أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حمزه الجناحي - مسيحيو العراق.. نخلة شمّاء وعطاء بصمت














المزيد.....

مسيحيو العراق.. نخلة شمّاء وعطاء بصمت


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 21:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


التركيبة العراقية المكونة للصورة البهية لخارطة العراق السكانية ألوانها زاهية وتماسكها ببعضها البعض تعطي رونقاً متميزا قلما نجده في بلد من بلدان العالم طوائف وأقواماً ذائبة في بودقة العراق مكونة بناء وأساساً قوياً للبيت العراقي.

الأيزيديون، المسيحيون، الصابئة المندائيون، العرب، الاكراد، الأشوريون، التركمان أقوام وجدوا مع وجود ألعراق واختلطت وذابت بأرض هذا الوطن العملاق. ففي ألملمات وفي ألأفراح وفي الخير والشر لا تسمى هذه الطوائف باسمها المجرد بل تسمى باسمها الكبير العراقيين أو أنه العراقي.
كل طائفة أو مكون من هذه المكونات وجدت على ارض العراق قبل الأخرى وأنها شاركت بكتابة التاريخ القومي للعراق بدماء وشقاء ابنائها وخطت على جدران البيت العراقي أجمل الصور.
السنين تمر والتاريخ يكتب سفره بأكف الأجداد والأبناء ولا توجد تسميات من كتب ألتاريخ.. ولا أحد ادعى انه كتب التاريخ بل الجميع خط وشارك بكتابته.
وقفت هذه الأقوام على مر هذه السنين الموغلة في ألقدم وقفة رجل واحد عندما تعرض العراق لغزوات الاجنبي، مات من مات منه شهيداً من أجل هذه الامة وجاع الجميع يوم الجوع والقحط وتعرض من تعرض للفيضانات عندما غضب دجلة وفاضت مياهه وبكى الجميع من دون استثناء عندما جرح العراق في الصميم بكى العراقيون جميعا وطببوا جراحه واستشهد الكثير من ابناء هذه الطوائف عندما تعرض العراق للقصف الأجنبي؟ لم تفرق الأرض العراقية بمن يدفن فيها فلا تلفظ المسيحي وتقبل الكردي ولا تستقبل اليزيدي وترفض الأشوري إنها ارض واحدة معطاء وهؤلاء أبناؤها.
الجنسية عراقية والجواز عراقي والاسم عراقي، الأرض عراقية. اليست هذه الصفات تجعل الجميع شركاء على هذه الارض؟
اليس هذا التصميم الألاهي المتراص هو أساس لبقاء الوطن؟ هل بخل نهر دجلة على طائفة من دون أخرى؟
ألم يمر الفرات على جميع هذه المدن هل منع ماءه عن تلك القومية وأعطى ماءه لقومية اخرى؟ ففي الحلة كنيسة مسيحية وفي ميسان مقبرة للصابئة المندائيين وفي بغداد أكراد وفي البصرة سنة وشيعة.. انه ألعراق ومن دون ابناء طائفة لا يسمى العراق. لكن في الاونة الاخيرة دخلت علينا لغة جديدة همجية طارئة لم يكن لها وجود بيننا لغة القتل والتهجير والخطف فتنة غذيت نارها بحقد الجار وارتفعت مأساتها ضد الاخ والصديق.
أنت شيعي يجب أن ترحل وانت سني يجب ان تهجر وانت مسيحي لا مكان لك بيننا وانت تركماني لست عراقياً انت، وأنت يزيدي منبوذ وأنت كردي لك وطن أخر.من أين جاءت هذه اللغة الدخيلة؟ ولماذا الان؟ ولماذا لم نسمع بها قبل هذه الفترة؟ الم تكن الجامعات العراقية زاخرة بأبناء العراق جميعا بكل طوائفهم؟ ألم يكن شارع السعدون في وقت العصر زاخرا بمحلاته ومشاربه وناسه مرتعا لكل أبناء هذه القوميات؟ ألم تكن مضايف العراق مضيفاً للجميع؟ هل شاهدنا أو سمعنا يوما احداً ينادي أنا لست عراقياً بل أنا مسيحي لماذا أذن ؟ وكيف نقبل أن نفتت هذا الوطن؟
صورة جميلة هذه التي تجمعنا وبأزياء مختلفة ولغات مختلفة وطقوس مختلفة، كنائس، جوامع، حسينيات دور عبادة إنها صور جميلة مكونة لصورة واحدة صورة العراق الواحد.. سماء واحدة ونهران يتعانقان في الجنوب بعد أن ارتوت من مائهما كل تلك القوميات.
بالأمس سمعنا إن اثنين من أبناء الطائفة المسيحية اختطفا الأب عفاص والاب يشوع تبت يد من مدت عليهما إنهما رمز للتسامح والسلام ورمز للمحبة والوحدة إن الأيدي التي خطفتهما ايد وقحة قذرة لم تشرب من منهل دجلة والفرات.
ماذا قال الارهابيون لهؤلاء السادة؟ إنهما حمامتا سلام وإنهما غصن زيتون إنهما المسيح على الأرض يمشي.
قطع الله اليد ألتي مدت عليهما. لعمري والله كأني أرى الأب عفاص والأب يشوع قد غفرا لهؤلاء القتلة وأعطوهما درسا في التسامح وغيروا مفاهيم عقولهم العفنة.
لعمري والله كأني أرى هؤلاء الأبوين وقد ضربا للقتلة أروع معاني المواطنة العراقية ودلوهم على طريق الخير.
لعمري والله كأني أرى القتلة لم يناموا تلك الليالي بعد أن اقحمهم ارباب الكنيسة المسيحية وعرفوهم بمعنى الدين والحب والسلام وألا من والوطن والسماء والماء والطفولة والامومة والاخوة والله... والا لماذا اطلق سواحهما؟
ألم يكن الدرس بليغا لكل ابناء العراق؟
انتبهوا ايها السادة للمسيحيين إنهم أصل العطاء الصامت أنهم اعطوا كل ما لديهم.
وهل العراق من غير المسيحيين تكتمل صورته؟ وهل العراق يستطيع أن ينام يوما واحدا من دون ابناء المسيح؟ وهل ماء العراق يكون زلالا في افواه أبنائه من دون أن يرتوي منه ابناء المسيح؟
إنهم الاصل والله وإنهم نخلة العراق الشامخة التي تعطي ثمرها من دون أن تمن على أحد ولا تريد من أحد إن يخدمها ترمى بحجر وهي فرحة لتعطي ثمرها لأبنائها.



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة اتحاد الشعب (363)..شاهدت الدعاية ولم يتعرف الناس على ا ...
- المرجعية توقف الدراسة الحوزوية في النجف الاشرف
- مشاهد ووقفات امام صور مرشحي الانتخابات وبطلها برنامج الفوتو ...
- الم يغتال حنظله ناجي العلي ؟...نقابة الصحفيين تغتال أهل الكا ...
- ردوها عليهم وانتم تستطيعون ..لأن أمهات الشهداء يقفن وراءكم
- احذروا المحكمة التميزية فإنها خرجت عن صلا حياتها
- هل جاء بإيدن لإنقاذ العملية السياسية أم لتهيئة انقلاب عليها. ...
- ما حكاية فلم الجياع الهندي الذي أنتجته مهراجات وزارة التجارة ...
- عدم اقرار الموازنة آخر لعبات البرلمان القذرة وخيانته العظمى ...
- ما هو السبب الملح وراء طلب وزير خارجية بريطانيا للقاء المالك ...
- من هو المسئول الذي سمح لأمراء الخليج بالعبث ببيئة العراق واح ...
- العراق قبل المغرب ومصر وسوريا فقرا..عيش وشوف
- هل هي الصدفة؟...لمحة تحليلية في سبب قطع يدين العباس بن علي ف ...
- دكتاتورية مجالس المحافظات ..مجلس بابل وتهديده للأعلامي محيي ...
- حقل الفكه العراقي ..يميط اللثام صراحة عن حاجة العرب إلى عراق ...
- ما أرخصك يا دم العراقيين ...السيد المالكي يطالب بتشريع من ال ...
- تراشقوا تنابزوا ليتهم بعضكم البعض ...فالموتى لا يعودون ثانية ...
- إلى السيد برهم صالح مع التحية ..ليس المرة الأولى ولا اعتقد إ ...
- تفجيرات اليوم كانت مؤجلة ..لضرب عصفورين بحجر الحقد
- الحوار المتمدن عذرا ..وقفت وصفقت لك أ لأني وجدت نفسي عاجزا ع ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حمزه الجناحي - مسيحيو العراق.. نخلة شمّاء وعطاء بصمت