أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عطا مناع - النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!














المزيد.....

النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 09:01
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


غريب هذا الوطن العربي الكبير، فالبرغم من المشاكل والتعقيدات التي تعصف به يمتاز بالطمأنينة والتصالح مع ألذات لدرجة أن المراقب من بعيد يضرب أخماس في أسداس دون نتيجة في تحليله لظاهرة الصمت والتعامل مع الأشياء من منطلق الأسود والأبيض، وبالتالي التبعية والرقابة الذاتية المفرطة حتى لا يُجرج شعور المسئول الذي تحول لطوطم نسبح بحمده في الليل والنهار.

في حياتنا اليومية يسود التذمر من كل شيء، فلا يجتمع اثنان إلا وتحدثا عن حالة الانحطاط التي وصلنا لها، فالموطن والمثقف والأكاديمي ورجل الأعمال وحتى السياسي يحملون الموقف ذاتة، والمصيبة أن الواحد فينا يقارع نفسه فينتصر عليها مرة وتهزمه مرات، وكأنة يعيش أكثر من شخصية في اليوم الواحد ما يعكس حجم المشكلة وخطورتها.

هي حالة مخيفة لدرجة الرعب، وخاصة عندما تصيب النخبة التي تعلمت الشطارة واللعب بالبيضة والحجر والقدرة على التلاعب بالأسود والأبيض بما يحفض مصالحها، وهذا افقدها المصداقية والثقة من شرائح المجتمع التي انكفأت على نفسها ونسجت عالمها الخاص وكأنها تنتقم من نفسها ومن قيادتها السياسية والمجتمعية.

المخيف في حالتنا المرضية التي أتمنى ألا تكون مستعصية فقدان القدرة على التواصل مع ألذات وسيادة قانون العيب على مجمل مناحي الحياة الفكرية وخاصة فيما يتعلق بالنقد للجهات المتنفذة وكأننا نشهد حالة إعدام لوجهات النظر المغايرة من قبل الجهات الإعلامية والمواقع الالكترونية رغم إعلانها أن وجهات النظر المطروحة في مواقعها لا تعبر عن رأيها.

في الحالة الفلسطينية مثلا، فأنت زنديق وكافر وتستحق الرجم إذا وجهت النقد لحركة حماس، وبعض المواقع الالكترونية تتلاعب في مضمون وجهات النظر المطروحة في أحسن الأحوال، بعض رؤساء التحرير حفظهم اللة لا يكلفون نفسهم بنشر وجهة النظر، أما رؤساء التحرير الذين يقفون على الجهة المقابلة من الجهة إلي يوجه لها النقد فينشرون وجهة النظر لحظة حصولهم عليها.

المشكلة الكبرى مع رؤساء التحرير الذي لا يملكون وجهة نظر، فهم يريدون إرضاء كل الأطراف، وفي الحقيقة لا يرضون أيا من الأطراف، وبالتالي هم غارقون في مثلهم الأعلى ....إن السكوت من ذهب ومعجبون في المثل القائل ...الباب اللي بيجيك من الريح سده وأستريح، هذه النوعية من الذين يتربعون على عرش السلطة الرابعة همهم الأول والأخير إرضاء كل الأطراف واستجلاب التمويل المشروط الذي ساهم في قلب البلد رأساً على عقب.

ومن الناحية النظرية فان تفاعلات الحياة السياسية والثقافية تفرض نفسها على الشرائح المعنية بالتغيير وتصويب الأوضاع الداخلية، وفي نهاية المطاف لن تفلح الجهات التي تضع رأسها بالرمل دفع مياه النهر إلى أعلى، فهذا يتنافى مع القوانين الاجتماعية، وقد يكون من مصلحتنا كشعب فلسطيني أولا وشعوب عربية ثانياً التطلع لواقعنا وتفكيكه والوقوف على أسباب التراجع والتخلف والفساد السائد، لان الوقت ليس في صالحنا ولا في صالح الطبقة المتنفذة التي إن سيطرت فإلى حين.

لقد أثبتت تجارب الشعوب أن عملية التغيير الديمقراطي هي بالأصعب مقارنة يالتغيير العنيف، وقد تكون تجربة غزة مثالاً صارخاً على الانعكاسات الخطيرة لاستخدام القوة في الصراع الداخلي، هذا الصراع الذي يميز ما يسمى بدول العالم الثالث المتخصصة في الانقلابات العسكرية والحركات الانفصالية، وفي الحالة الفلسطينية وبعد التأكد وبالعين المجردة من فشل حركة حماس في إحداث التغير فلا بد من استحداث توجهات ثقافية مقرونة بحركة ميدانية لرفض الواقع الفلسطيني الحالي الذي سبب الخسارة لجميع الأطراف وبالتحديد الطبقات والشرائح المهمشة.

إن غياب النقد وسيادة هز الذنب ستزيد من حالة التشظي السائدة، وسنتحول إلى قبائل متقاتلة على الامتيازات، وقد تكون الجهات المعنية بوقف النزيف الأخلاقي والثقافي وحالة التبعية لدولة الاحتلال ودول المحيط هي المعنية بالتغير ولجم الانفلات السائد، ولن يتأتى ذلك إلا برفع الصوت والنقد والتركيز على سيادة القانون الذي يحفظ للمواطن حقه في الحياة، وقد يكون الثمن كبير لكن وطننا يستحق هذا الثمن.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
- غزة والضفة والموت المجاني
- مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح
- في يومها : حضر الحكيم وصور أخرى


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عطا مناع - النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!