو الى تأجيج الصراع بدلا من حله او تحييد المواقف السياسية لحين ايجاد الحلول التي زرعت بفن ايام الفترة الدكتاتورية البغيضة وهي معضلات صعب حلها بقرار سياسي آني او فردي فلذا لا يمكن للعراق ان يقوده شخص واحد يتحمل ذنب الجميع وتترك الجرائم الكبرى بالغفران مع النسيان دون ان تحقق العدالة .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحباط في الطفولة ..صراع في البلوغ
- الغيرة والجنون !!
- الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟
- العراقيون وفريضة التساؤل ..عن التدهور في كل شئ!!
- النفس والصراع !! جدل الانسان
- الاستعراضية والتباهي مؤشر للشعور بالنقص!!!
- الكبت والصراع النفسي
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟
- التربية والشعور بالدونية عند الافراد والشعوب
- العراقيون ومخاض الانتماءات .. رؤية نفسية عن الانتخابات القاد ...
- الغِيرة .. الوجه الآخر للشخصية
- من حرية التفكير الى التكفير
- انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!
- كيف يتكون الشعور بالدونية لدى الاطفال
- ولمحنة أيتام العراق احزان
- العراقيون .. بين التعب والملل
- أطفال العراق وألعابهم
- رغباتنا بين الخفاء والعلن !!
- العراقيون بين حلم التحلل وقيود التدين الخاطئة


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - اسعد الامارة - الانتخابات العراقية وكواشف الذات