أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سينثيا فرحات - البرادعي: هل كان دوماً معارضاً أم حليفاً للنظام؟















المزيد.....


البرادعي: هل كان دوماً معارضاً أم حليفاً للنظام؟


سينثيا فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 21:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اليوم حديث المصريين يتلخص في تلك الأحرف: "البرادعي" بين مؤيدين و معارضين.


قبل أن يكون أسم دكتور البرادعي حل لكل مشاكل المصريين، كنا نبحث في حلقة مفرغة عن كلمات بديلة عن السيد جمال مبارك دون جدوي، نعم لتلك الدرجة تم تصفيتنا، نعم لتلك الدرجة تم تهميشنا، نعم لتلك الدرجة تم تفريغنا، نعم لتلك الدرجة نحن عبيد لا نعرف أسماً حراً بيننا.
و تلك هي الحقيقة، لست من هواه البحث عن الحلول في المخدر، و المسكن، و المسكر، من المادة أو الفكر، فإن كنت من هواة المواجهة و المصارحة و لديك الشجاعة لتحمل المشاكل التي لا نعرف لها حلول و لكنك تعتقد مثلي إن البدأ في البحث عن الحلول حتماً يكون من خلال الأسئلة و البحث عن أجابات أهلاً بك، و دعنا نخوض رحلة التساؤل سوياً، و أرضاء أسئلتي لن يكون من خلال الأتفاق معي، و لكن عندما نستطيع أن نعرف إذا كانت الأسئلة صحيحة أم خاطئة، لأن الأسئلة الجيدة تتضمن أجاباتها.


بعد أن أشاركم بعض الترجمات و التعليقات القليلة علي مقالات المنشورة علي الأنترنت لبعض المحللين من الغرب لأداء الدكتور البرادعي في الوكالة الدولية للطاقة للذرية، بهدف البحث عن فتات من التفكير التحليلي لدي معارضتنا، أطرح بعض الأسئلة مبنية علي المعلومات المطروحة أمامنا علي الأنترنت و في الساحة المحلية و الدولية و بعض من المنطق، لكن للأسف لن نسطيع أثبات أي شئ أو عكسه، غير بأكثر شئ مؤرق لنا جميعاً و هو الوقت، و أكثر شئ نخافه و نجهله و هو المستقبل، إذا كان يصح أطلاق ذلك اللفظ علي باكرنا المعتم.


المصريين ينظرون للدكتور البرادعي و كأنه هبط من السماء علي السحاب، أو من مركبة فضائية لحل مشاكلهم و ففي عقولهم هو "جاي من برة" بعقلية أجنبية مستوردة و لكن مسلمة و محلية أيضاً. ففي تلك الحالة من أنعادام الثقة في لكل شئ مصري محلي، من أول المنظومة السياسية، الي أبسط المنتجات التي نتستخدمها في حياتنا اليومية، و إن كان حقاً إنعدام الثقة المطلق في كل ما هو مصري مكتسب و عن جدارة من ستة حقب من الخراب و سياسة تمويل الكراهية و العداء بين أفراد الشعب و بين المصريين و الشعوب الأخري كبرنامج سياسي يدور في حلقات مفرغة من التخريب المتعمد و الغير متعمد لمصر في كافة مؤسسات و علي كل الأصعدة، الي أن الثقة المطلقة في كل ما هو غربي خطأ أيضاً، و وجود الدكتور البرادعي في مؤسسة دولية أصبح هو العلامة الوحيدة التي ينتظرها المصريين لتكون مؤشراً علي انه قادر علي حكم دولة عجوز مهلهلة كدولتنا، دون السؤال عن توجهه السياسي، أو الأقتصادي، أو الأقليمي، أو الدولي، أو المحلي أو محاولة متواضعة لتقييم أدائه في منصبه السياسي الدولي السابق، أو أي من تلك الأسئلة التي لا تعني المصريين في شئ، و ينتظرون من الحاكم أن يكون أباً أشتراكياً أخر يأكلهم و يشربهم و يعلمهم، و ينيمهم و يوقظهم علي عادات و تقاليد و أفكاراً مُرة يريدون تواترها و أستنساخها و أجترارها بأسم التغيير.
و دون النظر لأداء الدكتور البرادعي عندما كان مديراًَ للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل نقضي و الذي أنقسمت حوله الأراء من مؤيدين من قبل بعض الأنظمة الأوروبية و كافة الأنظمة العربية، و بين معارضين من قبل بعض الأنظمة الغربية، و نحن نعلم ما يقول المؤيدين، حيث يشيدون بسياسة الدكتور البرادعي الحريصة في الأمم المتحدة، و المتجنبة لصراعات جديدة في المنطقة، و لكن إذا كنا سنأخذ وجود الدكتور البرادعي في مؤسسة غربية كمؤشر علي الكفائة، يجب أيضاً أن نعرف ما قاله المعارضين من الغرب الذين نستخدمه كمؤشر علي نجاح الدكتور البرادعي، و لا ننتقي ما نريد أن نسمع من الجزء الاخر من العالم الذي نعتبره معيار علي الكفائة.


و لذلك أنقل لكم بعض ما قاله المعارضين في الغرب عن الدكتور البرادعي و الذي له كل الأحترام، و لكن الامانة الفكرية تحتم عرض الصور كاملة و بطريقة غير أنتقائية كما يفعل بعض من يساندون الدكتور البرادعي.
لقد وصف الكثيرين أدائه أنه أتسم بنوعاً من المماطلة أو المهاودة تجاه البرنامج الإيراني النووي، و قالوا أيضاً أن الدكتور البرادعي ترك منصبه دون حل حقيقي من ما نتج عنه أن إيران تعمل علي مفاعلها النووي الثاني الذي أعلنت عن وجوده للوكالة الدولية في الخامس و العشرين من سبتمبرالماضي، في ظل لوم الدكتور البرادعي المستمر للرئيس جورج بوش دون تحمل مسؤلية من جانبه كما أدعي البعض. و خرج الدكتور البرادعي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأتهامات من قبل فرنسان ب "التعمد في أخفاء أدلة" و علي حد وصف جريدة التايمز في الثامن سبتمبر2009 و عندما قالت الصحفية كاثرن فيليب في المقالة ذاتها و التي كانت بعنوان، "فرنسا تدعي أن محمد البرادعي ترك أدلة عن قنلة إيرانية"، قالت: أدعت فرنسان بفقدان الملحق الذي يعالج الأدلة المحتمل وجودها حول قنبلة ذرية إيرانية، و علي لسان وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر: "لقد حضرت فرنسا مؤتمر الأحاطة الفنية لتتفاجأ بأختفاء ذلك الملف من التقرير" و أضاف: " ذلك الملحق كان يحتوي علي عناصر محددة تجعلنا نتسائل عن واقعية تواجد قنبلة ذرية، و قضايا حول الرؤوس الحربية ، والنقل و لكن الجزء الذي تم نشره من التقرير تمركز حول إيجابيات."
أضافت أيضاً مقالة التايمز علي لسان وزير الخارجية الفرنسي " أن المخابرات الغربية أعطت الوكالة معلومات تقترح ان إيران تعمل علي تخصيب اليورانيوم و تقوم بالتجارب علي أسلحة محمولة جواً شديدة الأنفجار، و يقومون بتجديد صاروخ يصلح أن يكون رأس حربة نووية. و وصفت الوكالة تلك المعلومات بأنها مهمة و تفرض علي إيران إيضاح موقفها و عدم رفض الأدلة علي انها معلومات ملفقة. و مع ذلك ً من المحتمل أن تكون نظرت الوكالة لتلك المعلومات علي انها لا تفي بمعايير بالأدلة ليتم إدراجها في التقرير."
و كما أضاف الكومنولث: إذا كان لدي الوكالة المذيد من المعلومات نتمني أن تجعلها متاحة.
و الأتهامات التي وجهت للدكتور البرادعي من قبل إسرائيل كانت تتلخص في أدعائهم أن الدكتور البرادعي يتعمد التغطية علي إيران "لأسباب أيدولوجية، و ألتزامه تجاه الأمة الأسلامية." و لكن الغريب أن نفرنسا كانت أشد نقضاً للدكتور البرادعي من إسرائيل و ذهبت لأبعد من ذلك بكثير في أدعاء وزير الخارجية كوشنر أن البرادعي يخفي أدلة، و قبل ذلك أيضاً من وزير الدفاع الفرنسي هرفي مورين.
و أنكر الدكتور البرادعي تلك الأدعائات في غضب، علي حد قول أحدي الجرائد الأجنبية.


و في مقالاً اخر كتبه جورج يان من فيينا، في الأسوشياتد بريس، بتاريخ 30 نوفمبر 2009 قال يان: "تحدي البرادعي أدعاء واشنطن أن صدام حسين يمتلك أسلحة نووية سرية، و جهده مع إيران و كويا الشمالية وضع منظمته تحت الأضواء بجائزة نوبل للسلام" و أضاف: "و لكنه يرحل تاركاً وضع مضطرب و محاط بالجدل... و يترك منصبه ليوكيا أمانو و معظم القضايا التي سلطت عليه و علي الوكالة الأضواء، بدون حلول و في حالة من القلق العميق."

و يفيد المقال أن كوريا الشمالية، و التي رفضت معاهدة حظر الأنتشار النووي و تركت الوكالة، و بدأت العمل علي مفاعلها النووي الثاني العام الماضي. و سوريا ماطلت في كل محاولات الوكالة التي تم التحقيق فيها قبل المخابرات الأسرائيلية و الأمريكية أن سوريا لديها مفاعل نووي سري موجهة للأنتاج البلوتونيوم، و إيران لم تبال لثلاثة مجمومعات من الحصار من قبل الأمم المتحدة، لتسمتر في العمل علي مفعالها النووي السري، بالرغم من المخاوف أن تتم أستخدامه في صنع الأسلحة.
و يضيف أن البرادعي ظل شخص مثيراً للجدل، و محبوب من قبل خصوم واشنطن في الولايات المتحدة لمناهضته لقوتها العظمي.
و علي لسان نورما جويشوشيا إستينوز، مديرة الوفدي الكوبي لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "البرادعي كان قوة مستقلة مفوضة من الوكالة يستمع بأهتمام لكافة الأطراف. و كما أشاد مدير الوفد الإيراني لدي الوكالة، عليِ أصغر سلطانية، بصلابة البرادعي علي رغم من "الضغط السياسي الهائل" من قبل الغرب.

و يضيف يان، تبنت الولايات المتحدة موقفاً اخر برؤيتها للبرادعي انه كان خفيف في تعامله مع إيران، من ما أدي لمحاولة واشنطن إذاحته من منصبه و توقفوا عن المحاولة قبل أن يحصل البرادعي علي جائزة نوبل عام 2005، و الذي جعل البرادعي أكثر معارضة للولايات المتحدة، حتي تغير موقفه مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
و يقول وليام توبي، و الذي كان مسؤؤل حظر الأنتشار النووي في وزارة الطاقة الأمريكية حتي عام 2008، "علاقة الخصومة (بين البرادعي و أمريكا) لم تكن منتجة،" مقتراحاً أن "الخلاف عمل لصالح إيران و لإضعافها للمحاولات الدولية التي جابهت تحديها النووي. و تصاعد التوتر مع الأحتلال الأمريكي للعراق."
و تضيف المقالة أن البرادعي تحدي تأكيد واشنطن بأن صدام حسين أمتلك أسلحة نووية سرية، و لم يجدوا اي دليل علي ذلك النشاط. و كان يتخذ من العراق مثلاً ضد الولايات المتحدة مما أدي لعدم معاقبة تهران بحزم، و كان يشير أن ليس هناك دليل علي تأكيد واشنطن أن الجمهورية الأسلامية لديها طموحات أن تمتلك أسلحة نووية.
و في نفس الوقت كان شديد الحزم مع كوريا الشمالية، موجهاً لها أتهامات بأنها "علي حافة الهاوية النووية" في ديسمبر 2002، بعد أن طردت أثنين من المفتشين من تمجعها النووي.

و في ذلك الوقت قال لوكالة أسوشيتد بريس، "أني اسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية." و أضاف: "اني اري أزمة حقيقية – دولة تحدت العالم بأسره."
ويضيف الصحفي يان، انه كان هناك نجاح ملموس ثلاثة أيام قبل أنتهاء مده الدكتور البرادعي الثالثة، عندما أتفقت إدارة الوكالة علي تأسيس بنك دولي للطاقة النووية تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
و ذلك البرنامج يعني ضمان كل الأمم الحصول علي أمدادات من اليورانيوم المخصب من موزع محايد ليخدم أحياجاتها من الوقود النووي.
و أما عن إيران، تقرب البرادعي أكثر من موقف البيت الأبيض، من ما كان سهل تحت إدارة أوباما و التي قررت عدم عزل الجمهورية الأسلامية و التفاوض حول أختلافاتها النووية – و تلك المحاولات تم رفضها تماماًَ من قبل إيران علي رغم من موقف البراداعي كنشط من أجل أن يكون هناك أي نوع من الحوار.

و قال البرادعي بصراحة في خطابه الأخير لأدارة الوكالة الدولية، في حضور 35 دولة تجمعت للتحقيق في برنامج إيران النووي، انهم وصلوا "لطريقاً مسدود" و الثقة في تهران تتقلص، بعد أن أعلنت مؤخراً أنها تبني سراً مفاعلاً نووياً.
و تشير المقالة لاحقاً أن البدراعي قال عن نفسه في حوار مع النيويورك تايمز انه يري نفسه مثل "البابا العلماني" "الذي يريد أن يضمن أننا لا ينتهي بنا الأمر لقتل بعضنا البعض."
و في آخر شهور له في الوكالة أشادت الأدارة الأمريكا و حلفائها بمجهودات الدبلوماسي المصري السابق. و ساندوا قرار الوكالة الذي أتخذته في سبتمبر الماضي، و بمساهماته في الوكالة الدولية "في أسهاماته من أجل السلام الدولي عندما كان ناجحاً في منصبه الإداري."
و كان هذا نقلاً عن اللأسوشياتد بريس.
هل تمثيل الدكتور البرادعي لنفسه كالبابا العلماني الذي يريد ضمان أننا لا ينتهي بنا الأمر لقتل بعضنا البعض، كان موقفاً سلطوياً سياساً خارج مهام الوكالة الدولية كمراقب و التي لا تتضمن من مهامها الوظيفية وضع سياسات ستراتيجية دبلوماسية لكيفية تعامل الدول مع بعضها البعض؟


و السؤال هنا أيضاً، لماذا أنتظر الدكتور البرادعي ليغير موقفه تجاه إيران حتي أخر حديث رسمي له مع الوكالة قبل رحيله في المؤتمر في أكتوبر الماضي؟ بعد أن كان متمسك بموقفه المعلن الي الثاني من سبتمبر 2009 في حوار له مع رويترز حيث وصف رد الفعل الدولي تجاه النووي الإيراني ب"المبالغ فيه" و أضاف " فكرة أننا سنصبح غداً، لنجد لدي إيران أسلحة نووية، لا دليل عليه." و لكن الدكتور البرادعي صبح يوم الخامس و العشرين من نفس الشهر ليجد لدي إيران مفاعلاً نووياً ثاني.


و أما في المقابل يتضح رد الفعل الدولي تجاه الدكتور البرادعي أكثر عندما نشرت العديد من وسائل الأعلام رود الفعل الدولية تجاه المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمينو، و الذي قالت عنه جريدة أيرث تايمز بتاريخ 19 فبراير 2009، عن الصحفي البرت أوتتي، ان المدير الجديد أمينو أبتعد عن توجه الدكتور محمد البردعي الحذر. و كتبت تقرير بكلمات أكثر صلابة، من ما جعل من السهل علي مجلس الأمن أن يتفقوا علي المذيد من الحصار علي إيران، كما قال الدبلوماسيين و الخبراء في اليوم الثاني من صدور التقرير في فيينا.
و قال مارك فيلتسباتريك من المنظمة الدولة للدرسات الأستراتيجية في أنجلترا: "هذا التقرير يعكس توجهاً خالي من الهراء من قبل المدير الجديد للوكالة."

و كان رد فعل الدبلوماسيين يتسم بالرضاء تجاه أول عمل مهم يقوم به الدبلوماسي الياباني أمينو، بعد أن تم أنتخابه بدعم قوي من الحكومات الغربية.
إن الولايات المتحدة و دول غربية أخري سعت من أجل مديراً جديد للوكالة الدولية يلتزم بالدور التقني للوكالة و هو التأكد من أن لا تستخدم أي دولة التكنولوجيا النووية من أجل صناعة الأسلحة.
و قال الصحفي كاتب المقالة أيضاً: "المدير أمينو نفسه أكد أنه يري نفسه خادماً للهيكل الحاكم في الوكالة الدولية للطاقة للذرية، علي عكس البرادعي، الذي أخذ يلعب دور الوسيط السياسي في المواجهه التي كانت قائمة علي برنامج إيران النووي."
"أمينو لا يسعي أن يكون شخصية مشهورة دولياًَ، من أجل فضيلة رمادية مثلما فعل البرادعي" كما قال مصدر دبلوماسي غربي رفض الأفصاح عن هويته. كما أشارت المقالة.

و أضاف ايضاً أوتتي، محتويات تقرير أمينو لم تزهل الدبلوماسيين و المحليين، حيث أن العديد من الأجهزة المخابراتية في العالم أعلنت عن قلقها عن وجود برامج أسلحة نووية علي مدي الأعوام الماضية.
و قال: كما أن المخابرات الأمريكية أخذت موقفاً أخر في خريف عام 2003، و أعلنوا بثقة عالية أن تهران أوقفت برامج الأسلحة النووية، بحسب تقريرهم المحلي عن إيران من عام 2007. و لكن في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكر ان هناك عدد من الأنشطة من المحتمل أن تكون لها علاقة بصناعة الأسلحة النووية كان متواصلاً من قبل إيران في عام 2004.
و أضاف أن المفتشين في الوكالة الدولية في قسم الضمانات كان هذا رأيهم منذ مدة طويلة، كما قال بعض الخبراء و الدبلوماسيين،" قام البرادعي بقمع المفتشين في قسم الضمانات"، كما قال ديفيد ألبرايت، الخبير النووي في مركز العلوم و الأمن الدولي بواشنطن.
كما أضاف أن في تقارير ماضية تم الأشارة الي دلائل تحتمل وجود أبحاث نووية حربية، و تم تصميم مواد شديدة الأنفجار لتكون رأس حربة، و لكن كانت التقارير الماضية تسلط الضوء علي أي أحتمالات تعاون من قبل إيران.
وقال احد الدبلوماسيين الأوروبيين: "البرادعي كانت لديه حجج يرثي لها من أجل التعاون مع إيران" و أضاف، "التقرير الأخير بدون مقارنة كان أكثر صحة، لا يوجد به أي شئ أجابي".

و قد تقرر مناقشة التقرير في الأول من مارس، من قبل حكام الوكالة الدولية في نيو يورك و من المحتمل أن يلعب التقرير دور أكبر في وضع إيران تحت حصار رابع. و بالنسبة للصين، لن تتمكن بسهولة من الأحتفاظ بموقفها مع تقرير أمينو، كما قال فيتسباتريك.
أما في أجلترا كتب الصحفي كون كولين:
"البرادعي خارج الصورة يمكن الأن أن نعرف الحقيقة عن البرامج الإيراني للأسلحة النووية."
كان ذلك عنوان مقالة في جريدة التليجراف الأنجليزية، بتاريخ 17 من فبراير 2009.
بدأ كون كولين مقالته بالتساؤل، هل لاحظ أحدكم بعد مغادرة البرادعي أن تقييمات الأمم المتحدة أصبحت أكثر واقعية حيث أن الإيرانيين حقاً تطوروا في برنامجهم النووي؟

لعدة سنوات الوكالة في فيينا، الكيان المسؤل عن مراقبة برنامج إيران النووي، تراجعت عن المواجهة، حتي عندما قابلتهم أكثر الأدلة وضوحاً أن إيران تحاول خداع الغرب من أجل نواياها الحقيقية. و السبب هو البدرعي الذي حاول في يأس تجنب صراع بين الغرب و إيران، مثلما فعل صديقه المقرب هانز بليكس عندما رفض أن يجعل الديكتاتور صدام حسين يتحمل مسؤلية أخلاله بالمعهادات الدولية مع للأمم المتحدة.
و يضيف، حتي عندما وجد فريق التفيش لدي البرادعي، بقايا من اليورانيوم المخصب، و الذي يستخدم فقط في الأسلحة النووية، ظل يلقي التعليمات علي الوكالة بأن تقلل من شأن نتائج فحوصاتها.
و الان بعد أن خرج البرادعي من الوكالة الدولية، نحن نتلقي تقيمات أكثر صحة، عن ما يستعد له الأيرانيين.
في التقرير الجديد إيران مدانة بشكل قاطع بمحاولتها لبناء قنبلة نووية. و خاصة ان التقرير يقول أن إيران الان خصبت اليورانيوم الكافي لصنع قنلبة نووية.

و يضيف هذا مزهل، و مهم، مغادرة البرادعي من الوكالة تأتي بسؤال ملح، ماذا كان يفعل؟
يقول الدبلوماسيين الغربيين ان البرادعي كان يخاف من تجربة العراق، و لم يكن يريد نفس الخطأ أن يتجدد مع إيران. و بالنسبة لي هذا يشرع تقصير في أداء المهام الوظيفية. و شكراً للسيد البرادعي، إيران الان أصبحت أكثر تطوراً في برنامجها النووي لولا أن السيد البرادعي لم يسمح بالحقيقة عن نشاطات إيران أن تعلن. و شكراً لتقييمات السيد برادعي، الان العالم أصبح في مكان أكثر خطورة.
و يضيف الصحفي: أوقفوا الصحافة: لقد سمعت أن السيد برادعي بعد نجاح عهده في الوكالة الدولية، لعله يستعد أن يكون رئيس مصر القادم! أشفق علي المصريين الغلابة!
أنتهي.


بدون شك أن هذا المقال كان لازع، و لا أتفق مع لهحته الحادة، و لكن المجتمعات الغربية تؤمن بشئ يسمي المسؤلية الفردية، و هي قيمة أجنبية علينا بالطبع، مثل الحرية الفردية أيضاً، التي تتبناها الأفراد و الشعوب عن أستحقاق، و ليس عن أمنية، أو لوم أخرين، إن كان أوباما أو بوش، أو مبارك، أو موسوليني أو غيرهم. فأنا من من يؤمنون أن كل شعب يستحق حاكمه. و هذا لا يعني أن الشعوب المعذبة علي أيدي الديكتاتوريات الفاشية تستحق الهوان التي تذوقه، بالطبع لا، و لكن، الجميع يلعب دور. إن سيكولوجية المعتدي تتغذي علي سيكولوجية الضحية، يجب التوقف عن رجاء المعتدي أن يكون أقل عدوناً، و دعونا أيضاً أن نتوقف أن نكون ضحايا لأن حينئذ فقط تختيل معادلته.

و عودة للموضوع الدكتور البرادعي، الغريب هنا أن البرادعي قال في حواره في رويرتز في الثاني من ديسمبر 2009، " فكرة أننا سنصبح غداً، لنجد لدي إيران أسلحة نووية، لا دليل عليه." ولكن صبح الأنجليز يوم 17 من فبراير من نومهم ليجدوا إيران تقدمت بشكل ملحوظ في تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم في صناعة القنابل النووية. و وجدوا الدولة التي يتم عدم فيها شنق الأطفال القصر من ضحايا الأغتصاب تستعد لبناء قنبلة نووية، و إذا كنت عزيزي القارئ من هؤلاء الذين لا يجدون خطراً علينا في ذلك، إذن أنت محتمل أيضاً أن تكون من ضمن هؤلاء الذين لا يعرفون مفوهو المسؤلية الفردية و أكتساب الصلاحيات عن أستحقاق.

الهدف من مشاركة تلك المعلومة يجب أن يكون أولولية أي شخص عقلاني يبحث عن مرشح "محتمل" للرئاسة، و ليس الطعن و التشكيك في نزاهة الدكتور البرادعي بالطبع، و لكن عرض المعلومات كما هي متاحة للجميع بكافة اللغات علي الأنترنت الإ اللغة العربية التي لم تعترف بعد بأحقية تداول المعلومة مع باقي الحقوق الغير معترف بها عربياً.
و لكن الهدف الرئيسي من عرضي للمعلومات المتاحة علي الأنترنت للجميع لكي لنري مدي حساسية المنصب الذي كان يشغله الدكتور البرادعي، و الذي هو بمنصب سياسي دولي. و لم يكن يشغل الدكتور البرادعي وظيفة عادية مثل أي مواطن مصري يشغل مركز مهني في الغرب، لنتعاطي مع تلك المكانة السياسية الدولية بسطحية تفتقر التحليل.

من ما يجعنلي أتذكر مثل صيني يقول: "من يسأل يمكن أن يكون أحمق لمدة خمسة دقائق، و من لا يسأل يظل أحمق الي الأبد."

و لذلك أسئل، ليس بحثاً عن جواب، بقدر هدفي أن أسئل أسئلة صحيحة.

- هل من المحتمل أن يكون الدكتور البرادعي المواطن و الدبلوماسي المصري يشغل منصب مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية كفرد منفصل عن سياسات المنظام الحاكم؟

- هل تعطي الحكومة وشاح النيل، أعلي تكريم مدني من النظام المصري و الذي حاز عليه الرئيس مبارك شخصياً، لسياسي مصري يعارض سياساته؟

- هل يمكن أن يصل أي مواطن مصري لمركز إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون مباركة النظام الحاكم؟

- هل كانت مواقف الدكتور البرادعي السياسية في الوكالة الدولية متأثرة بأي شكل من الأشكال بمواقف النظام المصري في السياسة الخارجية؟

- هل نتسرع بالحكم علي الدكتور البرادعي بناء علي ما قاله الأيام الماضية فقط دون النظر لتاريخه الطويل الذي من المحتمل أن يكون قضاه كله، حليفاً و ليس معارضاً للنظام؟

مجرد أسئلة، لمحاولة قرائة من هو السياسي الدكتور محمد البرادعي، مع كل الأحترام لشخصه، و لكن النقد ضريبة موضوعية و مهمة يدفعها كل سياسي تواجد تحت الأضواء.

أنا لا تبهرني الفضيلة الرمادية، أنا حقاً أتطلع لمعرفة من هي توجهات السياسي محمد البرادعي؟



#سينثيا_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحتاج بيتهوفن لتتحضر
- القاهرة لا تعاني من أزمة مرور
- ما يفرقه الله لا يجمعه انسان
- اكترار اكترار
- اعتزار للبهائيين المصريين
- صفحة من مذكراتي عام 1994
- انتي دينك ايه؟
- لدواعي امنية
- وحي الوحدة
- كُنّ نَفسَكْ
- فضيلة القماش
- يسهر جنوني
- ذات الصمت
- اوقفوا هذا العار الذي يحط بالبشرية، اوقفوا الرجم
- الحرية ليست منتج غربي
- لا حقوق مواطنة في مصر دون إصلاح دستوري
- غني من جديد
- دعني اقتلك لامنطق معك!
- احذر من رجل له كتابً واحد
- الي نادية كاظم: سيدتي حاشا ان نبصق نحوالسماء.. حتي الجازبية ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سينثيا فرحات - البرادعي: هل كان دوماً معارضاً أم حليفاً للنظام؟