أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب بولس - كتاب -المهد العربي- وملامسة البرميل الساخن















المزيد.....



كتاب -المهد العربي- وملامسة البرميل الساخن


حبيب بولس

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 18:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


*يطل علينا "سميح غنادري" بكتابه "المهد العربي" الذي يسبر فيه تاريخ المسيحية الشرقية على مدى الفي عام ويتغور العلاقات بينها وبين الاسلام في الشرق. ويلامس البرميل الساخن بجرأة وبعلمية مدهشتين، وكل ذلك لينزف مقولته النهائية "اولئك اخواني فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع"*


في زمن كهذا الزمن الذي نعيش فيه، زمن يسوده التراجع والتخاذل، زمن تسيطر فيه الغيبيات، وتتراجع القيم والمثل التي تربّينا عليها. زمن يتحكم فيه التجاهل والانانية والفرقة والقبلية. زمن تُغَيّب فيه تجارب من سبقونا وانجازاتهم، من الذين زرعوا الألفة والمحبة والتآخي والصمود، والتفرقة بين ما ينفع وما يضر، في زمن يمشي فيه الواحد منا بوجه ابي ذرّ وبقلب ابي جهل، حتى بتنا لا نعرف ما يبيّت لنا اقرب الناس الينا. زمن الملاسنة والاقنعة والزيف والاصباغ، وعدم التمييز بين الصديق المحب والعدو الكاره. زمن التخويف وعدم معرفة من معنا ومن علينا. زمن الفضائيات التي تقتات على التفرقة وزرع بذور الحقد والكره والتكفير. في زمن تحطمت فيه المظلة القيمية التي كنا نستظل بها ونستدفئ، وتفتقت خيوط عباءة المبادئ التي كنا نحتمي بها ونتدثر لتدرأ كل شر عنا، ولتجمعنا على مصلحة وحب شعبنا ووطننا. في زمن كالموصوف يطل علينا "سميح غنادري" بكتاب هو بمثابة دراسة معمّقة للوشائج والعلاقات بين المسيحية الشرقية والاسلام على مر التاريخ – تلك الوشائج والعلاقات التي صمدت أمام اعتى الغزوات واقسى عصور الظلم والظلام، واثبتت للعالم كله اننا شعب عصيّ على الكسر. يطل علينا "سميح غنادري" بكتاب هو دراسة غير مسبوقة في ادبياتنا ليصرخ في وجه كل من يحاول ان يفرق ويعيث فسادا، وليقول بأعلى صوته "نحن في الشرق والفصحى بنو رحم"، ولن تقوى علينا كل القوى الهادفة الى تمزيقنا وتشرذمنا والى تفتيتنا وزرع الفئوية والعصبية البغيضة التي رفضها شعبنا وشرقنا على مر التاريخ وكرّه.
يطل علينا "سميح غنادري" بكتابه "المهد العربي" الذي يسبر فيه تاريخ المسيحية الشرقية على مدى الفي عام ويتغور العلاقات بينها وبين الاسلام في الشرق. ويلامس البرميل الساخن بجرأة وبعلمية مدهشتين، وكل ذلك لينزف مقولته النهائية "اولئك اخواني فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع".
ألكتاب ضخم يقع في (608) صفحات من القطع الكبيرة ومزود بملاحق تحتوي على الكثير من الخرائط الدالة، كما تحتوي على قائمة طويلة من المصادر والمراجع المعتمدة اكاديميا، التي استقى منها الكاتب معلوماته. وهي مصادر عربية واجنبية، قديمة وحديثة، وهذا مؤشر على الجهد الكبير المبذول في هذه الدراسة القيمة.
ألكتاب ضخم كما ذكرت وغزير المادة والتفاصيل والشواهد، لذلك كل محاولة لتلخيصه او لاسعراضه ستكون مقصّرة وستغفل الكثير من الامور الهامة. ألكتاب يحفل بمعلومات كثيرة كان الكثير منها مغيبا في بطون الكتب، من الصعب على القارئ الوصول اليها لوحده. ينتشلها "سميح" ويزيل الغبار عنها.
من هنا يصبح من الواجب على كل عربي حريص على وحدة شعبنا ان يقرأ هذا العمل ليرى الى ما حفظه لنا التاريخ من حقائق. يجدر بنا ان نفتخر بها ونعتز، وان نأخذها نبراسا يضيء لنا طريق الحاضر فالمستقبل، خاصة ونحن نواجه اليوم موجة خطيرة من التحريض الذي يبثه الغرب ليهزنا كشعب وليهمش تاريخنا الناصع المضيء الذي يؤج حضارة وثقافة وعلما. ألكتاب جدير بالقراءة المتأنية لانه يرد علينا هيبتنا ويرتق الكثير من خيوط عباءتنا التي تفتقت ويعيد البهاء الى الوان حطّتنا التي بهتت الوانها. انه جهد كبير وغير مسبوق، وعمل جريء، يضع الاصبع على الجرح النازف في محاولة لِدَمْلِه. لن استعرض الكتاب، كي لا أفوّت على القارئ فرصة قراءته والاستمتاع بما جاء فيه من الافادة النابعة من المعلومات الغزيرة والطروحات الناضجة المسيجة بحقائق علمية لا لُبس فيها.

"سميح غنادري" في كتابه المشار اليه ينبش في ثنايا التاريخ وحناياه، ويفتش عن بؤر الضوء التي يحاول الكثيرون اليوم طمسها. ورغم ما قلناه عن خطورة استعراض الكتاب، الا انه لا بد من التطرق الى محاوره الرئيسة، كي لا يظل حديثنا يدور في فضاء التعميمية. من هنا نقول: ان الكاتب يقيم كتابه على محاور ثلاثة اساسية في رأينا، وكل محور يتشظى الى اكثر من مبحث واحد. هذه المحاور هي:

* أ- أصلانية المسيحية في الشرق:
في هذا المحور يركز الكاتب على ان العرب تنصروا في القرون الثلاثة الاولى للمسيحية – أي قبل تنصر الغرب. بمعنى نحن هنا اصل المسيحية. وهدفه من هذا المبحث التأكيد على ان مسيحية العرب ليست مسيحية الغرب من حيث فهم العلاقة مع الشعوب الاخرى غير المسيحية، واثباتا لهذا يورد الكاتب عددا من اسماء القبائل العربية التي عاشت في الجاهلية وتنصرت قبل الاسلام بزمن طويل، وبنت حضارة وأسسا ومرتكزات قلمية، حضارية، ثقافية وعلمية كما أسست لها مراكز تشع نورا على كل ما كان حولها، كمدينة "الرها" و "نصيبين" و "أنطاكية". ولا يفوت الكاتب ان يذكر مرتكزا على الحقائق التاريخية، ان العرب كانوا اول من اسس دولة مسيحية، ويذكر ان "الابجر التاسع" كان اول حاكم مسيحي لدولة. وهنا يشدد الكاتب على تمسك العرب بمسيحيتهم حتى في احلك الظروف ويذكر اسماء لاعداد كثيرة من شهداء المسيحية العرب، على رأسهم الشهيد الكبير "الحارث بن كعب" الذي يستشهد دفاعا عن مسيحيته. وهذا يقوده الى القضية الساخنة التي من خلالها يحاول ان يفجر ما يسود المسيحية اليوم في الشرق من سيطرة الغرب و"الفاتيكان" حيث يتم مع هذه السيطرة التمييز الأرعن بين المسيحيتين، ويتساءل الكاتب وبحق: لماذا لا تعلن الكنيسة الغربية المهيمنة "الحارث بن كعب" شهيدا وقديسا أسوة بمن استشهد ورفع الى القداسة في الغرب؟ لماذا تتجاهل الكنيسة الغربية واليونانية ذلك؟ انه سؤال حارق، جدير بالتفكر وبالوقوف عنده. هذا الامر يقوده الى التأكيد على العنصرية الموجهة عن قصد الى المسيحية الشرقية، خاصة العربية منها، كما هو الحاصل عندنا من قبل البطريركية اليونانية الأرثوذكسية. يتحول بعد هذا النقاش الى نقاش آخر هام والى قضية لطالما علاها الغبار. "سميح" في مناقشته لهذه القضية يزيل ما تراكم على تاريخ الكنيسة الشرقية من الغبار بسبب الشائعات التي يطلقها الغرب. ويطرح المساءلة: هل الكنيسة العربية الشرقية كنيسة بدو ام كنيسة حضر؟ تنبع هذه المساءلة مما اشيع سابقا من ان مسيحية الشرق كانت مسيحية هشة، لا أصول لها. الكاتب في كتابه يقدم الدليل القاطع والاثباتات المرتكزة على الوثائق، ليدحض رأي الغرب وليثبت ان الكنيسة الشرقية هي كنيسة حضرية، اقامتها ارقى الحضارات في العالم القديم: نجران والغساسنة والانباط والاقباط واللخميون.
ألمبحث الاخير في هذا المحور هو قضية ان الاغلبية الساحقة من العرب المسيحيين كانوا اما نساطرة او يعاقبة، ولهؤلاء وجهة نظر فلسفية تختلف عن مفهوم المسيحية الغربية، وذلك من خلال الموقف من الطبيعتين اللاهوتية والناسوية للسيد المسيح.(ديوفيزيا ام مونوفيزيا)، ومن حيث الموقف من العذراء مريم هل هي والدة إله (Theo thokos) ام هي والدة المسيح (Christo thokos)؟ وهل المسيح اقنوم واحد (هوبو ستاتيك) ذو طبيعتين متحدتين؟. هذا النقاش عمليا هو النقاش الذي شغل المجامع الكنسية الاولى للكنيسة في بداية تثبيتها وتثبيت المسيحية. يسوق الكاتب النقاش بعلمية دقيقة ويتوسع فيه ليؤكد على دور العرب المسيحيين في ترسيخ المسيحية العالمية وفي المساهمة الفاعلة في بنائها وانتشارها وتثبيت دعماتها ومرتكزاتها، ويذكر العديد من البطاركة والمطارنة العرب القدامى الذين كانوا من اوائل المناقشين والباحثين والفلاسفة الذين ارسوا قواعد المسيحية. وهذا الامر يفضي الى محاسبة البطريركية الارثوذكسية في القدس التي يتولاها ويتحكم بمقدراتها رهبان يونانيون، وينتقد تصرفاتها ويعدنا بمتابعة البحث وبتخصيص كتاب كامل عن هذه البطريركية وما يدور في اروقتها من مؤامرات ضد الكهنة العرب وعن صفقات بيع الاوقاف وعن قضية يوننتها (من يونان) ونحن بانتظار ذلك.

* ب- المحور الثاني: ألعلاقة بين المسيحية والاسلام منذ تأسيس الخلافة الى زوالها:
هذا المحور هو الاغنى في الكتاب، وهنا يبرز الكاتب مواقف الخلفاء والفقهاء والمفسرين ويقارنها بما جاء في القرآن الكريم في الحديث النبوي الشريف عن المسيحية. ويتطرق الى ما لحق المسيحية من عهود التشدد والظلام وما كان من عهود الانفراج. ويؤكد في هذا المحور على حق النصارى من خلال ما جاء في الاسلام نفسه ويورد الكثير من الآيات الكريمة التي تبرز ذلك ومن الاحاديث الشريفة التي تعضد مقولاته. ثم يناقش بحِرَفية مسألة انتحال الأناجيل التي اطلقها المفسرون، ويدافع عن الكثير من القضايا التي شابها اللبس بسبب التشويه الذي قدمه المفسرون والفقهاء في تلك الحقبة التاريخية، ويبرز ما خفي وما اعلن بدقة علمية متناهية تستند على المراجع والأصول وتصل الى قناعة مفادها: التفريق بين مزاج خليفة ما وبين ما جاء في الدين الاسلامي نفسه. ويضرب مثالا على ذلك تصرف الخليفة الراشدي "عمر بن الخطاب" من خلال موقفه المتشدد ازاء مسيحيي نجران وتغيّر هذا الموقف ايام فتح بيت المقدس والعهدة العمرية المشهورة. يتوقف الكاتب مطولا عند مسألة الشرك التي يتهم الفقهاء والمفسرون القدامى بها المسيحية، ويفسرها تفسيرا ناضجا من حيث ان المقصود بالشرك كما جاء في الاسلام ليس الكفر كما يحاول المفسرون نشره ولا تكفير المسيحية، انما المقصود بالشرك هو كما جاء في القرآن الكريم اشراك المسيح كإله مع الله وكذلك الروح القدس، أي الكفر بالتثليث وبسر التجسد ورفض مريم العذراء كوالدة لإله .
وهذا النقاش لم يكن موجودا في الاسلام وحده بل سبقه الى ذلك المسيحيون العرب: الآريوسية، والنساطرة، واليعاقبة، وهي المذاهب المسيحية التي كانت منتشرة آنذاك في بلاد العرب وقد مال الاسلام على ما يبدو الى النساطرة العرب الذين دانوا بطبيعة المسيح الناسوتية لا الالهية وعن هذه المسألة يسوق شواهد كثيرة تثبت عكس الرائج والشائع يستمدها من القرآن الكريم. ويعرض لنا الكاتب في هذا المحور أيضا وبلغة ثاقبة تنم عن دراية ومعرفة وتقصٍّ للحقائق موقف الفقهاء الجدد، الذين يقولون بان السنّة ليست وحيا، لذلك هي قابلة للتغيير، ويثبت ذلك من القرآن الكريم نفسه. كما يذكر ان الفقهاء الجدد يدعون الى التحليق وان من سبقهم من المفسرين والفقهاء القدامى ليسوا مفوضين من الله، والفقه في اساسه تطور. الفقهاء الجدد يرفضون النقل ويعتمدون على العقل ويدعون الى فتح الآفاق وعدم الصنمية ازاء السنّة القديمة، كما يدعون الى فهمها ضمن تاريخيتها وصيرورتها. يقول الفقهاء الجدد ويؤيد رأيهم الكاتب: انه بسبب غياب فقه دستوري، اذًا كل شيء مرتبط بالمؤسسة الحاكمة. وكل سلطة بحاجة الى غطاء فقهي ديني يبرر حكمها.
ألاسلام الصحيح في رأي الكاتب وهو في هذا يصيب كبد الحقيقة،
هو النص وليس التفسير. ويخلص الى القول بعد هذا النقاش والتجوال المذهل بين المذاهب الاسلامية والمدارس الفقهية والفلسفية والكلامية. هذا التجوال الذي يدل على البحث والتمحيص والدقة الاكاديمية الى ان المسيحي مشرك في نظر الاسلام ليس لأنه وثني، بل لانه يشرك بالله آلهة اخرى هي المسيح والروح القدس. ألاسلام لا يكفّر المسيحية، وما التكفير الذي يشيع على ألسنة البعض سوى مقولات شعبوية يدحضها القرآن الكريم والحديث الشريف. ومن منطلقه الماركسي العلمي في التحليل والتفكير والنقد يرد "سميح" المواقف الى اسبابها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما حدث مثلا في ترحيل اهل نجران المسيحيين بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.
ألسبب ليس الكره الديني بقدر ما هو استشعار الخليفة عمر بتزايد قوة ونفوذ مسيحيي نجران. ويدحض "سميح" المقولة او الادعاء الذي ساد في فترة الخلافة "لا تجتمع في الجزيرة ديانتان" ويثبت خطأ هذا الادعاء ويزيل مصداقيته من خلال ارتكازه على ما جاء في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف من آيات واحاديث تتطرق الى احترام المسيحية والتعامل معها كدين الهي ، ويصل سميح في بحثه الى فترة الخلافة الاموية ويبرز هنا ان الخلافة الاموية كانت خلافة عربية قومية، لذلك العلاقة بين المسيحية والاسلام كانت علاقة جيدة، واحسن مثال على ذلك الشاعر الاخطل الكبير المسيحي المتعصب لدينه ولكنه المنافح عن الامويين وشاعرهم. كما يورد امثلة كثيرة عن مواقف الاخطل مع الخليفة عبد الملك بن مروان. ويذكر من باب الحياة المشتركة اقتسام الكنائس ودور العبادة للصلاة والادارة المالية التي كانت لفترة طويلة بيد المسيحيين خاصة بيد "آل سرجيون" مع ان الاسلام دينيا يرفض ذلك ، وهذا يدل على ان الخلفاء خرجوا عن تعليم الدين ليثبّتوا حكمهم. ولا يفوته طبعا وهذا مثبت تاريخيا الحديث عن الاديرة كاستراحات وكأماكن لشرب الخمرة و(كتاب الديارات خير مثال على ذلك)، وللتدليل على الحرية الكاملة تقريبا التي تمتّع بها المسيحيون ايام الخلافة الأموية يذكر المؤسس معاوية وزوجته ميسون المسيحية، كما يذكر معاملة معاوية المتسامحة مع المسيحيين، وكيف بنى لهم كنيسة في "الرها" على نفقته الخاصة. اما العباسيون فلأن حكمهم طغى عليه الاجانب فقد اختلفت المعاملة. يقول الجاحظ:"الدولة الاموية دولة عربية اعرابية، اما الدولة العباسية فدولة اجنبية" طغيان الحكم الاجنبي اذًا جعل التشدد مع المسيحيين يطغى هو الآخر، الا ان الحقائق التاريخية تثبت ان بطش الخلفاء العباسيين بالمسلمين كان اكثر واعنف من بطشهم بالمسيحيين، خاصة ما فعلوه بالامويين وبالبرامكة.
ثم ينتقل الى فترة الازدهار، الفترة الذهبية للعباسيين ايام الخليفة المأمون فيتحدث عن الفرق الكلامية والفلسفية كالمعتزلة والمرجئة والقدريّة والجبريّة، وعن الحوار المسيحي الاسلامي الحر وعن النقاش الذي ساد تلك الحقبة الزمنية الذهبية المرتكز على الفلسفة وعلى علم الكلام اللذين كعلمين يستمدان الكثير مما كان سائدا من النقاش في المسيحية. ثم ينتقل "سميح" ليحدثنا باسهاب عن اثر المسيحيين في العلوم والترجمة والفنون والعمران والطب والوظائف والدواوين ، ويورد اسماء كثيرة كدلائل وهذا مثبت تاريخيا. ويصل الى حقيقة ساطعة مفادها ان المسيحية الغربية ظلمت الشرقية اكثر بكثير مما ظلمها الاسلام، ويورد حقائق تاريخية تثبت ذلك ابتداء من التكفير وانتهاء بالملاحقة والقتل ويشير الى موقف المسيحية الشرقية التي اعترفت بالاسلام كدين عكس الغربية التي كفّرته. ومع كل هذا هو لا ينفي طبعا ما لحق بالمسيحيين من عسف وظلم اسلاميين، ولكنه يرجع هذا الامر الى الحروبات الدائمة مع بيزنطية المسيحية، والى تشدد بعض المذاهب الفقهية، والى مزاج بعض الخلفاء والى الموالي الذين لم يكن يهمهم مبدأ القومية العربية. ويروي بمنهجية انه من الخطأ التقييم لمرحلة تاريخية قديمة بناء على ومن منطلق مفاهيم عصرنا. علينا الاخذ بعين الاعتبار الاحداث والصراعات على انواعها . لذلك علينا ان اردنا العلمية ان نفرق بين اسلام الدولة واسلام العقيدة.
في هذا المبحث يدافع "سميح" عن الاسلام ضد المقولة الشعبوية التي روّج لها الغرب والتي مفادها : ان الاسلام دين عنف فرض نفسه بحد السيف، ويسوق امثلة كثيرة مستقاة من المصادر الموثوقة التي تدحض ذلك ويقدم دلالات كثيرة عن دول اسلمت دون فتح بالمرة. ويقول ان المسيحيين الغربيين ايضا فتحوا بلدانا كثيرة بالسيف، وكانوا اعنف بكثير من الاسلام، لا بل ان اعنف جرائم الاكراه الديني كانت من صنع المسيحية الغربية: الحروب الصليبية/ محاكم التفتيش/ النازية ....الخ...
والمفارقة الغريبة ان المسيحية الغربية تتهم الاسلام بالعنف بينما المسيحية تتبنى التوراة – أي العهد القديم المليء بالعنف. المسيحية الغربية عنفت وعسفت في اسبانيا ضد اليهود والعرب على حدّ سواء. ويصل الى نتيجة مفادها: هنالك فرق شاسع بين العقيدة وبين التطبيق البشري – سواء أكان ذلك في الاسلام ام في المسيحية.
وفي هذا المبحث يحلل قضية الجزية، ويقول انها ضريبة فرضت على اهل الذمة لا لاذلالهم انما لحمايتهم ولاعفائهم من الجندية. والقرآن الكريم لا يذكرها سوى مرة واحدة. ولكن بعض الخلفاء بالغوا في رفعها وكان ذلك حسب اهوائهم، وبعضهم الآخر سامحوا وتساهلوا.

* ت- ألمحور الثالث: ألمسيحيون ليسوا رهائن عند احد:
هذا المحور هو محور غزير يؤكد فيه "سميح" بوضوح لا لبس فيه وبصراحة تامة، على ان المسيحيين في الشرق لهم الحق الكامل في العيش بكرامة، رغم الاغلبية المسلمة، فالمسيحيون ليسوا رهائن عند احد في اوطانهم.
يبدأ "سميح" هذا المحور ببحث اصعب الفترات التي مر بها شرقنا، اعني الحروب الصليبية، تلك الحروب التي كانت سببا اساسا في الشرخ القائم اليوم. يتوقف "سميح" عند هذه الحروب والحملات شارحا ومحللا ومرتكزا طبعا على المصادر التاريخية العربية والغربية، ليقرر بعد الدراسة والبحث ان الحروب الصليبية هي حرب وجريمة غربية بحق الاسلام والمسيحية الشرقية على حد سواء. يحلل "سميح" تلك الحروب ويتوسع في تحليل اسبابها وادعاءاتها، ويشير بذكاء مدروس الى ان المسيحيين العرب بأكثريتهم وقفوا مع المسلمين ضد الصليبيين، لذلك أسموهم بالفرنجة، بينما الكثير من الامراء المسلمين خانوا وتعاونوا معهم. ولكن رغم ذلك، الكاتب ليس ارعن، بل هو يشير الى ما عانته المسيحية ايام الايوبيين والفاطميين والمماليك والعثمانيين. ثم ينتقل للحديث عن فترة المماليك الذين انقذوا الشرق من اشد خطرين: الصليبيين والمغول. ولكنه يتطرق ايضا الى ما لحق بالمسيحية الشرقية من غبن في ايامهم ناتج عن كونهم اعاجم لا يفهمون العيش المشترك ولا الثقافة المشتركة المسيحية والاسلامية. ولانهم حكموا بعد الصليبيين فالمرارة كانت ما زالت قائمة والمفاهيم الشعبوية تسربت، كما يرد المعاناة المسيحية في ايامهم الى اهواء السلاطين. فعصر المماليك ومن بعده العصر العثماني هو عصر تخلف وانحطاط وشعوذات وركود حضاري، هو عصر موبقات ومجاعات ونهب وقتل وتقتيل، وبسبب ذلك كله انعكس الامر على المسيحيين، فقد كانوا الجسم الذي افرغ الناس عليه وفيه النقمة. ويضاف الى ما ذكر فقه ابن تيميّة المتشدد بحق المسيحية الذي كان سائدا آنذاك وانهيار القسطنطينية كسلطة.
ألمسيحية في هذا العصر وما تلاه تجمّدت: صراعات داخلية كثيرة الامر الذي ادى الى تهميش العرب والى انسلاخ الكثير من العرب الارثوذكس الشرقيين عن كنيستهم وانضمامهم الى الكنيسة الغربية.
ويؤكد "سميح" على قضية الصراع على الاماكن المقدسة، الامر الذي جعل العثمانيين يتحكمون بالاكليروس وبالاوقاف. في هذه الفترة الحالكة كان المسيحيون العرب محطّ نقمة الحكام ارضاء للشعب وامتصاصا لنقمته على الركود شجعوا ذلك، كما شجعوا المواجهات العنيفة بين المسيحيين والمسلمين، كما حدث في القاهرة، وكما حدث ايام الظاهر "بيبرس" من احراق انطاكيا المركز الديني الشرقي المسيحي الاول، وقتل حوالي (16,000) نسمة منها واسر ما يقارب (100,000). وكذلك السلطان "قلاوون" وما فعله في طرابلس. وهذا مرده في رأي الكاتب الى ان المماليك ارادوا رد بضاعة الصليبيين، بمعنى ان الثأر الشعبوي هذا كان نتيجة لما اقترفه الصليبيون..
أيام الخلافة العثمانية ظل الامر على ما عليه، فالتخلف كان قد بدأ قبل العثمانيين. والعثمانيون لم يكونوا خلفاء للاسلام بل لانفسهم والامبراطورية واسعة الاطراف لا يمكن ضبطها بشكل صحيح، هذا بالاضافة الى فتح القسطنطينية والصراعات المسيحية، وتراجع السلطة المسيحية في الشرق. هذه الامور كلها ادت الى التعامل السيئ. ولكن رغم ذلك شهدت هذه الفترة واعني الفترة العثمانية الكثير من بؤر الضوء في التعامل مع المسيحيين، وذلك كان ايام "الظاهر عمر"، وايام "فخر الدين المعني"، وايام "محمد علي باشا" وابنه "ابراهيم".
ومع بداية القرن التاسع عشر، وما كان من احداث فيه، بدأت المسيحية تسترد الكثير من حقوقها ومن التعامل معها باحترام. فهذا القرن يشهد ارهاصات الدستور والجمعيات العثمانية التي اشترك فيها العرب على مختلف انتماءاتهم، والارساليات الاجنبية ودورها، وبوادر الحركة القومية العربية، والنهضة العربية الارثوذكسية في مواجهة اليَوْنَنَة (من يونان) وتثبيت نظام "الملة" الذي كان بمثابة الحكم الذاتي للطوائف المسيحية.
وهذه المرحلة في القرن التاسع عشر تشهد انفتاحا حضاريا وتسامحا دينيا، خاصة بعد ان بدأ الغرب ينمو ويزدهر ويصبح القوة الاقتصادية والعسكرية والعلمية الاولى. هذه القوة الغربية الصاعدة التي صار لها الكثير من الامتيازات والارساليات والمصالح والقنصليات، تعلن حمايتها للطوائف المسيحية. ومن هنا يشهد القرن على تحرر المسيحية وعلى تغير المفاهيم.
ولكن النظام العثماني صار يصعّد قوته تدريجيا وانقلب الى نظام فساد ورشًى ومؤامرات ورعب وقتل وسلب ونهب وفقر، مع جو كهذا من الطبيعي ان تكثر القلاقل والثورات، وهذا ما حدث في البلقان وفي السعودية، وفي لبنان. ويتوقف الكاتب عند الفتنة في لبنان ومذابح سنة (1860) ويحلل اسبابها ونتائجها وانعكاساتها ويذكر التحرك الاوروبي الذي اوقفها، ولكن بعد ان قطفت عشرات آلاف القتلى وتدمير وحرق الكثير من الكنائس. هذا التحرك المتأخر يشير اليه "سميح" بسخرية، كي يدل على ان الغرب لم يكن على مر التاريخ مهتما بالمسيحية الشرقية، انما اهتمامه كان دائما منصبّا على مصالحه.
وفي نهاية بحثه يشير الكاتب الى الدور الايجابي الكبير الذي لعبته روسيا وارسالياتها. ثم يتوقف مطولا عند روّاد التنوير والنهضة، والحركة القومية العربية من المسلمين والمسيحيين، وعند البرنامج القومي، والتنبيه من مخاطر الحركة الصهيونية. وفي هذا المبحث يؤكد على ما لا يمكن لاي مسلم مهما كان متزمتا وكارها التعامي عنه، يؤكد على دور المسيحيين العرب في النهضة الحديثة في الشرق العربي، ويذكر عددا كبيرا من اسماء روادها.
أعود الى ما بدأت به، ان هدف هذه الكتابة ليس التلخيص ولا الاستعراض. فالكتاب اوسع بكثير مما ذكر، انما الهدف منها الاشارة الى ما في هذا الكتاب من مادة غزيرة ومعارف كثيرة وآراء نيّرة ترد الامور الى حقائقها التاريخية العلمية المرتكزة على الاصول والمراجع والمصادر، والى الجهد الضخم المبذول وغير المسبوق. انه كتاب هام يأتي ليسد فراغا في المكتبة العربية، وليطرح الكثير من الآراء الصائبة، وليصحح الكثير ايضا من المقولات الشَّعْبوية السائدة التي تقف عثرة في طريق تطورنا، خاصة ونحن نعيش هذه المرحلة الحرجة من حياتنا.

إن اهمية الكتاب تنبع في رأيي من النقاط التالية:
1- جمع لنا المؤلف في كتابه مواد اساسية هامة من مظانها ووفر علينا بذلك مشقة البحث، كما قدم معلومات كانت شذرات منثورة في بطون الكتب. جمعها، غربلها، نسقها، وناقشها ووصل الى استنتاجات هامة.
2- ألقدرة على التمييز بين المقولات الشَّعْبوية السائدة وبين الحقيقة العلمية. وما كان لهذا ان يتسنى للكاتب لولا تسلحه بالمنظور الاشتراكي العلمي.
3- ألموضوعية العلمية، والدقة في التناول والنزاهة في الاحكام.
4- ألتفريق بين السلطة والعقيدة.
5- ألتأكيد على ان المسيحيين في الشرق هم الاصل، وهم يختلفون كثيرا من حيث النظر الى الاسلام عن مسيحيي الغرب. فالمسيحية في الشرق عاشت جنبا الى جنب مع الاسلام، وعانت ما عانى، فكلنا في "الهم شرق".
6- ألتأكيد على حق المسيحي في العيش في وطنه بكرامة وبحرية كاملة، فالمسيحيون ليسوا رهائن عند احد، لهم تاريخهم وفضلهم في بناء هذا الشرق.
7- عرض موسوعي للديانتين، ينم عن معرفة معمقة.
8- معرفة عميقة وواسعة للتراثين الديني والتاريخي.
9- ألتأكيد على العلاقة الجيدة، علاقة المحبة والتآخي والتسامح، وعلى النسيج الوحدوي بين مسيحيي الشرق ومسلميه- رغم بعض الشروخ- التي يردها الكاتب وبحق الى اسبابها العلمية الموضوعية، وعلى ترسيخ هذه العلاقة وعدم التفريط بها، ازاء ما نمر به اليوم خاصة من التحديات.
10- نبذ كل ما يدعو الى تفتيق هذا النسيج المتلاحم.
11- ألفهم السليم للواقع ولمرجعياته التاريخية.
12- ألتحليل المبني على ايديولوجية ثورية وروية ناضجة ثاقبة منطلقها ماركسي علماني.
13- إبراز دور المسيحيين في الشرق في بناء الحضارة العربية الاسلامية.
14- ألشجاعة في الطرح، طرح الرأي ودحض الرأي الآخر المعاكس، والجرأة في التحليل وتقحم مواضيع حساسة دون ان يتستر الكاتب عليها او ان يطليها بالاصباغ. اذ انه يتمسك بالحقيقة التاريخية العلمية، وهي التي تضفي على مباحثه الجدة، وتجعله لا يتهيب طرح الرأي بصراحة وبشجاعة، خاصة ونحن نعيش اليوم مرحلة الحديث فيها عن الموضوع المطروح اشبه بملامسة البرميل الساخن.
15- ألدعوة الى اللحمة، اذا كنا نريد العيش الكريم، والتصدي لكل ما يعثر مسيرتنا وتقدمنا.
16- عدم اغفال ما لحق بالمسيحية من عسف وظلم وعنف، وتوجيه اصبع الاتهام لا الى الدين بل الى البشر.
17- القدرة الفائقة على النقاش والاستخلاص والوصول الى النتائج العلمية.
18- ألاسلوب السهل والواضح والتحديث في اللغة لتلائم الموضوع والنحت الجريء.
ولكنه رغم كل ما ذكر – وكأي بحث مهما اجتهد لا بد من بعض المآخذ، اجملها بما يلي:

1- ألمراجع والتوثيق
ألكتاب على علميته وغزارة الاستشهادات فيه والقبسات في الكثير من مباحثه، الا انه لا يوثق ولا يحيل القارئ الى المصادر والمراجع ليتحقق من صحة ما يورده الكاتب. وهذا يكثر في الفصل الاول، ويبرز في الكثير من المباحث. عدم التوثيق يؤدي احيانا الى نزع المصداقية العلمية، مع العلم ان الكاتب حين كان يشعر بحرج المادة كان يردها الى مراجعها ويوثقها، خاصة اثناء الحديث عن العلاقة بين المسيحية والاسلام.

2- ألتكرار
التكرار آفة الاسهاب، وهي ظاهرة موجودة في الكثير من المباحث. اذ ان الكاتب كان يكرر الكثير من الافكار. وهذا نابع من زحمة المعلومات في رأيي ومن كثرة مباحث الكتاب.

3- ألاستطرادات
الكتاب رغم علميته فيه الكثير من الجيوب والاستطرادات التي تضر بدقة البحث وبمنهجيته ونهاجيته وتبعد القارئ عن متابعة الموضوع الرئيسي – الذي يهدف اليه الكاتب.

4- ألعاطفة
تطغى العاطفة على بعض المواقف المطروحة، مما يبعد احيانا الامر المتداول عن العلمية. هذه العاطفة في رأيي تعود الى الحرقة الموجودة عند الكاتب على ما يجري.

5- ألشّعْبَوية
على طول الكتاب يحارب الكاتب وينسف الكثير من المقولات والمواقف الشعبوية التي ادت الى التفرقة والعسف والعنف، والى الحالة القائمة. ولكنه هو نفسه يقع احيانا بهذه الشعبوية غير المبنية على العلمية، خاصة حين يتحدث عن يَوْنَنَة (من يونان) الكنيسة. وهذا نابع من غيرته على كنيسته وعلى ما يجري فيها من بيع للاوقاف وغير ذلك.

6- لغة الكتاب
لغة الكتاب كما ذكرت آنفا، لغة سهلة سلسلة جميلة، وهي لغة صحفية، قصد منها الكاتب ان يكون الكتاب مقروءا من الجميع وليس مقصورا على فئة خاصة. ولكن اللغة الصحفية رغم سلاستها وجمالها، آفتها في انها لغة فضفاضة وفي مواضيع كالمبحوثة في الكتاب وهي مواضيع علمية اكاديمية في غالبيتها وفي نهاجيتها يقتضي الاختزال، واللجوء الى لغة البحث العلمي.

* وملاحظة:
قبل ان انهي حديثي عن هذا الكتاب الهام، يلاحظ ان اغلب الذين اقبلوا على الكتاب واهتموا به كانوا من المسيحيين.
وهذا أمر مؤسف حقا، لان الكتاب لم يكتب للدفاع عن المسيحيين، بل هو يدافع ايضا عن الاسلام، ويوضح الكثير من القضايا والمواقف الموجهة ضده: في الكتاب الكثير مما يبرز دور الاسلام الناصع واهميته في نشر الحضارة والثقافة والعلم.

* وأخيرا:
إنه جهد مبارك وغير مسبوق. جهد يغني مكتبتنا ويزيل الكثير من الركام الذي علا على تاريخ العلاقة المسيحية الاسلامية. كل ذلك لنستعيد صوابنا ولنرى الى الوجه الناصع لعلاقتنا ولنؤكد ونلح عليها، وعلى بناء حاضرنا ومستقبلنا. من هنا وجب على المسؤولين في الطائفتين الاحتفاء بهذا الجهد وتكريم صاحبه، لما جاء في كتابه من فوائد علمية وتصحيح لآراء خاطئة مسبقة يتبناها الطرفان عن دون وعي وتصويبات لنهج غير سليم، هذا اذا كنا من القوم العاقلين.



#حبيب_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان يجمعنا
- الأدب العربي الفلسطيني في إسرائيل
- مسرحية -سيدة محترمة جدا- بين يسارية سارتر الثورية وواقعية فت ...
- أحلام شقية- لسعد الله ونوس - بين الفكرة وضرورة الفعل
- هل نملك حركة نقدية متواصلة؟
- التهافت على الكتابة للأطفال
- متى سنصبح موضوعيين في كتاباتنا؟
- هل نعمل بما فيه الكفاية على نشر أدبنا
- لماذا لا نملك جانرا روائيا محليّا ناضجا؟
- أيها الجذع الذي شحذنا عليه المناقير, وداعا
- الثقافة, الأدب, الفن والسلطة
- الطرفة الأدبية هل هي في تراجع؟
- هواجس ميلادية
- أهمية التحالف وشروطه
- لغتنا - هويتنا وعنوان كرامتنا
- شعرنا والحداثة
- الشهرة والأهمية
- أدب العلاقات الشخصية
- -هل كِمل النقل بالزّعرور-
- شيء ما عفن في مملكة الدنمارك...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب بولس - كتاب -المهد العربي- وملامسة البرميل الساخن