أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - -المسرح جنتي-














المزيد.....

-المسرح جنتي-


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


"المسرح جنتي"
قراءة في تجارب جواد الاسدي المسرحية
هذا الكتاب صدر مؤخراً للمؤلف والمخرج المسرحي العراقي جواد الاسدي ، عن دار الاداب اللبنانية ،2008 .
يدخل فيه الاسدي مجاهيل البروفة المسرحية معبراً من خلالها عن عشقه المتوحد في مسرح مازال الحلم فيه غير مكتمل.. والطموح يحث الخطى الى بروفاتٍ اخرى اكثر حنيناً.
الكتاب جولة في عروض مسرحية قام جواد الاسدي بإخراجها ،و سواء كان هو مؤلفها او أستند في نصوصها على مؤلفين آخرين؛ فإن تعامله مع النص يبقى الحلقة الثانية بعد العرض .. الذي كان يشكل له دافعاً روحياً للبقاء على قيد المسرح.
يعود الاسدي في تجاربه السابقة كاشفاً عن الظروف التي ساعدت في تكوين العروض المسرحية وطبيعة تعامله مع الممثل وبحثه الدؤوب عن ممثلين يعشقون "البروفة" كما يعشقها هو ، كما لاينسى تلك الصعاب العميقة التي رافقته في عمله الا أنها تبقى لدى الاسدي صعاباً حلوة ذات نشوة خاصة وفرحة ٍ بطعمٍ مختلف.
ان التجارب التي يذكرها الاسدي سواء على مستوى تعامله مع فضاء المسرح العربي وممثليه او على المستوى فضاء المسرح العالمي ، لاسيما تجاربه التي قدمها في أسبانيا وكرواتيا وغيرها من الدول الاوروبية، فأن كل تلك التجارب باتت تشكل خبرة معرفية تضاف الى الخزين المعرفي العراقي الذي يحفر عميقاً في روح الاسدي ، الذي لايتخلى عن روحه العراقية التي "يحملها على ظهره كنخلة باسقة" كما اوصاه خاله قبل رحيله الابدي الى منافيه المتعددة.
"المسرح جنتي" يعبر بشكل عميق عن علاقته بالمسرح ، وقد نقل الينا عبره ذلك الاحساس الذي يمنعنا من التفكير في أي شيء آخر عدا فن المسرح.
فالمسرح في منظور الاسدي جنة للمسرحيين الذين يبحث عن ارواحهم لتؤازر روحه المنفية ابداً .
وفي رحلة الحديث عن التجارب المسرحية يمر الاسدي بتجربة كانت على درجة كبيرة من الاهمية بالنسبة لي شخصياً، عندما حضر الاسدي الى بغداد بعد الاحتلال وفي محاولة تعد مغامرة من اجل إنجاز عرض مسرحي على ارض العراق الذي يحب، وفي ظروف يذكرها الاسدي في كتابه هذا على أنها "موت يتربص بالجميع" وهذه حقيقة يعيشها الفرد العراقي لقد كان لعمله (نساء في الحرب) وعلى الرغم من ضعف الامكانيات الانتاجية وعدم وجود مكان مناسب للعرض ، الا ان هذا العرض خلق حالة من الفزع والطمأنينة في داخلي ، فقد كنت اترقب الاسدي طويلاً واترقب هذه التجربة عبر مشاهدة من نوع خاص.. زرعت الفزع في داخلي من ذلك المخرج صاحب الرؤى والذي حفر له عنواناً خارج اسوار بلاده، وهو اليوم يعود اليها كما لو كان فارساً على جوادٍ مليء بنشوة النصر.
وقد جاءت الطمأنينة مسرعة بعد إنتهاء العرض لتقف أمامي وتزيل وشاح الفزع الذي كان يداهمني بين حين وآخر.
ان ماذكره الاسدي عن ردود افعال الجمهور اثناء مشاهدة عرض " نساء في الحرب" لم يكن أمراً مستبعداً ذلك أن عدداً من المخرجين العراقيين القادمين من الخارج ،وصلوا قبل الاسدي الى بغداد وقدموا عروضاً لم تكن بمستوى مايتوقعه الفنان العراقي المحاصر والمقهور داخل وطنه.
الا ان مسرحية " نساء في الحرب" التي قدمها الاسدي في تلك الظروف القاتمة السواد، تؤشر لنا قدرته على خلق الابداع من ركام القاعات الضيقة.
وقد ذكر الاسدي في كتابه في الفصل المتعلق بإخراجه لنص " المصطبة" وإشتراك الفنان العراقي بدري حسون فريد في التمثيل معه،ان طريقة تعبير الاسدي عن اعجابه بأستاذه كانت تدل على تلك القيم التي طالما كان المسرح يزرعها في فنانيه عبر أزمنة متعاقبة كأنما هي شعلة اولمبية تتلاقفها الاجيال جيلا بعد جيل.
لقد اغلق جواد الاسدي في "المسرح جنتي" الابواب والشبابيك التي قد تسمح للضوء بالدخول و تمنع القراءة ووضع المتلقي في عزلة تامة من أجل الابحار معه وعبر صفحات هذا الكتاب الى عوالم " الطاولة ، والبروفة ، وجسد الممثل ...وغيرها" من عوالم هي ارواح مسرحية تطوف في فضاء المسرح وخشبته.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح الخطاب المسرحي
- مسرحية -غرفة الإنعاش-
- مسرحية -قلب الحدث-:
- مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
- مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
- تحولات المكان المسرحي .. وسوء الفهم !!


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - -المسرح جنتي-