أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حكاية الصحفيين مع وزارة نظيف.. وكل حكومة















المزيد.....

حكاية الصحفيين مع وزارة نظيف.. وكل حكومة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 893 - 2004 / 7 / 13 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصتنا - نحن الصحفيين - مع حكومة الدكتور أحمد نظيف هي تقريبا نفس حكايتنا مع كل حكومة سبقتها وهي في كل الأحوال حكاية كفيلة باصابتنا بكل الأمراض المصاحبة للضغط العصبي والنفسي لولا أن وتيرة التغيير الحكومي لدينا بطيئة جدا، حتي نكاد نتصور أحيانا أنها منعدمة أو من رابع المستحيلات نتيجة لالتصاق أصحاب المعالي بمقاعدهم الوزارية سنوات تفوق الحصر.
ولا بأس أن نشرك القراء في تجربتنا مع الحكومة الجديدة، ومع كل حكومة.
فقد بدأ الحديث عن الاصلاح السياسي والاقتصادي منذ شهور عديدة، وترتب علي هذا الحديث المكثف كلام عن تغيير لابد منه في الحكومة.
والعجيب أن النسبة الغالبة من هذا الحديث جاءت علي لسان مصادر حكومية أو محسوبة علي الحكومة أو علي أقل القليل مقربة منها، وموطن العجب في ذلك هو أن أكثر من تحدث عن »الاصلاح« كانوا هم أنفسهم الجالسين علي كراسي الحكم والمشاركين في صنع القرار أي نفس من يستطيعون تحويل الأقوال إلي أفعال وتحويل الاصلاح من شعارات إلي برامج.
لكن هذا ينقلنا إلي نقطة ثانية لا تقل غرابة هي أن بعض الجالسين علي المقاعد التنفيذية ينفردون عندنا بخاصية المقدرة علي تنفيذ سياسة ما والانقلاب عليها وتنفيذ سياسة مضادة لها!
المهم.. أننا لمدة شهور طويلة من الحديث عن ضرورة التغيير، وشهور أطول من الحديث عن التغيير المرفوض المفروض من الخارج والتغيير المستحب النابع من الداخل.. بقينا نهبا للتكهنات عن هذا التغيير القادم.. وموعده.. ومداه.. ورجاله ونسائه.
ويكفي أن تراجع أرشيف الصحف القومية والحزبية لتري الكم الهائل من التقارير المتضاربة بشأن كل عنصر من العناصر السابقة.
وقد شارك في صياغة هذه التقارير والتحليلات رؤساء تحرير يفترض أنهم مقربون من مراكز صنع القرار وصحفيون مرموقون ومحررون غلابة علي باب الله.. لكن الجميع ساهموا بما كتبوه في زيادة القارئ بلبلة بدلا من أن يقوموا بتنويره كما هو مفترض!
وبعد هذه الشهور من الافتقار إلي اليقين وإلي »معلومة« واحدة متماسكة وموثقة جاءت البشارة بتغيير الحكومة ومثل الوضع الذي سبقها من التكهنات المتضاربة جاء الحديث عن هذا التغيير المزمع - علي لسان نفس رؤساء التحرير المقربين افتراضا من مصادر اتخاذ القرار - متناقضا ويتضمن الشيء وعكسه فقيل تارة انه قريب جدا، ثم قيل إنه لن يحدث قبل سبتمبر وقيل انه سيكون محدودا ثم قيل انه سيطيح بكل الحرس القديم وقيل إنه لن يشمل رئيس الوزراء ثم قيل ان عاطف عبيد رئيس الحكومة سيحمل عصاه ويرحل قبل وزرائه.
ولم يكن كل هذا التضارب حكراً علي الصحف الحزبية أو المستقلة وإنما كان مسيطرا بالاساس علي التغطية الاخبارية للصحف القومية بجلال قدرها وقدر رؤساء تحريرها.
وبطبيعة الحال.. يمكن للقارئ أن يتخيل كم عانينا نحن الصحفيين »المستقلين« للحصول علي معلومة موثقة في هذا المحيط المتلاطم من التكهنات المتضاربة دون جدوي فلا أحد يعطيك خيطا للحقيقة ولا مسئول يدلي بتصريح قاطع يشفي غليل الصحف أو القارئ وكانت النتيجة هي أن الغموض ظل سيد الموقف لأسابيع اضافية بعد »تسريب« تقرير مرسل وغير موثق عن التغيير الحكومي الوشيك في احدي كبريات الصحف القومية.
ثم بعد أن تمت ترسية مزاد الترشيحات في بورصة التكهنات لمنصب رئيس الوزراء الجديد علي الدكتور أحمد نظيف.. عشنا أياما متصلة من الجري المحموم خلف معلومات تبل الريق« عن أسماء الوزراء الذين سيخرجون من الحكومة والوزراء الجدد الذين سيدخلونها.
وتكرر نفس السيناريو.. فلا شئ سوي الشائعات والتكهنات التي ضاعف من شأنها في هذه المرحلة الجديدة أن كل شخص جالس علي المقهي أعطي لنفسه حق تشكيل الوزارة الجديدة ولم يكتف بعض هؤلاء بممارسة هذه الهواية - التي لا يستطيع أحد حرمانهم منها - بل شاءوا أن يضيفوا إليها اثارة أكبر بالزعم بأنها أخبار موثوق منها وأن مصادرها السرية حسنة الاطلاع وتعرف »دبة النملة«!
حتي مندوبونا في مجلس الوزرراء اصابتهم هذه العدوي، ولهم العذر بطبيعة الحال فقد أمطرونا بتقارير تتحدث في الصباح عن ترشيح »زيد« لتولي الوزارة الفلانية، وتتحدث في الظهيرة عن ترشيح »عبيد« لنفس المنصب، ثم يتبخر كل هذا في المساء قبل مثول الجريدة للطبع وتظهر ترشيحات لاسماء جديدة لم يسمع بها أحد من قبل.
ثم تخيل أن هذا لا يحدث بالنسبة لوزارة واحدة، وإنما يتكرر بالنسبة لأكثر من ثلاثين حقيبة وزارية.
حتي الوزراء أنفسهم.. لا يعرفون شيئا مما يجري، ونتصل بهم فيفاجئك معالي الوزير بقوله: والله علمي علمك.. ولا أعرف إذا كنت سأبقي أم سأرحل.. لم يتصل بي أحد ليبلغني بالقرار المنتظر بعد!
وعندما كلفنا مندوبينا بالمرابطة علي باب رئيس الوزراء المكلف لمعرفة من سيقابلهم، واستنتاج الاسماء الجديدة المرشحة للانضمام للحكومة.. أبلغنا زملاؤنا أنهم وضعوا جميع الصحفيين في غرفة بعيدة عن مكان الدكتور نظيف وبالتالي فإنهم لم يستطيعوا رؤية شئ أو أحد من هذا المكان النائي وبقينا نحن في صالة التحرير نضرب أخماسا في أسداس.. نحاول نسقط معلومة من هنا وربطها بخبر من هناك علي أمل أن نجد طريقة لحل اللغز وفك الطلسم!
وبالمناسبة فإن الدكتور نظيف اختار أن يجري مقابلاته في القرية الذكية بالقرب من مدينة السادس من اكتوبر، وهي احدي الصروح التكنولوجية التي شارك في انشائها وتطويرها، وهي عادة ورثها عن سلفة عاطف عبيد الذي دأب علي اجراء مقابلاته في مركز اعداد القادة وهو أحد المعاقل التي شيدها ايضا، مثلما ورث الدكتور عبيد نفس العادة عن سلفه الدكتور كمال الجنزوري الذي كان يفضل اجراء المقابلات التي تكتسب هذا القدر من الاهمية بمعقله السابق في معهد التخطيط القومي.
وكانت تجربتنا مع المعاقل الثلاثة، معهد التخطيط ومركز اعداد القادة والقرية الذكية، تحكي نفس القصة: غياب الشفافية وندرة المعلومات والسيادة الطاغية للشائعات والتكهنات وضرب الاخماس في الاسداس.
وغني عن البيان ان زملاءنا في بلد مثل انجلترا ــ علي سبيل المثال ــ لا يعانون شيئا من هذا، لأن تداول السلطة محسوب ومحسوم وبمجرد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية يكون معروفا للقاصي والداني اسم الحزب الذي سيقوم بتشكيل الحكومة وحتي اذا كان الحزب الذي فاز بالانتخابات هو الحزب المعارض فإن حكومة »الظل« التي انشأها اثناء وجوده في المعارضة تكون معروفة للكافة بالاسم وبالحقيبة الوزارية ثم ان مواعيد تلك الانتخابات البرلمانية معروفة ومحددة باليوم والثانية، وبالتالي فإن مواعيد استحقاقات تداول السلطة ــ اذا ما كانت هذه ارادة الناخبين ــ تكون معروفة ومحددة ايضا بنفس دقة الساعات السويسرية وساعة »بيج بن«.
صحيح أن الدكتور أحمد نظيف لا يتحمل مسئولية الاوضاع التي نشكو منها والتي تجعل عمل الصحفيين أقرب الي وظيفة »قارئة الفنجان« أو »ضارب الودع«، لأنها أوضاع موروثة من كل الحكومات السابقة، لكن التاريخ سيحاسبه علي استمرارها.
وهناك سببان للتعويل علي أحمد نظيف في تصفية هذه التركة العبثية:
السبب الأول ــ العام ــ هو أن العصر الحالي لم يعد يسمح بأمور كانت الازمان القديمة تجيزها أو علي الاقل تجعل الناس تغض الطرف عنها والدكتور نظيف هو أول من يدرك ان الخاصية الاساسية لعصرنا هي انه عصر المعلومات والثورة المعلوماتية.. التي تتناقض تماما مع استمرار غياب المعرفة في كل المجالات.. سياسية كانت او اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية.
السبب الثاني ــ الخاص ــ هو ان الدكتور احمد نظيف، بالتخصص والخبرة، رجل مهمته ومهنته المعلومات.. ولذلك فانه يحق لنا نحن الصحفيين ان نطالبه بتوفير المعلومات لنا، ونقل مصر بأسرها الي مجتمع المعلومات.. والمعرفة.
فهل يفعلها؟.. دعونا نأمل.. ونعمل!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صـديـق إسـرائيـل يحـاكـم صـدام حســين
- لماذا هذا التلذذ بحبس الصحفيين؟!
- الـــوفــــد
- الصحفيون ليسوا قضاة.. لكن الوزراء ليسوا آلهة
- !استئصال الناصريين
- العرب مذلون مهانون فى قمة الثمانية الكبار
- مكسيم رودنسون .. مفكر وضع أصبعه فى عين - حكيم أوروبا -
- شاهد عيان فى عنبر المعتقل وبلاط صاحبة الجلالة - شهادة مقدمة ...
- لماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟!
- خصخصة حق تقرير المصير.. هى الحل
- مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية
- يحيا العدل.. الأمريكي !
- اكبــر ديمقـراطيـة .. فى بـــلاد تركب الأفيــال
- الغضب .. أفيون العرب!
- جــريمـــــة الـقــــرن الحــــادي والعشـــــــرين
- الــــــورطــــــــــة !
- - وعد بوش - .. لاقامة إسرائيل الكبرى
- حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من ...
- بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم ...
- رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حيات ...


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حكاية الصحفيين مع وزارة نظيف.. وكل حكومة