أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشيباني - تحالفات وهمية!














المزيد.....

تحالفات وهمية!


رشاد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن نتائج الانتخابات المحلية أعطت نوري المالكي ثقة بالنفس ربما تفوق بكثير الوقائع على الأرض، ومنذ تلك اللحظة بيت حزب الدعوة الذي يحمل موروثا معروفا من الضغائن مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية منذ أيام التواجد المشترك في طهران، على أن يخوض انتخابات عام 2010 بقائمته الخاصة (ائتلاف دولة القانون) مستفيدا من العوامل التي جعلته يشعر بالنصر في انتخابات المحافظات، مستغلا شعار سيادة القانون ووحدة العراق وعروبته، لما تبين لها أنها شعارات تلامس ما استقر في أعماق المواطن العراقي الذي لم تلوثه هاوية الحرب الأهلية التي كاد العراق ينزلق إليها عام 2006، وربما جازف المالكي حينما خاض معركته ضد أكبر قوة هلامية على صعيد الشارع الشيعي، وهي التيار الصدري الذي فرض المالكي نفسه رئيسا للوزراء كما فعل مع سلفه إبراهيم الجعفري والذي واجه فيما بعد حربا طاحنة في ربيع 2008 حينما امتدت المعارك ضد جيش المهدي من البصرة في أقصى جنوب العراق لتصل إلى الثورة والشعلة في بغداد مرورا بمدن الجنوب والفرات الأوسط، والتي كانت تعتبر مناطق مغلقة للتيار الصدري على وفق ما يطرح الصدريون عن أنفسهم.
في غمرة ما اعتبره نوري المالكي نصرا شخصيا في انتخابات مجالس المحافظات بدأ يسوق شعارات مبكرة للانتخابات النيابية في عام 2010، ويمكن إجمال المحاور الرئيسة لها بما يلي :
1ـ الدعوة لنبذ الطائفية والعرقية والمحاصصة، واعتماد خطاب وطني شامل في أداء المؤسسات الدستورية.
2ـ الدعوة لتعديل الدستور بما يؤمن للحكومة المركزية من أداء مهامها بصورة انسيابية، وربما ستكون هذه الدعوة ملازمة لكل من يتصدى لمسؤولية مركزية ويشعر أن الدستور يحد من صلاحياته.
3ـ الدعوة إلى حكم الأغلبية، وهذه الدعوة بالذات أثارت الكثير من التساؤلات عما يعنيه المالكي، هل هو حكم الأغلبية الحزبية ؟ أم أغلبية القائمة ؟ أم الأغلبية السكانية المفترضة ؟
4ـ الدعوة للمصالحة الوطنية وتوسيع نطاق المشاركة في العملية السياسية.
5ـ المضي قدما في خيار الديمقراطية والتعددية.
ومع أن هناك تناقضا بين النقاط الخمس التي وردت على لسان المالكي، إلا أن الواقع يشير إلى أنها كانت قد أطلقت في ظروف سياسية ونفسية مختلفة، مما يعزز القناعة بعدم وجود برامج بعيدة المدى لدى المالكي شخصيا ولدى حزب الدعوة وأن النمط التجريبي ما زال سيد الموقف، كما أكد أن المزاج الشخصي يلعب دوره الكبير في رسم مسار التقلبات الموسمية لمعظم السياسيين في عراق ما بعد الاحتلال الأميركي.
أن الممارسات اللاحقة التي طبعت سلوك حكومة المالكي، لم تتطابق مع الشعارات المرفوعة التي ابتلعتها دهاليز الصراعات السياسية الساخنة بين أطراف جمعتهم في مركب واحد ظروف وربما ضغائن ضد طرف أو أطراف اخرى، ومن المؤكد أن الضغائن لا تصلح تحت أي ظرف لتكون أساسا لتحالفات سياسية ناجحة وخاصة في بلد مثل العراق، الذي يريد كل طرف إزاحة الآخرين من طريقه، مترافقا مع ضجيج عال بالدعوة إلى المصالحة وتوسيع دائرة العملية السياسية وإدانة الاستئثار بالسلطة وتغييب الديمقراطية.
المالكي لم يكشف خططه لخوض الانتخابات منفردا حتى اللحظة الأخيرة، وترك حلفاء الأمس يجرون وراء نصره السابق خشية من أن يتمكن من ابتلاعهم في الانتخابات القادمة، رغبة بالتحالف معه مع استعداد لتقديم تنازلات جدية لائتلاف دولة القانون، ولكن العقبة الرئيسة التي حالت دون إتمام عقد الزواج مجددا كانت منصب رئاسة الحكومة وهو الشرط الأول الذي أصر عليه المالكي معتبرا أن من حقق الانجازات الأولى عليه هو وحده أن يكملها أو أن يسجلها باسمه، كما أن نسبة كل طرف من التحالفين السابقين في الائتلاف الجديد كانت تطرح بين آونة واخرى من أجل إضافة عراقيل جديدة لمنع سطو الخاسرين على إنجازات غيرهم.
ولكن المالكي وهو في غمرة مشاعر النصر، ارتكب خطيئة تجاهل الرقم الكردي في المعادلة الانتخابية، ودخل في صراعات سياسية خفية أحيانا وعلنية أحيانا اخرى، ولكنها قوية مع قيادة الحركة الكردية الممسكة بمقاليد الوضع في شمال العراق، ونسي المالكي أنه وقد أشاح بوجهه عن حلفاء الأمس ضمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد، فإن هؤلاء لا بد لهم عن البحث عن موضع الألم في جسم قائمة ائتلاف دولة القانون للضغط عليه بقوة من أجل إثارة الأوجاع حد الصراخ، فباشرت قائمة الائتلاف الوطني العراقي وهو التحالف الشيعي الوريث للائتلاف الموحد، اتصالات مع اللاعبين الذين لا يمكن تجاهلهم حتى من قبل أعدائهم في أية صفقات سياسية مستقبلية، أي التحالف الكردي، وحاول المالكي في الوقت الضائع تدارك ما ارتكبه من خطأ، فقد زار النجف واجتمع بالمرجع الشيعي على السيستاني، وبعد اجتماعه غير المعروف التفاصيل، قال بأنه يتطلع لتشكيل تحالف مع قائمة الائتلاف الوطني، وهي القائمة التي أجلت الإعلان عن نفسها أكثر من مرة رغبة باستدراجه إليها ولكنه أصر على النأي عنها إلى خيار القائمة المنفردة غير أن دعوته سرعان ما جوبهت بالرفض القاطع من قبل قياديي الائتلاف الوطني، وفي خطوة لافتة وصل عمار الحكيم إلى السليمانية وأربيل في حركة التفاف بعيدة على قائمة المالكي، وأعلن من هناك أن الآراء متفقة على تشكيل تحالف بين الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني، لتشكيل الحكومة التي ستفرزها الانتخابات المقبلة، ويبدو أن هذه الخطوة لم تأخذ نصيبها من الأهمية عند المالكي، وفي تصريحات علنية قال الطالباني إن التحالف بين الشيعة والأكراد هو الخيار المتاح لقيادة البلد نحو الأهداف المرسومة.
ومن المحتمل وقد تقطعت كثير من خيوط تحالفات المالكي الخارجية، ولتضاف إلى مأزقه الداخلي، أن يكون رحيله أمرا مرغوبا به ليس من قبل حلفاء الأمس في الداخل فقط، وإنما حصل التقاء بين مصالح قوى أثقلها وجود المالكي في منصبه لأربع سنين، وعلى الرغم مما رافق تجربته من مرارة، فإنها ترى في فرصة جديدة له في رئاسة حكومة عراقية لأربع سنوات أخرى وكأنه كابوس ثقيل لا يطيقه لا الداخل ولا الخارج.



#رشاد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نصدقكم ابدا
- من يصون الوطن؟
- تلك امة قد خلت!
- ايها العراقيون لاتنتخبوا ...
- احلى وطن
- العراق بين مطرقتين
- عجيب امرك ياوطن
- لماذا سقطت بغداد؟
- من يملك انتاركتيكا؟
- لماذا يا امام الحرب؟
- لغز عبد الكريم قاسم
- اين حقوق شهداء العراق؟
- المقاومة العميلة
- قالوا في الامام الحسين (ع)
- ماذا بعد قرارات هيئة التمييز العراقية؟
- انظروا لاصحاب العمائم
- اعترافات ابراهيم الغالبي
- اسرائيل تلوم امريكا
- اللعبة الامريكية الايرانية في العراق


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشيباني - تحالفات وهمية!