أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مصطفى القرة داغي - ظاهرة المحسوبية في مراكز إنتخابات الخارج العراقية.. برلين نموذجاً















المزيد.....

ظاهرة المحسوبية في مراكز إنتخابات الخارج العراقية.. برلين نموذجاً


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 03:17
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



يبدوا أن ظاهرة الفساد الإداري باتت وحشاً كاسراً بدأ يبتلع شيئاً فشيئاً جميع مفاصل الدولة العراقية وإمتد خارج العراق ليشمل جميع المظاهر والفعاليات المتعلقة بها ومنها على سبيل المثال العملية الإنتخابية ومراكزها بالخارج.. فنحن نسمع منذ زمن ومن مصادر شتى بأن الفساد داخل العراق بات يزكم الأنوف وتردنا بين الحين والآخر قصص و وثائق ومستندات وشهادات حية عن هذا الفساد إلا اننا لم نلسمه يوماً بايدينا أو نعشه بأنفسنا حتى جاء وفد المفوضية المستقلة للإنتخابات الى برلين وبدأ خطواته العملية لتشكيل مراكز إنتخابية بألمانيا أحدها في برلين والثاني في كولن والثالث في ميونخ حيث بدأ هذا الوفد بتعيين المسؤولين الإداريين لمركز برلين دون الإعلان عن الوظائف وبدا واضحاً أن أسمائهم جائت مع الوفد من العراق أو تم على الأقل التوصية بها من هناك لدى أعضائه ثم بدأ بعد ذلك الترويج الى أن إدارة المركز ستُعلن عن وظائف شاغرة في محطات المركز الإنتخابي يتم التقديم لها عن طريق إرسال سيرة ذاتية الى بريد المركز الألكتروني في برلين الذي تم الإعلان عنه عبر بطريقة خجولة في بعض المواقع الألكترونية تتبعها مقابلات مع الأشخاص المتقدمين للعمل ممن أرسلوا سيَرهم الذاتية في موعد لم يعلن عنه مسبقاً وظل لغزاً طي الكتمان لحين مجيئه حيث أبلغ القاصي الداني والقريب البعيد فإحتشد المئات ممن سمعوا الخبر في المكان الذي تم إعداده لهذا الغرض وتمت المقابلات وهنا تبدأ القصة .
ففي الكثير من المقابلات وكما سمعنا من بعض الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم لم يتم التركيز على ما كُتِب في السيرة الذاتية للمتقدم بل تم سؤال الكثيرين عن مسقط رأسهم في العراق وعن إسم العشيرة والقومية وبعضهم تمّت مقابلته على الرغم من أنه لم يُرسِل سيرته الذاتية بل إن بعضهم لم يرسل سيرته الذاتية ولم يقابل ولم يُقِم أي إعتبار للجنة المقابلة ولإدارة المركز ولمجمل الآلية المتبعة لأنه واثق من الحصول على الوظيفة وبالفعل تم إدارج إسمه في قائمة المتقدمين للعمل ومن ثم قبوله وتوظيفه كما إن هنالك قصصاً عن أشخاص كانوا مسافرين خارج ألمانيا عندما بدأت عملية التقديم تم الإتصال بهم من قبل بعض الأطراف المتنفذة وإبلاغهم عن بدء التقديم وضرورة العودة سريعاً للحاق بموعد المقابلة على الأقل فما كان منهم إلا أن عادوا أدراجهم بسرعة البرق الى برلين وتمت مقابلتهم دون إرسال سيَرهم الذاتية بالبريد الألكتروني وهنالك آخرين كتبوا سيَرهم الذاتية بخط اليد وهم في صالة إنتظار المقابلات وقدّموها للجنة في لحظة المقابلة وبعضهم لم يرسلها أصلاً ومثل هؤلاء الأشخاص وأولئك تم قبولهم بل وعيّنوا بوظائف متقدمة وطبعاً هذه ليست نهاية القصة فللقصة بقية.. ففي الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأن قوانين المفوضية تنص على أنه يُمنع توظيف شخصين من نفس العائلة في المركز الإنتخابي الواحد وهو ما إلتزمت به الجهات التي كانت مسؤولة عن إنتخابات الخارج السابقة لِما له من حساسية وتأثير على سير العملية الإنتخابية وشفافيتها نجد بأن ظاهرة الأم وإبنتها والزوج وزوجته والأخوة بل والثلاث أو الأربعة أشخاص من عائلة واحدة قد وَجَدت طريقها الى داخل المراكز الإنتخابية وتكرّرت بأكثر من حالة تم قبولها والتغاضي عنها وتغطيتها خصوصاً وأنها تمس أشخاص متنفذين في مركز برلين الإنتخابي حيث تم نقل أقاربهم الى مراكز إنتخابية بمدن ألمانية أخرى في خرق واضح لقوانين المفوضية وطبعاً الجميع يعلم ويتهامس لكن ليس هنالك وللأسف من يمتلك الجرأة على البوح بالأمر أو فضحه خوفاً من فقدان عمله أو خسارة صديقه متناسياً المصلحة العليا للعراق التي يفترض أنها فوق كل المصالح والمجاملات.. كذلك لم تراعى جميع الفئات العمرية في التقديم فقد تم ولأسباب مقصودة وربما غير مقصودة تشغيل أعداد كبيرة من الشباب الذين لا يمتلكون خبرة إدارية كافية للعمل بالإنتخابات بل إن مِنهم مَن لا يتحدث العربية وكذلك من كبار السِن الذين يعاني بعضهم صعوبة في الحركة ولايستطيعون بذل جهد كبير كما يتطلب العمل بالإنتخابات فيما تم تجاهل وإهمال طلبات ذوي الفئات العمرية المتوسطة الذين يمتلك الكثيرون منهم كفائات وشهادات جامعية بل وخبرة سابقة بالعمل في الإنتخابات تؤهلهم لشغل هذه الوظائف.. ولا ننسى طبعاً المحاصصة التي سَجّلت هي الأخرى حضوراً واضحاً ولكن خجولاً تمثل بمحاولة التركيز على تشغيل مكونات معينة من المجتمع العراقي دون غيرها وهي ظاهرة ولسخرية الأقدار التي نعيشها ويعيشها العراق وبدلاً من أن ينتقدها البعض طالب بتفعيلها وإعطائها زخماً وحضوراً أكبر بل وجعلِها أسلوباً في العمل والتعامل بين العراقيين أينما كانوا سواء في مشارق الأرض أو مغاربها كما جاء في الشكوى التي وجّهها بعض الأخوة الى مكتب رئاسة إقليم كردستان ومكتب السيد رئيس الجمهورية ومكتب المفوضية يَحتجّون فيها على نسبة تشغيل الأكراد في مكتب برلين وهي نسبة جيدة جداً مقارنة بمجموع العاملين بل إن هنالك من وجه النقد لكون النسبة لم تأتي على أساس الكفاءة وإنما المحسوبية والعلاقات التي تنتقدها هذه الشكوى والتي كنا نتمنى من كاتبيها خصوصاً أنهم يرأسون ما يسمى بمجلس الجالية في ألمانيا أن يتحدثوا بلسان جميع العراقيين ويدافعوا عن حقوقهم جميعاً بوجه الإجحاف الذي لحق بهم في هذا الموضوع الذي لم تراعى فيه الكفاءة والخبرة وليس الحديث بلسان مكون واحد من مكونات الشعب العراقي ومحاولة نقل تجربة المحاصصة الطائفية والعرقية المقيتة التي دمرت داخل العراق الى خارجه فليس هناك من له الحق بالتحدث نيابة عن كل الأكراد في برلين أو المانيا وكذلك الحال مع السنة والشيعة والمسيحيين والإيزيديين فالجميع عراقيون ويجب أن يُنظر لهم ويُتَعامل معهم على هذا الأساس أولاً وعلى أساس كفائاتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم ثانياً.. أما بيان إحدى الجمعيات الموجودة في ألمانيا فقد تغنى بحيادية اللجنة المسؤولة عن الإنتخابات وتوظيفها للكفائات وكال لها مديحاً مفتعلاً ومبالغاً فيه ربما لأنها قبلت و وظّفت أحد أعضائها والذي هو ربما كاتب البيان نفسه متناسياً ذكر إن إحدى عضوات جمعيته (المستقلة) مرشحة عن قائمة إنتخابية مما ينفي عن جمعيتهم صفة الإستقلالية التي لو كانت كذلك لما ترشّحت أحدى عضواتها في قائمة إنتخابية ولما عمل الآخر كموظف في المراكز الإنتخابية صباحاً وككاتب مقالات سب وشتيمة ضد إحدى القوائم الإنتخابية ليلاً ولكرّست جهودها وجهود أعضائها لمراقبة الإنتخابات ومتابعتها والحرص على نزاهتها وشفافيتها .
لقد إتسمت عملية التوظيف في الإنتخابات هذه المرة بالغموض والتعتيم والتكتم منذ بدئها ولحين إعلان نتائجها وكأنها صفقة سرية حيث ظُرب على الموضوع طوقاً غريباً من السرية تكشّف فيما بعد عن نتائج مخيبة للآمال ليست بمستوى الطموح الذي تمناه البعض للعملية الإنتخابية بالخارج على العكس مما حدث بالعملية السابقة التي إتسمت وبشهادة أغلب العراقيين المقيمين في برلين بالشفافية والوضوح والعدالة بالتوظيف وإن شابها كأي عمل آخر بعض السلبيات التي لا يُمكن إنكارها.. طبعاً ماذا يمكن أن نتوقع من مفوضية إنتخابات يعلم الجميع أن بينها وبين الإستقلالية بُحور و وديان ورغم ذلك تسمي نفسها بالمستقلة بل والعليا رغم ان أغلب مسؤوليها المتنفذين تم تعيينهم وفق المحاصصة الطائفية والعرقية وهم غير معروفين وليس لهم خلفية قانونية وإدارية مشهود لها اللهم بإستثناء كونهم محسوبين لهذه الجهة السياسية أو تلك والتي عينتهم بمثل هذه المواقع الحساسة بل إن بعضهم ليس له حتى وجه تلفزيوني ورغم ذلك تراه يظهر يومياً على شاشات التلفاز بعيونه الناعسة ووجه المتجهم ليُصَرّح عن مفوضيته وقوانينها العجيبة الغريبة والتي كان آخرها طبع 7 ملايين بطاقة إنتخابية لليوم الأسود الذي قد يأتي على الأحزاب التي تقف ورائها وهي خطوة حذرت منها الكثير من الشخصيات والقوى السياسية والمنظمات الدولية كونها خطوة غير مسبوقة وكان للدكتور الباججي الذي يعتبر أعرق السياسيين العراقيين وعمل وقتاً طويلاً من الزمن في الأمم المتحدة التي لم يراها بعض مسؤولي المفوضية تعليق مهم عليها إذ قال(إن الحديث عما يقال بهذا الشأن من أن الطباعة الزائدة جاءت وفقاً للمعاير الدولية أمر به الكثير من الغموض وعدم الدقة إذ أن طباعة 26 مليون ورقة إقتراع أي 35% أكثر مما هو مفروض طبعه لا يمكن وضعه إلا في خانة الشك بالوقت الحاضر)وأضاف (نعلم أن الأمم المتحدة إعتمدت بإنتخابات عام2005 معياراً معيناً بشأن طباعة أوراق الإقتراع من قبل مفوضية الإنتخابات إذ أشارت عليها بطبع زيادة تُقدّر بـ 10% فقط دُعِيَ بالخزين الاستراتيجي وهو المِعيار المُعتمَد من الأمم المتحدة) وحول التصريحات التي أدلى بها بعض أعضاء المفوضية قال الباججي (إن ما يزيد الغموض بهذه المسألة تناقض تصريحات اعضاء المفوضينة فقد ذكر أحدهم أن هذه الزيادة لتلافي سرقة الاوراق إن حصلت أما تصريح الثاني فكان إنها للتصويت الخاص أي لأفراد الجيش والمرضى وكأن عدد هؤلاء يصل لــ 7ملايين لتطبع لهم هذه الكمية أما التصريح الاخير فجاء على لسان رئيس المفوضية الذي طمأن الجميع بأن طباعة هذه الكمية الكبيرة والمكلفة من أوراق الإقتراع تأتي وفقآ للمعاير الدولية التي لا ندري ماهي أصلاً وفي أي مصدر إطلع عليها ).. إن ماحدث في برلين من خروقات واضحة في تشكيل المراكز الإنتخابية وإختيار العاملين فيها قبل بدء العملية الإنتخابية يدفعنا الى التحذير من الطريق الذي تسير فيه هذه الإنتخابات والذي ستسلكه في قادم الأيام وهو ما قد يؤثر سلباً على شفافيتها ومصداقيتها أمام العراقيين والعالم.. لذا ندعوا كل الحريصين على نزاهة وشفافية هذه الإنتخابات من أشخاص ومنظمات مدنية لتسجيل أسمائهم كمراقبين للإنتخابات والحضور بكثافة لضمان سلامتها وإنسيابتها وعدم إنحرافها عن الطريق الصحيح الذي فيه خدمة عراقنا الحبيب وهو ما آليته على نفسي ودفعني لكتابة هذا المقال حرصاً مني على شفافية الإنتخابات ولكشف الخروقات والتجاوزات التي قد تحدث فيها .

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهيار المشروع الملكي في العراق .. التضحية بكرسي العرش مقابل ...
- هيستيريا الإجتثاث.. ما ورائها ؟ وما أسبابها ودوافعها ؟
- هيئة مساءلة وعدالة أم هيئة تسقيط وتصفية حسابات ؟
- إبتلاع بئر الفكة بداية لإبتلاع ما هو أكبر
- إنتخابات العراق المصيرية
- العراق بين الإبتلاع الإيراني والإحتضان العرابي
- بدعة الطائفية والعنصرية في تأسيس الدولة العراقية الحديثة
- سفراء العراق.. أفلام هندية ومناصب أبدية
- عراق مابعد 9 نيسان 2003 بين مأساة الداخل وتنظير وهلوسة الخار ...
- أيها العراقيون.. ترَحّموا ولكن على من يستحق
- السيادة العراقية وإنتهاكها بين الخفاء والعلن
- مسلسل الباشا الشهيد نوري السعيد
- العراق بين حلم الدولة الديمقراطية وكابوس الدولة الإسلامية
- حصيلة سجالات 14 تموز
- بلاد الأحلام التي حققت حلم مارتن لوثر كنغ
- حينما تحل المؤسسات الدينية محل وكالة ناسا وتضيع فرحة العيد
- 14 تموز 1958 أم الثورات التي أكلت أبنائها
- مجزرة قصر الرحاب.. جريمة مع سبق الإصرار والترصد
- ليكن 14 تموز يوماً للشهيد العراقي
- 14 تموز 2008 واليوبيل الذهبي لأبشع جريمة ومجزرة في تأريخ الع ...


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مصطفى القرة داغي - ظاهرة المحسوبية في مراكز إنتخابات الخارج العراقية.. برلين نموذجاً