أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - عدنان الظاهر - للثامن من آذار / يوم المرأة العالمي















المزيد.....

للثامن من آذار / يوم المرأة العالمي


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 13:17
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    




رومانس المتنبي

(( المتنبي والثامن من آذار // يوم المرآة العالمي ))

(( 15 ))

www.mars.com

وضع المتنبي على الطاولة العريضة الواطئة الممتدة أمامي ورقتين فيهما كلام مكتوب بخط كوفي متقن جميل وقال : إقرأ . ماذا أقرأ يا متنبي ؟ كرر فعل الأمر بنبرة صارمة : إقرأ ؟ قرأت :

إليها ...

إليها يا مَن تجسدت فيها كل نساء العالمين ... إليها رمزاً لجميع بنات حواء على سطح الكرة الأرضية . وردة لها وقبلة على يدها اليمنى وأخرى على جبينها . فيها عطر وبهاء وشرف كل الأمهات في العالم ... قديماً وحديثا ً . من عزمها تعلم الرجال الثبات على المواقف والمبادئ والقيم . فيها أريج السماوات وأطيب ما أنبتت الأرض من زهور ورياحين وياسمين وكافور وأطايب أخرى لا عد َّ لها ولا حصر . في صدرها طعام الرجال مقاتلين َوصامدين . ومن علو ِّ هامتها تعلمنا الشموخ في الحياة ومقارعة الظالمين والمسرفين . من جمال روحها ودقة أناملها تعلمنا الأدب وقول الشعر بل وتعلمنا الخط والكتابة مسمارية ثم حرفية .
ثم قرأت ُ :

أيَّ شئ ٍ في العيد أُهدي إليكِ
يا ملاكي ، وكلُّ شئ ٍ لديكِ

أَسوارا ً أم ْ دُملُجا ً من نُضارٍ ؟
لا أحب ُّ القيود َ في معصميكِ

سقطت الورقتان من يدي ! إستغربتُ . قال بحدّة لماذا توقفت َ عن القراءة ؟ لأنك وأنت سيد الشعراء تستشهد بشعر غيرك ممن أتى بعدك ، أجبته . قال لا عليك ، واصل القراءة رجاءً ولا تتوقف . الشعراء يتحّدون يوماً ويتفرقون آخر . اليوم هو العيد الأكبر . اليوم تنشق السماء وينفطر القمر فرحاً وإبتهاجا ً بهذا اليوم ... يوم ميلاد حبّي وحبيبتي . تراجعتُ قليلاً في جلستي مبهوراً مما أسمع . لكن ... قاطعني المتنبي ولم يسمح لي بالإعتراض . قال إقرأ ْ . سمعا ً وطاعةً ، قلت ثم قرأتُ :
أجل ْ ، يا جوهرة حياتي وجنّتي ونعيمي . نعم ، اليوم عيدك فما أسعدني في الدنيا وما أعمق شعوري بأني إنسان ٌ حر ٌّ . هل قال أحد الشعراء ( لا يحب إلاّ الأحرار من الرجال ) ؟ أو قالها بصيغة أخرى : لا يحب رجل ٌ ليس حراً ؟ لا فرق . أشعر أني حر معك وأمامك وفي يوم مولدك وفي كافة أيامك . إذا ً لك فضل حريتي وتحريري من سجوني وأسري . لك فضل صيرورتي إنساناً في وسعه أن يُحب وأن يضحي لمن يحب . علمتيني أهمية الورود وفلسفة مناسبات تقديمها للمرأة التي نحب . مّن الورود ، أحلى الورود بدونك أنت ؟ ما ألوانها وأريجها وشذاها قبل أن تكون َ بين يديك ؟
الحق ؟ أخشى أو أخجل ُ أن أصارحك القول َ بأنك السيدة الأولى وإنك الأميرة وإنك المعبودة وأنك مليكة القلوب وإنك المثل الأعلى بين قريناتك. أخشى أن أجرح مشاعر زميلاتك في العمل والدراسة . أخشى أن يتهمني بعض الأصدقاء بالنرجسية أو المبالغة أو أني مجرد مدع ٍ وأكتب عن أوهام لا وجود َ حقيقيا ً لها . فهل أنتِ وهم ٌ حقيقي أم حقيقة وهمية ؟ لا من فرق لدي َّ . فحين تكونين وهما ً أكون حقيقة ً . وحين تكونين حقيقة أكون أنا الوهم والواهم الكبير معاً . هل قلت ُ إن َّ طعامي اليومي ورجولتي الدائمة من فيض صدرك ثم يديك ؟ هل أخبرتكِ أني أتشهى بين حين وآخر أن أغفو على صدرك كرضيع ٍ لا أم َّ له ؟ هناك يجد الدفء وحنان الأم ثم غذاءه . فقد أمه فوجدها فيك . فعيدك عيدها وعيد كل النساء في العالم . حين أُهنئك في يوم مولدك كأني أُهنئ السيدات قاطبة ً وأدعوهن َّ للإحتفال بهذا اليوم الأغر . يا لعجبي ! يأتينك ِ مهنئات زرافات ٍ زرافات . فردي يا حبي لهن التحية والتهنئة بيوم المرأة العالمي . فيهن أم ٌ لك ومنهن أخت ٌ وصديقات . شاركيهن َّ أفراح هذا اليوم وإحتفلي وغنّي أغاني الربيع . سأرسل لك ولهن َّ بطاقات التهنئة وأكاليل أجمل وأغلى الورود . بكِ وبهنَّ أرفع رأسي وأستعيد قوّتي وبأسي لمنازلة متطلبات الحياة وأحكام الزمن.
قبل أن تكوني الملكة كنتِ أميرتي ومولاتي . فلا تتعسفي ولا تتميزي عن باقي الزميلات . لك بهن َّ أُسوة . ولك فيهن َّ صديقات مخلصات يحفظن أسرارك والعهود .
أكرر التهاني أصدقَها وأكثرَها حرارة ً وحميمية ً وإسلمي ودومي ولتكن جميع أيامك أياما ً لعيد ميلادك ... وليكن الثامن من آذار شهر الشهور وعيد الأعياد الوطنية والأقليمية والعالمية .
التوقيع /
المخلص المتنبي .

سقطت الأوراق من يدي . كان صاحبي بارداً جداً وهادئاً جداً وكنتُ أحترق إذ كنتُ أقرأ ما أجبرني على قراءته . ما هذا يا متنبي ؟ رسالة تهنئة بيوم الثامن من آذار ... عيد المرأة العالمي... أجاب . لمن وجهتها ؟ قال أنت قد قرأت الرسالة وتسألني لمن وجهتها ، أمرك عجيب يا رجل !!
ليس من عجب ٍ في الأمر يا صديقي . لقد إختلطت أموري علي َّ . إمتزج الخاص بالعام والحقيقي بالوهمي والماضي بالحاضر والمفرد بالجمع والجمع بالمفرد ... أدخلتني في حَيص َ بَيص يا رجل . قال أحسنتَ ، أليست الحياة خلائط عاليها سافلها وشرقها غربها وذكرها مؤنثها ومؤنثها ذكرها وصعاليكها ملوكها وملوكها من صعاليكها ؟ قلت لا أفهم هذه الفلسفة يا أبا الطيب . قال إذا ً ذنبك على جنبك . لا تريد أن تفهم ، إنك أنت لا تريد أن تفهم فمن تُرى يجبرك على أن تفهم ؟
لكي أدفع عني تهمة الغباء والعماء قلت فلأغامر وأتكهن وأسأل المتنبي سؤالاً محرجاً فإما يُجيب أو لا يُجيب . فإذا أجاب إيجاباً فبها وإني في كافة الأحوال سوف لا أخسر شيئاً . قلت هل تسمح لي يا صديقي بسؤال واحد بسيط ؟ قال تفضّل . ما إسم هذه السيدة الأميرة ومالكة لبّك وقلبك ومتى وأين تعرّفت َ عليها ؟ أطال النظر في عيني َّ بتعجب وإحتجاج وإستنكار ثم قال بكل هدوء : وما أهمية هذه الأسئلة وما سبب فضولك ؟ ألسنا أصدقاء يا متنبي ؟ قلت له . قال لا ثقة َ بأحد في هذه الأيام . الحب ... الرومانس الشخصي شئ وصداقة الأصدقاء شئ آخر . ما لله لله وما لقيصر لقيصر. قلت ألهذا قلت في بعض قصائدك :

كلّما عادَ مَن بعثت ُ إليها
غارَ منّي وخان َ فيما يقولُ

قال بالضبط . لا ثقة ببني البشر في هذه الأيام . ثم أنا القائل :

وصرتُ أشك ُّ فيمن أصطفيهِ
لعلمي أنه بعض ُ الأنامِ

علام كل هذا الشك يا أبا الطيب وأنا أخوك وصديقك ؟ قال إن َّ الزمن نفسه خؤون . لذا أصبح الناس جميعاً مثله . إنه يخدعهم ، يتلوّن أمامهم كالحرباء كيما يتقبلونه ويرضون بأحكامه وقوانينه الجائرة . كيما يقبلون حكمه عليهم بالموت العادي حيناً أو الإغتيال أو الشنق أو الإعدام أحياناً أُخرَ . هو يرفضهم ... يلفظهم من مملكته بهذه الطريقة أو بتلك . يقول لهم أنا الأول وأنا بلا آخر . بي تبدأ حيواتكم وتكتبون تواريخ ميلادكم وبي تسجلون أعماركم وبي تنتهون وتثبّتون تواريخ رحيلكم على شواهد قبوركم . أنا ربّكم أنا خالقكم وأستنكف أن تعبدوني .
ثم َّ، أردف المتنبي : ما سبب إهتمامك بمعرفة إسم فتاتي التي إبتهلتُ لها وقدمت لها الورود والتهاني وسجدت أمامها وأسميتها أميرتي ومليكتي وحافظة أسراري ؟ تغار مني وتحسدني يا رجل ، أضاف المتنبي !! والذي يغار يخون .
أحرجني صاحبي وفاجأني بصلفه هذا وإتهامي بالغيرة والحسد ناسياً ما بيننا من صداقة وود ومجاملات وخبز وملح . الرجل غير طبيعي . ما تفسير كل هذا الهيام وهذا الرومانس الجارف الذي أفقده صوابه فخلط عيد ميلاد حبيبته بيوم المرأة العالمي ؟ أمر صاحبي يحيرني . إنتبهتُ وقد سرحتُ مع هذه الأفكار والتساؤلات لأرى نفسي وحيداً في حجرة الضيوف . إختفى المتنبي في أدق المواقف .

أهنئ مَن في يوم الثامن من شهر آذار ؟ قام المتنبي بالمهمة نيابةُ عني خير قيام . متى نلتقي يا شاعري ؟
أتاني صوته عالياً : في يوم الثامن من شهر آذار من العام القادم 2008 !!



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأيِّ ذنبٍ قُتلتْ ؟ شهداء الحلة في إنقلاب شباط 1963
- إنقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الدموي
- على جفن البنفسج / نصوص للسيدة نبال شمس
- حول دوائر أحزان القاسمي والناقد السوري
- باعتني بنقودي لصديقتها وقراءة لرواية سلام إبراهيم الجديدة : ...
- حول مقال نادين البدير
- مزمار ومقهى دينا سليم
- تعقيبات على كتاب عن تأريخ الحلة لنصف قرن من الزمان
- رواية الأرسي لسلام إبراهيم
- ماركسيست ستالينيست أمريكانيستو
- الحاتي وإبن الرومي والملاّ عبود الكرخي
- سيدوري في مملكة الحيوان
- مع صديق وأمورٍ ساخنةٍ أخرى / الزيدي وغزّة ...
- أعياد الميلاد / لغزّة اليوم وذكرى الطفل محمد الدرّة
- حصانُ الدرويش
- سيدوري وصديقة الملاية على جسر كارل
- الحافيات / رواية لدينا سليم
- كلكامش وأنكيدو وعشتار
- أماني دون كيخوت لسنة جديدة
- بحر الصمت / رواية للكاتبة الجزائرية ياسمينة صالح


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - عدنان الظاهر - للثامن من آذار / يوم المرأة العالمي