أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - امين يونس - المطبخ السياسي العراقي















المزيد.....

المطبخ السياسي العراقي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 19:18
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


رغم الكثير من اللاعدالة في تكافؤ الفُرض الإنتخابية للمُرشحين ، والتفاوت الكبير في الإمكانيات المادية والصرف على الدعاية ، ورغم غياب قانون الأحزاب والتعداد العام للسكان ، رغم عجز مفوضية الانتخابات والجهات الرقابية الاخرى عن ردع الاحزاب المتنفذة سواء التي في السلطة او خارجها ، ردعها عن التجاوزات والمخالفات إبتداءاً من تمزيق الصور والشعارات مروراً بتوزيع الاموال والهدايا بمختلف انواعها وصولاً الى إستخدام الرموز الدينية كدعايةٍ انتخابية وإستغلال المنشآت الحكومية والمناصب التنفيذية وتسخيرها في خدمة مُرشحين بعينهم ، ورغم التدخلات الاقليمية والخارجية في الشؤون الانتخابية العراقية ، رغم وجود الاحتلال الامريكي ، رغم كل هذهِ النواقص والسلبيات فان مُجمل العملية الجارية هي مخاضٌ لولادةٍ جديدة على العراق وعلى المنطقة برمتها ، قد تكون الولادة عسيرة او حتى قيصرية ولكن ما يُخفف عنا هو ان العديد من المولودين قيصرياً يَنْمونَ بطريقةٍ طبيعية ويتطورون بإضطراد !
إذا كانت نتائج الانتخابات الاوكرانية تنعكس مباشرةً على العلاقات الروسية الاوكرانية وعلى العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين على سبيل المثال ، فان الانتخابات العراقية الحالية هي في الحقيقة من أكثر الأحداث جذباً للإهتمام الاقليمي والدولي ، لان تداعياتها ستؤثر بشكلٍ او بآخر على كُل المحيط الجغرافي بدون إستثناء . ربما من هذهِ الزاوية يُمكن " فهم " الإهتمام الزائد من قِبَل دول الجوار وحتى محاولات التأثير على النتائج من خلال دعم بعض الاطراف المتماشية مع سياساتها بالمال والترويج والإعلام . الكثير منا نحن العراقيين نُسمي ذلك تدخلاً سافراً في الشأن العراقي ، بينما الدول التي تقوم بذلك تَصِف الأمر بإعتبارهِ مُساعدة العراق على الخروج من الوضع المتأزم والصعب ! . واية دولة تشعر ان التغيير الذي حصلَ في العراق في 2003 يُشكل خطراً سياسياً عليها او على مصالحها باي شكلٍ من الاشكال ، فانها تلجأ الى كافة السُبُل لإعاقة العملية السياسية الجارية ، مع الإختلاف في الطريقة التي تتعامل بها ، فطريقة ايران مثلاً تختلف عن مثيلتها في تركيا ، والجهات المحلية التي لديها الإستعداد لتنفيذ الأجندة الايرانية هي غيرها تماماً التي تتعاون مع تركيا . وكذا الامر بالنسبة الى السعودية وسوريا والاردن والكويت ومصر وحتى الامارات وقطر ! . لنحاول ان نعترف ان " العراق " اصبح وحتى قبل الاحتلال بزمن طويل " شأناً إقليمياً ودولياً " بإمتياز ، ولولا وجود ( عراقيين ) مُستعدين للتعامل مع كل هذهِ الاطراف لِما إستطاعوا ان يفعلوا الكثير ! . ان التراكُم المُفجع لآثار الحروب المتتالية وذيولها الاقتصادية والاجتماعية السيئة ، جعلتْ من العراق ساحةً لتصارع المصالح المتشابكة والمتقاطعة ، بحيث تراجعتْ " المصلحة الوطنية " الى المقاعد الخلفية .
في الوقت الذي من الضروري ان يستعيد العراق علاقاته الطبيعية المتينة مع كل دول الجوار تبعاً ل " المصالح المشتركة " والتي هي في الحقيقة الاساس الذي تُبنى عليه العلاقات في العصر الحديث ، لان " التأريخ " او " الدين " او " المذهب " او " القومية " ، كلها أثبتتْ فشلها لإقامة علاقات راسخة مَبْنية على الاحترام المًتبادل والتكافؤ ، إذا غابَ عامل [ المَصلحة المشتركة ] . ففي حين ان عمل " الحكومة " العراقية سادهُ الكثير من الإرتباك بالنسبة الى إقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار وذلك بسبب غياب " إستراتيجية " واضحة ومحددة وتعدد مراكز القوى وتقاطعها في الكثير من المواقف خلال السنوات السابقة ، فان [ الزيارات ] المكثفة في الايام الاخيرة التي يقوم بها معظم قادة " قائمة العراقية الوطنية " الى السعودية وسوريا ومصر والاردن ، ليس الهدف منها هو التأسيس لقاعدة قوية من العلاقات الطبيعية الجيدة مع هذه البلدان ، بقدر ما هي جزء من الحملة الدعائية الانتخابية وإضفاء لنوع من الشرعية على تدخلات هذه الدول في الشؤون الداخلية العراقية . فأياد علاوي يُستقبَل في السعودية على أعلى مستوى في الوقت الذي " فشلت " عدة مساعي في المدة الاخيرة لترتيب زيارة رسمية ل ( رئيس وزراء ) العراق الى الرياض ، بل ان عشرات الدول بادرتْ الى فتح سفارات لها في بغداد وإمتنعتْ السعودية عن ذلك وبعد مرور سبع سنين على التغيير ! . ان المملكة من الناحية العملية لا تعترف بالوضع العراقي الجديد ، ولا أعتقد ان العلاقات الشخصية لبعض السياسيين العراقيين مع النظام السعودي تُساعد على تطبيع الاوضاع بين البلدين ، بل ان حكومة عراقية مُتماسكة ومُنتخبة ديمقراطياً مُتمتعة بإجماع الاغلبية ، حكومة قوية ليس بالعسكريتاريا وإنما بمؤازرة الشعب ودعمٍ دولي وامريكي ، حكومة مثل هذهِ فقط تستطيع ( فرض ) إحترامها وشرعيتها على دول الجوار وغيرها .
في زيارتهِ الانتخابية الى الاردن قام نائب رئيس الوزراء العراقي " رافع العيساوي " برعاية حفلٍ لبعض وجهاء الجالية العراقية في عمان ، وكان العَلم العراقي [ القديم ] ذي النجمات الثلاث يُرفرف خلفهُ في القاعة ، ذلك العَلم الذي إستبدله مجلس النواب لأن نجماته تُعّبرُ عن شعارات حزب البعث المحظور رسمياً . فهل يجوز لمسؤول حكومي كبير بدرجة نائب رئيس الوزراء ان يقف أمام علم حزب البعث علناً ؟ ان " رمزية " الحدث رغم صُغرها تستفز الكثير من العراقين!
نائب رئيس الجمهورية " طارق الهاشمي " أعلن في دمشق ان ( العراق ) مستعدٌ لتطوير العلاقات مع سوريا على كافة المستويات . وهي كلمة حقٍ يُراد بها باطل ! ، فمن الطبيعي ان العراق يسعى ان تستقيم علاقاته مع سوريا ، ولكن هنالك قنوات دبلوماسية مُتعارف عليها وهي تعمل بهدوء وبلا ضجة من اجل ذلك منذ أشهر ، ولا أعتقد ان الهاشمي مُخّول أصلاً للتحدث نيابةً عن الحكومة العراقية ، وإنما هي مُزايدات إنتخابية مفضوحة .
وقادة القائمة العراقية وحتى قادة القوائم الاخرى ، يتناسون ان هنالك جيران آخرون وان ملفاتٍ شائكة بحاجة الى المعالجة الجدية والسريعة ، مع ايران والكويت وتركيا ، وان الانتخابات ستنتهي في كل الاحوال ، ولكن لا يُمكن ان يؤجَل فتح هذهِ الملفات الى ما لا نهاية ، لان جزءاً هاماً من مُستقبل العملية السياسية يعتمد على حل المشاكل المُزمنة مع هذهِ الدول ، المياه والحدود وحزب العمال الكردستاني والتجارة مع تركيا ، وتصفية وإغلاق ملف الحروب والعقوبات الدولية والخروج من تبعات الفصل السابع والحدود والنفط والديون والتعويضات والتدخلات السافرة ، مع كل من الكويت وايران .
مئات آلاف ضحايا الارهاب والاحتلال الامريكي ، والتدمير الشبه كامل للبنى التحتية للدولة والمعاناة الكبيرة لأغلبية شرائح الشعب العراقي خلال السنوات السبعة الماضية ، كلها كانت ثمناً باهضاً للحصول على ( الديمقراطية ) والتخلص من الحكم الديكتاتوري السابق . ويبدو ان معظم طباخينا لم يتعلموا بعد الطبخ في مطابخنا " الوطنية " المحلية ، فتراهم يهرعون الى واشنطن وطهران وغيرها من أجل وصفاتٍ لأطعمةٍ ربما لا تستسيغها معداتنا !



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفشات إنتخابية
- لو .. إعتذرَ نوشيروان وطلبَ الصفح
- الشوفينيون الجُدد في الموصل والحافات الخطِرة
- الحكومة القادمة برئاسة - رائد فهمي - !
- الإنتخابات العراقية : محافظة البصرة
- الإنتخابات العراقية : محافظة دهوك
- الإنتخابات العراقية : محافظة كركوك
- الإنتخابات العراقية : محافظة نينوى
- الإنتخابات العراقية ، محافظة بغداد
- أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية
- متى سيُزّين نُصب - سلام عادل - إحدى ساحات بغداد ؟
- بترايوس البعثي واللامي الإيراني !
- بعدَ ضرب - تخت رمل - إعلان نتائج الإنتخابات القادمة !
- ديمقراطية الطماطة الفاسدة !
- صندوق النقد الدولي والكلاب السائبة في البصرة !
- كيف يكون النائب مُمَثِلاً للأغلبية - الصامتة - ؟!
- وا بايدناه !
- لا تصنعوا من المُطلك بطلاً وشهيداً !
- لصٌ مُؤمِن وشريفٌ مُلحِد !
- أشعة الأنتربول تكشف ( ليرة ) زينة التميمي !


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - امين يونس - المطبخ السياسي العراقي