أنا الرئيس القادم ! ايه رأيك في البرانويا دي ؟!

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 17:22
المحور: كتابات ساخرة
    

أول حاجة لازم تعرفوها إن اللي بني التجمع العشوائي اللي بيسمى مصر كان مقاول من الباطن
تاني حاجة لو الشعب المصري لقي مصباح علاء الدين وحكوا مش هيطلعله البرادعي .. انتوا عارفين هيطعله مين ؟!
تالت حاجة الدستور هو القانون الذي حدد نظام الحكم في الدولة واختصاصات سلطاتها الثلاث وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة " ده محمد نوح أبويا اللي بيقول " ، لكن اللي عندنا اسمه عقد إذعان .. الشعب فيه مترفع لأن السلاح في ضهره والصرف الصحي قدامه .. يعني مخصى مخصي قصدي ميت ميت.

اللي فاتت دي مقدمة وجع وعربون حلم

أولاً .. أسباب نزولي لهذا المعترك المليء بالألغام والعسس أني رأيت أن شعبي الأصيل الطيب الفهلوي رافض يهش ورافض ينش ، وعايز يجيلوا رئيسه زي ما يجيلوا رزقه .. كله بدُعا الوالدين ورش المية من الجردل على الريء قدام الوطن يمكن نرزق.

ثانياً .. لقيت إننا من 52 عمالين ننزل لحد ما بقينا تحت الصفر وبرضه حرانين موت .. وعرقانيين سراب.
ولقيت إن كل مشاكل المصريين بإختلاف توجهاتهم السياسية وطبقاتهم الإقتصادية وألوان طيفهم العقائدية . مشاكل لها حلول كثيرة جداً .. بس محدش عايز يحل علشان نفضل كده ..
فاكرين " هأفضل كده عاشقك في الأحلام وبس .. فارس يحارب عن هواه ولا حد حس
رسمك على رمل البحار مركب غرق .. فارد جناحي ليل نهار على الورق "

المهم .. قررت أنزل ورزقي ورزقكم على الله .. ونشوف المرمة اللي اسمها "مصر " هتتولد ولا هتغرق.

ولأن سلم الوصول للحكم على مسرح مصر سلم كده وكده .. واللي يحاول يطلعه هيقع وتتكسر رقبته .
وفي مسرحيتنا الديمقراطية ، الدستور لا يسمح لأحد .. ولا من المستقلين ولا من الطفيليين الصعود عليه لأنه ديكور في مسرحية الأغلبية من 52 .

ولأن الأحزاب تم تأميمها مع قناة السويس ، وبقت بتلعب دور الكومبارس اللي بس بيعمل صوت وضوضاء وحركة . ويحسسك إن المسرح مليان بالحياة . وهو مسرح ميت موت اختياري من زمان .. واللي اندمج وصدق دوره وحاول يعيش في الدور انتوا عارفين جرى له إيه .. جرى له إيه ؟!

كل ده أصبح أرض خصبة لجعل المعارضة المصرية عقيمة وما بتولدش .. ولو ولدت يتم وئده في الحال .
ولأن الدومينو المصري أتقفل .. كان لازم ينزل لاعب جديد مش من هنا ومن هنا .. قريب وبعيد.. هاوي محلي ومحترف دولي .. مالوش دية ولا تمن ولا ينفع معاه بخ ولا أوضه مضلمة ورا الشمس ، ولا يتحط السيخ المحمي في صرصور ودنه .

زرع مصري .. وزرع شيطاني ، مولود من الأرض .. وواقع بالباراشوت علشان يغير اللعبة اللي قفلت ما بين طرفين : الطرف اللي انتوا عارفينه من زمان .. والبعبع ابو دقن وسيف . ينزل اللاعب الجديد يغير المعادلة ويخليها لعبة ثلاثية الأبعاد .. مش محتاجة نضارة علشان تشوفها ( ومن أمتى الأعمى عايز يشوف ) ، وجراب الحاوي مليان بالإحتمالات .
والتلاتة ليهم مطبخ غربي .. وليهم مطبخ محلي .. وأنا واقف وشايفهم وسايبهم يطبخوا ، يمكن ناكل أكلة ترم العضم ، من غير صرف صحي ، من غير هرمونات ، من غير سرطنة وحبشتكانات ، ومن غير ما نسخر من الوجع بالنكات ( شوفت القافية ) .

وسألت نفسي الأسئلة اللي بتتسأل ورميت بيتي القزاز بالطوب قبل ما حد يرميني بيه:
الشعب عايز إيه ؟ محتاج إيه ؟ مستني مني إيه .. بصوفيينه .. بنوبيينه .. بمسلمينه .. بمسيحيينه .. بإخوانه .. ببهائيينه .. بليبراليينه .. بعلمانيينه .
وإكتشفت إن مطالب الناس والقوى الوطنية والطبقات الشعبية والأقليات العقائدية .. مطالب بسيطة جداً جداً.
ولا محتاجة فوضى خلاقة .. ولا دبابات الأمريكان .. ولا حقوق حيوان ولا إنسان .
كل الإعتصامات والإضطرابات اللي فاتت كلها بتتراوح طلباتها ما بين 5 جنيه مصري لا غير لحد خمسين جيني .
يعني المرمة بتاعت الإضرابات حلها عندي ، 150 ألف جنيه تشبرأ الناس دي وتريحهم وتفرحهم وتروحهم. يعني وزير واحد من وزرائي مايخرجش يومين في الأسبوع ويدي الفلوس بتاعت العزومتين للناس .
بسيطة جداً .. من عيني دي ومن جيب ده .

تاني حاجة .. موضوع الفتنة الطائفية والفيلم الهابط ده . بسيطة جداً ، على رأي ستي " شيل ده من ده يرتاح ده عن ده "

اقتراحي لحل مشاكل مصر هو الفيدرالية المصرية ، يعني كل منطقة تحكم نفسها وتنتخب حكامها بنزاهة وشفافة .
هخلي كل مجموعة أو أقلية او أي ناس عايزين يعيشوا مع بعض ، يعيشوا مع بعض - ويبقوا يقبلوني لو عمروا- .
فالمسيحيين يظبطوا مع بعض ، الارثوذكس هيكونوا فين والكاتوليك فين والسبتيين وشهود يهوة والمرمون والبروتستانت ، لو عايزين بينهم جدار عازل او قزاز معشق براحتهم ، متغلاش عليهم ما هم برضه مصريين ، وساعتها مش محتاج أعملهم قانون عبادة موحد .

يبنوا كنايس زي ما هم عايزين ، ويعلقوا أجراس ، حتى لو عايزين يحطوا ميكروفونات يحطوا ، ما هم بقوا كلهم مسيحيين في بعض وهاخد الملف القبطي من أمن الدولة وهديهولهم هدية مع بابا نويل في الكريسماس. يرمموا الحمامات ويركبوا مباول زي ماهم عايزين والسراميك والسباك من عندي كمان . وقانون الأحوال الشخصية يعملوه براحتهم ، اللي عايز الجواز مؤبد براحته ، عايزين يطلقوا مأذونهم المسيحي عندهم.

وهدي النوبيين حتة ، يعيشوا ويغنوا " سو يا سو " . والبهائيين حتة .. يحطوا شرطة على بطاقتهم .. يحطوا كحكة ، يصوموا تسعتاشر يوم ( رمضانهم البهائي ) براحتهم ، يعملوا محافل وضيافة براحتهم خالص ..

والصوفيين يعملوا موالد براحتهم وأضرحتهم على رأسي من فوق . حرية العبادة مكفولة زي الدول المحترمة.
والسلفيين .. حتى الجلاليب والشباشب والسواك على حسابي .. مافيش مشاكل
والشيعة يعملوا الحسينيات ويعملوا عاشوراء وممكن يعزموني .
والإخوان .. حتة يظبطوا نفسهم مع بعض .. المحافظين القطبيين في مساكن والإصلاحيين في مساكن تانية براحتهم خالص.
ويحلوا خلافاتهم مع التنظيم العالمي بتاعهم من غير ما نتدخل ، ماهو برضه كلهم إخوان .
وممكن نسكنهم جنب حماس بحيث لو حماس محتاجة حتة سلاح .. علبة كيري .. كنتالوب برضه ترزق والأنفاق تشتغل ، علشان متضمرش زي ما قال داروين : " النفق اللي ما يستعملش يضمر "

وهألغي العشوائيات . كله هيسكن في مساكن عادية .. يمكن أعمل حتة فيها محمية لبعض العشوائيات الـ cool علشان السياح أو المخرجين لو عايزين يصوروا أفلام .. لو حبوا يتفرجوا كنا ازاي وبقينا ازاي في عصري .

وهأعمل صيانة للأهرام وأبو الهول وكل الآثار علشان السياحة مهمة جداً ، هي دي اللي هتدخل العملة الصعبة جداً .
اما الليبراليين والعلمانيين اديهم حتة تكون SPICY شوية ، لأن دول المودرن اللي ينفعوا يتعاملوا مع السياح والأجانب زي دبي في الإمارات بالنسبة لدول الخليج والسعودية ،وجزيرة هونج كونج بالنسبة للصين ، منطقة الحريات والفرفشة والرفاهية والإصطباحة والوجه الحضاري الحداثي والوجه الحسن .

كل حاجة تبقى تمام على البيكو بإذن الله .
وبالنسبة لعلاقتنا مع الخارج ، زي ما ظبطنا الداخل هنظبط الخارج .
بالنسبة للعرب ، عندنا معاهم مصالح مشتركة ، نفتح الأسواق وممكن نوحد العملة نخليها دنانير .. أو ريالات .. أو مقايضة ؛ يعني مسلا ناخد بول الأبل من السعودية ونديهم شاليهات في الساحل او حتة من توشكى ما هي كده كده بايظة.
اللي هيفهموه هنتعامل بيه . العرب اخواتنا ، وأمريكا صديقة ( يعني Girlfriend ) .. وأوروبا تحس إنها بنت خالتك ، بنت عمك ، حاجة كده يعني .

اما بالنسبة للصين طبعاً فاضل انها تيجي تعيش بدالنا ، كل حاجة عندنا بقت صيني ، وطالما هما اللي مخترعينها يعني فاهمين فيها أكتر مننا ، يعني مش عيب إننا نصحا الصـُبح نبص في المراية نلاقي وش واحد صيني وشعره الناعم بنسرحه .

أما بالنسبة للميديا ، فكل منطقة في الفيدرالية المصرية تعمل حاجتها .. جرايدها .. قنواتها .. تخليها في نفسها ولا تغمز ولا تلأح على المناطق الأخرى في الفيدرالية المصرية .
وخلاص ساعتها مش هنسمع بقى " عايزين وزير مسيحي .. وضابط نوبي .. ومحافظ شيعي " ، خلاص كل منطقة وناسها بيحكموها .
وبعدين كل محافظ أو رئيس منطقة يجيلي كل يوم خميس من أول كل شهر ، نقعد ونظبط ونشوف المرمة دي ماشية ازاي .

أخيراً .. محدش هيزعل في فترة رئاستي خالص . ومافيش فقير في عصري .
ولا قانون طواريء ولا سلخانات أمن دولة ، ولا مراقبة تليفونات ولا مخبرين ولا أحزاب مخصية .
نعيش يومين حلوين مع بعض بلا نباح ، ولا مختلين ، ولا فتنة طائفية ، ولا إزدراء أديان ، ولا شرطة ولا عبدة شيطان ، ولا تنديد ولا تهديد ، مصر كلها متظبطة .
والسلام ينم والحب يعم والعدل يضم ، حيث دولة القانون .. وحقوق الإنسان .. وفصل السلطات وفصل الشعب عن بعض علشان ميبوظوش بعض أكتر من كده أيها الإخوة والأخوات
خلاص كده كله مرضي ...

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات