أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - السلطة والمعرفة سوريا














المزيد.....

السلطة والمعرفة سوريا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 10:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


إذا كان مفهوم السلطة، بمعناه الواسع والضيق، المطلق والنسبي، مفهوما لكثرة تداوله، بشكل صحيح أو خاطئ..إلا أن مفهوم المعرفة يحمل التباسات كثيرة، أحيانا نجد من يطابق بين مفهوم المعرفة وبين مفهوم الثقافة، لدينا عسر شديد في الحقل الدلالي للمفاهيم. يمكن لأي أمرء، ان يلتقط تعريفا مدرسيا، لكل المفاهيم المطروحة، ولكن هذا لا يعنينا بأي حال، في هذا المجال الذي نحاول، عنادا المساهمة فيه.
يذكر العنوان بعنوان مساهمة فوكوية- نسبة لميشيل فوكو الفيلسوف الفرنسي- لكن لا يتقاطع معه، أبدا..السلطة تمثيلية هناك، ومجسدة هنا..السلطة هناك قداستها مخفية بانفتاحها، والسلطة هنا قداستها تمشي أمامها، بلغة واضحة، تقول قائد رمز، أو قائد خالد، مناضل، مساهم أول مطلق في كل قطاعات العمل المادي والرمزي، الطالب الأول، المحامي الأول، المثقف الأول..معزوفة التفضيل المطلق.
قداسة لا تمثل سوى نفسها، ولا تحيل إلى ما هو خارجها، هي مقدسة بذاتها، يمكن للمرء أن يعود للدستور السوري كي يرى تطبيقا واضحا. قداستها أيضا تتأتى من فرادتها، ليس بهياكلها وحسب بل بشخوصها أيضا، ومن البعد التنزيلي الذي جاءت إلى مجتمع بدونها، لا يستطيع أن يسير أمرا مهما كان صغيرا أو كبيرا، هي منقذ ببعد خلاصي، تقود إلى جنتها، وعكس ذلك تقود إلى نارها" سجن او اغتيال أو قطع رزق..كما الله"
عندما يزور ساركوزي الرئيس الفرنسي، عمال النفايات، هو يقوم بواجب الوظيفة التمثيلية، التي أتى من خلالها، بينما عندنا تلك الزيارة تكون: مكرمة وعطاء. هل يستطيع ساركوزي سجن مثقف فرنسي مهما كتب ضده، سياسيا، وحتى شخصيا لا يستطيع...ربما يستطيع رفع دعوى قضائية ضده كأي مواطن فرنسي، والقضاء هو من يقرر. في سورية اعتقال نخبة من المثقفين والكتاب يحتاج إلى هاتف فقط.
الخطاب الإسلامي المنتشر على المنابر السورية، هو خطاب من خطابات إسلامية متعددة، ولكن إن كان لهذا الخطاب من سلطة على المجتمع، أو على بعض من فئاته، هو خطاب أيضا يبرز قداسته، ولكن هل هو منقطع عن قداسة السلطة اللاتمثيلية، ام أنه جزء منها؟
في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، كان ممنوعا على السوري أن يربي ذقنه، حتى لا يتهم بأنه إسلامي، والآن مسموح للسوري أن يرتدي أفغاني تيمنا بطالبان!
تحول الطقس المسموح به، ومسموح بنشر خطابه على المنابر، من تابع لقاءات الشيخ الكوكي على قناة الجزيرة، ودفاعه عن النقاب، يعرف ماذا يجري في سورية داخل حقل الممنوع والمسموح، يعرف عماذا نتحدث، حيث تحول هذا المسموح به إلى سلطة خوف عند الأقليات السورية، والسلطة بذلك ضربت عصفورين بحجر واحد: أجهزتها الأمنية قبضت على حركة الأصولية من جهة، وأحييت هاجس الخوف لدى الأقليات، لأنها صورت أن كل المسلمين السنة هم أفغان طالبان. والقبض على الحركة التي يسميها بعضنا" صحوة إسلامية" ليس قبضا سياسيا وثقافيا فقط، بل هو قبض أمني أولا. ومن جهة أخرى حازت السلطة بتسويقها لهذا الخطاب على شعبية ما لدى الشارع الديني، إذا زدنا على هذا ما يمكننا تسميته بالجهاز المفاهيمي والثقافي والأمني والسياسي ل" معسكر المقاومة" حتى المعارضة السورية، بدأ الخوف يسيطر على الكثير من نخبها" الخوف من التغيير" هذا الخوف أصبح مقدمة معرفية في إنتاج خطاب ثقافي وسياسي. وجاءت تجربة العراق لتعزز هذه الهواجس، أصحيح أننا أمام معادلة لا تقبل القسمة إلا على أثنين" إما بقاء الاستبداد أو انهيار البلد ومحوه عن الخارطة؟
في هذا الواقع يمكن فهم التساهل في الجبهة المفتوحة بين العلمانيين وبين الإسلاميين، حول الحريات الفردية، وكيف أن السلطة تغض الطرف تماما عن هذه المعركة، وغض الطرف هذا هو أيضا معمل صغير لإنتاج سلع معرفية تتناسب مع مواده الخام.
المعركة حول جرائم الشرف، المعركة حول قانون الأحوال الشخصية، المعركة حول ما يصرح به مفتي الجمهورية.
لا قداسة في سورية إلا لسلطتها، ولخطاب ديني تسمح به هذه السلطة، وتبني له المؤسسات، وعليه تكون المعرفة بسورية....وأية معرفة هذه؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لي بالماضي أو الحاضر أية ضمانة.
- ليس دفاعا عن جورج بوش!
- الحوار مع ياسين الحاج صالح 2
- الحوار مع ياسين الحاج صالح.
- بين إيران وامريكا؟
- مراجعة أم تقرير؟ رد على الكاتب محمد سيد رصاص.
- اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟
- العلاقة السورية الإسرائيلية.
- العلاقات الفرنسية السورية
- المسألة الكردية- استمرار الحوار3. مع الصديق زيور العمر.
- المسألة الكردية مرة أخرى- تساؤلات.
- تركيا بين منطقين.
- سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟
- لماذا مصر؟ الحدث القبطي.
- المسألة الكردية في سورية- تساؤلات.
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث2
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث.
- المثقف والسلطة-حلقة مفرغة
- مشكلة الشباب- النموذجين السوري والإيراني-1
- العلمانية ليست أيديولوجيا.


المزيد.....




- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - السلطة والمعرفة سوريا